روح وريحان

By engsoso

581K 10.5K 222

صدعت صرخاتها الجدران ... تشققت أنفاسها ... سرت رجفة في نفوس من حولها ... تحيط بها الهمسات والهمهمات ... تتمتم... More

١
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
37
38
40
41
42
43
44
45
46
39

36

10.9K 220 6
By engsoso

· الفصل السادس والثلاثون


- رَوْح ..

- نعم يا بابا ..

- تعالي يا حبيبتي ..

ذهبت نحوه فأجلسها على قدمه واحتضن كفيها بيديه قائلا :
- مش عاوزة تشوفي جدو وتيتا ..

ارتعشت يديها ارتعاشة نغزت قلبه وهي تقول :
- لا مش عاوزة .. انت بتروحلهم كل يوم وانا في المدرسة .. خلاص كفاية ..

قربها له أكثر وهو يقول :
- طيب مش عاوزة تشوفي باسل ابن عمو يوسف ..

انتفضت قائلة بغضب :
- هو ليه سماه على اسمك .. علشان تحبه اكتر مني صح .. اه انت بتحبهم كلهم اكتر مني .. ولما كنا عايشين هناك كنت بتقعد معاهم اكتر مني ..
ثم انخرطت في بكاء حاد ..

بهت مم فعلت .. فلم يتوقع أن ينتهي الحوار بينهما بهذا الشكل .. ابنته تشعره أنها زوجته بالفعل وليست ابنته .. تغار عليه من أي أحد حتى أمه .. منذ عودتهما من سفرهما وهي أصبحت كذلك .. تخشى أن يفارقها أو أن ينشغل بأي شئ عنها .. كيف لو تزوج إذا ..

أخذ يهدهدها ويلاطفها حتى هدأت .. ثم همس في أذنها قائلا :
- بس انتي عارفة ان انا مستحيل احب حد اكتر منك ..

التفتت تنظر لعينيه قائلة :
- بجد يا بابا ..

ابتسم وهو يقبل عينيها قائلا :
- بجد يا حبيبة بابا .. بس احنا لازم نزور جدو وتيتا .. علشان هما بيسألوا عليكي ونفسهم يشوفوكي .. وكمان ريحانة وعمو يوسف وكل اللي هناك نفسهم يشوفوكي .. هاه هنزورهم .. ولا ايه ..

ابتسمت قائلة :
- بس تكون معايا ومتسيبنيش خالص ..

قبل رأسها وهو يسندها على صدره قائلا :
- مش هسيبك خالص ..

حوار مر عليه شهران .. ولكن يبقى أثره في عقله .. حوار أعجزه عن كل شئ ..

والآن بعد شهرين .. لم يرَ فيهما "ريحان" لأجل ابنته التي حددت غيرتها من "ريحانة" فقط .. بعد أن أظهر لها أنه لا يهتم بأحد غيرها .. ولكن بقيت هي متحفزة ضد مقابلته لـ"ريحانة" .. فمنعها لأجلها ..

سيموت لأجل رؤيتها فقط .. كل مرة يكون قريبا جدا منها .. ولكن لا يراها .. أو يمنع نفسه من رؤيتها .. كان قد اطمأن قبل لحب ابنته لها .. ولكن لم يكن يعرف أن ابنته تحبها لأنها بعيدة عن أبيها .. ومطمئنة بقربها لأنها لن تشاركها أبيها .. ولكن بعد أن شعرت بقرب أبيها لـ"ريحان" نفرت منها وبشدة ..

وبقي هو يعاني وحده .. وكأنه بمعاناته يعاقب نفسه على تركها تعاني في غيابه لسنوات .. أراد أن ينتقم لها من نفسه .. ولكن لا تعيش ما عاشته قبل .. فقد أصبحت أخيرا شخصية استقلالية بذاتها لا تعيش معتمدة على وجود شخص بذاته .. هو لم يكن يضايقه فيها عيوب شخصيتها .. بل كان يضايقه أن تلك العيوب نشأت بسببه .. وأن تلك العيوب بسبب اعتمادها عليه وتعلقها به في كل شئ .. لما رأى انهيارها حين أخبرها بزواجه .. رغم حزنه وشكوكه أنها تحبه .. لكن شكوكه تلك اختفت حين أقنع نفسه أنها تحب "باسل" الأب والأم والصديق والأخ .. وبالتالي فمن حقها أن تنهار أن علقت نفسها به كل هذا التعلق .. ومن حقه يلوم نفسه أن فعل بـ"ريحان" ذلك ..

والمعاناة تتجسد يوما بعد يوم .. يحاول أن يسأل عنها فيجد لسانه قد شل .. يتمنى أن يراها عند "ريم" ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .. تهور مرات وذهب ينتظرها أمام عملها .. ولكن قبل أن يراها كان ينسحب وهو يرى أن ما يفعله خسة لا تليق بـ"ريحان" .. وجسده يضعف ويتهاوى يوما تلو الآخر .. وكأن رؤيتها هي الشفاء لروحه قبل جسده ..

----------------------

ومر الشهران .. وحاله في منحنى هابط .. أما عن "ريم" فكما هي .. "رنيم" ويوسف" حياتهما هادئة نوعا ما .. لا يكدر صفوها سوى قلقهما على "ريم" .. أصبح لديهما أسرة مكونة من أربعة أفراد بعد انضمام "حياة" و"باسل" لهما .. فكأنما أنجبت "رنيم" توأما .. وأصبح اشتياق "طارق" لابنته المقيمة عند خالها ينهكه .. واشتياقه لزوجته يمزقه .. و"فاطمة" تتمزق بين أبنائها .. وكذلك الجد لا يسره حال أحفاده ..

صلى "باسل" قيامه ثم أخذ يقرأ ورده .. طيلة اليوم وهو يشعر بثقل في رأسه .. يحاول مقاومته ولكن خارت قواه .. نظر لابنته التي تلعب جواره قائلا بضعف :
- روح ..

- نعم ..

- لو سمحتِ يا حبيبتي هاتي تليفوني ..

- حاضر ..

أحضرته له قائلة :
- اتفضل يا بابا ..

نظر لها ثم أغمض عينيه قائلا :
- اطلبي عمو يوسف ..

فعلت ما أراد .. فأخذه منها وبمجرد أن سمع صوت "يوسف" قال :
- يوسف لو سمحت فاضي تجيلي ..

- مالك يا باسل ..
قالها "يوسف" فزعا ..

بصوت أضعف .. حاول أن يكون طبيعيا رد "باسل" :
- انا كويس .. بس كنت عاوزك تيجي تاخد روح .. وتخليها عند ماما .. لو سمحت ..

كان "يوسف" قد وصل لسيارته بالفعل وهو يقول :
- دقايق واكون عندك ان شاء الله ..

أنهى "باسل" مكالمته وأرجع رأسه للخلف .. لم يعد يرى شيئا أمامه ولكنه متشبث بيد ابنته يخشى أن يغيب عن الوعي فتفجع بسببه .. ثم همس قائلا :
- روح .. قومي غيري هدومك .. علشان لما عمو ييجي هنخرج ..

اقتربت منه وهي تضع رأسها على صدره قائلة :
- بابا .. انت تعبان ..

همس بضعف :
- لا انا كويس .. بس قومي البسي يلا ..

أطاعته وارتدت ملابس لتخرج معه .. وصل "يوسف" ففتحت له .. فقال وهو يحاول التقاط أنفاسه :
- بابا فين يا روح ..

تقدمته حتى وصلت لغرفة "باسل" الذي استلقى على الفراش بشكل كامل .. ووجهه تحول للون أحمر قاتم .. بمجرد أن رآه "يوسف" همس برعب :
- باسل ..

فتح "باسل" عينيه بشكل مفاجئ .. رأى "يوسف" فقال :
- خلي بالك من روح ..

وقبل أن يغمضهما .. ذهب "يوسف" نحوه يتحسس جبينه .. ثم قال :
- قوم معايا .. انا مش هسيبك كدة ..
قالها وهو يحاول أن يسند "باسل" ليوقفه .. بالكاد قام معه "باسل" .. ولما وصلوا لسيارته .. قال "باسل" :
- خلينا نودي روح لماما الاول ..

قالها وهو يضغط على كف "يوسف" المجاورة له .. ففهم "يوسف" أنه يخاف على ابنته من ذهابها معهما للمشفى .. وبالتالي نفذ رغبته .. ولكنه أوصلها لـ"ريحانة" حتى لا تقلق أمه ..

وذهب هو بـ"باسل" للمشفى .. ولم يخبر "ريحانة" بما حدث لـ"باسل" .. كما لم يخبرها قبل بأنه وجدها من أخبراه بموافقتها على العريس .. فهي لم تسأل وهو لم يبادر ..

-----------------------

جلست "جميلة" أمام مرآتها تبحث عن مشطها لتمشط شعرها .. أخذت تتحسس مكانه فلم تجده .. توترت واضطربت .. فأشياء كهذه مهما تبدو بسيطة ولكنها توترها لأبعد حد .. أي أشياء في منزلها لابد وتعرف مكانها .. مجرد تغيير المكان يصيبها بقلق حاد .. وكأنه شعور بالضياع ..

استيقظ "مازن" على صوت بحثها .. فقال :
- بتدوري على ايه ..

قالت بضيق :
- مين غير مكان المشط بتاعي ..

ابتسم بأسف وهو يذهب ناحيتها .. فتح الدرج وأخرجه لها قائلا :
- امممم تقريبا انا نسيت وحطيته في الدرج ..

زفرت في ضيق قائلة :
- مازن انت عارف ان حاجة زي دي بتوترني ازاي ..

قبل رأسها قائلا :
- خلاص حقك عليا .. سماح المرة دي ..
ثم التقطه منها قائلا :
- وانا اللي هسرحلك شعرك كمان .. ايه رأيك بقى ..

مدت يدها لتأخذه منه قائلة :
- شكرا انا مبشوفش بس بعرف اسرحه لنفسي ..

لا تقول كلام كهذا إلا في مرات معدودة .. تشعرها فيها أمه بنقصها .. ولم تخبره "جميلة" يوما بما قيل لها .. رغم أنه يعلم أن أمه تقول كلاما هو نفسه لا يتحمله .. وكل مرة تخبره أخته .. ولما يسأل "جميلة" تنكر .. لا تريد أن يحدث خلاف بينه وبين أمه بسببها ..
تنهد وهو يمسك يدها يوقفها ثم سارت جواره حتى جلسا متقابلين على الفراش فقال بهدوء :
- ماما كانت عندك ..

جفلت .. ولم تفته جفلتها .. ثم قالت :
- اه كانت بتزورني عادي يعني ..

- وقالت لك ايه ..

- مقالتش حاجة .. اطمنت عليا وبس ..
قالتها سريعا ..

- كذابة ..
قالها وهو يترك يدها ..

لم تعلق وهي تقف لتتحسس خروجها من الغرفة .. فهي لن تخبره بم قالت أمه .. حتى وإن غضب منها .. فليست هذه المرة الأولى .. كل مرة تأتي فيها تشعرها أنها نادمة على زيجة ابنها البائس اليائس الذي أساء اختيار عروسه .. فقد اختار امرأة ضريرة وكبيرة في السن فرصتها في الإنجاب ضعيفة ولو أنجبت كيف سترعى أبناءها .. تأتي فقط لتكدر حياتها ثم تتركها بقايا مبعثرة كأن شيئا لم يكن .. تحطم فيها كل شئ ويكأن ابنها فعل كبيرة من الكبائر حين تزوجها ..

ذهبت لغرفة أخرى وأغلقت بابها عليها .. ثم بدأت تصلي .. كلما شعرت بهم أو ضيق تصلي وتناجي ربها يفرج ما فيها .. فهي في أشد الحاجة إليه الآن .. لماذا ظهرت أم زوجها لتكدر عيشها الآن .. بعد ما أخيرا تأملت شفاءها .. فمنذ أن أخبرها طبيبها أنه لم يعد يصلح لها عمليات وهي تحاول أن تتمسك بأمل شفاءها فجأة كما مرضت فجأة .. ولكن كانت كذلك تفكر في كونها لم تصبح أمّا إلى الآن .. مر على زواجها ما يقرب من السنة .. وما يقرب من السنة وهي تسمع كلاما يصر عظامها .. وهي تتحمل .. فقد تحملت قبل ما هو أشد منه .. حين أصبحت عمياء سمعت ما لا تطيق .. فهي جميلة الخلقة .. ولكن يبدو أنهم كانو يستكثرون عليها جمالها ذاك مع ضررها .. فأسمعوها لها صريحة ما فائدة جمالها وهي عمياء .. لن ترى جمالها ذاك ولن تتزوج فيتغزله زوجها .. والآن تأتي والدته لتحدثها بأنها لا تصلح للإنجاب وإن أنجبت كيف ستراعي أطفالها .. ماذا لو دعوا الخلق للخالق .. لماذا يتدخلون في حيوات الآخرين كأنهم يفعلون شيئا أقرب ما يكون للطبيعية ..

هي لم تعطي يوما أذنها لأحد .. فدائما ما كانت تنزه نفسها عن الضغائن .. ولم تلتفت يوما لكلام ليس له أهمية .. فعائلتها كانت دائما بحاجة إليها .. وهي دائما ما كانت تطمئن جوارهم .. ولكن الأمر الآن يخص "مازن" .. "مازن" الذي امتنع عن الزواج ولكن تبنى أطفالا حتى يصبح أبا .. كما أنه منحها كل ما تريد خلال تلك الفترة .. فكيف بها لا تستطيع أن تقدم له ما يريد ..

ليس الدعاء بعجز .. وليست عاجزة عنه .. فما بالها معها الحل وتخنع عنه .. ستدعو حتى يتحقق ما تريد .. أنهت صلاتها وتوسلاتها .. وقامت لتنام في هذه الغرفة .. فهي ليس بها طاقة على مواجهة "مازن" الليلة ..

ولكن "مازن" لم يتركها وطرقاته تزداد على الباب .. قامت لتفتح له ثم عادت لفراشها ثانية .. وقبل أن تصل أوقفها وهو يحيطها بيديه قائلا :
- احنا متخاصمين ولا ايه ..

أجابت بثبات متوتر :
- لا ابدا .. انا بس .. مكنتش عاوزة ازعجك بالدوشة اللي كنت عاملاها في الاوضة ..

أدارها إليه وهو يقول :
- مش ملاحظة انك بتكذبي كتير النهاردة ..

غضت طرفها قائلة :
- انا مكذبتش ..

رفع وجهها إليه بأنامله قائلا :
- عنيكي بتقول انك بتكذبي ..

انزعجت قائلة :
- انا عنيا مبتقولش حاجة خالص ..

قال بتصميم :
- لا بتقول .. وبتقولي كل حاجة ..

حينها بكت .. وشكى بكاءها كل ما تكتم .. جلس وأسند رأسها على صدره .. ثم تركها تنهي بكاءها .. رغم أن بكاءها يعجزه .. فهو لأول مرة يراها تبكي .. بللت دموعها ثوبه فشعر أنها تحرقه .. تحدث مع أمه مرارا ألا ترميها بكلماتها ولكن بلا فائدة .. وهو لا يستطيع أن يفعل مع أمه شيئا أكثر من الكلام .. لا يريد أن يقلل من قدرها أو احترامها لديه .. أنهت بكاءها وابتعدت عنه وحدها وهي تمسح دموعه .. فاحتضن وجهها بيديه قائلا :
- لو كنت اعرف انك بتحلوي كدة لما تعيطي كنت ضربتك من زمان ..

ابتسمت برقة وأطرقت .. فرفع وجهها إليه وهو يتنهد قائلا :
- جميلة .. انتي عندك شك في حبي ليكي ..

فأشارت برأسها أن لا وهي تقول :
- انا كمان بحبك .. بس انا مش قادرة اسعدك زي ما انت بتسعدني ..

تنهد تنهيدة أقوى وهو يعلم أن هذا كلام والدته فقال :
- مين قالك كدة .. انتي عارفة انا استنيت اد ايه علشان اسمعك بتقولي انك بتحبيني .. انا سعادتي بوجودك جنبي .. وجودك جنبي وبس .. ومش عاوز من الدنيا حاجة غيرك .. ومتصدقيش اي حد يقنعك بحاجة غير كدة .. اي حد يا جميلة .. انتي فهماني ..

أومأت بإيجاب وابتسمت .. فوقف وهو يمسك يدها وسارا متجاورين قائلا :
- سيبي بقى اوضة العيال .. انتي ناوية تستولي عليها قبل ما ييجوا ولا ايه ..

ضحكت برقة ضحكة صافية ولم يكن في نفسها شئ .. فهو قضى على كل حزن داخلها ..

----------------------

أعطاها "روح" وغادر .. تركها دون أن يشرح لها ما حدث .. شعرت أن الأمر يتعلق بـ"باسل" فانقبض قلبها بشدة .. نظرت لجدها الذي لم يكن أقل منها قلقا .. طمأنها وطلب منها أن تسترح هي و"روح" في غرفتها وهو سيطمئنها ..

دخلت "ريحانة" غرفتها ومعها "روح" .. ثم جلستا على فراشها متجاورتين .. وتلقائيا احتضنتها "ريحانة" .. فأحاطت "روح" خصرها بيديها .. تشبثتا في بعضهما لوقت .. استغربت "ريحانة" قرب "روح" منها وتمسكها بها كذلك .. فهي لم تراها إلا مرات معدودة طيلة الفترة الماضية .. وحتى إن رأتها كانت تلحظ نفورا منها لا تعلم سببه .. رغم أنه ضايقها هذا النفور الذي لم تتسبب فيه .. ولكنها لم تعد تسأل لظنها أن "باسل" من أبعدها عنها .. وما أكد ظنها رد فعلها الآن .. وهي تتشبث بها كالضائعة ..
وبعد انخرطت "روح" في بكاء حاد وهي تقول :
- ريحانة انا خايفة اوي ..

ربتت "ريحانة" ظهرها وهي تقول :
- خايفة من ايه بس يا حبيبتي .. احنا معاكي اهو .. اكيد بابا وعمو في مشوار وهيرجعوا بسرعة ان شاء الله ..

زاد نشيجها وهي تقول :
- لا بابا تعبان اوي .. وهيروحوا المستشفى انا عارفة .. انا خايفة بابا يموت زي ماما ويسيبني لوحدي ..

انتفضت "ريحانة" وهي تبعدها عنها برعب .. ماذا يكون بـ"باسل" حتى تقول ابنته ذلك .. ثم قالت بوجل :
- ليه بتقولي كدة يا حبيبتي .. بابا هيكون كويس ان شاء الله ..

زاد بكاءها وهي تقول :
- بجد .. بس انا خايفة اوي ..

احتضنت "ريحانة" وجهها وهي تمسح دموعها قائلة :
- متخافيش ان شاء الله هيكون كويس ..
قالتها وهي تنتفض رعبا ..

فقالت "روح" :
- ريحانة تعالي عيشي معانا انا وبابا .. علشان تخلي بالك منه .. هو لما بيتعب انا مش بعرف اعمله حاجة ..

ابتسمت "ريحانة" قائلة :
- لا انتي خلاص كبرتي وبقيتي عروسة جميلة وتعرفي تخلي بالك من بابا ..

هدأت "روح" وهي تقول بأسف :
- انا اسفة يا ريحانة .. انا مكنتش بحبك علشان كنت خايفة لبابا يحبك اكتر مني .. ومكنتش برضى اكلمك علشان كدة ..

"إن بعض الظن إثم" لو تدبرتها ما ظنت بـ"باسل" ولا غيره شيئا .. كانت تظن أن من منعها عنها "باسل" .. ابتسمت وهي تضمها لصدرها قائلة :
- كدة يا روح .. انتي عارفة انا بحبك اد ايه .. هو انا ممكن اخد بابا منك ..

شهقت "روح" وهي تقول :
- بابا عاوز يتجوزك بس انا اللي قلتله ان انا مش بحبك .. والله انا بحبك ياريحان .. بس انا خايفة بابا يحبك اكتر مني ..

شهقت "ريحانة" بعنف وعيناها تتسعان عن آخرهما .. لا تصدق ما سمعت .. "باسل" يريد الزواج بها .. قد تكون تخاريف "روح" .. لذلك أبعدتها عنها وهي تقول ذاهلة :
- مين اللي قالك كدة يا حبيبتي .. بابا هو اللي قالك ..

أومأت "روح" وهي تقول مؤكدة :
- هو قالي لو اتجوزك انا هعمل ايه .. فانا قلت له ان انا مش بحبك .. فقالي خلاص مش هيتجوزك علشان انا مش بحبك ..

بحركة تلقائية أبعدت "روح" عنها وهي تشعر بنغزات الدموع في عينيها .. قرر عدم الزواج بها لأجل ابنته .. وقرر الزواج بها لأجل ابنته .. وهي ماذا تمثل له .. هو لم يصرح لها قبل بأنه يحبها أو يريد الزواج بها .. وهي لم تنتظره .. ولكن أن يفكر فيها بناء على رغبة ابنته .. هل حكم عليها أن تكون فرحتها مبتورة وأن يكون حبها من طرف واحد ..

شددت "روح" قبضتها على يدها قائلة :
- ريحانة انا اسفة .. اتجوزي بابا .. والله انا بحبك .. مش تزعلي مني بقا ..

لم تستطع "ريحانة" منع دموعها .. على نفسها .. على "باسل" .. على "روح" .. لا تعلم على أيهم .. ولكن شعورها أنها مجرد فكرة في رأسه لا تعجب ابنته فلغاها .. شعور مؤلم .. هي لا تعلم أنه طيلة الشهرين يحاول أن يقنع ابنته بأن تتقبل الآخرين بشكل طبيعي .. لم يحدثها عن زواجه بعد تلك المرة حتى لا تنفر منه .. لذلك أجل أمر "ريحانة" حتى تقتنع ابنته بأن كل من حولها يحبونها .. لكن لو بدأ بـ"ريحانة" ستشعر ابنته أنه يفعل ذلك لأمر يخصه وفقط ..

طرق جدها الباب .. فذهبت نحوه قائلة :
- خير يا جدو .. طمني ..

قال جدها آسفا :
- يا رب يكون خير .. عنده حمّى شديدة ..

حملقت فيه قائلة :
- حمّى !! .. باسل !! ..

أومأ جدها وهو يقول :
- ادخلي نامي وحاولي تنيمي بنته .. والصباح رباح ..

أي نوم في تلك الليلة .. أي نوم .. ملاذها الصلاة والدعاء .. هذا ملاذها ..

----------------------

وطلع الفجر على قلوب ساهرة .. وأعين لم تنم .. كان من وصل لحد التعب "طارق" .. يكاد يتوسل لـ"ريم" أن تفيق من غفوتها التي طالت .. كلما تذكر كلمات طبيبتها يكاد يجن .. يعلق قلبه بأحد خيارين .. رغم أنها قالت أن احتمال حدوث أحدهما واحد .. ولكن هو ينظر للجانب المشرق فقط .. وتبقى كلماتها كلما تذكرها ينتفض قلبه ولا يرقد ..

- انا مش عارفة اقول لحضرتك ايه .. بس لازم تكون على علم باللي ممكن يحصل .. مدام ريم بدأت معدلاتها الحيوية تتغير في فترات معينة .. ودة ملوش غير معنيين .. إما إنها خلاص هتفوق من الغيبوبة .. أو انها .. انها .. يعني .. دي لحظاتها الأخيرة ..

ولكنه لاحظ متى تتغير معدلاتها .. فكرر التجربة .. وكلما تصرخ ابنتها جائعة يضعها جوارها .. ويجعلها تحيط ابنتها بذراعها .. ويبدأ هو يلاحظ ما يطرأ عليها .. تغيرات طفيفة لا تدوم .. ولكنها تتكرر بتكرار التجربة .. بل أصبح يترك ابنته جائعة لفترة رغم أن هذا يؤلمه ولكنه يعلم أنها ستقاوم لأجل ابنتها .. وهو يريدها أن تقاوم وتقاوم حتى تفيق .. ويلهج قلبه بالدعاء قبل لسانه .. ويخرج الصدقات بنية شفائها .. لم يتأخر أو يتوانى في فعل ذلك ..

ويبدو أن اليوم يوم مشرق .. وستشرق شمسها أخيرا عليه .. منذ أن صلى الفجر وهو مستيقظ على فراشه الذي يجاور فراشها .. فهو لم يتركها يوما .. ينام ويصحو على وجهها .. يحدثها عن يومه ويبثها آلامه وآماله .. يشكوها لنفسها ويبكيها .. يخبرها كم اشتاق لها وكم هو ضائع بدونها .. ومنذ جلس وعيناه لم تفارق وجهها .. سمع بكاء ابنته التي باتت ليلتها عنده أخيرا منذ وقت لم تفعلها وكانت رؤيته لها بمواعيد .. ذهب وأتى بها .. وظل يهدهدها حتى تهدأ .. أحضر لها مشروبا يرضعها إياه .. وأبت أن تقبله .. ليس هذا بوقت مناسب ليرسلها لـ"رنيم" .. وهو من أصر أن تبيت معه اليوم .. ومنذ جاءت نائمة ولتوها استيقظت .. هدأت قليلا ثم تعالت صرخاتها .. والمربية التي أتى بها إليها أنهت خدمتها منذ ولادة "رنيم" التي تكفلت بها .. يشعر بحرج بالغ أن يهاتف "يوسف" الآن ليأتي يأخذها .. لا يستطيع فعلها .. ولا يستطيع أن يسكتها .. حتى أن والده الذي أصبح يقيم معه إقامة كاملة استيقظ على صراخها .. وكذلك استيقظ طاقم التمريض الخاص بـ"رنيم" .. ولكن "طارق" لا يعطي ابنته لأحد .. ولن يعطيها لأحد .. مد أبوه يده يأخذها منه .. فتردد لثوانٍ ثم أعطاها له .. وأخذ أبوه يهدهدها ويقرأ على مسامعها آيات من القرآن بصوت خفيض حتى هدأت ونامت .. تألم لأنها نامت جائعة .. ولكن لن يستطيع أن يرسلها لـ"رنيم" الآن ..

دخل غرفته ثانية ليفجع من المخلوقة النائمة على فراشها .. أميرته النائمة كما أطلق عليها .. لم تعد نائمة بعد .. بل أضاءت غرفتها بنور عينيها .. ظن أنه يتخيل .. فكم من مرة ظنها جالسة أو تحدثه ليلا .. وكم من مرة بكى لما خابت ظنونه ووجدها كما هي نائمة بلا حراك .. خرج من الغرفة وعاد ثانية ليجدها كما هي مستيقظة .. بل ومبتسمة .. يبدو أنه جنّ .. اقترب منها بوجل .. وهو يخشى أن تخيب آماله .. ثم جلس على ركبتيه عند فراشها وهو يحملق فيها بذهول .. فنظرت له قائلة :
- طارق ..

شهق وهو يرجع برأسه للخلف .. ثم جلس أمامها وهو يجلسها ليأخذها بين أحضانه .. ويبكي بعنف موجع .. لم تستوعب ما يحدث بعد فشهقت هي الأخرى وهي تقول :
- بنتي .. بنتي .. جرالها .. حاجة ..

كانت كلماتها مقطعة .. فحاول أن يهدأ وهو يبتعد عنها قائلا :
- بنتك كويسة .. بس انا اللي مش كويس ابدا ..

ثم بدأ يتحسس وجهها كأنه يثبت لنفسه أنه لا يحلم .. فقالت بضعف :
- مش .. كويس .. مالك ..

ابتسم قائلا :
- هكون كويس ازاي وانتي غايبة عني شهرين و13 يوم ..

لم تفهم فقال :
- انتي كنتي في غيبوبة من ساعة ما ولدتي ..

قالت :
- ا.. ا.. انا ..

أومأ وهو يعيد احتضانها ثانية .. لا يريد تركها ولا إفلاتها .. بصعوبة أبعد نفسه وهو ينيمها ثانية وهو يقول :
- انا لازم اكلم الدكتورة علشان تشوفك ..

ثم انحنى يقبل رأسها قبل أن يغيب .. وتركها ما زالت في حيرتها .. فهي تشعر أنها لم تغيب .. كانوا جميعهم معها في غيبوبتها تلك .. كانت تشعر بهم .. ولكن هناك مخلوق ظهر مؤخرا واستمتعت بقربه .. ولما غاب عنها .. قررت البحث عنه .. لتخرج من عالم لم يوجد فيه ابنتها لعالم ملئ بصخب ابنتها .. عالم الحياة .. لتلتقي و"حياة" ..

جاءها "طارق" سريعا ومعه والده الذي هلل لرؤيتها وانحنى يقبل رأسها قائلا :
- حمد الله على سلامتك يا بنتي .. انا لازم اعزم الناس كلها على دبايح حلاوة سلامتك ..

ابتسمت بضعف .. ما زالت غير مستوعبة لما يحدث .. هاتف "طارق" "يوسف" فأخبره ومن بعد هاتف "باسل" الذي كان قد استرد بعض صحته بعد مكوثه في المشفى لتلك الليلة .. وخبر كهذا كان كفيل بأن يجعله يسترد صحته كاملة .. لذلك لم يطق الاستمرار في نومته وتلقيه لعلاجه وهب واقفا كمن لم يكن به شئ .. ابتسم "يوسف" وهو يسنده خارجين من المشفى .. فـ"يوسف" هو الآخر قلبه يرقص فرحا ..

مازالت الشمس تداعب الأفق .. فكان إشراقها مع إشراقة "ريم" .. ولم يبتر "طارق" اتصالاته وهو يتصل بوالدتها وجدها .. ثم اتصل بجميع أخواته .. ثم جلس جوار "ريم" ممسكا يدها ويتأمل وجهها .. خجلت من تحديقه فيها بهذا الشكل فأدارت وجهها .. فلفه ناحيته وهو يقول :
- انتي رايحة فين .. حرام عليكي سيبيني استمتع بيه شوية ..

ابتسمت بهدوء قائلة :
- انا شكلي تعبتك معايا اوي ..

مسح على شعرها قائلا :
- تعبي كله راح بمجرد ما شفت عنيكي تاني ..

حاولت تغيير الموضوع قائلة :
- طيب مش هتخليني اشوف بنتي بقى ..

ساعدها في الجلوس قائلا :
- هجيبهالك حالا ..

ولم يتأخر وهو يحضر ابنتها لها .. أخذت تتأملها وتمسح على وجهها .. فقطع تأملها دخول أمها وجدها و"ريحانة" و"رنيم" و"روح" .. فأخذها "طارق" منها ليفسح لهم المجال للاطمئنان عليها .. تقدمت أمها تتحسسها بأنامل مرتعشة ووجل .. ثم احتضنتها بشدة وهي تبكي .. ولم تتركها إلا بإبعاد الجد لها .. سلم واطمأن .. تلته "ريحانة" التي لم تكن نامت ليلتها .. احتضنتها بشدة وهي تغالب عبراتها .. ثم قامت لتترك الفرصة لـ"رنيم" .. جاءت وجلست قبالتها .. ثم ابتسمت قائلة :
- تعرفي انا لو عارفة انك هتستحملي كنت موتك من الضرب دلوقتي ..

ضحكت "ريم" قائلة بضعف :
- حقك عليا .. الطيب احسن ..
ثم ارتمت على صدرها قائلة :
- وحشتيني يا مضروبة ..

ربتت "رنيم" رأسها وهي تقول :
- لو كنت وحشتك كنتي فقتي من زمان .. فالحة بس تجيلي وانا بولد في غيبوبتي القصيرة ..

قطع حديثهما .. دخول العملاقين المهرولين .. وتوقف كلاهما عند باب الغرفة .. وتوجهت الأنظار لهما .. وكأن أحدهما يترك المجال للآخر ليتقدم .. ولكن أحدهما لم يتقدم .. توقفت أقدامهما هنا .. غير مستوعبين لرؤيتهما لها جالسة .. ضاحكة .. دامعة .. حية .. نابضة .. عجز "باسل" عن الحركة .. فتقدم "يوسف" جلس أمامه وهو يتنهد .. ثم قبل رأسها بحنو وهو يأخذها بين ذراعيه لتستكين ويستكين هو الآخر .. ثم تركها لشعوره بقرب خطوات "باسل" ..

"باسل" الذي منعه من بكائه هو وجود هذا الجمع حوله .. حاول بقوة أن يكتم دموعه ويحتضنها بلطف .. ويقبل رأسها قبلته الأبوية التي تعشقها .. ثم احتضن وجهها وهو يتحسس ملامحها .. ثم ضمها له ثانية .. يحيط رأسها بذراعه وهي تضع يديها على ظهره ..

حتى قال "طارق" بمرح :
- كفاية عليك كدة بقى يا باسل ..

فابتعد "باسل" عنها وهو ينظر لعينيها نظرة فهمتها .. فكم من الأسرار أطلعها "باسل" عليها .. ربتت وجهه قائلة :
- انت شكلك تعبت مش كدة .. جتلك الحمى تاني ..

ابتسم وهو ينظر لـ"يوسف" الذي قال :
- لسة جايين من المستشفى حالا ..
وحتى يقطع على أمه الاستفسارات والقلق .. أكمل :
- وبقى زي الحصان قدامكم اهو ..

لم يكن أبدا كذلك .. ولكن فرحته بعودة "ريم" هي من أعطته الطاقة ليقوم .. أدار عينيه في وجوه الحضور حتى وقع نظره على سبب سقمه وشفائه "ريحان" التي لم يراها منذ شهرين فمرض .. نظر لها نظرة تخبرها بكل ما في قلبه .. ولكن هي كانت تريد الاطمئنان عليه .. ومازالت كلمات ابنته في بالها .. هو نسي نفسه في نظراته .. حتى ضغطت "ريم" على يده بقوة تتناسب مع قوتها .. فالتفت لها فهمست :
- كل الموجودين بيبصوا عليك .. وبعدين معدش عندك حجج بقى ..

و لمَّا تَلاقينا على ســـــــفحِ رامَةٍ ** وجدتُ بنان الـــــــعامريَّةِ أحمرا
فقلتُ خضبتِ الكفَّ على فراقنا؟! ** فقالت : معاذ الله , ذلك ما جرى
ولكنَّنِــــــي لـــــــما وجدتُكَ راحلاً ** بكيتُ دماً حتى بللــت به الثرى
مسحت بأطراف البنانِ مدامعي ** فصار خضاباً في اليدين كــما ترى

----------------------

بعد أسبوعين من عودة "ريم" .. كانت وليمة هائلة مقامة في بيت الجد .. ولكن كان ضيوفها محددين أو مختارين .. وبعد انتهاءها والتفاف الجلوس حول الجد في منزله .. طرق الباب .. فطلبت "فاطمة" أن تفتح "ريحانة" فقالت :
- وافتح انا ليه يا خالتو ما يوسف برة .. يفتح ..

شددت خالتها وساعدتها "ريم"و"رنيم" .. ذهبت لتفتح وجدته هوالطارق .. فمال يقترب منها قائلا :
- ايه دة بقى .. انا ماما داعيالي ولا ايه علشان اول حد اشوفه انتي ..

ابتسمت اندهاشا من أن "باسل" من يقول كلاما كهذا وقالت :
- مالك يا باسل .. انت علشان اتأخرت ع الغدا فالموضوع أثر على دماغك ..

اتسعت ابتسامته قائلا :
- لا فيه موضوع تاني هو اللي مأثر على دماغي .. ممكن ادخل بقى ولا هفضل واقف ع الباب كتير ..

أفسحت له المكان .. وهي تشعر أن هناك خطب ما .. دخل وذراعه عالق بشخص غريب .. فنظرت للغريب .. فمال على أذنها قائلا :
- اياكِ تبصي لحد غيري ..

ابتعدت عنه وهي تحملق فيه .. ماذا حدث له .. خرج جدها و"يوسف" و"طارق" .. فقال "يوسف" بمرح :
- ايه دة المأذون وصل ..

نظرت للغريب مرة أخرى وقررت العودة لخالتها وصديقتيها .. ولكن منعها "يوسف" وهو يحيطها بذراعه .. فقال "باسل" :
- كلها دقايق واحرمك من اللي بتعمله دة ..

ضحك "يوسف" وهو يقول لـ"ريحانة" :
- رايحة فين يا عروسة ..

لم تجد سوى الابتسامة وهي لا تفهم تصرفاتهم .. فأنقذها "باسل" وهو يقترب منها قائلا :
- تقبلي تتجوزيني ..

كادت عيناها أن تخرج من مقلتيها .. فالتفتت قائلة لـ"يوسف" :
- انت ناوي تطلق رنيم ..
ابتعد عنها قائلا :
- اعوذ بالله .. رنيم دي قلبي فيه حد يقدر يبعد عن قلبه ..

فالتفتت تقول لـ"طارق" :
- اوعى يا طارق تكون ناوي تطلق ريم ..

فرفع يديه مستسلما وهو يقول :
- حاشا وماشا .. هو انا فضلت شهرين استناها تفوق علشان اطلقها ..

فالتفتت للمأذون قائلة :
- خلاص يا عمو روّح .. مش محتاجينك ..

فأوقفه "باسل" قائلا :
- المأذون هيجوزنا يا ريحان ..

ثم اقترب منها وهو يحدث عينيها مكررا :
- تقبلي تتجوزيني ..



Continue Reading

You'll Also Like

352K 8.1K 34
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...
904K 89.6K 30
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
140K 7.1K 15
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود
1.4M 26.3K 65
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...