روح وريحان

By engsoso

580K 10.5K 222

صدعت صرخاتها الجدران ... تشققت أنفاسها ... سرت رجفة في نفوس من حولها ... تحيط بها الهمسات والهمهمات ... تتمتم... More

١
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
40
41
42
44
45
46
39

43

10.6K 196 2
By engsoso

· الفصل الثاني والأربعون

ثلاث سنوات معاً .. أسرة سعيدة كما تمنيا .. أب وأم وابنة .. ليس بينهما طفل مشترك .. ولكن "روح" أصبحت هي الطفل المشترك .. فمنذ اكتشافهما أن حادث "باسل" أثر على قدرته على الإنجاب .. رضيا بالأمر الواقع .. "باسل" أخبر "ريحانة" أن هناك أمل من علاجه .. فقط لا تقلق من ذلك .. وهي بالطبع لن تقلق جوار "باسل" .. كما أن هذا الأمر أراحها كثيرا من كابوس كانت تخشاه .. فذكرياتها مع هذا الأمر لشد سيئة .. أمها ماتت .. "ريم" غابت عن عالمهم لفترة .. و"رنيم" كادت تموت .. فأصبح يداهمها وحش يرعبها من الحمل والولادة .. ولما تأخر حملها كان مع شوقها يداهمها خوف .. ولما انتهى الأمر بأن المشكلة تخص "باسل" .. لم يختلف كثيرا عن كونه يخصها هي .. فوقع الأمر عليها سواء .. أكانت المشكلة تخص "باسل" أو تخصها .. ففي الحالتين هي لن تصبح أم .. وفي الحالتين الأمر لن يؤثر على علاقتها بـ"باسل" .. فهي لن تحبه عمرها كله .. ثم تتركه لأنه سيمنعها من أن تصبح أم .. هي تعلم جيداً لو أن الأمر معكوس .. لزاد تمسك "باسل" بها ..

لم تشفق عليه لسببين أولهما أن أمر الإشفاق سيجرح "باسل" بشدة .. وثانيهما أن "باسل" أب بالفعل .. فلن يضيره إن كان أب لواحدة أو عشر .. وعاشت أياما بعدها تموت رعبا من أن يأتيها "باسل" يحدثها بأن تتركه حتى تتزوج غيره وتصبح أما .. أو يرسل لها بطلاقها .. أو يغير معاملته لها حتى تتركه .. وليالٍ يداهمها كوابيس لأجل ذلك .. حتى صارحت "باسل" بخوفها وهي تكاد تموت رعبا أن تجرحه بكلامها .. ولكن لكم شكرت صنيعه معها عندما احتوى خوفها وألمها .. وعدها أنه لن يتركها إلا إذا كانت هذه رغبتها .. ونعمت حياتهما بعد .. انتهى قلقها وهمومها .. ولما بدأ الأهل يسألون كان "باسل" من أجاب بعجزه .. ولم ينطق أحدهم بعد حديثه .. ولكن "يوسف" هو من نطق وتحدث مرارا ومرارا دون فائدة ..

"ريحانة" أصبحت طاقة للحب تسير على أرضنا .. فمن يُرْوَى حباً يطرح حبا .. و"باسل" كفّى ووفّى من حبه .. ومازال يحمل الكثير .. ويعطي الأكثر ..

وبقيت علاقتها الخاصة بـ"روح" .. كعلاقة أي أم بابنتها .. لهما عالمهما الخاص .. أسرارهما التي لا يعرفها "باسل" .. امتزاج شخصيتيهما معاً .. إكمال كل منهما لنقص الأخرى .. فلم يعد هناك نقص .. فـ"ريحانة" أصبحت أم بـ"روح" .. و"روح" لم تعد يتيمة بعد "ريحانة" .. اجتماعهما المغلق عادة ما يقلق "باسل" فهذا يعني أن كلتيهما تتفقان عليه .. كمن يحكم عليه وينتظر التنفيذ .. فهو حينها لن يستطيع النقض أو الطعن .. سينفذ حكمهما مرغما .. ولكن إرغام محبب لنفسه .. ويلاطف قلبه ..

منذ إغماء "ريحانة" الأول .. بقيت لفترة تتعرض لتلك الحالة التي باتت تقلقها .. ولم يكن "باسل" في حاجة إلى طبيب حتى يخبره ما بها .. ولكنه فعل حتى يبعد تفكيرها عن أمر وراثة مرض أمها التي مازالت لا تعرفه .. ولما تأكد بنفسه من ذلك .. بقي يعطيها العلاج الذي أعطاه مسبقا لـ"ريم" وأتى بنتائجه معها .. وبالفعل حدث مع "ريحانة" اطمأنت وقل تعبها .. وبقي العلاج محصناً لها لفترة كبيرة .. واقياً لها من حالات الإغماء أو أي أعراض أخرى .. ولم يخبرها "باسل" سوى أن الطبيب أعطاها أدوية للإغماء وأن هذا شئ عارض فقط .. وصدقته .. وكم من مرة صدقته ..

ومن هنا بدأ "باسل" .. خوفه الشديد عليها جعله يفعل حماقات كثر .. أولها أن ما كان يعطيها من أدوية ليس لعلاج حالتها وفقط .. بل لمنعها من الحمل أيضاً .. وما أراد من ذلك سوى أن يعالجها قبل أن تحمل .. لأن المشكلة تكمن هنا .. فهي إن أنجبت ستتعرض لأمرين .. إما أن يكون مصيرها كأمها الموت .. أو كـ"ريم" الغيبوبة .. وفي الحالتين لن يطيق رؤيتها كذلك .. وخاصة أن الموت كان الأقرب لها .. ولكن طالما بقيت بعيدة عن الإنجاب فإنها بخير .. يؤكد لنفسه أو يسكن ضميره بأنه يحافظ على حياتها .. وكم من مرة جاءته هواجس بأنها قد تموت لسبب آخر وليس شرطاً أن يكون في مرضها موتها .. ولكن يسكت هواجسه تلك بأنه كالطبيب يعالج ولا يشفي .. وإن ماتت بسبب آخر -وفي هذا موته- سيكون الأمر قضاء وقدر .. هو أخذ بأسباب شفائها ..

لم ينكر أنه كان يفكر في اليوم ألف مرة بأن يخبرها حقيقة مرضها وأنها ستشفى منه .. بدلا من تلك الأكاذيب التي باتت تخنقه .. يقنعها أولا أنه لا ينجب بسبب الحادث .. ثم يقنعها ثانياً بأن علاجها ما هو إلا حفاظاً على حالتها .. نصف الحقيقة فقط .. فهي حين تعلم لن ترى سوى أنه حرمها من أمومتها .. سترى أنه مجرم يخدعها ويعطيها دواءاً دون إرادتها ودون علمها .. مصيبته أنه حينها لن يضعف ولن يستصغر نفسه .. لن يخجل ولن يطالبها بالسماح .. بل سيعند ويكابر ويتجبر ويتسلط .. عادته الغريبة التي قمعها حين تزوجها .. لا يحب أن يراه أحد مخطئاً .. ولا يحب أن يكون مجرما في عين أحد .. حتى وإن كانت ريحانته ..

إذا فهو يرى نفسه مجرما .. وفي نفس الوقت يرى نفسه مطببا لها .. يساعد في علاجها الذي يأتي بنتائجه المبهرة .. فبعد مرور ثلاث سنوات .. تحسنت حالتها كثيرا .. وقرب على الانتهاء من علاجها .. وعودة صحتها كاملة .. ولكن شعوره بالذنب نحوها قتل فرحته .. ماذا لو علمت منذ البداية .. كانت ستفرح معه .. فرحتهما معاً تزداد لا تنقص .. وفي نفس الوقت خشي عليها من القلق والتوتر والتفكير .. فاحتفظ بكل ذلك لنفسه .. تفكيره مشتت بشدة .. وظهر تشتته في عصبية ظاهرة .. يكاد يفتك برأسه بسبب تفكيره .. يقنعها أنه يتعالج لينجبا .. وهو يعالجها هي ليحافظ على حياتها ..

-----------------------

طرقت "روح" الباب ثلاثاً ولا مجيب فدخلت مكتبه ظنته نائماً .. وجدت أبيها شارداً عاقداً ما بين حاجبيه بشدة .. فاقتربت منه بقامتها التي طالت .. وصوتها الذي رق قالت :
- بابا .. ماما بتقول ..

وقبل أن تكمل انتبه لها أمامه فرد "باسل" بصوت عالٍ :
- مش تخبطي قبل ما تدخلي ..

قالت متلجلجة :
- والله .. خبطت .. بس ..

قاطعها بعصبية :
- بس ايه .. انتي لسة صغيرة علشان اعلمك الصح من الغلط .. امشي دلوقتي ..

هرولت من أمامه وهي تشعر بأن دموعها تخنقها .. وعادت لغرفتها .. ثم سمحت لدموعها بالانهمار ولنحيبها بالعلو .. رأتها "ريحانة" وهي تركض لغرفتها .. فذهبت لـ"باسل" أولا .. طرقت الباب ثم دخلت قائلة :
- يا ترى سمعتني وانا بخبط ع الباب .. ولا مسمعتنيش فتطردني ..

زفر قائلا :
- ريحان ..

قاطعته قائلة :
- باسل .. لو سمحت .. لو فيه اي مشكلة في شغلك او اي حاجة معصباك .. فانا قلت لك قبل كدة انا عندي استعداد اسمعك .. لكن انت اللي شايفني مش جديرة بالحل دة .. براحتك .. عاوز تتعصب على حد انا موجودة .. لكن روح لا .. انت عارف انها بقت حساسة جدا .. فمش هتيجي انت بطريقتك دي تبعدها عنك اكتر .. هي في سنها دة محتاجة احتواءك ليها مش رفضك ليها .. بعد اذنك ..

تركته وولت .. فدفن وجهه بين كفيه وهو يفركه بشدة .. ثم مسح على رأسه وتنهد بعنف .. لا بد من نهاية لما يحدث .. هو لن يطيق حالته تلك .. يوم وراء يوم ستبتعدان عنه وتتجنبانه بسبب ردود أفعاله العنيفة ..

بينما ذهبت "ريحانة" لـ"روح" .. طرقت بابها .. ولم ترد .. فدخلت وهي تقول مبتسمة :
- والله يا باشا انا خبطت ع الباب وانت مسمعتنيش .. وانا كبيرة ومتعلمة ..

ابتسمت "روح" ابتسامة طفيفة وهي تنظر نحوها بوجه أحمر باكي .. اقتربت "ريحانة" منها قائلة :
- احنا من امتى بقى بنزعل من بابا كدة .. انتي عارفة انه عصبي اليومين دول شوية ..

زاد بكاء "روح" فاحتضنت "ريحانة" وجهها قائلة :
- خلاص بقى .. انتي عارفة اني مبحبش اشوف دموعك اللي بقت حنفية دي .. كل يوم كدة بتعيطي لاقل سبب ..

ردت "روح" :
- يعني بابا لما يزعقلي يبقى دة اقل سبب ..

ابتسمت "ريحانة" قائلة :
- لا دة مش اقل سبب .. بس انتي عارفة اني اقصد مواقف تانية .. وبعدين لما يروق هييجي يصالحك .. وانتي هتنسي كل حاجة بمجرد ما تشوفيه ..

ضحكت "روح" فضحكت "ريحانة" قائلة :
- بقى كدة .. يعني انا افضل ازعل علشانك وانتي تضحكي علشانه ..

زادت ضحكات "روح" وهي تستكين بين ذراعي "ريحانة" قائلة :
- طيب احنا كدة مش خارجين بقى ولا ايه .. انا مش هقول لبابا تاني بقى .. قوليله انتي ..

ربتت "ريحانة" ظهرها وهي تتنهد قائلة :
- احنا لازم نخرج النهاردة ..

ابتعدت عنها "روح" قائلة :
- اه .. ليه بتقولي كدة ..

ابتسمت "ريحانة" قائلة :
- بصراحة انا كمان خايفة اقوله ..

ضحكت "روح" قائلة :
- ايه رأيك نبعت له message ..

ضحكت "ريحانة" بشدة وهي تقول :
- تفتكري دة الحل ..
ثم نظرت تجاه شرفة "روح" قائلة :
- اه .. كنت هنسى .. انتي وقفتي في البلكونة النهاردة بشعرك ..

نظرت "روح" للشرفة ثم لها قائلة :
- اه .. ليه ..

قالت "ريحانة" بهدوء :
- بس انتي دلوقتي بقيتي محجبة خلاص .. واللي ينطبق على الشارع ينطبق ع البلكونة .. زي ما فيه ناس هيشوفوكي في الشارع فيه ناس هيشوفوكي في البلكونة .. ودول ودول مش من حقهم يشوفوا شعرك ..

رفعت "روح" كتفيها قائلة :
- بس انا كدة واقفة في بيتنا .. مش في الشارع ..

ابتسمت "ريحانة" قائلة :
- الحجاب مش بنحدده بالمكان اللي بيتلبس فيه .. احنا بنحدده بالناس اللي مينفعش تلبسيه قدامهم .. بمعنى .. انك لو في بيتك وجالك ضيف غريب راجل .. هتكوني بشعرك قدامه لانك في بيتك ؟؟ ..

صمتت "روح" تفكر في حديثها .. ثم نظرت لها قائلة :
- مش عارفة .. بس انا قلت هدخل بسرعة ..

ربتت "ريحانة" يدها قائلة :
- حبيبتي .. لسة علشان مش متعودة عليه .. بس لما تتعودي هتلاقيكي من نفسك بتعملي الحاجات دي من غير ما اقولك ..

ابتسمت "روح" .. ثم وجمت وهي تنظر لأبيها الذي اقترب من بابها المفتوح .. فنظرت "ريحانة" له باسمة وهمت بالمغادرة .. ولكن تشبثت بها "روح" .. فنزعت يدها من يدها وهي تقترب من أذنها هامسة :
- انتي عارفة انه بيزعل لما تخافي منه كدة .. والله ما هيعمل فيكي حاجة .. بس متزعليهوش منك ..

ابتعدت "ريحانة" وهي تنظر لـ"باسل" باسمة .. ابتسامتها نغزت قلبه .. تثق فيه لحد الموت .. وهو يخفي عليها أمر يخصها حد الموت ..

اقترب من ابنته وجلس مكان "ريحانة" .. ثم قال :
- كنتي بتعيطي ..

غضت طرفها وعيناها تلتمع .. فتنهد قائلا :
- خلاص يا قلبي .. انتي عارفة اني مقدرش على زعلك ولا على دموعك .. ممكن متزعليش مني بقى ..

أومأت وهي ترتمي على صدره وتبكي ثانية .. فمسح على شعرها قائلا :
- بس يا حبيبتي بقى .. انا مش عاوز اشوف دموعك دي تاني ..

ثم أبعدها عنه قائلا وهو يبتسم :
- كنتي عاوزة ايه بقى ..

ابتسمت وهي تمسح دموعها قائلة :
- كنت عاوزة اخرج انا وماما نشتري حاجة ..

ابتسم قائلا :
- ولو خرجت معاكم ..

ضحكت قائلة :
- بجد ..

أومأ ضاحكا .. ثم وقف يقبل رأسها قائلا :
- يلا قومي البسي ..

تركها وذهب لغرفته .. فوجد "ريحانة" متكئة على فراشها .. اعتدلت جالسة حين دخل .. ثم قالت :
- صالحتها ..

أومأ .. ثم جلس قبالتها قائلا :
- تفتكري في يوم ممكن اتنين بيحبوا بعض يفترقوا علشان كذبة ..

عقدت ما بين حاجبيها قائلة :
- مش عارفة ليه بتسأل كدة .. بس الكذب خداع .. واللي يخدع في الأول ملوش امان .. وانا عن نفسي مش بحترم الشخص الكذاب ..

اضطرب داخلياً وهو يتحكم بانفعالاته جيدا وقال :
- طيب ممكن اكذب عليكي لاني خايف عليكي مثلا .. او عاوز ابعد عنك اي خطر ..

نظرت له بشدة قائلة :
- الكذب مش حل .. خايف عليا بالنسبة لي مش واثق فيا ولسة شايفني عيلة مش بتتحمل مسئولية نفسها وكلام كتير هييجي في دماغي .. بس انت ليه بتقولي كدة .. هو انت بتكذب عليا او مخبي عني حاجة ..

نظر لعينيها قائلا :
- تعرفي .. انا مخنوق لدرجة اني حاسس ان مفيش ذرة هوا حواليا .. حاسس اني بموت .. المشكلة ان السبب في اللي انا فيه ملوش غير حل واحد .. وحالتي دي اهون بكتير من اني اعمل الحل دة ..

قالت بخوف وقلق :
- طيب ايه اللي مخوفك من الحل دة .. انا حاسة انك متغير بقالك فترة .. بس حتى لو الحل دة كان صعب .. فاكيد انت هتكسب نفسك وراحتك .. واكيد صعوبته هتكون فترة وتعدي وبعدها ترجع كويس ..

تنهد وهو يغمض عينيه بشدة .. ثم قال :
- تسمعي عن الحب الاحمق .. تفتكري المريض بيه يكون حله ايه ..

تنهدت هي هذه المرة قائلة :
- نفسي يا باسل تتكلم معايا من غير الغاز ..

وقف قائلا :
- وانا نفسي تسمعي مبرراتي قبل ما تفكري تعاتبي ..

- تقصد ايه ..

أولاها ظهره قائلا :
- اقصد موقف روح طبعا ..
ولم يكن يقصده إطلاقاً ..

فردت قائلة :
- حاضر .. ممكن بقى تخرج مع روح وتتمشى معاها شوية ..

التفت لها قائلا :
- اه ما انا هخرج معاكم ..

ردت ببعض تعب :
- لا انا حاسة اني محتاجة اريح شوية .. هموت وانام .. وكمان عوزاكم تكونوا لوحدكم شوية .. افتح معاها حوارات اتكلم معاها .. انت من زمان معملتش كدة .. ممكن ..

عاد إليها قائلا بقلق :
- حبيبتي مالك ..

ابتسمت قائلة :
- مفيش حاجة يا حبيبي والله .. بدلع بس علشان تخرجوا لوحدكم ..

قبل باطن يدها قائلا :
- ماشي .. ولو تعبتي لازم تكلميني ..

ضحكت قائلة :
- تعبت مين .. انتم هتيجوا تلاقوني لسة نايمة اصلا ..

وانفصل كلاهما وكل منشغل في تفكيره ..

----------------------

ثلاث سنوات مرت على العاشقيْن .. وعشقهما يزداد لا ينقص .. وتميز كل منهما في عمله .. وتقدم كثيرا .. "يوسف" استقل بعمله حيث أسس مشفىً خاصاً به .. ممّ ساعد على توسع أحلامه وأهدافه ورسالته في الحياة .. و"رنيم" حصلت على أكثر من ترقية في عملها .. سعادتهما تزداد .. وأسرتهما كذلك ستزداد فردا .. في انتظار وصوله بعد عدة أشهر ..

