(18)

4.9K 191 12
                                    

بقلم :نهال عبد الواحد

كانت روح منذ أن نشر ذلك الخبر ربما لم تهتم برسائل التهنئة ولا بأي كلام منشور بقدر إهتمامها بصورهما معًا وهيئتهما كيف يبدوان وهما معًا! إنها فعلًا توحي بانسجام وتوافق خاصةً في تلك الصور التي ينظر كلًا منهما للآخر.

وبعيدًا عن الصور تسأل روح نفسها عن ذلك الشعور الذي تشعر به حال وجوده، كيف تشعر بألفة اتجاهه منذ أول لقاء وكأن كلًا منهما يعرف الآخر من زمن بعيد؟!

كيف يتقبل كل تصرفاتها وتلك الحدة والردود الجافة؟ كيف تشعر كثيرًا أنه يفهمها أكثر من أي شخص آخر؟
لماذا هو بالذات لا تضيق بتواجده، حديثه أو مزحاته؟ بل تسعد بكل ذلك، بل تسعد أكثر بمجاورته عندما يجلسان في برنامج المسابقات ويهمس إليها، تلك المزحات التي يقولها عبر السماعة التي على أذنها أثناء تقديم البرنامج، بتلك النظرة التي لا تجدها إلا من عينيه فقط وإليها فقط، كيف يشعرها أنها محور المكان فلا تلتفت عينيه عنها طوال تواجدها؟!

ودخل أخويها وهي شاردة هكذا لكنها انتبهت لهما فجأة وأغلقت الهاتف و اعتدلت في جلستها ثم قالت بلهفة: ماذا فعلتما؟ هل اتفقتما كيف ستكذّبون الخبر؟

أومأ أيمن برأسه أن لا زافرًا، فثارت فيهما: ماذا تعني لا؟!

ربت حامد على كتفها وتابع بهدوء: إهدئي! ولنتحدث حديثاً لائقًا.

فشبكت روح ساعديها أمام صدرها وتابعت بغضبٍ مكتوم: وقد هدأت، هه! احكي!

أخذ حامد نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء ثم قال: روح! هذا الخبر لا يمكن تكذيبه بأي حال، فأنتما طوال الوقت معًا، ثم ماذا عن تلك الصور التي إلتقطت لكما معًا؟! وماذا عن ما قلتما بأنفسكما؟!

أجابت روح بعصبية غير مبررة: كان ذلك بسبب موقف بعينه.

فتابع أيمن: وهل تظنين أن الموقف قد انتهى وأنه لن يلاحقكي إن اكتشف كذب ما قيل؟ بل سيتجرأ أكثر هو وغيره.

فنظرت روح بينهما ثم تسآلت بريبة: ماذا تريدان بالضبط؟!

ابتلع حامد ريقه ثم قال مباشرة: من الأفضل تأكيد الخبر.

فهدأت فجأة ثم تسآلت بتوتر: كيف؟ أقصد ماذا؟!

فقال أيمن: تعقدا قرانكما و تتزوجا بالفعل.

فسكتت دون إجابة وقد تجمد الكلام في حلقها وأقسم ألا يخرج وتسارعت أنفاسها بتوتر شديد، فقال حامد: مراد إنسان جيد وأنا أصادقه منذ ثلاثة أعوام، دعكي مني قولي كلمة حق ! منذ أن عرفتيه ماهو العيب القوي الذي وجدتيه فيه؟ هل تري كيف يتحملك ويتحمل أسلوبك وهجومك الدائم وكيف يمتص غضبك؟! كنتِ تتحدثين يومًا عن الإنطباع الأول، ما انطباعك نحوه وبحق لا كذب فيه؟

كانت تسمعه بدون اعتراض ولا تعليق فهي تعرف وتقر بكل ما يقوله ربما لم تفهم بعد سرد كل ذلك لكنها متأكدة أن مراد مختلف.

(روح الفؤاد)  By: Noonazad  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن