11

10.9K 224 2
                                    

· الفصل الحادي عشر

لشخصياتنا جوانب كثر .. لا أحد منا لديه شخصية واحدة يتعامل بها مع كل الناس وفي جميع حالاته .. لأن شخص كهذا عفوا مريض نفسي (سيكو) .. فالرجل الهرم يكون وقور جاد في عمله .. حنون مع أهل بيته .. طفل صغير مع أحفاده .. ولا يمانع أن يبقى شابا في ريعان شبابه مع أبنائه .. وكل ذلك لا ينقص من هيبته شئ .. بل تزيد .. ويزيد احترامه ..

كذلك كان الجميع .. يوسف .. باسل .. ريحانة .. ريم .. رنيم .. نعم "رنيم" .. فقد تجاوزت ما حدث بهدوء بعد حديثها مع صديقتيها .. حديثها معهما كان سحرا ليتها عرفته منذ زمن .. ولكن شيئا في نفسها الواثقة بدأ يهتز .. حتى وإن أخفته ولم تفكر فيه .. لا تنكر أن هناك شيئا فيها تغير .. "يوسف" رآها .. لماذا لم يتقدم لها .. بالإضافة إلى أن أمه وأختيه تعرفنها ويرونها منذ زمن .. لماذا لم تعرضنها عليه ..

هي على يقين من اعتقادها أن أي رجل يبحث عن الجمال وفقط .. حتى وإن كان هذا الاعتقاد ينفرها منهم .. ولكن ماذا عن "يوسف" أليس برجل .. رآها من المؤكد أن وقع في نفسه شئ .. أم أنه لم يراها جميلة منذ البداية .. هذا هو الحل المقنع أنه يعرف من هن أجمل منها .. فلماذا ينظر لها هي .. وعندما يأتيها هذا الخاطر تقف أمام مرآتها لتحدث نفسها .. أليست جميلة ؟! .. حتى وإن رأى جميلات أخريات .. هي تعلم أن جمالها ساحر .. قد تكون ليست جميلة ..

يغزوها خجلها وحياؤها عندما تصل بتفكيرها به لتلك الذروة .. ولكن يبقى السؤال هل رآها ولم يتأثر بها ؟ أم أنه لم يراها ؟ وتفضل أن يكون لم يراها .. فعندها ستعود ثقتها بنفسها ثانية .. كيف يجعلها مشتتة بين كونها جميلة أم لا ..

رغم شخصيتها القوية إلا أنها لا تنكر احتياجها لرجل تكون شخصيته أقوى منها .. لا تنكر احتياجها لرجل يعرف كيف يسيطر عليها .. لذلك أخبرت أمها أنها لا تريده صغيرا .. هي ترى كونه صغيرا ستستطيع هي أن تسيطر عليه .. وهذا ما لا تريده ..

أول مرة جاءها "يوسف" شعرت بحضوره الطاغي .. وبتلقائية تراجعت بمقعدها للخلف .. وفي المرة الثانية التي رأته فيها .. حين طلب منها وكيل النيابة أن تجلس .. لم تستطع .. فهي إن جلست ستصبح أمام "يوسف" مباشرة .. وهي تحتاج لأن يفصل بينهما سدود .. وفي المرة الثالثة حين صاح بها وأمرها بألا تتدخل فيم يفعل وتعود لعملها .. لا تنكر أنه رغم ضيقها .. كانت مأخوذة بم حدث .. أهناك من أذعنت هي لأمره .. ودون مجهود منه .. أهناك من استطاع أن يأمرها ويسيطر عليها .. بل وتستجيب له .. ولكن كانت المرة الرابعة هي القاضية .. رغم ضيقها مم حدث إلا أن عقلها استجاب للوقفات التي تفضلها في حديث أبيها .. استجاب لـ"غض بصره" "شعوره بالحرج مم حدث" بالإضافة لغضبه من "ريم" و"ريحانة" ..

في المصعد .. عندما توقف شكرت الله أن معها شخص تعرفه .. بعد أن كان وجوده يكتم أنفاسها من الرعب .. ولكن لعله خير .. مقولة ارتبطت بها حياتهما منذ اللقاء الأول إلى نهاية العمر .. علمت أنه إن حدث شيئا لها سيحسن التصرف .. لما استفاقت ووجدته موليها ظهره يسد الباب .. رفعت يدها لوجهها برعب مطمئن .. وقفته تلك توشي بأنها أحسنت ظنها به .. لذلك لم تستطع معارضته بعد محاولتها الأولى والأخيرة لترك سيارته .. فأي رجل هذا الذي يستطيع السيطرة على "رنيم" .. لتأتي "ريحانة" بكلماتها البريئة تنهيها .. لمَ لا يفكر فيها .. ولمَ لا يشغل باله بها .. ولمَ لمْ يتزوج .. أيكون معقد مثلها ..

روح وريحانDove le storie prendono vita. Scoprilo ora