الفصل الرابع عشر
(صغيره ولكن ..)
أخذت تبكي بشده لما سمعته ، لما فعل هذا بها ، هي من أحبته يوما ، فضلته علي غيره ، تسآلت هل قصرت في شئ ما ، ماذا فعلت لكل هذا ، لن تسامحه فهو خانها ولن تقبل بذلك ، مسحت عبراتها بكفيها ولملمت باقي أشياءها ، حملت حقيبتها ودلفت إلي خارج الفيلا عازمه للذهاب لأخيها .
________________
نظرت له بإنكسار ، أخذت نفسا طويل وزفرته ببطء وأردفت:
- قالت عني كلام مش كويس .
انصت اليها باهتمام متسائلا:
- كلام ايه .
أزدردت ريقها وأردفت بتوتر :
- أأ.أنا..مش ب.بعرف أعوم..وفادي.ساعدني اخرج .من..الميه.
تصلبت ملامحه لذكرها شخص ما ، نهض من مكانه ، رفعت رأسها عفويا ناظره اليه بخوف ، حدجها بملامح جامده قائلا:
- بينك وبينه حاجه .
اجابته بنبره سريعه:
- لأ ، هيا اللي بتقول كده .
زين بجديه : يعني ما فيش حاجه بينكم
أسرعت في النهوص ووقف قبالته قائله :
- لأ ، مافيش ، هيا لما قالت عليا كده ضربتها .
ابتسم لحركاتها الطفوليه ، قربها اليه قائلا:
-الحمد الله محصلش حاجه وحشه ، ويلا جهزي نفسك علشان هنمشي بكره .
شهقت قائله بحزن بائن :
- يعني الرحله باظت ، ملحقتش أتفسح .
خانتها عبراتها في النزول ، نظر لها بحزن واردف مهدئا اياها:
- طيب خلاص أهدي ، هنقعد يومين ... يومين بس .
مسحت عبراتها بكف يديها كالأطفال قائله : بجد
اومأ برأسه قائلا بابتسامه : بجد
اسرعت بإحتضانه وأردفت بسعاده :
- انتي احلي حاجه في حياتي .
ضحك بشده وأردف : وانتي حبيبتي
اقتربت منه وأردفت : بوسني يازين .
تجمدت ملامحه قائلا بثبات زائف : ليه
أجابته بابتسامه : ببقي مبسوطه .
بدا عليه التوتر ، فليست بالمره الأولي ، اضطربت انفاسه ودنا منها ، لامس شفتيها ببط ، ازدادت ضربات قلبها تلقائيا ، زاد في قبلته ، وجذبها اليها ، أغمضت عينيها واستسلمت له .
______________
طرقت الباب بهدوء ففتحت لها الداده مرحبه :
- ثريا هانم ، يا اهلا وسهلا .
أجبتها بصوت ضعيف من شده البكاء :
- أزيك يا عزيزه ، فاضل فين .
عزيزه : في المكتب يا هانم
ثريا مشيره لحقيبتها :
- خدي شنطتي وطلعيها اوضتي يا عزيزه .
عزيزه بطاعه :
- تحت امرك يا ثريا هانم ، انا علي طول بنضفها .
ثريا بهدوء : طول عمرك أصيله يا عزيزه .
أخذت عزيزه حقيبتها للأعلي بينما هي دلفت لمكتب أخيها الذي حدجها باستغراب قائلا:
- ثريا ، تعالي يا حبيبتي .
تقدمت منه بهدوء ، استدار هو حول مكتبه ليقف قبالتها فاردفت بثبات دون مقدمات :
- أنا عايزه أطلق .
اندهش من طلبها ، فهي تزوجت لمن أحبته يوما ، نظر لها ثم امسك يديها وأجلسها معه علي الأريكه قائلا بتساؤل:
- أحكيلي ايه اللي حصل بالظبط .
_________________
ابتعد عنها ببط ونظر اليها وأردف بابتسامه عذبه :
- مبسوطه .
