(15)

5.1K 221 15
                                    

بقلم:نهال عبد الواحد

زاد نجاح البرنامج وشعبية روح كثيرًا وبدأ البرنامج يُبث بثًّا مباشرًا ويُسمح فيه بتلقي المداخلات الهاتفية في نهاية الحلقات من أجل الأسئلة والإهداءات.

وذات حلقة بينما كانت روح قد انتهت من إعداد أطباق اليوم وعلى وشك بداية فقرة تلقّي المكالمات   فقالت روح: أما الآن بعد الإنتهاء من الطبق لم يتبقى إلا تقطيع بعض الخضروات من أجل تزيين الوجه.
ثم وضعت يدها على أذنها وقالت: المخرج قد فتح الاتصالات، فيمكننا تلقّي المكالمات أثناء تقطيعي لهذه الخضروات.
ثم ضحكت قائلة بمرح: المخرج يريد إنهاء البرنامج فرائحة الأكل تملأ المكان.....
ثم أكملت بابتسامة: ونستقبل أول اتصال .... مرحبًا!

-مرحبًا بك أنت جميلة الجميلات!

بدأت الإبتسامة تختفي من وجهها فتحدثت بعملية: أي سؤال سيدي؟!

-ترى هل عدسات الكاميرات تزيد جمالًا و رونقًا هكذا أم أنها حقيقة؟

اختفت أي ابتسامة من وجه روح وقد بدا التوتر والإنزعاج يظهر عليها خاصةً في حركة بؤبؤة عينيها المضطربة تلك ثم قالت: إن كان لديك سؤال فتفضل به! من أجل وقت البرنامج.

وكان مراد قد لمح هذا التوتر والإضطراب في ملامحها من الوهلة الأولى للمتصل دون أن يدرك حقيقة الأمر، لكن قد بدأ ذلك المتصل يثير غضبه بطريقة كلاماته المبتذلة غير اللائقة.

-هل القمر هبط من السماء وهلّ أمامي يا جميلة الجميلات؟

وهنا تحول غضب مراد لصاعقة فجائية قطعت الإتصال عن هذا الوغد الحقير وقال ولازال ثائرًا في سماعات أذن روح: قد قطعت الإتصال، إخرجي في فاصل إعلاني فورًا.

فقالت بأنفاسٍ مقطوعة: معذرةً، لقد انقطع الإتصال، وسنذهب إلى فاصلٍ إعلاني، كونوا بالقرب.

لم يفهم مراد سر تحول روح هكذا رغم ثورته وغضبه الجم من ذلك الوقح لكن قد دخل حامد إليه في غرفة التحكم فجأة وقال له: ما الخطب؟!

فصاح مراد بغضب: أسمِعوه كيف كان ذلك الحقير يتعدى حدوده! وهذه المرة الأخيرة لاستقبال مداخلة تليفونية من أي رجل، فهو برنامج للطبخ أي لا شأن لأي رجل بمداخلةٍ فيه.

ثم التفت ناحية روح وهيئتها وأكمل قائلًا: نزلوا تترات النهاية! كفى اليوم! لقد انتهت الحلقة.

وما أن سمع حامد صوته وطريقته حتى تأفف وقال: إنه الوغد نادر.

فزم مراد حاجبيه بدهشة وتسآل بضيق: ومن يكون هذا؟!

تابع حامد بغضب: هذا الوغد الوقح هو طليقها.

فسكت قليلًا ثم نظر لهيئة روح غير المبشرة عبر الكاميرات ثم تركهم واتجه لروح التي منذ أن سمعت ذلك الصوت وقد عرفته وعرفت من يكون صاحبه، وسار شريط ذكراه الأسود يمر أمامها وبدأت تتحول وتزداد ملامحها سوءًا وكأنها تختنق فوقفت شاردة لا تأبه لأحد ولا لنداءات مراد وصيحاته لها ولا لهذه السكين التي كانت تقطع بها الخضروات منذ قليل وقد ضغطت بها على كفها بلا وعي فجرحت كفها جرحًا قطعيًا عميقًا وصار ينزف ويسيل على ملابسها وبدأ يقطر على الأرض ولا زالت لا تعي حتى وقف مراد أمامها صاح فيها: يا روح!

(روح الفؤاد)  By: Noonazad  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن