9

11.4K 223 4
                                    

· الفصل التاسع

مر يوم يليه آخر ليجر أسبوعا ثم آخر .. ليكتمل الشهر في سرعة بارقة .. و"ريم" يتكرر حلمها على فترات متتابعة .. أصبحت لا تدري أهو رؤيا أم أضغاث أحلام من نسج خيالها الذي تعلق بشخص مجهول .. ولكنها على يقين أنه شخص موجود في الواقع .. ستراه أكيد .. ولكن متى ؟؟.. فهو يشغل كل ذرة في كيانها .. وأصبحت منطوية على نفسها أكثر .. كأنها تائه في صحراء يبحث عن سراب .. يبحث عن أمل يعيده لمأواه ..

ولم تخفى حالتها هذه عن "يوسف" أو " باسل" .. أما "ريحانة" و"رنيم" فيعرفان ما بها .. ولم تستطع إحداهما مساعدتها أو نصحها بم يجب فعله .. فأحيانا تقولان بأنها محقة في حالتها .. فلو تعرضت إحداهما لموقف كهذا مؤكد ستجن .. وأحيانا لا يصدقان ما يحدث لها .. وتقول إحداهما بأن الأمر لا يتعدى كونها تفكر فيه كثيرا فبالتالي تراه في منامها كثيرا .. وتقول الأخرى بأن تعلقها به حتى لو تراه حقا جنون منها .. مؤكد أن "رنيم" صاحبة الرأي الثاني .. لأنها ترى كذلك أن حب "ريحانة" لـ"باسل" جنون آخر .. وهي محقة .. فبأي حق تعلق قلبها بم ليس لها .. ولكن لشخصية "ريحانة" المهزوزة دور في هذا الحب .. وهذا ما لا تعرفه "رنيم" ..

وفي نهار أحد الأيام .. قرر "باسل" أن يعرف ما بها .. وأبى "يوسف" إلا أن يتطفل على خلوتهما .. بحث عنها في كل مكان لم يجدها .. ولم يبدأ بغرفتها لأنه يعلم أنها لم تعد تختلي بها فهي إما عند "ريحانة" وإما في حديقة منزلهم .. لذلك لما انتهى ذهب لغرفتها .. لم ترد عليه بعد طرقات زادت عن ثلاث .. ولم يرد أن يدخل قبل أن تأذن له .. ولكن لم تجب بعد تكرار من الطرقات والنداء .. كان "يوسف" يراقب وفقط .. ينتظر أن ينتهي فيدخل معه .. فتح "باسل" بابها وأطل برأسه .. وجد شرفتها مفتوحة .. علم أنها تجلس فيها .. دخل وقبل أن يغلق الباب خلفه .. وجد "يوسف" أمامه .. ابتسم وهو ينظر له قائلا :
- عاوز ايه يابني انت ..

رفع "يوسف" كتفيه قائلا :
- عاوز اعرف اللي انت عاوز تعرفه ..

هز "باسل" رأسه قائلا :
- اتفضل ..

"باسل" سيدخل بهدوء ويتحدث قبل أن يقترب لئلا يفزعها .. أما "يوسف" فهوايته أن يقف أمامها مباشرة .. ثم تفزع فيضحك وتضحك .. وينتهي الأمر .. لكن "باسل" لا يحتمل فزعها حتى وإن كانت مزحة ..

لذلك أوقف "يوسف" عند الباب قسرا وهو يقول له :
- متتحركش من هنا ..
ثم رفع صوته مناديا :
- ريما ... يا ريمو ..

خرجت من شرفتها تنظر لهما مبتسمة .. أومأت برأسها بأن يأتيان ثم عادت تجلس .. وصلا عندها .. وبحركة واحدة كانت يدي اثنتيهما تضع نوعها المفضل من الحلوى على طاولة أمامها .. ثم نظر كلاهما لبعضهما البعض .. فقال "باسل" :
- شكلك قاعد على قلبنا ..

جلس "يوسف" وهو يقول ببرود :
- وليه متكونش انت اللي قاعد على قلبنا ..

جلس "باسل" هو الآخر مبتسما ولم يرد .. بينما نظرت "ريم" لم وضع أمامها لدقيقة ..ثم رفعت رأسها قائلة :
- اوحش حاجة في الدنيا انك تدي مفاتيحك لحد ..

روح وريحانWhere stories live. Discover now