5

12K 227 6
                                    

الفصل الخامس

امرأة جميلة .. يبدو الشيب جليا على ملامحها .. ورغم ذلك مازالت جميلة .. كانت تتكئ على عصا وهي تقف أمام بابها تحاول فتحه .. أسرع باسل نحوها قائلا :
-اسمحي لي ..

أعطته المفتاح وهي تنظر له بحنان قائلة :
-باسل .. حمد لله على سلامتك بني .. أأصبحت بخير ؟..

فتح بابها ثم قال وهو يعطيها المفتاح :
-نعم أنا بخير حال .. ولكن أين اختفيت اليومين الماضيين .. قلقت عليك بشدة .. كنت أود أن أشكرك على مكوثك مع روح أثناء مرضي ..

قالت بحزن :
-بل يجب علي أن أعتذر لأني تركتها وحيدة .. ولكن ابنتي مرضت فجأة وكانت بحاجة لي ..

قال باسما :
-لا بأس عليها إن شاء الله .. ولا عليك من الاعتذار .. كنت أريد أن أودعك أيضا .. سنعود بلادنا ..

تجمدت ملامحها فجأة وقد صدمها الخبر قائلة :
-ماذا .. ستتركاني .. ولن أراكما ثانية ..

أجاب "باسل" آسفا :
-اعتذر بشدة ولكن أمي اشتاقت لي كثيرا وأنا أيضا اشتقت إليها ..

هزت رأسها متفهمة .. ثم ابتسمت قائلة :
-كنت أتمنى أن أودعك بطريقتي الخاصة ولكنك لن تسمح بذلك .. لذا اسمح لي بأن أحتضن أميرتك الصغيرة ..

ابتسم لها وقد تقدمت "روح" منها .. انحنت ثم أخذتها بين ذراعيها ويدها المرتعشة تتهادى على شعرها وظهرها ...

مر على معرفتها بهما أربع سنوات .. كانا لها نعم الجارين .. وكذلك كانت هي .. تعلقت بهما بشدة وخاصة بالصغيرة .. أحبتهما كابن وحفيدة .. أحبت أخلاق "باسل" وبراءة "روح" .. فراقهما الآن غاية في الصعوبة .. ولكن ستتحمل لأجلهما ..

أخرجها من شرودها صوت "باسل" القائل:
-نتمنى رؤيتك في مصر ..

رفعت رأسها له قائلة :
-مؤكد سآتي لزيارتكم ورؤيتها .. عندي شغف لرؤية مصر الآن ..

ابتسم "باسل" وهو يقدم لها "يوسف" قائلا :
-يوسف أخي .. مسز كريس تعرفها طبعا ..

وقفت تدقق في ملامح "يوسف" ثم قالت :
-سعيدة برؤيتك يوسف .. حدثني باسل عنك كثيرا ..

أومأ "يوسف" مبتسما وهو يقول :
-بل أنا السعيد لرؤيتك ..كنت أتمنى ذلك .. ولكن ما أكثر ما تودين رؤيته في مصر ..

ابتسمت بشجن وهي تقول :
-أريد رؤية شوارعها النظيفة .. فالنظافة دائما ما تدل على شعب متحضر .. أريد رؤية المكتبات التي انتشرت في بلادكم .. أصبحتم شعبا قارئا متفتحا .. اختلفتم كثيرا عن ذي قبل ..

ابتسم "يوسف" و"باسل" وهما يكملان حديثهما معها .. وما كانا يريدانه أن ينتهي .. لولا إشفاقهما عليها من وقفتها هكذا ... استأذنوها ليكملوا تحضيراتهم .. ثم يمر يومهم ليأتي يوم جديد .. وفيه ستكون رحلة العودة ...

روح وريحانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن