My Freedom ..

New Life ..

لحظه التماس الطائره لارض باريس .. تلك اللحظه التي اختفت بها كل المشاعر المضطربه التي اشعر بها بداخلي ليسيطر علي داخلي اكبرهم .. و هو الخوف ..

اشعر ان ضربات قلبب المتسارعه ستتوقف باي لحظه .. حاولت التقاط انفاسي بانتظام و انا انهض من مكانب بعد ان بقيت بالطائره بمفردي ..

توقفت للحظه عند باب الطائره عندما وقعت عيناي علي المشهد امامي .. تلك اللحظه التي ستخطو قدماي بها علي تلك الارض ستولد فتاه جديده .. ستتحرر من كل القيود التي كانت تعيش بها طوال حياتها .. ستضع لنفسها حدود جديده و طريقه حياه جديده .. ستعود الي تلك الطائره يوما ما لتعيدها الي بلدها لتجعل الجميع يري ما وصلت اليه و ما حققته ..

..

استقليت اول سياره اجره رأيتها امام المطار .. اخبرته بعنوان الجامعه ثم استندت برأسي علي زجاج النافذه و انا اشاهد شوارع باريس التي تحدث عنها الكثير و لم اكن اراها فقط سوي بالصور ..

بعد خمسه عشر دقيقه تقريبا توقفت السياره ليعلن السائق عن وصولنا للجامعه ..

اعطيته نقوده ثم ضممت ذلك المعطف الذي ارتديه اكثر علي صدري ثم خرجت من السياره ..

نزل السائق من سيارته و اخرج لي حقيبتي من السياره ثم رحل ..

توقفت للحظات امام باب الجامعه ..

"رائعه .. " .. همست بنفسي و انا اقف امامها .. لا تبدو جامعه علي الاطلاق .. بل فندق سبعه نجوم ..

..

بمجرد دخولي شعرت انني تائهه دون ان اتحرك خطوه واحده .. كل من حولي شكلهم مختلف و غريب علي .. لا اعلم احد ، لا استطيع التحدث مع احد .. حتي وقعت عيناي علي فتاه تجلس بعيداً بمفردها و تمسك بكتاب بيدها .. شعرت ان مظهرها يطمئن قليلا لكي اقترب منها و اتحدث معها ..

" مرحبا " .. قلت بمجرد اقترابي لترفع نظرها عن الكتاب الذي بيدها لتواجهني ..

" مرحباً " ردت بابتسامه ارتسمت علي وجهها لتجعل من ضربات قلبي المتسارعه ان تهدأ قليلا ..

" ككنت اريد ان اعلم اين يوجد مكتب السيده مادلي .. " تحدثت ثم اشارت الي جهه باليمين ..

" ثاني مكتب ستقابليه من تلك الجهه علي اليمين " ..

" شكرا " اجبت و اومأت لي بالمقابل .. اتجهت الي المكان الذي اشارت اليه لاتوقف امام ثاني باب اقابله و مكتوب عليه " مادلي جوهانسون " ..

تعجبت من اسمها قليلا .. توقعت ان يكن اسمها فرنسيا لا استطيع نطقه و لكن يبدو انها انجليزيه ..

طرقت الباب حتي سمعت صوت سيده بالثلاثين من عمرها تجيب لتسمح لي بالدخول ..

.
.

انهيت اجراءات التحاقي المتبقيه ثم اخذتني لترشدني الي غرفتي .. وسط بعض التعليمات التي كانت تلقيها علي ..

" هذه ستكون غرفتك و ستشاركك بها فتاه اخري " قالت و هي تتوقف امام غرفه بمنتصف الرواق لتخرج بطاقه من جيبها و تفتح بها الباب ..

فتحت الباب ليظهر امامي رواق قصير ينتهي بغرفه كبيره ..

" لم اتوقع ذلك حقا !! " تمتمت بنفسي حتي لا تسمعني ..

" اتمني ان غرفتك تنال اعجابك و ترتاحي بها " قالت و هي تعطيني بيدي البطاقه ..

" هذا مفتاح الغرفه .. يوجد منه نسخه اخري مع الفتاه التي تشاركك الغرفه و نسخه ثالثه معي فقط " قالت و هي تعطيني البطاقه بابتسامه ثم رحلت ..

اغلقت خلفها الباب و انا اتنفس الصعداء لادير ظهري لاري الغرفه التي سابقي بها ..

كبيره الي حد ما .. بها سريران بجانب بعضهما و طاوله صغيره بينهم .. تلفاز و مبرد امام السريران  .. بالوجه نافذه كبيره بحجم الحائط و بالجوار هناك باب ..

.
.

رتبت اغراضي بمكانها و حاولت الابتعاد عن اغراض الفتاه التي تبقي معي بالغرفه .. اغراضها كثيره و تملأ الغرفه كلها .. بالطبع سنجد حل بالمنتصف لذلك ..

انتهيت من ترتيب ملابسي ثم رتبت كتبي بالمكتبه اعلي السرير و وضعت بعض الصور التي اخذتها لنور و محمد و امي .. وضعت بعض الاشياء الخاصه بي بجانب سريري .. بدأت اشعر قليلا ان الغرفه تنتمي الي .. بالرغم من كون الغرفه جيده و لكنني اشعر بالبروده بها .. اشعر انها ليست غرفتي المكان الوحيد الذي اجد الراحه به ..

.
.

استلقيت علي السرير لتسيطر علي افكاري حتي ذهبت بنوم عميق ..