(19)

4.8K 191 10
                                    

بقلم :نهال عبد الواحد

وفي الصباح نهضت روح فلم تنم جيدًا فأخذت حمامها وبدلت ملابسها ببنطال وكنزة ثم خرجت من غرفتها فوجدت تلك الصالة التي كانت عبارة عن حجرة معيشة فيها أريكتين كبيرتين على هيئة رُكنة كبيرة جوارهما من الجانبين عدة مقاعد مكعبة كبيرة ثم شاشة تلفاز كبيرة على الحائط وبجوارها مكتبة مملوءة بأقراص مدمجة.

التفتت جانبًا نحو الستارة الكبيرة المغلقة فحركتها قليلاً فوجدتها تطل على شرفة كبيرة وابتسمت فقد أُعجبت بها كثيرًا فيمكن الجلوس فيها خاصةً وهي تطل على حديقة الفيلا.

هبطت روح من السلم الداخل تتلفت حولها فذلك الجانب فيه مجموعة من الصالونات وذاك الجانب به السفرة.

لكنها سمعت أصواتًا قادمة من المطبخ فدخلت فوجدت عزيزة المربية ومعها فتاتان تبدوان خادمتان فأهدرت روح إليهن بود: صباح الخير.

فأجابت المربية مبتسمة: صباح النور سيدتي، هل ترغبين في شيء أفعله لكِ سيدتي؟

تابعت روح بلطف: لا داعي لطريقتك الرسمية هذه فأنا لا أجيد التعامل بهذه الطريقة.

- الله يعزك ابنتي!

- أتعدون الإفطار؟

- أجل! لكن أخبريني بما ترديه ولا تتعبي نفسك في فعل شيء.

- ليس هناك أي تعب وهانحن معًا نتعاون ونساعد بعضنا بعضًا.

فأهدرت إحدى الخادمتين بإعجاب: هل تعلمي أنك في الحقيقة أجمل من الشاشات بكثير؟

فقالت المربية: هي تبارك الله مثل القمر!

أجابتهن روح بابتسامة ممتنة: أشكركن جدًا.

فقالت الخادمة الثانية: لكن هذه المرة الأولى للسيد مراد يتزوج فيها امرأة وتدخل عندنا بالمطبخ!

فلكزتها عزيزة فقالت بتراجع وتوتر: معذرة لكني أقصد.....

فقاطعتها روح بتفهم: لا عليكِ عزيزتي، لكني لست بسيدة مجتمع فأنا لم يكن لي يومًا خادمة وأفعل كل شيء بنفسي أطبخ وأمسح وأنظّف... هيا نعد الإفطار!

بالفعل وقفت روح تعد الإفطار فأعدت الفول بطريقة رائعة ومميزة، طبق من أومليت البيض (الاسبانش) وآخر للجبن و..... حتى انتهت وكانت الباقيات تشاهدنها بإعجاب وتتحدثن معها بأريحية و تلقائية وتصاعدت أصوات ضحكاتهن... كم هي لطيفة!

فقالت روح متسآلة: هل أخرج الأطباق إلى السفرة الآن أم لازال الوقت باكرًا على استيقاظ الأستاذ مراد؟!

تابعت المربية بإحراج: حقيقةً، إن مراد اعتاد ألا يتناول الإفطار.

أهدرت روح بفجأة: هه!

لكن سرعان ما جاء صوت مازح من خلفها: لا يا دادة! لقد كان هذا في الماضي أما الآن فسأتناول فطوري من يد زوجتي الغالية كل يوم.

(روح الفؤاد)  By: Noonazad  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن