تابعوا حسابي لمتابعة كل جديد
.
.
.
.
الفصل الثامن ........
عاشت سارة اسبوعا قاسيا من القلق والتوتر والضيق
فلم يتبقى سوى ايام قليلة وينتهي العمل في الفيلا و المهندس علي لا يأتي منذ آخر لقاء بينهما . تركها دون كلمه واحدة ودون أن يرد على عرضها
أغلقت سارة هاتفها المحمول حتى تتقي ضغوط جيف عليها بالعودة ..وأخذت إجازة طويلة من المركز
فلم تكن فى حاجة الى مزيد من التوتر والضغط النفسي
أخيرا جاء علي ليتابع الروتوش الأخيرة للعمل ..وحاولت هي بكل وسيلة التحدث معه.لكنه كان يتعمد تجاهلها ويتواجد باستمرار وسط عماله وعندما هم بالرحيل لم يكن لديها بد من ان تناديه فاضطر مرغما الى الذهاب معها الى حجرة المكتب وهو يحاول تجاهل نظرات العمال وابتساماتهم الساخرة التي تقول الكثير
قالت سارة مباشرة كعادتها : لقد عرضت عليك عرضا ولم اتلق رد حتى الآن
سألها بعجب ودون ان ينظر اليها : هل انت دائما بهذه الجرأه ؟
قالت بتحدى : هل تعتبر الصراحة والوضوح عيبا؟
قال : لا ..ولكني لم اعتد مثل هذه الجرأة من النساء
زفرت بضيق وحاولت تجنب مناقشة جدلية طويلة : حسنا ..لن اتكلم فى هذا الأمر الآن .لقد سألتك سؤال ولم أتلقى الإجابة بعد
قال : الحقيقة انني فكرت طويلا في هذا الأمر ودار فى ذهني سؤال حرت كثيرا في اجابته وهو لماذا انا؟
هزت كتفيها ومطت شفتيها وقالت : ولم لا ؟
قال بجدية : لأننا مختلفان في كل شيء وليس بيننا اي نقاط للتفاهم نستطيع ان نبدأ منها ..الإجابة الوحيدة التي طرقت ذهني هو انك تريدين نقل ابحاثك من أمريكا الى بيتي وبدلا من ان تأتي اليك العينات تذهبين انتي اليها
قالت بثقة : انا احاول ان اجد حلا يرضينا معا فالزواج سيجعلني استطيع ان ادرس شخصيتك عن قرب وبصورة اكثر واقعية
كما انه سيزيل عنك كل حرج ويجعلك تتحدث معي بحرية فعندها لن اكون غريبة عنك
ضاقت عيناه وقال بعجب : اذا فكما توقعت .الأمر كله عمل .مجرد تجربة تجرينها لخدمة ابحاثك ودراساتك...عفوا يا آنسة فأنا لا أتزوج من أجل اي غرض سوى تكوين أسرة .زواجا حقيقيا يدوم الى اقرب الأجلين ..
قالت بسرعه : ومن قال انه لن يكون زواجا حقيقيا ؟ أظن انني اجدك زوجا مناسبا لي
قال بسخرية شديدة : حقا ؟ وماذا بعد ان تنتهي أبحاثك ودراساتك؟ ألن تمزقي هذه الصفحة من حياتك وتبحثي عن صفحة جديدة ؟
قالت بدهشة : ولم أفعل ذلك اذا كان زواجنا ناجحا؟
قال متساءلا: ومن اكد لك انه سيكون ناجحا ؟
قالت بتأكيد : التجربة ...التجربة هي التي ستثبت ذلك
قال : وهناك ايضا الإحتمالات ..عفوا ..لكننى لن أقامر بحياتى كلها من اجل تجربة احتمالات الفشل فيها اكبر من النجاح
ثم من سيضمن لي انك ستبذلين اقصى طاقاتك لإنجاح هذا الزواج؟
قالت بصراحة : لأنني اريد هذا الزواج
كانت اجابتها الصريحة مفاجئة له ..فصمت قليلا يفكر ثم قال :أنا لدي شروطا لقبول الزواج لا أظن انك ستوافقين عليها
قالت بثقه : ومن ادراك انني لن اوافق؟
قال بجدية : لأن في جماعتنا نعتبر الزواج اسرا للمرأة فهو يفرض عليها اعباء وقيود ومسؤليات فهل تتقبلين التضحية بحريتك؟
تنهدت بضيق وصمتت قليلا لترتب افكارها لتستطيع الرد عليه ثم قالت : من الممكن ان نتوصل الى اتفاق يناسبنا معا
