الفصل التاسع عشر

7.3K 276 1
                                    

تابعوا حسابي لمتابعة كل جديد
.
.
.
.

وصلا الى المركب التي غادرت الشاطئ بمسافة قصيرة فتوغلا قليلا في الماء وابتلت ملابسهما .,وساعد علي سارة لتركب المركب ثم قفز خلفها.

وصلت المركب الى الشاطئ الآخر ونزلا منها وسارا لمدة طويلة حتى توقفت سارة بتعب وقالت : لن أستطيع التحرك من مكاني ولا خطوة واحدة ,أكاد أهلك جوعا

قال علي وهو يجذب يدها : هيا ,تحملي قليلا ,كدنا نصل الى البيت

قالت : لا أذكر متى شعرت بالجوع بهذا الشكل, لقد نسينا تناول الغداء

قال علي : الخدمات في هذا الوقت من العام تكون قليلة , فلم تبدأ شهور المصيف بعد,هيا لنعد الى البيت

قالت بعناد : لن أستطيع التحرك قبل أن آكل

فكر قليلا ثم قال : أتذكر أن في هذا الشارع كان هناك مطعما للأسماك

اتجه الى أحد المارة وسأله عن المطعم ,ثم عاد الى سارة وهو يقول : كما توقعت, المطعم قريب من هنا

دخلا الى المطعم وجلسا الى احدى الطاولات وأخذت سارة تهز ساقها بتوتر متعجلة وهي تقول : يا الهي , كيف لي بالصبر , رائحة السمك المشوي لا تقاوم

قال علي متبسما : انتظري حتى تتذوقيه

أخيرا جاء السمك المشوي , ومدت سارة يدها بسرعة الى الطبق, فأمسك علي يدها فجأة قبل أن تصل اليه وقال : انتظري

نظرت اليه بدهشة فضاقت عيناه وقال بلهجة محذرة : ألن تتأكدي أولا أنني لم أضع لك سما فى الطعام؟

رفعت احدى حاجبيها بغيظ وضربت يده بقوه وهي تقول : حتى لو وضعت به حمض الكبريتيك ,فلن أدعك تنفرد بالسمك اللذيذ وحدك أيها النهم

وبدأ الطعام..............

والتفت كل من في المطعم بدهشة كبيرة على صوت صخب شديد ليشاهدوا ذلك الثنائي الغريب وهما يتناولان طعامهما بنهم كبير ويتخطفان قطع السمك من بعضهما البعض.واستكانت أدوات المائدة في مكانها بعد أن يأست من أن يستعملها أحدهما ,فلم يكن لديهما الوقت الكافي لذلك ,بعد أن تسابقت الأيدي لتنقذ ما تبقى في الأطباق

وانتهى الطعام.................

وألقت سارة بخدها فوق يدها المسندة الى الطاولة وقالت وعينيها نصف مغمضتين : أشعر بالخدر يسري في جسدي ويزحف الى رأسي,والآن ..كيف سنتحرك من هنا ونعود الى البيت؟

رشف علي جرعة ماء ووضع الكوب على المائدة وظهره مستند الى الكرسي وساقاه ممدتان أمامه أسفل الطاولة وقال بكسل شديد : ما رأيك؟..هل أستدعي سيارة اسعاف؟

نهض ببطء ومد يده اليها وقال : هيا ,أعطني يدك لنذهب الى البيت

خرجا من المطعم وهما يسيران ببطء وكسل ,وبدأت ساره تضحك بشده وتقول : أرأيت كيف كانوا ينظرون الينا؟ لا أدري من أين أتتنا كل هذه الجرأة لأفعل ما فعلته ؟صاحب المطعم لن يسمح لنا بارتياد مطعمه مره أخرى بعد أن رآنا نأكل بهذه الطريقة

ضحك علي قائلا : على العكس ,سيرحب بنا بالتأكيد ,فمن أين له بزبائن مثلنا يأكلون ستة غداء فى وجبة واحدة؟

قالت بدهشة : لم أكن أصدق ان بامكاني التهام كل هذه الكمية من الطعام

قال منذرا : لم أكن أعرف أنني متزوج من حوت...سيكون حسابي معك عسيرا على ما فعلتيه

قالت بدهشة : عن ماذا تتكلم؟؟

قال بغيظ : عن البطروخ الذي سرقتيه من بطن سمكتي...لن أسامحك أبدا

ضحكت قائلة : لقد كان لذيذا..كما أنني كنت جائعة للغاية

قال : لدينا مثل يقول ..الجوع كافر

قالت وهي تبتسم : أصدق ذلك تماما بعد ما كابدته اليوم
...........................................

الرجل ذو اللحية السوداء لـ (سامية احمد)Where stories live. Discover now