الفصل الثاني

12.8K 385 7
                                    

تابعوا حسابي لمتابعة كل جديد
.
.
.
.
الفصل الثانى ..........

مرت عدة ايام على هذه الحادثة
لكنها لم تستطع التخلص من شعورها بالحنق والغضب لما حدث وكان اكثر ما يغضبها هو شعورها بالخوف والإرتباك أمام هذا الإرهابي الهمجي المتخلف

ركنت سيارتها ودخلت الى فيلتها واتجهت الى السلالم الرخامية لتصعد الى غرفتها ..وعبرت فى طريقها من امام حجرة مكتب ابيها ولكن قدماها تسمرتا عندما سمعت صوتاً تظن انها تعرفه ..اندفعت يدها دون تفكير تفتح الباب ..اتسعت عيناها بدهشة من اثر المفاجئة...

انه هو !!!!
الرجل ذو اللحية السوداء الذي التقت به يوم الجمعة

لكن ملابسه كانت مختلفه ..كان يرتدى قميص وبنطال وسترة انيقة

كان يتحدث مع ابيها وتوقف الحديث عندما دخلت بشكل مفاجئ

قال ابوها : تعالي يا سارة ..

ثم التفت الى ضيفه الذى خفض عينيه وادار وجهه ليتجنب النظر اليها وقال له : ابنتي الكبرى سارة عادت من امريكا من شهرين

قال الضيف ذو اللحيه السوداء دون ان يرفع عينيه اليها : تشرفت بمعرفتك

لم ترد ..بل اخذت تتأمله بتعالي وهي ترفع احدى حاجبيها لأعلى ثم قالت لأبيها : ابي ...اريدك لحظة

اعتذر الأب من ضيفه وذهب خلفها... قالت بغضب عندما اصبحا بعيدين عن الغرفه: ما الذي اتى بهذا المخلوق المتخلف الى هنا؟

الأب بصرامه ..اخفضي صوتك ..سيسمعك

قالت بانفعال : لا يهم ..يجب ان يغادر البيت حالا

الأب : ماهذا الذي تقولينه؟ انه ضيفي ..وابن افضل اصدقائي رحمه الله

قالت باستنكار: ضيفك؟ انه ارهابي بلحية سوداء

الأب بدهشة : ما هذا الهراء ..انه مهندس الديكور الذى استعنت به لتجديد الفيلا ..انه انسان مثقف من عائلة محترمة

قالت : ليس هذا مقياس ..فالدراسات والأبحاث تقول ان الإرهابيين من الممكن ان يكونوا من عائلات غنية وحاصلين على أعلى الشهادات العلمية..لقد رأيته بنفسي يوم الجمعة ..انه همجي متطرف ..مهووس متعصب لآراءه الدينية

قال بغضب : توقفي ..أنا اعرفه جيدا وتعاملت معه ..انه انسان محترم هادئ متزن وذو خلق رفيع

قالت بعناد : لقد درست حالات كثيرة مثله ..ان امثاله لا يظهر عليهم السلوك العدواني الا اذا وقعوا تحت نوع معين من التأثير ..وفى الغالب يكونون شديدي الذكاء ويخدعون من حولهم ..صدقني يا ابي ..انه سيكوباتي

الأب بانفعال : توقـ ....

قاطعه صوت فتح باب الغرفة فالتفت الى ضيفه الذى خرج من الغرفه قادما نحوه يبتسم وهو يقول بلهجة شديدة التهذيب : سيدي استميحك عذرا لقد تأخرت ولابد أن ارحل

كانت ساره تتأمله بدهشه وتوجس برغم انه لم ينظر اليها ابدا

قال الأب : لكننا لم نتفق بعد على التغييرات المطلوبة فى حجرة المكتب والدور العلوي

قال بصوته العميق وبلهجة مهذبة تسلل اليها بعض السخرية وعلى وجهه ابتسامة غريبة :
عفوا سيدي سأكلف خبير استشاري كبير ليشرف على العملية ...فأنا لا أصلح لهذه المهمة

الأب بدهشة : كيف تقول هذا؟

قال بلهجة هادئة اتضحت فيها معالم السخرية : لأنني ارهابي بلحية سوداء ، همجي ، عدواني متخلف ، متطرف ، مهووس ومتعصب لآرائي الدينية ...و..احم....سيكوباتي

قال الكلمة الأخيرة بلهجة لاذعة السخرية دون ان تهتز عضلة واحدة في وجهه ودون ان يدفعه الفضول للإلتفات و رؤية تأثير ذلك على سارة

اما سارة فقد الجمتها المفاجأة والغيظ ولم تستطع الرد

حاول الأب ان يتدارك الموقف فقال بارتباك : لقد كانت تمزح

دعك من هذا..اسمع ..ستأتي غدا لتعاين الدور العلوي وتحضّر المقايسة... واحضر عدتك وادواتك ورجالك وقتما تشاء.أريدك ان تبدأ فى العمل قبل نهاية هذا الأسبوع..اتفقنا؟

استدارت سارة بعصبية واتجهت الى غرفتها بغضب واضح

وهز الضيف رأسه موافقا وقال بأدب مادا يده ليصافح صاحب البيت: تحت امرك..اسمح لي بالإنصراف

ورحل الرجل ذو اللحية السوداء تاركا خلفه عاصفة عاتية من الغضب في نفس سارة

يتبع........................................

الرجل ذو اللحية السوداء لـ (سامية احمد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن