35

11.4K 213 5
                                    

· الفصل الخامس والثلاثون

- انا بولد ..

لا وقت لـ"فاطمة" لأن يتوقف عقلها عن العمل الآن .. ليس سواها أحد مع "رنيم" التي تتلوى ألما .. غارقة في ماء يسيل منها .. بسرعة تناولت "فاطمة" هاتفها لتطلب "يوسف" وأخبرته .. كان أدعى لها أن تهاتف الإسعاف .. ولكنها رأت أنهما امرأتين لا رجل معهما .. "رنيم" ستموت أمامها وهي تحاول مساعدتها .. بأي شئ .. أي شئ ..

كان "يوسف" مع "ريحانة" في سيارة الإسعاف .. بينما يتبعهما "باسل" بسيارته .. لما هاتفته والدته .. اتصل بـ"باسل" وسأله أن يقف .. وأوقف بدوره سيارة الإسعاف .. وتبادلا الأدوار هو و"باسل" .. فبقي "باسل" مع "ريحانة" بينما امتطى هو سيارته ليعود لـ"رنيم" .. وصل لها ليحملها ويضعها في سيارته ومعه أمه و"روح" .. "روح" المسكينة التي تشهد تلك الأحداث كلها لتتأصل في ذهنها بعمق مؤلم ..

تحملت "رنيم" كثيرا لما رأت فزع "يوسف" .. حاولت ألا تصرخ وحاولت أن تتحكم في نفسها .. ولكن تعبيرها عن ألمها كان مجرد دموع حارقة .. دموع تشكو ألمها و"ريم" و"ريحانة" و"يوسف" وجنينها الذي على وشك الضياع .. ظلت تناجي ربها كثيرا .. وطالت مناجاتها .. ونسيت نفسها في خلوة معه ..

وصل "يوسف" المشفى ليجد "باسل" فعل ما يجب .. فد كان في انتظارهما طبيبة وسرير ناقل .. حملها "يوسف" ووضعها عليه لتغيب عنه .. ودعها بدموعه وذكرى "ريم" تعود له .. فقد غابت عنه صارخة .. ثم خرج له أطباء يخبرونهم أنها غابت تماما ..

"روح" بمجرد أن رأت والدها ذهبت له لترتمي على صدره باكية .. حملها واقفا .. وصل "يوسف" .. فربت "باسل" على كتفه مطمئنا .. تبادل كلاهما نظرات مبهمة .. ولكن بعيدة كل البعد عن اللوم أو العتاب .. فالموقف أكبر من أي لوم أو عتاب .. أكبر من أي احتمال .. ترقرقت الدموع في عين "يوسف" تلاها سيل من عين "باسل" .. لم تطل نظراتهما وكلاهما يقترب من الآخر في عناق مؤلم .. مؤلم لأقصى حد .. وكلاهما يتجذر في أعماقه وجع .. طال عناقهما الشاكي الباكي .. ولكم احتاج "باسل" خاصة عناق كهذا ..

كان أول من اطمأنا عليها أو يكادان كانت "ريحانة" .. فقد خرج الطبيب قائلا :
- هي دلوقتي على جهاز التنفس الصناعي .. كانت شبه داخلة على انهيار عصبي .. بس الحمد لله .. عموما 24 ساعة ملاحظة ولو بقت كويسة تقدروا تاخدوها معاكم ..

تنهد كلاهما براحة .. بينما نظرت لهما "فاطمة" مستفهمة .. فتنحنح "يوسف" قائلا :
- احنا اسفين يا ماما ملحقناش نقولك .. ريحانة جاتلها ازمة تنفس فنقلناها هنا ..

حملقت فيهما قائلة بخوف :
- ازمة .. هي مش كانت اتعالجت من الحكاية دي ..
ثم قالت بفزع أكبر :
- وجدكم فين ..

قال "باسل" وهو يخرج هاتفه :
- هكلمه حالا ..

ثم ابتعد "يوسف"قائلا :
- معلش يا باسل كلم والد رنيم وعرفه ..
وذهب لينتظر خروج "رنيم" الذي طال ..

روح وريحانWhere stories live. Discover now