الفصل الأول من #أميرة_البلد
( العروس المناسبة )
بقلم #fatma_taha_sultan
________________________
اذكروا الله
_______________________
في بيت عائلة مهران في أحدي القري، في أحدي غرف المنزل الواسعة كانت تنام علي فراشها ببراءة شديدة، تختلف تمامًا عن معاملتها مع هؤلاء الرجال التي تتعامل معهم في الصباح فيظنوا أحيانا انها رجل متنكر في هيئة أمرأة
نتحدث عن عائشة مهران البالغة من العمر السابعة والعشرون من عمرها بشرتها قمحية وشعرها أسود يتخلله بعض الموجات ولكنه كثيف، وتمتلك أعين بنية لا يمكنك معرفة جمالها ألا حينما تحلق بصرك بها، وترتدي الحجاب
كانت نائمة بهدوء وفي الظلام وفجأة قد أضاءت سيدة الغرفة بأكملها حينما فتحت النوافذ وأزاحت الستائر
لتتأفف عائشة قبل أن تفتح عينيها حتي، جلست سيدة علي طرف الفراش ووضعت يدها بحنان علي كتفها وهتفت قائلة بنبرة حنونة فهي لم تكن مجرد عاملة في المنزل بل هي أم لها أيضا
- قومي بقا يا ست البنات الساعه بقت ١١ علشان تلحقي تصلي الظهر خلاص هيأذن
اعتدلت عائشة وفتحت عينيها قائلة بانزعاج
- وانتِ سيباني نايمه كل ده ليه
هتقت سيدة قائلة بحنق شديد وهي تتذكر عملها وكل شيء قد حل بها
- بقولك ايه مش حتي يوم الجمعة الوحيد الاجازة هتتنيلي تصحي فيه انا لو عليا اسيبك نايمه طول الاسبوع، كان علينا بايه الغلب ده ياربي
ثم تنهدت وهي تتفحص ملامحها وأردفت قائلة بنبرتها وحديثها المعتاد
- هما ياختي الرجاله اتعموا وله ايه مش شايفينك
نهضت عائشة وهي تفتح خزانتها وأردفت قائلة بسخرية
- لا شايفني متعموش شايفني راجل معاهم
سيدة أردفت قائلة بغضب شديد فهي ستقتلها يومًا بسبب تفوهها بتلك الكلمات
- متقوليش راجل ديه بتفوري دمي، انتِ ست البنات كلهم وانا مش هرتاح الا لما اشوفك في عصمه راجل كده
- اخص عليكي يا سوسو بتدعي عليا
هتفت سيدة قائلة بنبرة عقلانية وهادئة
- انا عمري ما ادعي عليكي يا بنتي، انتِ محتاجه راجل يكون في ضهرك يشيلك لما تقعي تبقي في حمايته راجل فعلا يتقي ربنا فيكي وتفرحي بحته عيل يملي حياتك ويكون عندك أسره و بيت زي اي بنت
قالتها عائشة بعدم إكتراث وهي تضع بعض الملابس التي أخرجتها من الخزانة فهي سوف ترتديها
- انا مجاليش حد كويس وقولت لا
هتفت سيدة قائلة بسخرية شديدة
- ليه كل اللي جم ليكي واتقدموا كانوا ايه عبده شيطانين، استغفر الله العظيم هتخليني اخذ سيئات
واغلط في الناس
- انا عايزه اتجوز راجل او اتجوز واحد اسطوره او خيال فهماني !!، واحد مجرد ما اشوفه احس ان الكلام هرب مني من كتر ما هو سحرني شخص يكون في ضهري وسندي من غير ما اعرف يحميني في غيابي قبل وجوده، لو مضايقه احس ان حضنه كفيل يريحني
شخص نظرته توديني في عالم تاني انا عايزه راجل يعشقني عارفه يعني ايه يعشقني؟؟؟!
