الفصل الرابع و الأربعون

5.1K 199 0
                                    

الفصل الرابع والاربعون ..........

أنهى توم المكالمه دون أى كلمة توضح من هو المتحدث, أو عن أى شئ دار الحديث, فقد كان شديد الحرص ألا تسمعه ساره التى كانت تجلس فى نفس الحجرة شاردة حزينة وكأن وجهها نحت من الألم

أغلق توم هاتفهه المحمول وتركه فوق مكتبه واتجه الى ساره التى تجلس فى مقعد وثير منكسة الرأس, وقال بلهجة لينة : عزيزتى ساره, يجب أن تثقى تماما أننى فعلت كل هذا من أجلك, من أجل أن أنقذك, والآن, انتهى كل شئ على مايرام, وعليك أن تطوى تلك الصفحة الكئيبه وتنسى تماما ما حدث لتبدئ حياة جديدة

رفعت رأسها ببطء شديد وقالت بصوت كسير: لم ينتهى بعد…أريد أن أرى علي

لم يستطع توم اخفاء أثر الصدمه من على وجهه وهو يقول : ماذا؟

ضحك ضحكة متوترة وحاول السيطرة على ملامح وجهه : لقد انتهى الأمر وحلت المشكله, يجب أن تنسيه تماما

ساره بغضب : لم تحل المشكلة بعد, يجب أن أتأكد أنه فى أمان, وأنه غادر أمريكا سالما بالفعل

تبادل توم نظرات طويلة مع جيف الذى يجلس خلف المكتب, ثم قال بعد صمت : حسنا , ستشاهدينه بنفسك وهو يركب الطائرة ويرحل, وبعدها ستنطوى تلك الصفحة من حياتك الى الأبد

وقفت ساره خلف نافذة مكتبها فى المركز عاقدة ذراعيها تتأمل السماء بشرود تام

اقترب منها جيف وقال بهدوء : مر أكثر من أسبوع الآن ولم تخرجى بعد من حالة الحزن والإكتئاب؟ لقد تم كل شئ كما أردتى تماما, وشاهدتيه بنفسك وهو يصعد سلم الطائره, وبقيت واقفة حتى أقلعت الطائرة

وبعد مضى كل هذا الوقت لم تتخلصى بعد من تأثيره عليكى…أى رجل هذا؟
حتى وهو بعيد عنكى بآلاف الأميال لازال يسيطر على عقلك ويحتل تفكيرك

تحرك لسان ساره بصعوبه وقالت بكلمات تقطر مراره : تستطيع ببساطة أن تنتزع قلبى من صدرى بسكين بارد وتسحقه بقدميك, ولكنك أبدا لن تستطيع اخراج هذا الرجل منه

لم يستطع جيف أن يخفى لهجته الحادة وهو يقول : ان كان الأمر كذلك, فلم لم تختاريه, واخترت البقاء هنا؟

ساره بمراره ولازالت عيناها فى السماء : لأنكم لم تتركوا لى أى اختيار, فى كل الأحوال كنت سأخسره….ولكنى اخترت الحياة

جيف : وهذا هو الإختيار الصحيح, يجب أن تستفيقى بسرعه من تلك الحاله, وتخضعى لبرنامج التأهيل والعلاج النفسى الذى وضعه لك توم قبل سفره
لدينا عمل كثير يجب أن ننجزه, وأول خطوة هى أن تتخلصى من ذلك الإيشارب السخيف الذى على رأسك

مد يده ليمسك بالطرحه التى تلفها حول وجهها , لكنها دفعت يده بعيدا عنها بعنف وقالت بصرامه غاضبه : هذا الشئ خاص بى تماما, وأنا الوحيدة التى أقرر كيف ومتى سأتخلص منه, أما الآن, فلست مستعدة لذلك

لان صوته تحت وطأة غضبها وقال مهادنا : ولكن هذا لا يتناسب مـ …

قاطعته وقد بدأت تستعيد قليلا من هدوءها : يمكنك أن تعتبره ذكرى غاليه من رجل كان يوما………….زوجى

قالت الكلمة الأخيره بصوت يمتلئ بالمشاعر

استعادت ثباتها بسرعه وقالت بجمود : هل هناك مشكلة فى احتفاظى به حتى أقرر بنفسى الوقت المناسب لتركه؟

ابتسم جيف ابتسامة مغتصبة وقال مدعيا الهدوء : اطلاقا يا عزيزتى, لك مطلق الحرية فى التصرف كما تشائين

اكتسى صوته ببعض الصرامه وهو يقول : ولكن عليك الخضوع للبرنامج الذى أعده توم من اليوم, سأذهب الآن وأرسل لك د. نيك
هو الذى سيتولى مسؤلية اعادة تأهيلك بعد سفر توم
ومن الضرورى أن ألفت نظرك الى ضرورة التعاون التام

لم يبد على ساره الإهتمام بكلام جيف, بل أدارت وجهها الى النافذه تتأمل السماء بصمت

زفر جيف بضيق واستدار راحلا, وعندما وصل الى الباب قال بصوت خفيض لا يصل الى ساره وهو يضغط أسنانه بغيظ : فأر **** محظوظ

غادر المكان وصفع الباب خلفه بعصبيه. وبقيت ساره وحيده تتأمل السماء ساهمة

ولمعت دمعة فى عينيها وهى تهمس : اخترت حياته هو

……………………………
يتبع………..

الرجل ذو اللحية السوداء لـ (سامية احمد)Where stories live. Discover now