(روح الفؤاد) By: Noonazad

By NehalAbdElWahed

177K 6K 816

الفائزة الثانية مرتبة الرواية الذهبية مسابقة أبدع برواياتك أدركت عدم وجود حب إلا الروايات والمسلسلات، جاء... More

(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
(8)
(9)
(10)
(11)
(12)
(13)
(14)
(15)
(16)
(17)
(19)
(20)
(21)
(22)
(23)
(24)
(25)
(26)
(27)
(28)
(الأخيرة)
الرواية الذهبية
إعلان 🎤

(18)

4.9K 191 12
By NehalAbdElWahed

بقلم :نهال عبد الواحد

كانت روح منذ أن نشر ذلك الخبر ربما لم تهتم برسائل التهنئة ولا بأي كلام منشور بقدر إهتمامها بصورهما معًا وهيئتهما كيف يبدوان وهما معًا! إنها فعلًا توحي بانسجام وتوافق خاصةً في تلك الصور التي ينظر كلًا منهما للآخر.

وبعيدًا عن الصور تسأل روح نفسها عن ذلك الشعور الذي تشعر به حال وجوده، كيف تشعر بألفة اتجاهه منذ أول لقاء وكأن كلًا منهما يعرف الآخر من زمن بعيد؟!

كيف يتقبل كل تصرفاتها وتلك الحدة والردود الجافة؟ كيف تشعر كثيرًا أنه يفهمها أكثر من أي شخص آخر؟
لماذا هو بالذات لا تضيق بتواجده، حديثه أو مزحاته؟ بل تسعد بكل ذلك، بل تسعد أكثر بمجاورته عندما يجلسان في برنامج المسابقات ويهمس إليها، تلك المزحات التي يقولها عبر السماعة التي على أذنها أثناء تقديم البرنامج، بتلك النظرة التي لا تجدها إلا من عينيه فقط وإليها فقط، كيف يشعرها أنها محور المكان فلا تلتفت عينيه عنها طوال تواجدها؟!

ودخل أخويها وهي شاردة هكذا لكنها انتبهت لهما فجأة وأغلقت الهاتف و اعتدلت في جلستها ثم قالت بلهفة: ماذا فعلتما؟ هل اتفقتما كيف ستكذّبون الخبر؟

أومأ أيمن برأسه أن لا زافرًا، فثارت فيهما: ماذا تعني لا؟!

ربت حامد على كتفها وتابع بهدوء: إهدئي! ولنتحدث حديثاً لائقًا.

فشبكت روح ساعديها أمام صدرها وتابعت بغضبٍ مكتوم: وقد هدأت، هه! احكي!

أخذ حامد نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء ثم قال: روح! هذا الخبر لا يمكن تكذيبه بأي حال، فأنتما طوال الوقت معًا، ثم ماذا عن تلك الصور التي إلتقطت لكما معًا؟! وماذا عن ما قلتما بأنفسكما؟!

أجابت روح بعصبية غير مبررة: كان ذلك بسبب موقف بعينه.

فتابع أيمن: وهل تظنين أن الموقف قد انتهى وأنه لن يلاحقكي إن اكتشف كذب ما قيل؟ بل سيتجرأ أكثر هو وغيره.

فنظرت روح بينهما ثم تسآلت بريبة: ماذا تريدان بالضبط؟!

ابتلع حامد ريقه ثم قال مباشرة: من الأفضل تأكيد الخبر.

فهدأت فجأة ثم تسآلت بتوتر: كيف؟ أقصد ماذا؟!

فقال أيمن: تعقدا قرانكما و تتزوجا بالفعل.

فسكتت دون إجابة وقد تجمد الكلام في حلقها وأقسم ألا يخرج وتسارعت أنفاسها بتوتر شديد، فقال حامد: مراد إنسان جيد وأنا أصادقه منذ ثلاثة أعوام، دعكي مني قولي كلمة حق ! منذ أن عرفتيه ماهو العيب القوي الذي وجدتيه فيه؟ هل تري كيف يتحملك ويتحمل أسلوبك وهجومك الدائم وكيف يمتص غضبك؟! كنتِ تتحدثين يومًا عن الإنطباع الأول، ما انطباعك نحوه وبحق لا كذب فيه؟

كانت تسمعه بدون اعتراض ولا تعليق فهي تعرف وتقر بكل ما يقوله ربما لم تفهم بعد سرد كل ذلك لكنها متأكدة أن مراد مختلف.

نظر أيمن إليها لا يصدق سكوتها ولا هدوءها الفجائي، فتسآل: لماذا تسكتين هكذا ؟ قولي شيئًا! موافقة!

فهزت برأسها أن نعم ثم تركتهما وهما ينظران بعضهما لبعض بدهشة ودون فهم، كيف وافقت بهذه السهولة؟ هل ضغطوا عليها بذلك الكلام؟!

لا لا يبدو عليها أنها مجبورة، لكنها أيضًا ليست سعيدة سعادة العروس المعروفة، فأعادوا حديثهما معها تكراراً للتأكد من موافقتها وفي كل مرة تقر بذلك حتى هددتهما ذات مرة إن فاتحاها مجددًا سترفض ذلك العرض بل وتترك البرنامج ولن تظهر ثانيًا.