"باسل" و"حياة" .. فاكهة البيت الجديدة .. معظم يومهما يقيمان عند الجد و"فاطمة" .. فـ"رنيم" في عملها .. وكذلك "ريم" في عملها .. وحين تعودان يعود لهما "باسل" و"حياة" ..

تأثرت "رنيم" بشدة حين علمت أن "ريحانة" من الممكن أن تحرم من أمومتها .. ولكن حين رأت أن "ريحانة" متقبلة للأمر ارتاحت .. رغم أنها شكت في ما فعله "باسل" .. ولكن شكوكها لم تدم طويلا ..

أما عن "يوسف" فهو على يقين بأن "باسل" معافى .. وأن الأمر يخص "ريحانة" .. لم يعلم بأن "باسل" هو من منعها بنفسه من الإنجاب .. ولكنه ظنَّ أنها لن تنجب لأنها مريضة .. لم يلهمه عقله بأمر كهذا .. فهو يلوم "باسل" لأنه لم يخبر "ريحانة" بمرضها .. فكيف إن علم أنه أيضا يعطيها دواءاً دون أن تعرف ..

أي منهما ينقطع تفكيره وشكوكه حين يرى سعادة "ريحانة" .. حين يرى حيويتها ونشاطها .. ابتسامتها وإشراقتها .. كل ذلك يجعلهما سعيدين لأجلها ..

----------------------

وقف "يوسف" منتظراً بسيارته أمام عمل "رنيم" التي خرجت في موعدها .. وصلت لتجاوره وهي تجلس قائلة :
- السلام عليكم .. اتأخرت عليك ..

ابتسم وهو يشغل سيارته قائلا :
- وعليكم السلام .. لا انا اللي جيت بدري شوية ..

أومأت وهي تقول :
- سوق بالراحة بقى علشان تعبانة ..

نظر لها قائلا :
- تعبانة مالك .. حاسة بايه ..

نظرت له قائلة :
- تعب حوامل عادي متقلقش .. عدي على ماما وبابا الاول .. باسل عندهم ..

ضحك قائلا :
- احم .. انا نسيت اقولك ..

ابتسمت قائلة :
- لا متقولش انت بعت ابني .. بكام قولي ..

زادت ضحكاته قائلا :
- لا مش هبيعه دلوقتي .. سيبيه نكبره كمان سنتين وبعدين نبيعه .. او ممكن نحطه في المتحف .. هينشط السياحة في البلد ..

حركت رأسها في تعجب ثم قالت :
- تعرف الواد دة هيتبرى مننا لما يكبر .. يعني بنبيع فيه وهو يدوب 3 سنين ونص .. امال بعد كدة هنعمل ايه ..

نظر لها قائلا :
- لا احنا اللي هنتبرى منه .. علشان يبطل شقاوة شوية .. بس اللي انا نسيت اقولهولك اننا معزومين ع الغدا عندكم ..

صفقت بيدها قائلة :
- واو .. يعني مش هطبخ ..

ضحك قائلا :
- اه اعفا النهاردة ..

فعبست قائلة :
- طيب اتعزمنا امتى يعني ومحدش قالي ..

نظر لها قائلا :
- عادي ممكن نرجع في كلامنا ..

أشارت بيدها قائلة :
- لا خلاص .. انا ما صدقت ..

وصلا لبيت أهلها .. فترك "يوسف" سيارته ثم التف يفتح لها الباب .. وقبل أن تنزل انحنى يقبل أناملها وهو ينظر لعينيها قائلا :
- برنسيستي الجميلة ممكن تنزل ..

تركت سيارته وهي تنظر له بنصف عين فضحك قائلا :
- عيبك انك فاهماني .. ايوة بالظبط كدة .. بعملك برستيج ..

صرت أسنانها وهي تقول مازحة :
- عادي حتى لو برستيج انا بحب البرستيج اللي من النوع دة ..

علق ذراعها في ذراعه .. فسحبت ذراعها فعلقه ثانية فسحبته ثانية .. فعلقه ثالثة وهو يشدد على يدها قائلا :
- بس بقى برستيجي هيبوظ كدة .. انتي مش عارفة اني بحبك ولا ايه ..

ضحكت وهي تسير جواره قائلة :
- وانت مش عارف انك بقيت نصاب ولا ايه ..

---------------------

ثلاث سنوات .. كاد "طارق" أن يصاب بالجنون فيها .. فبعد أن كانت لديه مجنونة واحدة .. أصبحت اثنتان .. زوجته وابنته .. "حياة" ملأت البيت بالحياة .. صخب عالي .. وضوضاء لطيفة .. تفعل كوارث كأنها تشرب الماء .. هذا بالإضافة لكوارث "ريم" وحدها .. وأصبح المسكين يعيش في حرب مستعرة .. وليس هذا فقط .. بل إن هدأت الحرب قليلا .. يقوم هو بإشعالها .. لا يهنأ له عيش دون كوارثهما .. يحبها ويعشقها .. حتى وإن تسببت في غضبه يوما .. ما إن يهدأ حتى يثيرهما ثم يندم ..

