الفصل السادس و الثلاثون

5.6K 224 0
                                    

الفصل السادس والثلاثون .........

وصلت ساره الى المركز, وسارت فى طرقاته متجهه الى مكتب جيف بخطوات متمهله , وحاولت بكل طاقتها اضفاء الثقه والثبات على ملامح وجهها بعد أن عجزت شفتيها عن الإبتسام.

توقفت أمام باب المكتب ورفعت يدها المتردده لتفتح الباب , لكنها توقفت قبل أن تلمس المقبض , زفرت بقوه وأعادت يدها الى مكانها, رفعت وجهها الى السقف وتسارعت دقات قلبها فى سباق محموم , وبحركة تلقائية التفت يديها حول وجهها ورأسها تتحسس حجابها , ثم أصلحته حول وجهها.

أغلقت عينيها بقوة ومدت يدها الى المقبض ثانية وحركته ببطء وخطت الى داخل المكتب .

ارتجف قلبها بشده عندما التقت عيناها بعينيه الزرقاوتين , تجمدت فى مكانها ولم تستطع أن تحرك أى عضلة من عضلات جسمها , كانت عيناه الثابتتان لهما تأثيرغريب عليها

لاتدرى كم بقيت أسيرة لتلك العيون القويه , لكنها استفاقت على صوته الهادئ العميق وهو يقول : ألن تغلقى الباب؟

نظرت الى الباب الذى نسيت مقبضه بين أصابعها, فأغلقته على الفور وظلت واقفه فى مكانها تتأمل تلك الملامح التى تحفظها جيدا, ولكن فى هذه اللحظه شعرت وكأنها تراها لأول مرة

ملامح وسيمه يجمعها وجه أبيض مشرب بحمرة, يعلوه شعر خفيف اختلطت فيه الشعيرات البيضاء بالشقراء بشكل متناسق.

وتحيط بعينيه الواسعتين بعض التجاعيد التى تناسب رجل فى العقد الخامس وتضفى على وجهه بعض الهيبه

قال بود شديد وهو يتأملها من فوقها لتحتها : ألن تجلسى؟

تحركت بطريقة آلية وكأنما كانت تنتظر أمره و وجلست فى الكرسى المواجه له, وأخذت تتأمل كل دقائق الحجرة لتتجنب النظر اليه , لكنها اضطرت أخيرا الى النظر اليه عندما بدأ يتحدث اليها.

قال بهدوء : اشتقت اليك

ظلت صامته لا ترد, فمط شفتيه وقال : تغيرت كثيرا...أعنى....

أكمل الجمله برفع سبابته ليرسم بها دائره وهميه أمام وجهه, فى اشاره صامته للحجاب الذى تلفه حول وجهها

ابتلعت ريقها وخفضت عينيها وظلت على صمتها
قال بهدوء : عذرا, نسيت أن أهنئك بزواجك

شعرت ساره بأن نظراته تزداد قوة وتركيزا عليها

وهو يقول : تأثير زوجك واضح عليك بطريقه لم أكن أنا نفسى أتخيلها

ألهذه الدرجة احتل كل شئ فيك؟..ألهذه الدرجة سلبك ارادتك وسيطر على عقلك؟

ضحك بسخريه مريره وقال : كم كنت أتمنى أن أقابل رجل بهذه القوة , رجل استطاع أن يستولى على ساره

هز رأسه بأسف وقال : لم أكن أتخيل أبدا أن فى يوم من الأيام تتزوج ساره من رجل بلحية سوداء, وتخضع عقلها لأفكار كانت يوما تعتبرها نوع من أنواع التخلف.

الرجل ذو اللحية السوداء لـ (سامية احمد)Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum