الفصل الرابع والأربعون (صغيره ولكن..)

80.7K 1.6K 80
                                    

الفصل الرابـع والأربعـون
صغيـره ولكــن ...
ـــــــــــــــــــ

أستيقظ من نومتـه الغير مريحـه في ردهه الفنـدق ، وظل يفرك عنقــه متألمـا ، وتمطي بذراعيــه ناظرا حوله وتذكـر ما حدث بالأمس ، نهض وليـد من موضعه متجهـا للجناح الخاص به.
أنتهــت ميرا من الإستحمام ودلفت للخـارج لاففه تلك المنشفـه القطنيه حولهـا ، وتفاجأت حينما وجدتــه يدخل الجناح ، سلط وليــد بصره عليها ثم مرره علي جسـدها ، لاحظت ميرا نظراته نحـوها ووضعت يديها حول صـدرها لتحكم المنشفه عليـها ، فأقترب هو منهـا بنظرات غيـر مفهومه فأرتعدت ميرا وأضطربت أعضاءها وتراجعــت للخلف ولكن يده أستوقفتهـا ، ودنا منهـا ملثما شفتيهـا بقبله متلهفه واضعا يديه حول خصرها بتملك ساحبها اليه ، ولم تجـد مفرا سوا محاوطه عنقـه واستجـابتها له ، فإزدادت ضربات قلبـه وزادت اشواقه اليها متيمنا لأكثــر من ذلك ، وقطع قربهـم الأول صوتهـا الغاضب من خلفهــم :
- ايـه اللي بيحصل ده .
أبتعـد وليد عنها سريعـا واخذت تلتقــط انفاسهـا ، ونظرت له مستنكـره خوفه منهـا ، فهي زوجتـه ، ثم عدلت من وضع المنشفـه عليها وولجت داخـل المرحاض مره آخــري .

نظرت له الآخيره بغضــب بائـن واستطردت بإستهزاء:
- هي دي اللي انت مش عايــزهــا .
أجابها بصـوت متقطع مبـررا :
- ايه ..واحده وقــالعه قدامي ...ضعفت ، تابع بضيق:
- ومتنسيــش انها مراتي .
جمدت أبصارها عليه وأردفـت بإستنكــار :
- طيب يا وليد ...زي ما تحـب ...اعمل اللي انت عايــزه .
اشاح بوجهه بعيدا وهتـف بتأفف :
- أنا هدخل ارتاح شويـه ، ثم ولج الغرفه سريعا حتي لا ينكشف امره امامهــا ، وارتمي علي الفراش وتسارعت أنفاسه متذكرا قربـه منهــا..

وقفت ميرا قباله المـرآه وظلت تلتقط انفاسهــا ، وذلك الشعـور المسيطر عليها ، فإبتسمت عفويـا ، وتلاشت تلك الإبتسامه متذكره خوفه من الآخري ولا تربطه بها علاقه وثيقه مثلهــا ، وفطنت قربه منها ربما يكون رغبـه فيها ، فتأففت هي واغتاظت وبثت في قلبهــا القوه عازمه علي عـدم الضعف أمامه مره آخـري ...
__________________

لم ينم طـوال الليل متذكرا قسـوته عليها ، ربما تكون زائــده ، واقنع نفسـه بأنه الصواب فدائما ما تثير غضبه بأفعالهـا الهوجاء ، ورؤيته لها بموقف كهـذا جعله غير قادرا علي السيطره علي غضبه ، فدائما ما يخشي عليهـا وحمد الله علي مجيئه في الوقت المناسب .
ارتــدي حلته متجهـا لعملــه ، وأثناء سيره سلط بصره علي غرفتها وقرر الدخول للإطمئنان عليهـــا .
ولج الغرفه بهــدوء حذر وجدها نائمه ، فأقترب منها بخطوات متهاديه ناظرا لوجهها بتمعـن ، ودنا من الفراش جاثيا علي ركبتيه امامها ، ملس زين بأطراف اصابعه علي خدها بهدوء ، ناظرا لها بندم ولاحظ تورم عينيها من كثـره البكاء ، فتنهد بضيق لاعنا نفسه علي ما فعله معهـا ، وازاح الغطاء قليلا عنها ، وتجهمت ملامحه لرؤيه تلك الكدمات الزرقاء نتيجـه ضربه له مما زاد حزنه عليها .
اقترب هو من وجهها مستنشقا رائحتها وادار راسه لأذنها هامسا:
- بحبك....سامحيني ...عارف انك صغيره ...بس انتي حته مني ...وملزومه مني ، ثم طبع قبله صغيره علي جبينها ودثرها جيدا ودلف للخارج....

((صَغِيرة ولَكِن...))؛؛مكتملة؛؛للكاتبة الهام رفعتWhere stories live. Discover now