ثم تنهدت قائلة بانزعاج
- انا مش حمل صدمات او راجل يطلع ندل معايا لان انا مبقاش ليا حد وهنرجع لنفس النقطة تاني اني اكون لوحدي
__________________
في المساء كانت عائشة تجلس في شرفة غرفتها وتشرب أحدي المشروبات الغازية وتمسك هاتفها وتتصفح احد المواقع الاكترونية بلا هدف
سمعت صوت فتح وغلق باب غرفتها فظنت انها سيدة أو أحدي الفتيات التي تعمل في المنزل، سمعت خطوات شخصًا ما، فأردفت قائلة
- ايه يا سوسو ايه الأخبار لسه صاحية
وجدت شخص يضع يده علي فمها ويكتم صوتها حاولت ان تقاومه وتبعد يده حتي تصرخ وينقذها أي شخص
فهو ياسر الذي يحفظ كل طرق هذا المنزل فلم يكن منزل والدها فقط بل هو منزل جدها أيضا وكان ياسر يقطن به
جعلها تنهض من فوق المقعد قسرًا، ودخل بها وهو يضع يده علي فمها والآخري يكبل به يدها، وضعها علي الفراش لتفلت يده من فوق فمها بعد أن عضتها
لتصرخ صرخات متتالية لعل من معها في المنزل يستيقظوا، وضع يده علي فمها مره أخرى بسرعة شديدة
ياسر أردف قائلا بخبث شديد وصوت هادئ ومنخفض
- ممكن تخرسي بقا وله تحبي مصيرك يكون زي مصير اختك، وله أقولك مش هخليكي تموتي تحت ايدي زيها
هتكوني ليا غصب عنك يا عائشه
اقترب أكثر منها و هو يضع يده الأخرى علي شعرها ثم هبط بيده علي رقبتها، كان يجعلها تشعر بالتقزز بسببه، اندمج فعلا في لمسها ونسي أنه بسبب لمسها قد ترك تكبيل يدها وابعد يده عن فمها
وفي لحظة ما شعر باستسلامها فهي لم تصدر رده فعل فوضع تركيزه فيما يفعل وارتخي جسده الذي يحتجزها، كان عقله يهيئ له خضوعها
كانت تتسلل بيدها بهدوء وحركة بطيئة حتي لا يشعر بها، ومدت يدها إلي أسفل وسادتها لتأخذ سلاحها، ووضعته علي موضع قلبه وأردفت قائلة بسخرية
- فاكر اني هستسلم ليك
انا مش زي اختي وحقها هاخذه منك ولغايت اخر نفس فيا حق اختي هيجي منك انتَ فاهم
ابتعد عنها ياسر لتنهض من الفراش وهي توجه سلاحها نحوه، وحاول أن يسخر منها
- سيبي بس اللي في ايدك ده ليعورك
كانت تقترب منه وهو يعود إلي الخلف كانت تشعر بصوت احد يحاول فتح الباب فهي لم تكن تعلم أنه أغلقه أيضا، أخيرا كسرت سيدة الباب ودخلت هي والفتيات يقفوا خارج الغرفة
فأردف ياسر قائلا بسخرية وهو لا يدري أنه يلعب بأعصابها وسيكن هو الضحية
- اتفضحتي والناس كلها عرفت فجرك وعرفت انك بتمثلي وزيك زي أي واحده رخيصة وأنك ماشية معايا
لم تتحمل عائشة كلماته أطلقت الرصاصة نحو ساقه لتصرخ الفتيات بشكل مرعب ولكنها لم تهتز
________________
بعد أذان الفجر كانت عائشة في المستشفي، بعد أن ادخله شاهين الطواريء (شقيق والدتها في الرضاعة ويعمل في مزارع وأراضي والدها منذ زمن وذراعها الأيمن)، وأب لها، جاء طلعت( والد ياسر وعم عائشة) وحسيبه بعدما علموا ما حدث لابنهم
فذهبوا الي المستشفي ليعرفوا وضعه ويثور طلعت علي عائشة وحجز بينهم شاهين، فأردف طلعت قائلا بغضب شديد
- انتِ اتجننتي شكلنا سكتنا ليكي، تضربي ابني بالنار انتِ فاكره نفسك ميييين؟؟!!!