اومأت برأسها بمعني نعم ، ابتسم هو اليها ، فأردفت هي بنبره فرحه :
- هروح اقولهم ان احنا هنقعد يومين
زين بابتسامه : روحي
اسرعت للخارج تتبعها بعينيه حتي خرجت ، وضع يده علي صدره تلقائيا محاوله لضبط انفاسه .
ذهبت سريعا لتخبر الجميع بقراره في قضاء يومين ، فرح الجميع لهذا الخبر وتجهزوا جميعا لتناول العشاء ، اضطرت سلمي لإرتداء ملابس نور فكانت تشبه الأطفال قليلا ، سخروا منها ولكنها لم تبالي بهم ، دلفوا للخارج وجدوا زين بانتظارهم ، نظروا اليه باعجاب شديد ، بينما هي أسرعت اليه وأحتضنته قائله بهمس :
- بحبك
ازدادت أبتسامته اتساعا ، وأخذهم جميعا الي المطعم الخاص بالفندق ، جلسوا علي الطاوله التي حجزها لهم واردف بابتسامه:
- تحبوا تاكلوا ايه .
سلمي : سي فود
وافقها الجميع الراي ، وطلب لهم ماكولات متنوعه من السمك
ساره بتنهيده : الحمد لله الموضوع عدي علي خير
ملك بضيق : البت مروه دي دمها تقيل ، وعلي طول تغير من نور
نور بتأفف : متفكرونيش بيها
زين : خلاص الموضوع عدي علي خير
نور باعجاب : بصراحه معتز ده طلع gentel man قوي.
توترت سلمي من ذكر أسمه ، فهو من آهانته يوما ، وها هو الآن يثبت رجولته معهم ، ندمت علي سوء ظنها وما فعلته يوما معه .
___________
سردت لأخيها ما سمعته فأعتلي وجهه الغضب والأنزعاج ، فقد حذره من قبل ولكنه لم يبالي ، قرر الثأر لأخته ، وجدها تبكي بشده تنهد بضيق قائلا :
- خلاص يا ثريا ، أنا هعرف أخد حقك .
تعالت شهقاتها الي ما وصلت اليه بعد هذا العمر وتشتت لم أسرتها ، وأيضا بعده عنها فهي ما زالت تحبه .
أحتضنها أخيها من كتفيها قائلا :
- متعيطيش ، ميستاهلش دمعه واحده منك .
أنفجرت أكثر باكيه وقام بتهديئها ولا جدوي ، وعدها بالأنتقام وأن لا تخشي مما هو آتي ، فهي أخته ولن يتركها ، اقنعها بالولوج لغرفتها ترتاح قليلا ، أومأت برأسها ومسحت عبراتها وتنهدت بحسره ذاهبه معه .
~~
أخبرته الخادمه ان والدته ليست بالمنزل ولا تعرف وجهتها ، اتصل بها ولكن هاتفها مغلق ، هاتف أخته ولكنها لا تعلم شيئا فأردف بحيره :
- هتكون راحت فين ، الداده بتقول كانت معاها شنطه هدوم .
ميرا بصدمه :
- بتقول ايه ، خليك عندك ، أنا جايه وهشوف الموضوع .
أغلقت هاتفها وأخذت تزفر في ضيق ، فهل علمت والدتها بشئ، تمنت ان يكون الموضوع غير ذلك ، فوالدها وعدها بإنهاء تلك المسأله واردفت في نفسها :
- طيب هتكون عرفت أزاي .
_________
تحدث مع والده بشأن بقائهم يومين إضافيين ، فتفهم والده ما حدث وأنه سيجد البديل مكانه في المكتب حين عودته ، اغلق هاتفه فوجد ابنته قبالته تقول :
- مساء الخير يا بابا
أجابها بابتسامه مجهده :
- مساء الخير يا مريم ، اقعدي يا حبيبتي
جلست امامه قائله بتعجب :
- أنت كويس يا بابا ، فيه حاجه .
تنهد بقوه قائلا :
- عمتك هتقعد معانا هنا .
أردفت باستغراب : فيه حاجه حصلت
فاضل بنفاذ صبر :
- بعدين يا مريم ، المهم عايز أقولك زين كلمني وهيقعد فى شرم يومين .
مريم بعدم فهم : هو راح لنور
فاضل يإيجاز : أيوه وهتمسكي مكانه في الشركه
أومأت برأسها قائله :
- حاضر يا بابا اللي تشوفه .
فاضل بابتسامه : يلا غيري هدومك علشان تاكلي
مريم : حاضر
_________
بعد الإنتهاء من طعامهم ، قرروا الذهاب للشاطئ قليلا مما اسعد الجميع ، ما ان وصلوا هم بخلع ثيابه فنظرت له الفتيات باعجاب شديد وأخذوا يتهامسون عليه ، مما ازعجها بشده ، قامت بالأقتراب منه وامسكت يده بتملك قائله بدلع :
- علمني العوم .
ضحك عليها وأمسك يدها قائلا : يلا
ذهبت معه وسط نظرات الفتيات الحاقده والحاسده عليها ، لم تبالي بهم ، فهي تسعد بقربه منها .
وقفت سلمي قباله البحر رافعه يديها تستقبل هواءه المنعش ، اغمضت عينيها وأبتسمت بشده ، ظل ينطر اليها وهي بهذا الوضع ، فاقترب منها قائلا :
- الجو حلو صح .
أنتبهت لوجوده معها بنفس المكان ، فتابع بعبث :
- شكلك بتحبي البحر زيي
تنحنحت بخفوت وابتسمت قائله :
- في حد ما بيحبش البحر ، حتي في اسكندريه هو مكاني المفضل .
معتز بابتسامه جذابه :
- أنا كمان بحب البحر قوي
اومأت براسها واردفت بابتسامه خجله :
- متشكره علي اللي عملته مع نور
معتز : عادي ، دا واجب عليا
سلمي بتوتر :
- طيب انا هستأذن بقي ، علشان متأخرش
معتز بتعجب : بسرعه كده
سلمي بتوتر اكثر : أنا هنا من زمان ولازم ارجع
معتز بتردد : مش هشوفك تاني
أضطربت قليلا من جرأته في الحديث وأجابته بايجاز:
- ان شاء الله ، ثم تركته وذهبت سريعا .
______________
هاتفت ميرا خالها لعله يعرف مكانها ، طمأنها عليها مما اسعدها وجودها بخير ، أغلقت هاتفها بارتياح ، نظر لها مالك قائلا بلهفه:
- قالك ايه ؟
ميرا بارتياح : ماما هناك
مالك : طيب يلا نروحلها هناك ، ونجيبها
ميرا زاممه شفتيها :
- واضح ان الموضوع كبير ، وماما هتفضل هناك
مالك باستغراب : ليه ، حصل حاجه
أجابته بابتسامه مصطنعه :
- لأ مافيش ، يلا نلبس علشان نروحلها
أمسكت هاتفها لتخبر والدها بما حدث ولكن هاتفه مغلق ، فبعثت له برساله تخبره فيها عما حدث بايجاز ، القت هاتفها وذهبت لارتداء ملابسها .
_______________
ظلت الفتيات يثرثرن كعادتهن قبل النوم ، فقالت ملك :
- شفتي يا نور البنات كانو بيبصوا عليكو ازاي
هند بهيام : واوو كان قمر قوي ، نفسي اتجوز واحد زيه .
لكزتها بقوه في كتفها فتألمت الأخيره وعنفتها علي ما فعلته .
فقالت نور بتحذير :
- محدش ليه دعوه بزين ، زين بتاعي أنا وبس
ابتسمت سلمي لحديث هؤلاء الفتيات ، ولما قالته نور ، فجملتها عفويه ولكن في المعني تحمل الكثير ، نظرت لهم وهي تتثاءب قائله :
- قولولي بقي هنام فين يا بنات
ساره بتعجب : آه صحيح
نور بلا مبالاه : عادي ، نامي مكاني
حدجتها باستغراب قائله : وأنتي
نور لإغاظتهم : هروح عند زين
ظهر علي وجوههم الحسد فقالت ساره غامزه :
- أيوه ياعم
نور بتعالي :
- أيه مش جوزي ، وبنام عادي في اوضه واحده
سلمي بجديه :
- ايوه عادي ، روحي بقي علشان عاوزه أنام
همت بالخروج وسط نظراته المغتاظه ، كتمت سلمي ضحكاتها ، لما تفعله هؤلاء الفتيات .
_____________
وصلت هي وأخيها لفيلا خالها، سألت عن والدتها ، ما ان رأتها ركضت بسرعه نحوها، ضمتها بقوه قائله :
- ليه يا ماما سيبتي البيت .
نظرت لها واردفت بمغري :
- يعني مش عارفه .
طأطات رأسها بأسي ، تقدم مالك واحتضنها بشده قائلا:
- حصل ايه يا ماما ، بابا زعلك.
قالت وهي تمسح وجنتيه :
- لا يا حبيبي ، أنا بس تعبانه وهقعد هنا شويه
مالك بحزن : وأحنا يا ماما .
ثريا بجديه :
- وأنتوا كمان هتقعدوا معايا ، مش ممكن أسيبكم
أتسعت ابتسامته قائلا :
- يعني أنا هقعد هنا معاكوا .
تعجبت من سعادته المبالغ فيها وأردفت :
- أنت مبسوط كده ليه .
مالك بهيام :
- أسكتي يا ماما ، أنتي مش عارفه حاجه ، كفايه هشوفها كل يوم .
تفهمت مقصده ثم أمسكته بقوه من اذنه فتألم قائلا :
- خلاص يا ماما بتوجعني
ظلت ميرا شارده فيما سيحدث بعد ذلك ، فهل قرا والدها رسالتها، تنهدت في ضيق وأردفت في نفسها برجاء:
- ربنا يسترها بعد كده
_________________
دلف خارج المرحاض بعدما اغتسل لاففا خصره بالمنشفه ، وجد من يطرق عليه الباب ، فذهب ليري من ، فتح الباب ، ما ان رأته امامها هكذا ، اسرعت بوضع يديها عفويا علي عينيها .
كانت خجله لرؤيه هكذا ، استغرب منها ، نظر لنفسه فتفهم موقفها ، قام بسحبها للداخل ، فأشاحت هي وجهها ، فقال بثبات:
- ايه مالك
شاورت بيدها علي المنشفه ، نظر اليها قائلا بلا مبالاه :
- علي أساس كنت لابس وأحنا في البحر
نور بنبره طفوليه :
- لأ فيه فرق ، في ان دي ممكن تقع .
أبتسم عفويا لتفكيرها فهي مصيبه في حدثها ثم قال:
- طيب هروح ألبس
دلف داخل المرحاض ، فأبتسمت هي لوجوده معها وجابت ببصرها المكان ، فالمكان لشخص واحد وهذا يعني نومها بجانبه ، ابتسمت تلقائيا ، اتاها صوته من الخلف قائلا :
- فيه حاجه تضحك .
استدارت تجاهه وركضت نحوه ، قامت بلف ذراعيها حول رقبته قائله بفرح :
- انا مبسوطه انك هنا معايا ، ثم تابعت بحزن :
- كان هيحصل حاجه لو كنت تاخدني وتفسحني .
أحس بوغزه في قلبه ، فهي لا تتمني الكثير واحلامها بسيطه ، وهو لا يحققها لها ، نظر لها باسي قائلا :
- خلاص متزعليش مني ، أدينا هنقعد مع بعض شويه .
بادلته الإبتسامه ، وتثائبت وبدا علي عينيها النعاس فأبتسم لها ، قام بحملها الي الفراش ، دثرها جيدا وقبل جبهتها وأردف في نفسه :
- بحبك يا مجنونه .
أستدار حول الفراش لينام بجانبها ، نظر اليها وتنهد بحراره ، شعر بسعاده مطلقه لرؤيتها بجانبه ، أغمض عينيه ثم ذهب في نوم عميق .....
____________
________
_____