(14)

5.3K 221 35
                                    

بقلم : نهال عبد الواحد

خرج روح وحامد من مكتب مراد على موعدٍ قريب للبدء في تحضيرات البرنامج، وطوال الطريق كان حامد يؤنب روح ويعنفها على تصرفاتها غير اللائقة و ردودها الحادة وبعد وصولهما للبيت ومعرفة أيمن بما حدث ظل هو الآخر يؤنبها ويحثها على تغيير طريقتها وأسلوب تعاملها مع الآخرين.

لكن يمكن وصف حال روح بتلك المقولة المصرية:
«اللي اتلسع (حرق) من الشوربة ينفخ في الزبادي.»

ربما لم تكن روح تسمع لأيٍ منهما فهي في عالم آخر عند ذلك اللقاء على الدرج، ماذا جرى لك ياروح؟! وكيف ستتعاملي معه في الأيام المقبلة؟!
كم يبدو الأمر صعبًا!
وقررت معرفة الكثير عنه و تتبع أخباره عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ربما لم تقرأ شيئًا عنه بقدر ما شاهدت عدد كبير من صوره، وتعجبت من فعلتها التي لم تفعلها من قبل ولا حتى في مراهقتها، ولا إراديًا وجدت نفسها تحفظ بعض من تلك الصور على هاتفها.

أما مراد فمنذ أن غادرا ولأيامٍ متتالية وهو يفكر كيف سيتعامل معها؟! فمشهد عينيها الرماديتين وهي بين يديه لا يفارقه أبدًا وكلما نظر إليها تذكر ذلك الموقف، يجب أن يمسحه من ذاكرته فكيف ينظر لامرأة متزوجة؟! ترى لِمَ ذلك الاختبار الصعب؟! لمَ أنجذب هكذا لها وتحركت كل مشاعري نحوها؟! كيف تسربتي بداخلي؟ وبعد ذلك أجدك لرجلٍ غيري! هو أمر صعب حقًا بل غاية في الصعوبة، ولماذا أتعجب من كونها متزوجة؟! إن كانت أمثالها لم تتزوج فمن تتزوج إذن؟!
أشعر بحقدٍ وغلٍ وكرهٍ كبير لذلك الزوج، وأتمنى لو أرى هذا المحظوظ الذي أسرها وخطفها وصارت مليكته أما أنا فعليّ أن أعض في الأرض، لا بل ربما إن رأيته أشبعه ضربًا.
مهلًا يا مراد! هل أصابك الجنون؟!
لا بل أصابني عشق كبير!

مرت الأيام وجاء اليوم المتفق عليه موعد تصوير إعلان البرنامج وقد جاء مع روح أخويها وإيمان وزينب فتلك هي كل عائلتها الآن.

وكان المفترض أن يكون على هيئة فقرة تقولها وتظهر بعد ذلك في مقاطع مختلفة كل منها بهيئة وملابس مختلفة، كم تبدو رائعة الجمال!
خاصةً عندما سار معها مراد داخل الأستوديو ليخبرها أين تقف بالضبط ويطلب منها بعض التفصيلات الفنية، وبالطبع يجاهد نفسه، نفسه التي تشعر بالانهيار أمامها، ولازال يتفقد بعينيه باحثًا عن ذلك الزوج المحظوظ فهو يشعر اليوم أنه سيرتكب جريمة عندما يلتقي به!
هل رأيت جنون كهذا من قبل؟

اقترب مراد من روح وقال بعملية: لو كنتِ تريدين انتظار زوجك، فيمكنك الإتصال به ليسرع فأنا لن انتظر أكثر من ربع ساعة.
قال الأخيرة بتأفف واضح لروح لكنها لم تفهمه.

فتابعت روح بتعجب: زوجي!

فأومأ مراد بتعجب وأجاب: أجل زوجك! من المفترض أن يشاركك يوم هام كهذا مثل باقي أفراد أهلك!

(روح الفؤاد)  By: Noonazad  Where stories live. Discover now