رفع احد حاجبيه وقال : وهل سنوقع الإتفاق في مجلس الأمن؟
قالت وقد بدأ الغضب يسيطر عليها : انت تسخر مني
قال : لا ..ولكن كلامك غريب حقا ..حتى اختياراتك للتعبيرات والألفاظ
تنهدت بضيق وقالت : أفهم ما تريده تماما ...تريدني ان أحتجب عن الناس ..أليست هذه افكارك وعقيدتك ؟
قال : ليس هذا فقط ..بل تطيعيني في كل شيء واذا ما اختلفنا تنفذين رأيي حتى لو لم تقتنعي به
قالت بعصبية غاضبة : الآن أصدق تماما ما يقال عنكم ..فأنتم لا تتقبلون الرأى الآخر ولديكم نزعة هتلرية مسيطرة وتتخذون من النساء عبيدا ترضون بهم نزعاتكم السادية
قال بهدوء مستفز : رأيك لا يهمني ..هذه هي شروطي وانا لم اكرهك على قبولها ..اسمحي لي
قالت بغضب هادر : هل تدعي التهذيب ؟ وانت من داخلك مجرد حيوان سادي مسيطر معقد ؟
صرخ بصوت مخيف : توقفي ..فأنا لن اسمح لكي ابدا باهانتي ..ولولا خاطر والدك ..لكان ردي مختلفا تماما ..واعلمي انني لن اتزوج ابدا من فتاة تعرض لحمها امام الناس لتأكل منه كل العيون المريضة
اندفعت بعصبية عمياء فاقدة كل سيطرة على تصرفاتها ورفعت يدها لتصفعه على وجهه وهي تقول : أيها السافل الـ .....
لم تكمل فقد اصطدمت يدها بذراعه التي رفعها بسرعة ليتقي بها الصفعة وهو يهز رأسه ويقول بهدوء مخيف : لا ..الصفعة لا تكون هكذا .....بل هكذا
نزل كفه على اذنها وخدها كصاعقه رهيبة واصطبغت الأشياء فى عينيها بلون الدماء وفقدت القدرة على الرؤية والسمع باذنها المصابة ..لكنها سمعته جيدا بأذنها الأخرى وهو يقول بغضب هادر : اياكي ان تتعرضي بالإهانة لارهابي مهووس متعصب سادي مثلي ...هل تفهمين ؟
رحل علي مسرعا وغادر الفيلا كلها
أما سارة فقد كادت ان تسقط أرضا من قسوة الدوار الذي لف عقلها ..
وجاهدت لتصل الى حجرتها رغم انها بالكاد كانت ترى فقد كانت كل الصور مزدوجه امام عينيها وفقدت أذنها المصابه الإحساس بالأصوات تماما
قضت سارة الليل بطوله تتقلب في فراشها من الألم والغضب كانت اذنها تؤلمها بشده ورأسها يكاد ان ينفجر ومازال الدوار يلعب برأسها .
نهضت من سريرها وبحثت في حقيبتها حتى اخرجت علبة الدواء وفتحتها فوجدتها فارغة صرخت بغيظ شديد والقت بالعلبة من الشباك والقت بنفسها على السرير وامسكت بالوسادة تعض فيها من الألم وهي تتأوه
أتت سماح على صوتها وجلست بجانبها على السرير وقالت بقلق : لقد استيقظت من النوم فزعة على صوتك..ماذا حدث؟ ما بك؟
كتمت سارة ألمها وتماسكت أمام أختها وهي تقول : لا شيء .اذهبي الى حجرتك ..أنا بخير
قالت سماح بحنان وهي تمسح بيدها على شعرها : سارة .ما بك؟ لماذا لا تصارحيني ؟ ألسنا أخوات ؟ أنا حقا قلقة واريد ان أطمئن عليك
قالت ساره باقتضاب صارم : سماح . لا أريد ان اتحدث الآن ..اذهبي الى حجرتك
غادرت سماح الحجرة بحزن من اسلوبها الصارم معها والقت عليها نظرة قلقة قبل ان تغلق الباب
نهضت سارة وهي تترنح من الألم ووقفت امام المرآة والدوار يعصف برأسها بشدة
نظرت الى وجهها في المرآه ..ثم أمسكت بزجاجة عطر وقذفتها بعنف لتحيل المرآة الى قطع صغيرة وقالت بغل : سأريك يا ذا اللحية السوداء ..سأريك أيها الإرهابي السافل ..فأنا لا أستسلم ابدا
................................................
يتبع