(روح الفؤاد) By: Noonazad

By NehalAbdElWahed

177K 6K 816

الفائزة الثانية مرتبة الرواية الذهبية مسابقة أبدع برواياتك أدركت عدم وجود حب إلا الروايات والمسلسلات، جاء... More

(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
(8)
(9)
(11)
(12)
(13)
(14)
(15)
(16)
(17)
(18)
(19)
(20)
(21)
(22)
(23)
(24)
(25)
(26)
(27)
(28)
(الأخيرة)
الرواية الذهبية
إعلان 🎤

(10)

5.5K 212 18
By NehalAbdElWahed

بقلم : نهال عبد الواحد

مرت أيام وجاء موعد الجلسة في محكمة الأسرة وكان الجميع هناك روح، أخويها، إيمان، زينب ونادر.

بدأت المرافعات، الإستجوابات وتقديم المستندات اللازمة، لحسن حظها لم تطول الجلسات، وأخيرًا خرج العصفور من القفص وطار فرحًا بحريته.

وبعد  الحرية لم تعد روح تريد أي شيء إلا أن تحتضن نفسها، تلملم جراحها، تطيّبها وتختفي بنفسها بعيدًا.

حقيقةً جراحها ليست جراح قلب فقد كانت واضحة مع نفسها وتعلم أنها لم تحب نادر يومًا، ربما تحرك إحساسها نحوه قليلًا لكن سرعان ما اختفى وذهب كل شيء، لكن جرحه لكرامتها التي أهدرت وأهينت وشخصية كشخصية روح قد آلمها ذلك بشدة، ربما لأن الحب لم يطرق قلبها بعد.

مرت أسابيع وأسابيع وبدأت شهور العدة في الانقضاء ولا جديد في حياتها فهي في المنزل دائمًا وتقوم بأعمال المنزل اليومية وبوجود حامد معها لم تعد بحاجة للخروج ولا حتى من أجل شراء مستلزمات البيت فهو من يشتري كل شيء، بل إنها لم تعد تفضل مقابلة أحدًا، صارت تميل للوحدة والعزلة أكثر.

وذات يوم طرق حامد عليها باب حجرتها فأذنت له ودخل.

فتسآلت بلطف: ماذا هناك يا عزيزي؟! هل تريد شيء؟

- إلي متى ستظلين جالسة هكذا؟ ودائمًا وحدك وقد قاطعتينا جميعنا.

فأومأت برأسها أن لا قائلة: لم أقاطعكم أبدًا، لكن لم يعد لديّ طاقة للجلوس مع آخرين ومحادثتهم.

فتنهد بحزن ثم تابع: من تعاقبين إذن؟! نفسك! وإلى متى سيظل هذا الحال؟! عليكِ الإهتمام بنفسك، عيشي حياتك، وهيا بنا لنرى ما سنفعله في مستقبلنا!

- أنا أكثر راحة هكذا ط، إياك يا حامد! هل تريدني أتزوج من جديد؟!

- رغم أني لم أقصد هذا في حديثي الآن، لكن لِم لا؟!

فصرخت فيه: يا ويلي! أعيد الكرة ثانيةً؟! لا لا لا، إياك أن تظن أو تعتقد أن هناك رجلًا جيدًا أو يمكن معاشرته! لا لا لا، وقد كان ذلك رأيي في السابق أتذكر! أما الآن فقد بصمت بالعشرة أصابع، لا رجال في حياتي أبدًا، اللعنة عليكم جميعًا معشر الرجال!

فضحك حامد وقال: حسنًا أختي! مقبولة منك، المهم الآن هناك أمر ما أو مناقشتك فيه.

فتسآلت بخفة: خيرًا أخي!

- كما ترين أن أيمن أخينا يعمل تقريبًا اليوم بأكمله بين المدرسة، فصول التقوية والدروس الخصوصية، وكما تعلمين أن عليه إلتزامات شقته وتكاليف زواجه وخلافه.

فأومأت موافقة وتابعت بتأثر: أجل والله! كان الله في عونه! لكن والله إيمان فتاة طيبة و رائعة وتستحق أن يتعب و يجتهد من أجلها.
ثم تنهدت قائلة: ليت كل الرجال مثلك يا أيمن، إن شاء الله يفتح الله عليه ويزيد رزقه من أوسع الأبواب!

- حسنًا! لكن غير ذلك فهو يصرف علينا ويصرف في البيت هنا.

- فعلًا صحيح! لكن ما العمل إذن؟!

- لديّ فكرة مشروع.

- خيرًا!

- أنتِ ماشاء الله سلمت يديكِ في الطبخ ومستواكِ لا يُعلى عليه أبدًا، حقيقةً طباخة من الدرجة الأولى.

- ثم ماذا؟!

فأكمل بحالمية: سننشئ صفحة في برنامج التواصل الاجتماعي الفيس بوك ونسمي تلك الصفحة مثلًا مطبخ روح، وكلما طبختِ أي شيء سأقوم بنشره على تلك الصفحة، وسأقوم بعمل شهادة صحية لكِ حتى يكون كل شيء على ما يرام، ثم تبدأ الطلبات.

فزمت حاجبيها وشفتيها وتابعت: لم أفهم شيء.

- كل ما عليكِ أختي أن تطبخي أي أكلة حُلوة أو حادقة وتضعيها في الطبق بشكل جمالي متناسق وأنا سأتصرف في باقي الأمور وأتولاها، سأصور تلك الأطباق وأنشر صورها وأنشر قائمة بأسعار الأطباق والوجبات وربما أنشر بعض العروض، وعندما تبدأ الطلبات ستقومي أنت بالطبخ وأنا سأغلف وأقوم بتوصيلها للمكان المطلوب وأنت ستظلين في بيتك معززة مكرمة.

فأومأت قائلة: آه! فهمت الآن، لكن أخي أمثلُكَ يقوم بتوصيل الطلبات للمنازل وأنت شاب خريج كلية الإعلام؟!

فتنهد ببعض اليأس وتابع: هل وجدت عملًا مناسبًا ولم أعمل؟! فمنذ أن أنهيت فترة التجنيد وأنا أجلس في البيت مثل النساء لا عمل ولا شيء، دعينا نجرّب فهذا أفضل من تلك الجلسة بلا فائدة كما نتحمل عن أيمن مصاريف البيت ومصاريف أنفسنا، وربما حجر النرد يسعدنا حظًا ونستطيع المساهمة معه في تكاليف زواجه التي لا تنتهي، هه! ما رأيك؟!

فأجابت مرحبة تعتلي وجهها ابتسامة هادئة: حسنًا أخي موافقة وعلى بركة الله.

وبالفعل بدأت روح كلما تطبخ أي صنف أو تصنع أي حلوى تضعه في الأطباق بطرق جمالية ومنسقة ويقوم حامد بالتقاط صورًا لتلك الأطباق ثم ينشرها في تلك الصفحة التي أنشأها باسم مطبخ روح، ثم يختلق حوارًا عبر الشات بينه وبين أخته وكأن أفرادًا قد جربوا ذلك الطعام ويشكرون فيه ويصور المحادثات وينشرها بعد مسح أسماء المتحدثين، مع نشر بعض الإعلانات والعروض، وظل الحال هكذا لفترة أسابيع دون أي جدوى أو فائدة حتى بدا الأمر فاشلًا.

لكن ذات يوم استيقظ حامد و وجد رسالة مرسلة للصفحة بأول طلب فكاد يطير من الفرحة وبشّر أخته وأحضر كل المستلزمات المطلوبة وبدأت روح بالعمل وأنهت الطلب علي أكمل وجه وأخذه حامد وقام بتوصيله للعنوان المرسل.

نال الطلب إعجابهم وقد أرسلوا شاكرين وممتنين لحسن الخدمة والإشادة بذلك الطلب، ويومًا بعد يوم صار الطلب اثنان وثلاثة وكثير.........

وصارت روح لا تلاحق على الطلبات من كثرتها وحامد طوال اليوم بين شراء مستلزمات وتوصيل الطلبات، وبدأ  يذيع سيطها كطباخة ماهرة، نظيفة وسعرها المناسب وخلال شهور قد زاد الإقبال وزادت الطلبات والمتابعين، والجميع يشيد بكل أكلاتها.

وتغيّر الحال تمامًا وتحوّل مطبخ البيت لمطبخ محترف تقف فيه روح طوال اليوم وتصنع كل مالذ وطاب، تعمل كالنحلة في خلية النحل بجدٌ ونشاط واتقان فحتى بعد نجاحها وشهرتها لم تقلل من مستوى الخدمة ولا كفاءتها ولم ترفع أسعارها إلا حسب حدود أسعار المكونات، فغايتها هو العمل واتقانه وليس الشهرة.

وكانت أحيانًا تجيئها إيمان و زينب لتساعداها في إعداد الطلبات فقد أعجبتا بتلك الفكرة كثيرًا وساعداها على رواجها خاصة مع زميلاتهن من النساء العاملات.

وصارت صفحة  مطبخ روح أشهر من النار على العلم وصارت الطلبات بالحجز من كثرتها وازدحامها، ولم تصدق روح هذا النجاح فقد نجحت في أكثر شيء تحبه وتجيده دون أن يخطر لها ذلك على بالها يومًا.

فما أجمل النجاح و مذاق النجاح!
....................................

NoonaAbdElWahed

Continue Reading

You'll Also Like

3.2K 278 50
وكنت قد عاهدت الله ألا أري محزونا حتي اقف أمامه وقفة المساعد إن استطعت أو الباكي إن عجزت والله الموفق🌸
2.4K 239 25
عايشة بدوامة كبيرة مو عارفة تطلع منها وهالدوامة بتكون تحت مسمى الحب ، بتكون عايشة ومبسوطة وفجأ بيدخل هالمرض عليها وبيقلب حياتها وهالمرض هو الحب يالله...
211K 2.6K 9
ولي عهد البلاد ... أقسم باﻷ يرتبط ! فهل سيستمر القسم بعد رؤية لتلك العنيدة الشرسه ! (مكتملة على تطبيق دريمي للروايات)
114K 4.9K 19
دائما نجد ان البطل لديه الماضي القاسي الذي جعله شخص بارد وقوي ومختل بعض الشئ.. لكن هل جربتم من قبل البطل المتلزم. الذي ليس له علاقات نسائية.. الذي ي...