الفصل الثاني و الخمسون

5.3K 212 0
                                    

غادرت الطائرة الأراضى الأمريكية متجهة الى فرنسا وعلى متنها وفد ثقافى وفنى رفيع المستوى, ومجموعة من مشاهير الممثلين, للمشاركة فى مهرجان كان السنيمائى الدولى

وفى أحد أركان الطائرة كان يجلس أحد منتجى الأفلام وهو سعودى بثوبه الأبيض وغطاء رأسه المميز, وبجواره زوجته

كانت ساره مرهقة للغاية وتشعر بآلام شديدة ولكنها كتمت كل هذا بداخلها وتحملت الرحلة الطويلة فى سبيل العودة السريعة الى مصر

ومن فرنسا ...استقل علي وساره مباشرة الطائرة المتجهة الى مصر

وفى الطائرة بادرها علي بقلق : ساره, تبدين متعبة للغاية

ضغطت أسنانها بقوة حتى لاتصرخ وقالت بضعف : أظن أننى لم أنم منذ وقت طويل

قال بعتاب حانى : لازلت تخفين ألمك عنى؟

حاولت الإبتسام بصعوبة وقالت ووجهها يزداد شحوبا : عندما أعود الى البيت سأرتاح

قالت بوهن وهى تضغط يده بضعف : كم أشتاق الى العودة الى البيت لأرتاح

قال بحنان : لقد وعدتك أنى سأعيدك الى البيت

قالت بعتاب : نعم, أعلم جيدا أنك لاتخلف وعدك أبدا

قال بألم : سامحينى..كنت مضطر سامحينى

أفزعه شحوب وجهها الشديد, وارتعاشة يدها بين يديه., والعرق الشديد على جبينها برغم برودة يديها
استدعى المضيفة, فجاءت مسرعة, كانت واحدة من فريق مصطفى, مهمتها مرافقة علي وساره وتأمين رحلتهما

نهض على من مكانه وتحدث الى المضيفة : ساره مريضة للغاية, نحتاج الى سيارة اسعاف بمجرد أن نصل

جلست المضيفة مكان علي وتحدثت قليلا الى ساره, ثم أحضرت بطانية ثقيلة ولفتها حولها وقالت لعلى : انها باردة للغاية, ابقها دافئة وحاول ألا تدعها تفقد وعيها

نظرت فى ساعة يدها وقالت : ساعة واحدة ونصل ان شاء الله

سأتصل بهم ليجهزوا لها سيارة اسعاف, وسآتى لها بشراب دافئ

رحلت المضيفة وجلس علي بجوار ساره وقال وهو يمسك بيدها بين يديه : كدنا نصل يا حبيبتى

همست بضعف شديد : هل. هل مازلت تحبنى؟

قال بحنان : وهل أستطيع أن أحب غيرك؟ ماذا حدث؟ ..هذه هى المرة الألف التى تسألينى فيها هذا السؤال منذ غادرنا أمريكا

بدأت عينيها تغربان وجفنيها يتثاقلان, فقال علي بقلق بالغ : ساره لا تنامى, تحدثى الى, كدنا نصل
حاولت ان تبتسم له فلم تستطع, همست بصوت

شديد الضعف : اطمئن, أنا بخير , فقط أريد أن أنام
لم تكد تكمل الكلمة حتى أغمضت عينيها تماما, وسكنت حركتها وارتخت أصابع يدها بين يديه

وارتعد قلب علي بشدة وهو يناديها ولا تجيب

.................................................. .......... ............

الرجل ذو اللحية السوداء لـ (سامية احمد)Where stories live. Discover now