(26)

4.6K 165 11
                                    

بقلم :نهال عبد الواحد

بالفعل كانا من حينٍ لآخر يذهبان لمكانٍ مختلف ويقضيان فيه ولو ساعات، كانت روح قنوعة رغم تأكدها من أن مراد لن يرفض لها أي شيء، لكنها كانت تكاد لا تطلب شيئًا وتفرح بأقل شيء يفعله لها ولذلك أحبها أكثر و أكثر، فهو لم يتزوج من جميلة الهيئة فقط بل جميلة الخُلُق والقلب.

وفي أوقات تصوير حلقات برنامجها الخاص، كان مراد يستغل وجودها ولا ينتهي من بث حبه لها بشتى الطرق والمزح معها من حين لآخر وكانت تخجل بشدة من ذلك.

فمثلًا ذات حلقة  كانت قائمة الطعام عبارة عن مجموعة من الأكلات الشعبية، بدأت روح تقدم البرنامج بخفة ظلها وتلقائيتها المعهودة، بالطبع مراد لا ينتهي عن بعض التعليقات المازحة في سماعة أذنها.

فقالت بخفة وهي تقدّم الأصناف: اليوم خاص ومختلف، ربما تتعجبون من أكلات اليوم، فهي مجموعة من الأكلات الشعبية ربما لا يعرفها الكثير، لكنها أكلات مختارة بناءً على رغبة المخرج شخصيًا.

فقال مراد بداخل السماعة: يا روح المخرج أنتِ.

فضحكت و أكملت: اليوم سنعد معًا فول نابت، عجة، بصارة، فلفل بالصلصة والحلو سد الحنك.... وانتظروني سنبدأ بعد الفاصل.

وما أن بدأ الفاصل الإعلاني حتى انفجرت روح ضاحكة وجاءها مراد مسرعًا من غرفة التحكم.

فنظرت إليه وابتسمت قائلة: أرجوك كفاك مزاح لقد صرت أُشبه البلهاء وأنا أضحك من حين لآخر بدون مبرر أمام الكاميرات.

فقال ولازال يضحك: وماذا أفعل إذن؟! كيف تكوني جواري ومعي وتريديني أنتهي عن مزاحك ومشاكستك؟!

فتلفتت حولها وقالت محذرة بحرج: مراد!

فأهدر بعشق وهيام: روح مراد ومالكة الجزء الأيسر هذا الذي استوليتِ عليه واحتلتيه احتلالًا تامًا.

فضحكت وقالت: إتركني أرجوك! لقد نسيت ما أريد قوله.

فرفع كتفيه بلامبالاة قائلا: لا يهم .

فضحكت وقالت: هيا اذهب واجلس مكانك لقد أوشك الفاصل الإعلاني على الإنتهاء.

فشبّك ساعديه أمام صدره وتابع بمشاكسة: تطرديني بالذوق!

فدفعته بخفة: مراد!

ففرك لحيته ونظر إليها وتابع بمكر: إذن أريد......

- مراد!

فغمز لها وقال: ماذا بك؟ أريد لقمة.

فضحك اثنانتهما فغمست له لقمة وأطعمته في فمه ثم أشار بيده أن جيد وسار بضع خطوات وبدأت تأخذ موضعها فجاء على غفلة منها وقبّل خدها ثم أسرع لغرفة التحكم وتركها تضحك.

هكذا كانت حياتهما معًا في سعادة، وتفاهم وعشق كبير لكن بطبيعة الحال لا يمكن أن تمر الحياة وردية دائمًا يلزم بعض البهارات الحارة التي تشعل الأوضاع من حين لآخر وتبذل مجهود وتبحث عن طرق مختلفة لتطفئها، حتى كلما فرحت شعرت بقيمة تلك الفرحة والسعادة.

(روح الفؤاد)  By: Noonazad  Where stories live. Discover now