ده انا هكسر عضمك بس اطمن علي ابني ماشي يا بنت يونس
هتفت عائشة قائلة بحنق وغضب مماثل لغضبه بل يفوقه
- اسم ابويا ميجيش علي لسانك، وابنك يحمد ربنا ان الرصاصة في رجلة المرة الجاية في دماغه ومش هتردد، انك تحضر جنازته انتَ فاهم، ابنك جه يتهجم عليا في بيتي
حسيبة أردفت قائلة بغضب وهي تقترب منها وكانت ستفتك بها ولكن حاشتها أحدي الممرضات
- والله لاجيبك من شعرك لو ابني مفاقش انتِ فاهمة
عملالنا فيها راجل بشنب، انتِ ولا حاجت انا لو ابني جراله حاجه مش هيكفيني فيكي عمرك كله انتِ فاهمه
قالتها عائشة بسخرية شديدة
- ابنك هيقوم ريحي نفسك الرصاصة مش جامده بس المره الجاية في دماغه
دخل حمدان البالغ من العمر ثلاثة خمسون عام وهو عمدة البلد، فأردف قائلا بعدما كان يقف بعيدًا النسر
- في ايه يا جماعه
- لازم تجيبوا الحكومة والله لاحبسك يا عائشة
قالتها حسيبة بغضب شديد ليقاطعها طلعت بنبرة حزمة فهو يعلم ان ابنه المتضرر اذا اشتكت عائشة في حقه وجميع من يتواجد في البيت سيشهد معها وضد ولده
-ابدا ولا حاجة
قالتها حسيبة بغضب شديد
-انا مش هسكت عن حق ابني
عائشة أردفت قائلة أخيرا موجه حديثها الي حمدان
- انا اللي ضربت ابن عمي بالرصاص لانه اتهجم عليا
حسيبة أردفت قائلة بغضب وسخرية
- فاجرة ليكي عين قويه صحيح ما الدور والباقي علي رجاله البلد اللي عاملين ليكي سعر
عائشة أردفت بغضب شديد
- اياكي تغلطي فيا، عايزه تبلغي عني بلغي وانا كمان هطلع منها عارفه ليه البيت كله شاهد ان ابنك جاي يتهجم عليا في بيتي وانا ضربته دفاعًا عن النفس
حمدان أردف قائلا وهو يتفهم تلك الخلافات المتواجدة بينهم ويعلم أن بعد دقائق سيجدوا الشرطة هنا
- يا جماعه في ايه اهدوا
عائشة أردفت قائلة بجراءة غير مبالية
- انا اللي عايزه ابلغ انه جه يتهجم عليا في بيتي
طلعت أردف قائلا مقاطعا محادثاتهم
- بس بقا مسمعش صوت واحده فيكم انتم فاهمين، حضره العمدة احنا مش هنوصل حاجه للحكومة احنا عيله في بعضينا ودي خلافات ما بينا، مش علي أخر الزمن عيلتنا هتبقي سيرتها علي كل لسان
" كان النسر يتابع ذلك الموقف "
عائشة أردفت قائلة بغضب وجراءة شديدة
- اتكلم عن نفسك انا مفيش حاجه تمسنيي، انتَ اللي سمعتك انتَ وابنك هتكون في الطين وله هي هي في الطين كده كده مش فارقة
رفع طلعت يده حتي يصفعها وقبل أن تلمس وجهها، امسكت يده رغم ثقلها وضعفها كأنثي ولكنها لم تدرك اي قوة أتت بها
عائشة أردفت قائلة وهي تنظر له بتحدي
- ايدك لو فكرت تمدها عليا تاني هقطعها ليك يا عمي وله بلاش كلمة عمي علشان متستهلش اني اقولها ليك
جاء شاهين وأخذها من يدها وفصلوا بينهم
شاهين أردف قائلا بغضب
- اسكتي بقا كفايا لغايت كده
قالتها عائشة بغيظ
- انا معملتش حاجه علشان اخاف، هما اللي المفروض يخافوا
قالها شاهين بغضب وحكمة في أنن واحد فهو يعلم جيدًا أحاديث الناس
- يا بنتي كفايا فضايح انتِ سليمة وختي حقك وخلاص، الحكومة لو دخلت في الموضوع اه هتطلعي منها بس مش زي ما انتِ متخيله كفايا كلام الناس اللي هتطلعه وانتِ عارفه ان في الف واحد يتمني يطلع عليكي كلمه وحشه
قالتها عائشة بإصرار علي موقفها
- انا مش هكرر الغلط اللي حصل زمان مش هنخاف منهم تاني مش هخاف من الفضايح تاني
شاهين قالها بقلق علي سمعتها
- يا بنتي اسمعي كلامي انتِ ختي حقك تالت ومتلت وهو جوا في العمليات شغلك هيقف وأي منافس لينا لما هيصدق
.....
بالفعل انتهي الموضوع بحجة سخيفة، فطلعت كان ي
_________________
في الساعة التاسعة مساء
في بيت محمود الشرقاوي (النسر)
محمود رجل في الرابعه والثلاثون تزوج من ابنه خاله وسافر إلي القاهره ثم عاد بعد وفاتها
يتصف بالقوة والغموض الغريب لا احد يظن أن هذا الرجل لديه قلب ويحب فهو دائمًا هادي الطباع فلا يصدر منه انفعال مفهوم
مازال يفكر بها فهو ذهب مع شقيقه(حمدان) بالصدفة
فلم يكن يتخيل ان هناك امرأه بهذه القوة لم تهتز لها شعره ولم تخف من أحاديث الناس بل عمها هو من خاف وعلم أن شقيقه وشاهين هم من ضغطوا عليها لفعل ذلك
كان يظن ان هذه القوة يتصف بها الرجال، رأي نساء كثيره و لكنه لم يري مثلها
عيونها حادة لا تخشي شيء، ولكن لا ينكر انها جميلة رغم ارتدائها لحجاب أسود وعبائه سوداء، ولكن هو علم أن الناس لم تبالغ في وصفها بالعروس المناسبة لجمالها وقوتها ولنفوذها بالتأكيد
كان يسمع عنها الكثير والكثير ورغم علاقته الوطيدة مع والدها ولكنه لا يظن انه رآها من قبل يراها، فهي حقًا امراه جديرة بالاهتمام
جلس علي الطاولة ويترأسها وجلست بجانبه خالته (ابتهال) وهي امرأه في الخامسة والاربعون من همرها تزوجت وتطلقت حينما علم زوجها بأن لديها عيب خلقي ولا تستطيع الإنجاب ومنذ ذلك وقتها وهي تعيش في بيت العائلة
وكانت تجلس علي تلك الطاولة نسرين وهي زوجة خال محمود المتوفي ووالده زوجته الأولى التي انتقلت الي رحمة الله
فهما يعيشوا في بيت العائلة بينما حمدان يعيش في بيت منفصل
أردفت ابتهال باستغراب فهي تعلم انه ذهب مع حمدان
- ايه يا حبيبي جيت امته محستش بيك
- من بدري
قالها محمود بعدم إكتراث، وجاءت تلك المتمردة التي قاطعت حديثهم وهي ابنه نسرين وشقيقه لبني
" اسراء "" في الثانية والعشرون من عمرها في السنة الأخيرة من كلية الآداب
وجاءت بعدها شقيقتها الصغري (منار) في التاسعة عشر من عمرها مُتيمه بمحمود وتتمني ان تكن زوجته فهي تري أنها الأحق به، وتخشي انه اذا أراد الزواج أن يتزوج باسراء كونها شقيقتها الاكبر ولكنها لا تري انهم علي وفاق نهائيا، في السنه الاولي من كليه السياحة والفنادق
شرعوا في تناول الطعام فأردفت اسراء قائلة بنبرة جامدة
- بكرا ثانوية اختي ياتري هنروح ونزورها وله هتتمنع عننا زي ما ادفنت من غير ما نعرف يا محمود باشا
ابتهال نظرت لها بصدمة وكذلك منار ونسرين ايضا فهي لن تتخلي عن طباعها تلك
فأردف محمود قائلا بنبرة هادئة
- كلنا هنروح، ياتري لسه عندك مشكله وله هتسممي لينا الاكل
- انا مقولتش حاجه علشان اسمم علي حضرتك
الاكل وله الحقيقه دايما بتوجع !؟؟؟
قالتها بسخرية شديدة فأرظف محمود قائلا بانزعاج
-حقيقة ايه ؟؟؟ قولتلك هنروح طبعا ديه
قالتها نسرين بغضب وهي تنظر لها حتي تتوقف
- خلاص اسكتي يا اسراء
- غايره في داهيه ..كويس كدا
قالتها بغضب شديد وهي تنهض من مقعدها
فأردف محمود قائلا بانفعال شديد قبل ذهابها
- استني يا بنت خالي، كبير البيت مقامش من علي الاكل، وله انتِ تفالحه تتكلمي في الاصول اللي انتِ عيزاها والباقي تسيبه، من بكرا متقعديش علي السفرة مدام انا قاعد فيها لغايت متتعلمي يعني ايه تحترمي وجودي في البيت
قالتها ابتهال بنبرة منزعجة وهي تحاول ان تهدئ الوضع
- يا ابني هي متقصدش
- يلا شوفي كنتي رايحة فين
وبالفعل ذهبت اسراء الي غرفتها وهي تبكي
نسرين أردفت قائلة ودموعها تنهمر
- محمود يا ابني لو مش مستحمل وجودنا احنا نقدر نرجع بيتنا، لكن انا مش هسمح أن بنتي تتهان
- مرات خالي انتِ في بيتك واسراء زي اختي ولازم تنقي ألفاظها وكلامها قدام الكبار، ده بيتكم قبل ما يكون بيتي
وانتِ جزمتك فوق رأسي كمان
قالها محمود بنبرة معتذرة ولكنها اغضبته حقًا
________________