25

10.9K 227 4
                                    

 · الفصل الخامس والعشرون

- روح .. حبيبتي حاسة بإيه ..
قالها "باسل" بكل وجعه .. وقلبه ينتفض فزعا من صراخ ابنته .. لم يستطع أن يحركها خشية أن يؤذيها ..

عندما رأتها "ريحانة" تحاول أن تسير فوق لعبة عالية .. أول ما جال ببالها أن "روح" جنت .. ولم تطل فكرتها فقد سقطت "روح" كما المتوقع .. هرولت وراء "باسل" .. ولما وصلت لم تسمع صوتها فأصابها رعب كاسح .. ولكن تعالت صرخات "روح" فجأة ..

لم تمر دقائق إلا وجاء الطبيب المختص بالمكان وبواسطة مساعديه نقلت للرعاية الصحية .. أسعفوها حتى تستطيع الذهاب للمشفى ليتم فحصها بدقة ومعالجتها .. ولم يستطع "باسل" الانتظار حملها ليأخذها في سيارته .. ولكن كان "طارق" أعد سيارته فأخذهم بها نظرا لحالة "باسل" التي يرثى لها ..

ولم تفتر "ريحانة" عن البكاء منذ سمعت صراخها ورأت قدمها تنزف ..

وفي المشفى أخذت منهم "روح" لتختفي في إحدى الغرف .. طال الانتظار حتى خرج طبيب يخبرهم :
- محتاجة عملية .. حصلها كسر مضاعف في رجلها اليمين ..

بهت "باسل" حين سمع .. لم ينطق ولم يفعل شئ .. "طارق" والجد هما من تصرفا .. فجأة عرف أن ابنته في غرفة العمليات .. هو في حالته تلك منذ سمع صرخاتها .. جلس على مقعده ووضع رأسه بين يديه .. ولم يشعر سوى بيد جده تربت على ظهره قائلا :
- باسل .. قوم يا ابني نصلي .. العصر أذن .. ولما نرجع هتكون خرجت إن شاء الله ..

قام معه بلا روح وبلا شعور .. وقف يصلي فعادت روحه إليه .. أطال في سجوده وهو يدعو .. وخشعت جوارحه وهو يرجو الله أن ينجي ابنته .. هي كل أمله في حياته ..

ولما عادوا كانت قد انتهت .. هرع هو إلى غرفتها وبقي جوارها بعد أن طمأنه طبيبها على حالتها .. وبقي الجميع معه حتى انتهى وقت الزيارة .. وأصر هو على المكوث معها .. ولم يوافق على بقاء أمه و"ريحانة" كما أرادتا ..

ليل طويل لا يمر .. وألم عميق لا يشفى .. بين وقت وآخر تفيق صائحة بضعف :
- بابا .. رجلي يا بابا بتوجعني اوي .. اه .. بابا ..

يهدهدها لتنام .. أو يأتي بطبيب يسكن ألمها .. خارت قواه كلها وهو ينتصب جوارها طوال الليل .. إلى أن طلع النهار .. غفا وهو يجلس على مقعد جوار فراشها ويستند برأسه على الفراش .. أفاقه من غفوته صوت طرقات على الباب .. قام مترنحا .. ثم وقف ليفيق .. وبعد اتجه يفتح الباب .. وجد "ريحانة" وجده أمامه .. هز رأسه ليتأكد ثم قال :
- خير يا جدي .. فيه حاجة حصلت ..

أشار الجد برأسه أن لا وهو يقول :
- لا يابني مفيش حاجة .. بس ريحانة منامتش طول الليل وما صدقت النهار يطلع علشان تيجي تطمن على روح .. قلت اجيبها واجي نقعد احنا مع روح وانت تروح ترتاح لك شوية ..

سمح لهما بالدخول وهو يقول :
- اتفضلوا اطمنوا عليها .. وبعد كدة تروحوا .. بعد اذنكم طبعا .. انا مش هسيبها ..

روح وريحانWhere stories live. Discover now