وبعدها أخبرا مراد الذي تفاجأ هو الآخر بموافقتها السريعة وشعر كأن هناك أمرًا ما.

لكنه لم ينسى أن تلك هي فرصته ليعرّفها ويثبت لها مقدار حبه، ثم حدد موعد عقد القران وقد تم بالفعل في بيت روح وكانت قد أعدت أشياءها وحقائبها، ذهبا متجهين لفيلا مراد لكن هيئتهما لا توحي بهيئة عروسين فطوال الطريق صمت تام وكل منهما تدور برأسه أفكار وأفكار، كأنما شعر فجأة بالتسرع في هذه الخطوة وأن ذلك الشعور لدى روح أكثر فطوال الطريق وهي لا تصدق أنها قد وافقت بتلك السهولة وكأنها كانت مسحورة لا تدري ماذا تفعل في تلك الزيجة الجديدة.

هبط مراد من سيارته وفتح لروح بابها فقد كانت شاردة وفجأة انتبهت لتلك اليد الممدودة فوضعت يدها في يده تتأبطها ببعض التثاقل ثم اقترب رجل كبير في العمر يبدو عليه أنه حارس الفيلا فحمل حقائب روح ودخل بها مسرعًا بعد إلقاء التحية وكلمات المباركة.

دخلت روح بصحبة مراد لداخل الفيلا فوجدت امرأة كبيرة في العمر أيضًا في انتظارهما فسلمت على مراد ثم عليها وباركت لهما.

فأشار مراد إليها مقدمًا: دادة عزيزة مربيتي منذ صغري وفي مقام والدتي رحمها الله.

فمدت روح يدها تصافحها بود وترتسم على وجهها إبتسامة متوترة: مرحبًا!

فرحبت بها دادة عزيزة مبتسمة: مرحبًا بك ابنتي، نورتي بيتك بارك لكما!

أومأت روح بامتنان: شكرًا.

فنظر إليها مراد وقال: هيا بنا.

فلم ترد عليه بل اكتفت بالسير معه لكنه يشعر برجفتها وارتعاشها، فلم يعلّق حتى صعدا الدرج ومرّا على صالة ثم حجرة بمفردها وبعدها غرفتين متجاورتين وقف مراد عند باب أحدهما وأشار لها بالدخول قائلًا: تفضلي! هذه غرفتك لتكوني على راحتك فيها، أنا في الغرفة المجاورة هذه إن أردتي أي شيء.

ثم ابتسم وقال: تصبحين على خير.
وقبل جبهتها برقة شديدة جعلتها كادت تفقد وعيها ثم تركها ودخل غرفته وأغلق الباب خلفه.

وقفت روح واجمة قليلًا متسعة حدقتيها من الصدمة، تحاول استيعاب ما حدث وتنظم أنفاسها فلا تدري ما الذي حدث لها من قربه هذا، ثم دخلت تلك الحجرة وأغلقت الباب خلفها ثم تنفست بعمق، فكم كانت تخشى مثل تلك اللحظة وهي غير مستعدة لها وقد أراحها من عناء المواجهة، لكن لازال بداخلها الكثير من الأسئلة.

تجولت روح بداخل الغرفة والتي كانت مريحة و واسعة ونظيفة وبها حمام خاص وقد أحبت الغرفة ففتحت حقائبها وبدأت تضع ملابسها بداخل خزانة الملابس حتى انتهت وبدلت ملابسها، ارتدت منامتها واستلقت في فراشها ولازالت تفكر فيما وضعت نفسها فيه، هل كان قرارها صحيحًا أم ورطة جديدة تضع نفسها فيها؟!
والغريب أنها لا تصدق مدى هدوءها هذا!

أما مراد فدخل حجرته وبدل ملابسه واستلقى في فراشه يفكر في كل شيء حتى وصل لهيئتها التي لا تبدو سعيدة كما خوفها الشديد الذي شعر به وهي تصعد معه منذ قليل فلماذا وافقت إذن؟

لا تنكر يا مراد أنها رغبتك وفرصتك أيضًا، يبدو أن الأمر ليس ممهدًا على الإطلاق، لكن على أية حال عليّ التفاؤل والثقة بأن الخير والسعادة قادمين.

زوجتي الجميلة ما أجمل وجودك في حياتي! كل قلبي وما فيه وعمري هو لك أنتِ، ولم لا وأنتِ يا روح روحي، أنتِ أجمل ما كُتب لي في عمري، أي مكان تكوني فيه هو أجمل من أجمل حديقة، فيا لحظ غرفتك بك وفراشك بك! أتمنى أن أخطو كل خطوة تقربني منك وما أجمل إسمك بجانب إسمي! سأظل انتظر حتى تجئ لحظة إعترافك بي وبقلبي،  وقتها أقول بقمة الثقة خذيني إلى جنتك و وافقي على دخولي لها، آه كم أحبك روح فؤادي!

........................................

NoonaAbdElWahed

Continue Reading

You'll Also Like

518K 38.9K 63
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
2.4K 239 25
عايشة بدوامة كبيرة مو عارفة تطلع منها وهالدوامة بتكون تحت مسمى الحب ، بتكون عايشة ومبسوطة وفجأ بيدخل هالمرض عليها وبيقلب حياتها وهالمرض هو الحب يالله...
4.1M 61.7K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
1.4M 133K 38
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...