الفصل الثامن و الثلاثون

5.5K 215 0
                                    


الفصل الثامن والثلاثين ..........

سارت ساره معهما مرغمة, وكتمت دموعها خلف قناع من الجمود بعد أن أدركت أن مقاومتها تعنى خطرا على حياة أحب الناس اليها.

لم تكن ساره تتخيل أن شعورها بالأمان والراحه عندما عادت الى على, لن يدوم طويلا, فبعد أن تركها وخرج, بدأت تشعر بالدفء وسترته الجلدية الثقيله تحتضنها, ولم تستطع أن تقاوم رغبة عارمة فى اغماض جفنيها, اعتدلت على الفراش, ووضعت رأسها على الوساده ونامت.

لم تدرى كم بقيت نائمه, ولم تعرف بالتحديد ما الذى دفعها لفتح عينيها, لكنها بمجرد أن استيقظت , انتفضت فزعا عندما رأت اثنين من الرجال يقفان بجوار الفراش, وقبل أن تصرخ كان أحدهما قد أحاط فمها بكفه ليمنعها من الصراخ, وتحدث اليها عندما وجد جسدها يرتجف رعبا : لا تخافى, لم نأتى لإيذائك, جيف يريد أن يراك, فهل ستأتى معنا فى هدوء, أم نضطر لأخذك اليه بالقوه؟

حرر فمها, فأدارت عينيها تتأمل الرجلين بخوف, ثم ابتلعت ريقها ولم تتكلم, لكنها نهضت بهدوء واستسلام عندما أدركت عدم جدوى أى مقاومه أو رفض.

تناولت حقيبتها وتأهبت لتذهب معهما, لكنها انتبهت فجأه وأصغت سمعها عندما شعرت بأقدام على أمام باب الغرفه, وبمقبض الباب يتحرك, فهتفت بلا وعى : علي....

وفى لحظة سريعة, تحرك الرجلان , فأمسك أحدهما بذراع ساره ولواه خلف ظهرها وكمم فمها بكفه, أما الثانى فقد اختبأ خلف الباب مسندا ظهره للحائط, وأمسك فى يده عصا غليظه.

ودخل على , وقبل أن يأتى بأية حركه, كان الرجل الذى خلف الباب قد ضربه على رأسه ضربة قاسية, أعقبها بركلة فى فكه عندما حاول على الإلتفات اليه.
واقتادا ساره أمامهما ودموعها لا تتوقف وهى تنظر الى على وهو ملقى ارضا يمد لها يده ولا يستطيع الحراك.

خرج الثلاثة من الفندق متجهين الى سيارة سوداء كبيرة مرتفعة لها ثلاثة ابواب فقط, اثنين فى الأمام, والثالث فى ظهر السيارة, و ونوافذها كلها سوداء تماما .

اتجه أحدهما الى مقعد القيادة و ووقف الثانى أمام الباب الذى فى الظهر وفتحه, ثم خاطب ساره التى وقفت امامه بجوار السيارة وقال بلهجة معتذرة : عفوا سيدة ساره, كنت أود أن تجلسى فى الكرسى الأمامى ولكنى مضطر , ستجلسين هنا فى الخلف, وأغلق الباب باحكام, فجيف لن يسمح لى بأى خطأ.

نظرت اليه ساره بضيق صامت, ووقف هو منتظرا .
أمسكت ساره بحقيبتها المعلقه فى كتفها الأيمن, واستدارت لتواجه باب السياره ورفعت قدمها لتركب, ولكنها فى نفس اللحظه فتحت حقيبتها بهدوء, وفى حركة سريعة أسقطت شئ ما من الحقيبه, شئ صغير تدحرج الى أسفل السيارة.

وركبت ساره بسرعه والتفتت تنظر الى الرجل الذى كان يقف الى يسارها لتتأكد أنه لم يلاحظ ما فعلته, وعندما اطمأنت اعتدلت فى مقعدها الخلفى وتركته يغلق باب السيارة باحكام, ثم جلس فى الكرسى المجاور للسائق وانطلقت السيارة

الرجل ذو اللحية السوداء لـ (سامية احمد)Where stories live. Discover now