(روح الفؤاد) By: Noonazad

By NehalAbdElWahed

177K 6K 816

الفائزة الثانية مرتبة الرواية الذهبية مسابقة أبدع برواياتك أدركت عدم وجود حب إلا الروايات والمسلسلات، جاء... More

(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
(8)
(9)
(10)
(11)
(12)
(14)
(15)
(16)
(17)
(18)
(19)
(20)
(21)
(22)
(23)
(24)
(25)
(26)
(27)
(28)
(الأخيرة)
الرواية الذهبية
إعلان 🎤

(13)

5.3K 210 25
By NehalAbdElWahed

بقلم :نهال عبد الواحد

اتصل حامد بمراد، أخبره بموافقة روح وحدد معه موعد لذلك اللقاء.

جاء اليوم المتفق عليه وكانت روح أنيقة لكن بدون تكلّف فارتدت مجرد كنزة وبنطال وتركت لشعرها العنان مع بعض الكحل حول عينيها وطلاء شفاه بلونٍ هادئ لكنها بدت فاتنة رغم هذه البساطة.

وصلت روح مع حامد لمكان المكتب وبمجرد نزولهما من السيارة بدأت تتأوه وتتسند إلى ذراع أخيها وما أن اقتربا من المصعد حتى قال حامد: ما الخطب يا روح؟! ماذا بك؟!

فأجابت بتألم: هذه الحذاء اللعنة عليها تكاد تقتلني!

تأفف حامد وتابع بغيظ: كأنك لأول مرة ترتدين حذاءً جديدة! لماذا لم ترتديها في البيت كما تعتادين دائمًا؟!

- أخبرني متى بالله عليك؟ كنت أرتديها وأنا أقف طيلة اليوم بالمطبخ!

- حسنًا حسنًا، تحملي قليلًا إذن....

ثم تأفف وتابع مزمجرًا: إن المصعد معطّل هيا فلنركب في المصعد الزوجي ونهبط طابق.

وبالفعل ركبا المصعد الزوجي حتى وصلا لكن يبدو أن حامد قد أخطأ في تسجيل رقم الطابق فبدلا من هبوط طابق سيصعدا طابق .

كانت روح لازالت تتأوه من وجع قدميها من أثر هذه الحذاء ولم يعد مجرد تأوه بل صار كولولة أو كما يقول لها حامد ساخرًا مقطوعة الآهات، لكن يبدو أنها قد أثارت غضبه بولولتها هذه وهمّا ليصعدا الطابق الذي فيه المكتب.

ثم صاحت فجأة: لا لا! لا أستطيع!

فتأفف وجز على أسنانه بغضب وقال: لقد نفذ صبري يا روح!

- إذن إصعد أنت واتركني هنا أريح قدميّ قليلًا وبعدها سأتبعك.
قالتها وهي تهم بالجلوس على درجات السلم، فصاح فيها حامد: هل ستجلسين على السلم هكذا؟!

فأومأت برأسها بتعب: أجل، لا أستطيع من شدة الوجع...
ثم رفعت سبابتها وقالت مهددة: كلمة أخرى وسأعود للمنزل فورًا، واذهب أنت وقابله وحدك!

فتأفف حامد وصعد وتركها فجلست روح على إحدى درجات الدرج و وضعت حقيبتها بجانبها ولازالت تتوجع، خلعت حذاءها فوجدت قدميها قد جُرحت بفعل ضغطة الحذاء.

ففتحت حقيبتها تبحث فيها ثم أخرجت كيس من المناديل، قطعت منه و وضعت على جروحها تلك وهي تقول بتضجر:  اللعنة عليكِ! آه! واقدماه!

وبعد قليل بدأت ترتدي حذاءها من جديد لتذهب لأخيها دون تأخير، ووقفت ولازالت تتأوه ثم انحنت لتأخذ حقيبتها ولا تزال تعدّل من وضعية قدميها في الحذاء وفجأة اختل توازنها وسقطت للخلف.

لكن فجأة أيضًا هناك من لحقها و حملها على فجأة فالتفتت لتتقابل رماديتها ببنيته في لقاءٍ طويل للعيون وكلاهما لايفهم ولا يستوعب شيء مما يحدث بل كلاهما قد فقدا الزمان والمكان وغُيّبا عن الوعي وسكت العقل تمامًا عن أي إدراك أو تفكير.

لكن فجأة انتبهت روح لما حدث وأنزلت بنفسها من فوق يديه ويبدو عليها الصدمة فلا تتذكر كيف حدث هذا! لكن يبدو أنها قد صدمت أحد جروحها فتألمت فجأة وكادت أن تسقط ثانيًا لكنه أسندها ومسك بخصرها فابتعدت قليلًا وعدّلت من هيئتها لتبدو طبيعية.

فقال بهدوء: هل أنتِ بخير سيدتي؟!

فأومأت  بتحفذ وهجوم ثم انصرفت واختفت مسرعة من أمامه.

وقف واجمًا يحاول استيعاب ما حدث، فلم يرى مثل تلك العيون من قبل ولا مثل ذلك الجمال الذي اقتحم  قلبه وهدم كل حصونه على غفلة وانتصر عليها انتصارًا ساحقا في أقل من لحظات وقد تم الإحتلال التام لكن بلا رغبة في استقلال ولا تحرير.

كيف ذابت في يديه وأذابته هكذا؟!
ربما هو حلم! مؤكد هو حلم أو حالة من الهلاوس البصرية فلا يمكن أن تكون آدمية.

لكن ماذا عن إحساسه الآن فلازال فاقد للسيطرة على نفسه وكأن قد حدث ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة فجأة، فكان يزفر الهواء بنفخ، فتح أعلى زر من قميصه وبدأ يحرّك بيديه ربما يجئ القليل من نسمات الهواء وكأنه بدأ يتعرق فمسح وجهه بيده، مهلًا إنها رائحة عطرها في يده فاستنشق نفسًا عميقًا.

إذن لم تكن حلمًا هي حقيقية، آدمية وكانت بين يديه منذ قليل! وكأن ملابسه أيضًا تحمل عطرها فوقف يتشمم نفسه في حركاتٍ بلهاء، لا فهذا كثير على قلبي أن يتحمل كل ذلك فوضع يده على قلبه الذي يشبه في قوة شرباته ضرب الطبول.

إهدأ إهدأ إهدأ! لكن كيف لي الهدوء وماذا عن هذا الجمال الذي لا يُنسى؟! وهاتان العينان التي حُفرت أمام ناظريّ؟! وعن كتلة الدلال والأنوثة.... لقد اختفت كل الكلمات، فكل الكلمات فقيرة لتعبر عما أشعر به الآن.

دخلت روح لأخيها في المكتب والذي نظر لها بإيماءة تعني لم كل هذا التأخير، لكن روح كانت في حالة غريبة من داخلها لا تعرفها ولم تعهدها أبدًا كأنه نوع من الاجتياح أو كأنها اختُطفت وفقدت شيئًا في آن واحد، اضطراب وتضارب كثير لا تفهمه ولا تستطيع استيعابه لكن عليها نفض كل هذا فورًا.

وسرعان ما جاءت السكرتيرة لتخبرهم بأن الأستاذ قد وصل توًا وفي انتظارهما فتحركا ودخلا، وكان ذلك التحرك بالنسبة لروح هو إشارة مباشرة للعودة إلى أرض الواقع ومحاولة أن تكون على طبيعتها.

دخل الاثنان وجلسا متقابلين أمام المكتب وما كانت لحظات حتى رأى حامد مراد قادم نحوه فوقف ليسلم عليه وبينما مراد قادم نحوه إذ لمح بطرف عينه روح، إنها هي! صاحبة أجمل عيون! كتلة الدلال والرقة المتحركة!  ياإلهي! هل أنا محظوظ لتلك الدرجة؟! إذن فذلك الجمال النادر هي صاحبة الأنامل السحرية التي تسحرني دائمًا بروائع طبخها.

وضع يده على فمه ليخفي إبتسامته التي حاول كتمها لكنها أبت وخرجت ثم سلم على حامد وقال بترحاب: مرحبًا بكما. 

فانتبهت روح فجأة لذلك الصوت، هل حفظته؟ فوقفت من فورها والتفتت نحوه! إنه هو! يا إلهي! ما هذه الورطة؟!

مدّ مراد يده ليصافحها فترددت قليلًا ثم مدت يدها هي الأخرى وكأنها كانت تنتظر منه أي حركة أو خطأ لتختلق أي مشكلة وتغادر المكان فورًا.

لكن طريقة مصافحته لها لم تضايقها إطلاقًا كما أن عينيه لم تكن سوى معلقة بعينيها بنظرة لها طابع خاص لم تعهدها بل لم تصادفها أبدًا وكانت خالية من أي خبث كانت تتوقعه.

فأومأ حامد بيده يعرفهما ببعض قائلًا: أستاذ مراد عزمي المخرج، أختي روح الفؤاد.

مراد بنفس نظرته مع ابتسامة نقية من قلبه وقال: مرحبًا بك! لقد ازدتُ شرفًا، وتسلم يداكِ على روائع طبخك التي قد ذهبت بعقلي حتى إني قد كتبت بعض الخواطر النثرية أمتدحها.

فضحك حامد وقال: سمعت عن كتّاب يكتبون في وصف حبيباتهم أو أوطانهم لكن وصف أطعمة... حقيقي جديدة! ثم قهقه...

فتابع مراد مازحًا: اسخر اسخر! بل إني قد انتويت نشرهم خاصةً عقب ذلك الغداء الرائع يوم الفتة ومشتملاتها الفتاكة، أما عن آخر مرة أرسلتِ إليّ بورق العنب ما تلك الروعة! ولأول مرة أتذوق محشي للبصل وملفوف بين ورق العنب ماهذا الإبداع! لقد تمنيت ألا ينتهي، يلزم أن تقرئي خواطري تلك في وصف روائعك يا آنسة.

كانت تود لو تصيح في وجهه بسبب هذه التلميحات وتلك الطريقة التي يتحدث بها، أو ربما هي تختلق أسبابًا لكن حتى مع اختلاق الأسباب قد تحجر الكلام فجأة بداخل حنجرتها، لكنها لم ترد إلا: مدام من فضلك.

ورغم كونها كلمة واحدة لكنها كانت رسالة صريحة منها إليه، كفيلة أن تشعره بطعنة فجائية، وبدأ جاهدًا محاولًا السيطرة على نفسه وتعبيرات وجهه متجهًا جالسًا. 

بدا عليه بعض الاضطراب في طريقة فركه لوجهه ثم رفع سماعة هاتفه الداخلي وهو يسألهما بجدية: هل ترغبان في شرب قهوة أم مشروب آخر؟

- ممكن كوب من القهوة المضبوطة، وأنتِ يا روح!

أهدر بها حامد بينما تابعت روح باقتضاب: أرغبها سادة.

فنظر نحوها مراد وقال: ثلاثة أكواب من القهوة من فضلك، واحدة مضبوطة واثنان سادة.

فالتفتت روح نحوه فجأة  ثم عادت لوضعها ولازالت ليست على طبيعتها، فلو كانت على طبيعتها لكانت الآن في طريقها للمنزل بعد صدام كبير أحدثه مع هذا المخرج.

كان مراد يحاول طيلة الوقت ألا ينظر نحوها وغمس نفسه في حوار العمل والحديث الرسمي دون أي مزحات وذاك قد أثار تعجب حامد، فهذه ليست من طبيعة مراد أن يظل يتحدث بجدية هكذا، لكنه أقنع نفسه أنه لقاء عمل و وقت العمل للعمل.

وروح أيضًا تعمدت ألا تنظر نحوهما إطلاقًا وظلت تنظر إلى قهوتها لكن أذنيها معهما ولم تتحدث سوى بضع كلمات قليلات عندما يُوجه إليها سؤال فقط.

كان حامد متوقعًا سر هيئتها وهدوءها وظن أنه بسبب حذاءها، لكن لم ينتبه أنها منذ أن جلست وقد خلعته وسندت بقدميها فوقه.

وبعد حديث طويل والإتفاق على كل التفاصيل هم حامد بالوقوف وهو يشير لأخته ليذهبا، فارتدت حذاءها و وقفت لكن الألم شديد فجلست مرة أخرى فأمسك حامد بيدها لتقف وهو ينظر لها بتحذير لأ لا تحدث أي ضجة ومراد يلاحظ أن هناك أمر ما لم يفهمه لكنه قد استحيا أن يسأل وبدأ يتحرك نحو الباب ليودعهما.

لكن ما أن سارت روح بضع خطوات وهي تأنّ قليلًا حتى سقطت فجأة على الأرض وهي تتألم.

فهمس إليها حامد بغضب مكتوم: هلا احترستي؟! هيا انهضي!

فتدخل مراد بنبرة مدافعة عنها: أنت من عليك الاحتراس لألا تسقط منك! أمسك بها جيدًا.

فساعدها حامد على النهوض حتى وقفت ثم جلست على كرسي أحضره مراد ووضعه خلفها لكنها فجأة خلعت حذاءها وصاحت بغضب: لن أرتديها.

فزمجرحامد بتوعد: روح!

فأجابت بنفس الحدة: قدماي تؤلماني ولا أستطيع التحمل.

فتسآل حامد باستخفاف: هل ستمشين حافية القدمين؟!

أومأت روح برأسها أن نعم وأجابت باستفزاز: أجل.

صاح حامد بغضب: روح!

تدخل مراد مجددًا قائلًا بهدوء: إهدأ يا حامد، واضح أنها متعبة حقًا حتى أن قدميها قد جُرحت.
ثم وجه حديثه نحوها وتابع: سيدتي! كم هو مقاس قدميكي؟

فأجابت بحدة وهجوم: ماذا؟!

تفاجأ مراد بهجومها ولا يدري لماذا انتابه فجأة شعور بالضحك لكنه لا زال يجاهد نفسه ألا يفعل ثم قال: لم أقصد شيئًا سيدتي، كل ما هنالك أن صديقًا لي صاحب محل للأحذية بالقرب من هنا سأتصل به ويحضر لك واحدة أكثر راحة، ويمكنك الشراء منه فهو لديه مجموعة كبيرة وكلها مريحة، هه! مقاسك؟

فأجابت مضطرة: 38.

فاتصل من هاتفه وتحدث قليلًا وطلب حذاء موديل......  مقاس......
وبعد قليل جاء شخص ما يحمل الحذاء فقدمه لروح وارتدته، حقًا قد أراحها كثيرًا و حقًا أنيق.

فشكراه وانصرفا وهي تقول لنفسها هل يحفظ كل أرقام الموديلات أم إنها مجرد صدفة؟

.......................................

NoonaAbdElWahed

Continue Reading

You'll Also Like

703K 14.9K 44
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
49.8K 2K 153
كتاب خاص في تصميم اغلفه الروايات بشكل انيق وجذاب..
97.4K 5.2K 23
عائلتان اغنياء جدا وكل من في البلدة يعرفهم بحبون بعضهم واصدقاء من قبل ولكن يوجد كره بين الابناء ويوجد حب من طرف واحد لايعلم به الا شخص واحد وهل الحب...
2.7M 56K 76
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...