(الأخيرة)

6.9K 300 122
                                    

بقلم:نهال عبد الواحد

بدأت روح تسترد وعيها لكن بدأ يسمع صوت أنين وبدأ يتحول لصراخ فنهضت فجأة فوجدت مراد أمامها ينظر إليها ويتأملها ثم نظرت حولها تتلفت تحاول تذكر أي شيء آخر، ربما كان كل هذا مجرد حلم، إذن فما الذي جاء بي إلى هنا؟
ولم ينظر مراد إلىّ هكذا؟!
لماذا يجلس بلا حراك هكذا؟!
هكذا تحدث روح نفسها بداخلها.

ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت بصوت مختنق يكاد يخرج بالكاد: ماذا حدث؟

تسآل مراد بجدية لم تعهدها: لماذا أخفيتِ عليّ؟

فترددت وتلعثمت وتابعت بلجلجة: هه! أخفيت عليك ماذا؟ عن أي شيء تتحدث؟!

فتابع بحدة: أمر نادر، لماذا لم تخبريني بكل شيء ؟! ألم يكن ذلك إتفاقنا؟ الصراحة مهما كانت!

فبكت وأهدرت: لقد قتلته وأرحت الناس من شروره... أليس كذلك؟!

فهز برأسه أن لا وقال: لازال على قيد الحياة، لقد فقد الوعي فقط من أثر جرح رأسه، وبعد استرداده لوعيه اعترف بكل شيء، أنه ابتزك وطلب أموال مقابل مقاطع فيديو خاصة، هددك بهم وقد صدقتيه بمنتهى السذاجة.

- كيف كنت أخبرك بأمر هكذا؟! كيف كنت تستطيع رؤية مثل تلك المقاطع؟! لكن أقسم لك ما ارتكبت أي خطأ.

- بل أخطأتي! عندما تخفين عني كل هذا فقد أخطأتي! عندما تخرجين بدون إذني ولا حتى إخباري كما عودتيني وأعلم ذلك عبر الصدفة الباحتة بدل المرة ثلاثة وأنتظرك تجيئيني وتخبريني لكن كأن لم يكن كنت أراك لستِ على ما يرام ومتغيرة كثيرًا وهذا خطأ آخر! عندما تذهبين وتسحبين من حسابك الخاص حتى ولو جنيه واحد بدون إخباري، صحيح هو حسابك الشخصي لكن هو ليس من أجل أن تسحبي منه وتصرفي منه حتى على نفسك وهذا خطأ آخر، لقد سمحتي لنفسك أن تدخلي بيت رجل غريب بمفردك وضيفي عليه أنه بلا خلق إذن فمتوقع منه أي وقاحة وقذارة وهذا خطأ آخر، أنتِ حتى لم تصحبي أحد إخوتك ربما لو أشركتي أحدهما أو كلاهما معك كنت التمست العذر لك لكن ذهبتِ بمفردك، عدي كَمّ أخطاءك يا روح!

فازداد بكاؤها وأهدرت بصوت متحشرج: أقسم لك لم أقصد! أرجوك اقبل أسفي واغفر خطائي هذا، كنت أخشى أن تتركني، كنت أخشى أن تحرمني منك.

فتابع بتبلد: كأني هكذا لن أتركك!

فارتعدت فرائسها وتعالت شهقاتها وتابعت بصوتٍ يخالط تلك الشهقات: لا أرجوك، أقسم عليك ألا تفعلها، اختار عقاب آخر غير هذا، لا تتركني، لا طاقة لي أن أعيش بدونك.

فسكت وأدار بوجهه عنها وبدأت تتحرك وتنهض وتحاول الإعتذار إليه بشتى الطرق، لكن قد أصابها الدوار بمجرد وقوفها لتتوسل إليه فأمسكت بسرعة بحافة السرير لألا تسقط أرضًا، فذلّت يدها أيضًا لكن قد لحقها مراد و أمسك بخصرها وأعادها ثانيًا للفراش، وصاح فيها معنّفًا: ما الذي تفعلينه هذا؟!

(روح الفؤاد)  By: Noonazad  Where stories live. Discover now