(13)

5.3K 210 25
                                    

بقلم :نهال عبد الواحد

اتصل حامد بمراد، أخبره بموافقة روح وحدد معه موعد لذلك اللقاء.

جاء اليوم المتفق عليه وكانت روح أنيقة لكن بدون تكلّف فارتدت مجرد كنزة وبنطال وتركت لشعرها العنان مع بعض الكحل حول عينيها وطلاء شفاه بلونٍ هادئ لكنها بدت فاتنة رغم هذه البساطة.

وصلت روح مع حامد لمكان المكتب وبمجرد نزولهما من السيارة بدأت تتأوه وتتسند إلى ذراع أخيها وما أن اقتربا من المصعد حتى قال حامد: ما الخطب يا روح؟! ماذا بك؟!

فأجابت بتألم: هذه الحذاء اللعنة عليها تكاد تقتلني!

تأفف حامد وتابع بغيظ: كأنك لأول مرة ترتدين حذاءً جديدة! لماذا لم ترتديها في البيت كما تعتادين دائمًا؟!

- أخبرني متى بالله عليك؟ كنت أرتديها وأنا أقف طيلة اليوم بالمطبخ!

- حسنًا حسنًا، تحملي قليلًا إذن....

ثم تأفف وتابع مزمجرًا: إن المصعد معطّل هيا فلنركب في المصعد الزوجي ونهبط طابق.

وبالفعل ركبا المصعد الزوجي حتى وصلا لكن يبدو أن حامد قد أخطأ في تسجيل رقم الطابق فبدلا من هبوط طابق سيصعدا طابق .

كانت روح لازالت تتأوه من وجع قدميها من أثر هذه الحذاء ولم يعد مجرد تأوه بل صار كولولة أو كما يقول لها حامد ساخرًا مقطوعة الآهات، لكن يبدو أنها قد أثارت غضبه بولولتها هذه وهمّا ليصعدا الطابق الذي فيه المكتب.

ثم صاحت فجأة: لا لا! لا أستطيع!

فتأفف وجز على أسنانه بغضب وقال: لقد نفذ صبري يا روح!

- إذن إصعد أنت واتركني هنا أريح قدميّ قليلًا وبعدها سأتبعك.
قالتها وهي تهم بالجلوس على درجات السلم، فصاح فيها حامد: هل ستجلسين على السلم هكذا؟!

فأومأت برأسها بتعب: أجل، لا أستطيع من شدة الوجع...
ثم رفعت سبابتها وقالت مهددة: كلمة أخرى وسأعود للمنزل فورًا، واذهب أنت وقابله وحدك!

فتأفف حامد وصعد وتركها فجلست روح على إحدى درجات الدرج و وضعت حقيبتها بجانبها ولازالت تتوجع، خلعت حذاءها فوجدت قدميها قد جُرحت بفعل ضغطة الحذاء.

ففتحت حقيبتها تبحث فيها ثم أخرجت كيس من المناديل، قطعت منه و وضعت على جروحها تلك وهي تقول بتضجر:  اللعنة عليكِ! آه! واقدماه!

وبعد قليل بدأت ترتدي حذاءها من جديد لتذهب لأخيها دون تأخير، ووقفت ولازالت تتأوه ثم انحنت لتأخذ حقيبتها ولا تزال تعدّل من وضعية قدميها في الحذاء وفجأة اختل توازنها وسقطت للخلف.

لكن فجأة أيضًا هناك من لحقها و حملها على فجأة فالتفتت لتتقابل رماديتها ببنيته في لقاءٍ طويل للعيون وكلاهما لايفهم ولا يستوعب شيء مما يحدث بل كلاهما قد فقدا الزمان والمكان وغُيّبا عن الوعي وسكت العقل تمامًا عن أي إدراك أو تفكير.

(روح الفؤاد)  By: Noonazad  Where stories live. Discover now