لأن "ريم" تعود من عملها مبكراً عنه .. فهو يجد ابنته في المنزل حين يعود .. بمجرد دخوله يكون استقبالها له حافلا .. وأول ما تنطق به يكون :
- بابا .. شيكولاتة ..

اتسعت ابتسامته وكل يوم يفعل ذلك لا يمل من استقبالها ولا من تكرارها .. جثى على ركبتيه أمامها قائلا :
- ادفعي تمنها الاول ..

قبلت وجنتيه باسمة .. فقال :
- لا مش كفاية ..

تعلقت برقبته وهي تغرق وجهه بقبلاتها .. حتى أبعدها عنه قائلا :
- خلاص .. انتي لكدة لكدة ..

مدت يدها قائلة :
- هات بقى ..

أخرج حلوى من معطفه وأعطاها لها قائلا :
- اتفضلي ..

نظرت لما أعطاها ثم امتعضت قائلة :
- انا عاوزة اتنين ..

ضحك بشدة وهو يحملها واقفا ثم قال :
- لا كفاية عليكي واحدة بس ..
ثم همس سائلا :
- فين ماما ..

همست مثله قائلة :
- في المطبخ ..

فضحك وهو ينادي :
- ريمو ..

فوضعت "حياة" يدها على فمه قائلة :
- بس .. بس .. هي خايفة منك ..

عبس وهو يقول :
- خايفة مني ليه ..

فاقتربت من أذنه قائلة :
- حرقت الأكل .. وبتقول ان انا السبب .. هي بتقول كدة علشان تضربني انا .. بس هي اللي حرقته .. فضلت تزعق لي جامد خالص ..
ثم تقوستت شفتيها قائلة :
- وانا عيطت جامد .. علشان هي بتزعقلي وانت مش موجود ..

ضحك بشدة وهو يقول :
- حرقت الاكل .. وبتزعقلك وانا مش موجود .. اممم طيب نعاقبها على ايه الاول ..

قالت بسرعة :
- تجيب لي الشيكولاتة بتاعتها .. هي كدة هتزعل .. مش تحرق الاكل تاني ..

- سمعتك يا سوسة ..
قالتها "ريم" شبه صارخة ..

فنظر "طارق" نحوها قائلا :
- ايه رأيكم اعاقبكم انتم الاتنين وامنع عنكم الشيكولاتة اسبوع ..

تعلقت "حياة" برقبته قائلة بسرعة :
- يا بابا هي اللي حرقت الاكل وكمان ضربتني ..

ردت "ريم" بغيظ :
- يا بت انا مش بلعب معاكي انا مامتك ..

نظرت لها "حياة" قائلة :
- المامات بيكونوا طيبين مش بيحرقوا الاكل ويزعقوا .. طنت ريحانة بتقول ..

ابتسمت "ريم" قائلة :
- المامات بيقصوا اللسان ..

وقف "طارق" قائلا :
- انا لسة واصل يا جماعة .. هدوا اللعب شوية ارتاح وبعدين نكمل الوصلة ..

تنهدت "ريم" قائلة :
- مش هتتغدى ..

ابتسم قائلا :
- ايه رأيك نتغدى برة ..

قفزت "حياة"وهي تقول بفرح :
- موافقة .. موافقة .. موافقة ..

ردت "ريم" :
- على فكرة هو بياخد رأيي انا .. يعني لو انا موافقتش مش هنخرج ..

وضع "طارق" يده على وجهه قائلا :
- شغل الضراير ابتدى .. اتفضلي يا اخت حياة الدور عليكي ..

نظرت "حياة" لهما ثم تقوست شفتاها قائلة :
- بابا .. شوف هي حرقت الاكل ازاي .. وانا طيبة مش بحرق حاجة ..

ردت "ريم" :
- تصدقي هعيط منك ..

تركهما "طارق" متجها لغرفته قائلا :
- طيب اللي عاوز يخرج يلبس لوحده وانا هستناه ..

نظرت "حياة" لـ"ريم" فابتسمت "ريم" كأنها تقول الآن أنتِ بحاجتي .. اقتربت "حياة" منها وهي تقول :
- ماما .. يلا لبسيني ..

ضحكت "ريم" قائلة :
- لا انا طيبة وبسمع الكلام .. بابا قال كل واحد يلبس لوحده .. وانا هلبس لوحدي ..

قالت "حياة" باستجداء :
- مش هقول انك حرقتي الاكل تاني ..

ردت "ريم" وهي تأخذ بيدها لتسير جوارها :
- تعالي اطلع لك لبسك وانتي تلبسيه لواحدك .. انا عارفة انك شطورة وهتعرفي ..
ثم تمتمت :
- لو تعرفي تعملي كل حاجة زي ما بتعرفي تتكلمي .. كان زمانك دلوقتي عبقرية .. فالحة في طولة اللسان بس ..

نظرت لها "حياة" قائلة :
- ماما بتتكلمي بصوت واطي ليه .. انا مش سامعاكي ..

نظرت لها "ريم" قائلة بغيظ :
- ما انا مش عاوزاكي تسمعي .. هتموتيني ..

ردت "حياة" :
- تموتي زي جوز تيتا .. هو انتي بتموتي ازاي ..

ردت "ريم" متباكية :
- ابوس ايديكي ارحميني شوية .. بصي البسي دة .. وحاولي انتي فاهمة .. وبعد كدة تعالي لي .. سلام ..

بمجرد وصولها لغرفتها تنهدت وهي ترتمي على فراشها براحة .. فابتسم "طارق" قائلا :
- للدرجة دي .. هو الاكل اتحرق ازاي ..

جلست "ريم" قائلة :
- متفكرنيش .. كنت بنادي عليها مردتش .. فضلت ادور عليها كتير وطلعت في الاخر مستخبية في المطبخ نفسه من تحت .. تخيل بقى لقيت الاكل اتحرق وهي قريبة منه .. كنت هموتها ساعتها ..

عقد ما بين حاجبيه قائلا :
- معلش .. الحمد لله خير .. بس خلي بالك منها يا ريم .. انتي عارفة انها ملهاش امان ..

أومأت بإيجاب ومازال في قلبها خوف مم كان قد يحدث ..

-------------------

ترى الدنيا منذ ثلاث سنوات .. استقبلت وليديها بعينيها .. وكما أرادت كانت أول من رأتهما .. "آدم" و"حبيبة" .. هكذا أسمتهما .. ملآا حياتها و"مازن" .. سعادتها بهما قد تكون فاقت سعادتها بعودة نظرها .. على وجه عام .. فقد حرمت "جميلة" من أشياء عدة وحصلت عليها مجتمعة .. بصرها .. زواجها .. أمومتها .. كشكر للنعمة .. فقد بدلت حياتها .. وأصبحت تسير من حسن لأحسن .. صدقاتهما زادت .. وطاعتهما زادت .. عوضها "مازن" عن رحلة العمرة التي لم تذهب لها بسبب حملها برحلات عدة .. وبحج كذلك ..

ما أسكت أم "مازن" عن مهاتراتها وسمومها ليس التغيرات التي حدثت لـ"جميلة" .. بل معاملة "جميلة" لها .. فهي استمرت تؤذيها بكلامها بعد عودة بصرها وبعد ولادتها .. ولكن استمرار "جميلة" على المعاملة الطيبة لها هو من أخجلها أمام نفسها .. فدائما ما كانت "جميلة" تقابل تصرفاتها بحسن خلقها .. وحسن الخلق سحر فعال .. لذلك حدث تحول تام في معاملتها لها .. تحول استغربه "مازن" بشدة ولكنه أسعده ..

عاد "مازن" من عمله ليجد منزله هادئا على غير عادته بالطبع .. هتف قائلا :
- حبيبة .. آدم .. حبيبة .. ادم ..

جاءته "جميلة" قائلة :
- شششش .. ايه دة انا ما صدقت يناموا .. حرام عليك ..

ابتسم وهو يسلم عليها مقبلا رأسها ثم قال :
- مش متعود ع الهدوء دة .. ازيك يا حبيبتي ..

ابتسمت قائلة :
- حبيبتك بعد ايه بقى .. ما خلاص راحت عليا .. ادم .. حبيبة .. بعد ما كنت بتدخل تقول .. جميلة .. جميلة ..

ضحك قائلا :
- دي غيرة بقى ..

نظرت له قائلة :
- يا سلام .. وانا هغير ليه .. خلي حبايبك ينفعوك ..

أخرج يده التي يخفيها خلف ظهره لتظهر بها باقة ورد .. فقدمها لها قائلا :
- ممكن مولاتي الجميلة تقبل البوكيه المتواضع دة .. وتبطل تغير من ولادها ..

أخذت الباقة وهي تبتسم بسعادة قائلة :
- اوكيه .. تقبلته .. وهبطل اغير مؤقتا .. بس موعدكش اني هطول ..

ضحك وهو يحيط كتفيها بذراعه ويسيران متجاورين .. قبل أن يفاجئهما خروج "حبيبة" من غرفتها .. فابتسم وهو ينحني ليحملها .. بينما قالت "جميلة" :
- عجبك كدة ..

ضحك وهو يقبل ابنته قائلا :
- طبعا عاجبني ..

--------------------

وقفت "روح" أمام مرآتها تعدل من حجابها قبل أن تدخل "ريحانة" عليها قائلة :
- كل يوم لفة جديدة يعني ..

ضحكت "روح" قائلة :
- اه .. وتعالي ظبطيهالي بقى .. انا مش عارفة اعملها كويس ..

ابتسمت "ريحانة" وهي تقترب منها قائلة :
- كل يوم تتأخري كدة وتروحي مع بابا .. انتي قاصدة بقى ان اتوبيس المدرسة يفوتك ..

نظرت لها "روح" قائلة :
- مش قاصدة اوي .. بس بحب اروح معاكم ..

انتهت "ريحانة" وقالت :
- طيب يلا بقى علشان تفطري .. ولو مفطرتيش كويس النهاردة انتي عارفة عقابك ايه ..

عبست "روح" وقالت :
- يا ماما بقى .. والله انتي عاوزاني اكل كتير جدا .. وانا مش بيجيلي نفس ..

سبقتها "ريحانة" للباب قائلة :
- هنشوف ..

خرجت "روح" وراءها .. وجدت "باسل" جالسا على رأس المائدة .. قبلت وجنته وهي تبتسم قائلة :
- صباح الخير يا بابا ..

ابتسم قائلا :
- صباح الخير يا حبيبتي ..

وقفت أمامه قائلة :
- ايه رأيك في لفة الطرحة بتاعتي ..

اتسعت ابتسامته قائلا :
- جميلة زيك ..

جلست لتناول إفطارها وهي تتحدث معه بأريحية غابت عنها لفترة .. الأمر الذي أراح "ريحانة" كثيرا .. فيبدو أن نزهتهما معا كسرت حواجز بينهما كان قد بناها "باسل" بعصبيته .. لو تفهمه فقط وتفهم ما يخفيه لكانت ارتاحت كثيرا .. لا تعلم ستبقى إلى متى تشعر بغموضه هذا .. تخشى أن تنفد طاقتها على التحمل .. وتخشى عليه ممَّ يخفي أكثر ..

بعد وقت حدثها "باسل" قائلا :
- حبيبتي مالك ..

نظرت حولها منتبهة وهي تقول :
- فين روح ..

- راحت المدرسة ..

أومأت بإيجاب وهي تقول :
- انا بفكر مروحش الشركة النهاردة .. ايه رأيك ..

راوده قلقه فقال :
- لو حاسة بتعب متروحيش .. وانا كمان هقعد معاكي ..

أشارت برأسها أن لا وهي تقول :
- لا ابدا .. مش تعبانة .. بس مليش مزاج ..

ابتسم قائلا :
- وانا كمان مليش مزاج .. وبعدين هو انا اطول اقضي يومي مع قمري وشمسي ..

ضحكت قائلة :
- طيب قول حاجة اصدقها .. قمرك وشمسك الاتنين ..

اتسعت ابتسامته قائلا :
- ودنيتي كلها ..

أخيراً قرر أن يخبرها .. لذلك هو سعيد هادئ .. وأياً كانت النتائج .. فهي أفضل كثيرا من شعوره بالذنب نحوها .. لقد برأت تماما من مرضها وهذا ما كان يهمه .. إذا أمر إخبارها بما أخفى لسنوات سيكون له مبرر .. فهو خاف عليها .. لا بد وأن تقدر مدى عشقه لها وخوفه عليها ..

بقيا فترة الصباح معا .. يتحدثان ويتناقشان .. ويفتح مجالا للحوار حتى يمهد لما سيقول .. وعند الظهر .. ذهب للصلاة .. وعاد وهو يقرر أنه سيخبرها الآن لا محالة .. لن يتردد ثانية .. منذ الصباح وهو يحاول لكنه يفشل .. سيخبرها الآن ..

لم يجدها في مصلاها .. ولم يجدها في مكان جلوسهما .. ولم يجدها في أي مكان .. ولما هاتفها سمع رنينه في غرفته .. وهي غير موجودة .. دخل مكتبه يبحث عنها لربما تكون في الداخل .. وليته ما دخل .. وليته ما جاء الآن .. وجدها أمامه بيدها فحوصاتها التي أخفاها عنها .. صعق وهو يرفع عينيه لعينيها .. لم يستطع قراءة عينيها كما اعتاد .. ولم تمهله ليتحكم في ردود أفعاله .. وهي ترمي الورق الذي تحمله بإهمال وتتجاوزه للخارج ..



Continue Reading

You'll Also Like

5.4M 157K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
493K 11.5K 14
كان القلب فارغ وحاضري اراه يشبه ماضي،، الحب لم اعرفه ولم اعشه اتاني فجأه كهديه من السماء وعرفت ان العمر هو مجرد رقم لايتحكم بالقلب ولا بالروح عندما...
916K 18.5K 56
أسرتني عَينيها العسليتين مُنذ اللقاء الأول ، لِقاء ليس في الحُسبان ! وشخصيتها ليست كأي شخصية قُوتها ، حَنانُها ، حُزنَها ، ضَعفُها ، بُكَاءُها ، ضِح...