(10)

5.5K 212 18
                                    

بقلم : نهال عبد الواحد

مرت أيام وجاء موعد الجلسة في محكمة الأسرة وكان الجميع هناك روح، أخويها، إيمان، زينب ونادر.

بدأت المرافعات، الإستجوابات وتقديم المستندات اللازمة، لحسن حظها لم تطول الجلسات، وأخيرًا خرج العصفور من القفص وطار فرحًا بحريته.

وبعد  الحرية لم تعد روح تريد أي شيء إلا أن تحتضن نفسها، تلملم جراحها، تطيّبها وتختفي بنفسها بعيدًا.

حقيقةً جراحها ليست جراح قلب فقد كانت واضحة مع نفسها وتعلم أنها لم تحب نادر يومًا، ربما تحرك إحساسها نحوه قليلًا لكن سرعان ما اختفى وذهب كل شيء، لكن جرحه لكرامتها التي أهدرت وأهينت وشخصية كشخصية روح قد آلمها ذلك بشدة، ربما لأن الحب لم يطرق قلبها بعد.

مرت أسابيع وأسابيع وبدأت شهور العدة في الانقضاء ولا جديد في حياتها فهي في المنزل دائمًا وتقوم بأعمال المنزل اليومية وبوجود حامد معها لم تعد بحاجة للخروج ولا حتى من أجل شراء مستلزمات البيت فهو من يشتري كل شيء، بل إنها لم تعد تفضل مقابلة أحدًا، صارت تميل للوحدة والعزلة أكثر.

وذات يوم طرق حامد عليها باب حجرتها فأذنت له ودخل.

فتسآلت بلطف: ماذا هناك يا عزيزي؟! هل تريد شيء؟

- إلي متى ستظلين جالسة هكذا؟ ودائمًا وحدك وقد قاطعتينا جميعنا.

فأومأت برأسها أن لا قائلة: لم أقاطعكم أبدًا، لكن لم يعد لديّ طاقة للجلوس مع آخرين ومحادثتهم.

فتنهد بحزن ثم تابع: من تعاقبين إذن؟! نفسك! وإلى متى سيظل هذا الحال؟! عليكِ الإهتمام بنفسك، عيشي حياتك، وهيا بنا لنرى ما سنفعله في مستقبلنا!

- أنا أكثر راحة هكذا ط، إياك يا حامد! هل تريدني أتزوج من جديد؟!

- رغم أني لم أقصد هذا في حديثي الآن، لكن لِم لا؟!

فصرخت فيه: يا ويلي! أعيد الكرة ثانيةً؟! لا لا لا، إياك أن تظن أو تعتقد أن هناك رجلًا جيدًا أو يمكن معاشرته! لا لا لا، وقد كان ذلك رأيي في السابق أتذكر! أما الآن فقد بصمت بالعشرة أصابع، لا رجال في حياتي أبدًا، اللعنة عليكم جميعًا معشر الرجال!

فضحك حامد وقال: حسنًا أختي! مقبولة منك، المهم الآن هناك أمر ما أو مناقشتك فيه.

فتسآلت بخفة: خيرًا أخي!

- كما ترين أن أيمن أخينا يعمل تقريبًا اليوم بأكمله بين المدرسة، فصول التقوية والدروس الخصوصية، وكما تعلمين أن عليه إلتزامات شقته وتكاليف زواجه وخلافه.

فأومأت موافقة وتابعت بتأثر: أجل والله! كان الله في عونه! لكن والله إيمان فتاة طيبة و رائعة وتستحق أن يتعب و يجتهد من أجلها.
ثم تنهدت قائلة: ليت كل الرجال مثلك يا أيمن، إن شاء الله يفتح الله عليه ويزيد رزقه من أوسع الأبواب!

(روح الفؤاد)  By: Noonazad  Where stories live. Discover now