روح وريحان

By engsoso

581K 10.5K 222

صدعت صرخاتها الجدران ... تشققت أنفاسها ... سرت رجفة في نفوس من حولها ... تحيط بها الهمسات والهمهمات ... تتمتم... More

١
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
40
41
42
43
44
45
46
39

22

10.8K 216 9
By engsoso

· الفصل الثاني والعشرون

"البداية هي أهم جزء في العمل .. أفلاطون "

البداية .. لكي تتخطى مرحلة البداية بصعوبتها .. يجب أن تتصور جميل النهايات .. وبدأت "ريحانة" رحلتها مع "جميلة" .. أصرت على النجاح .. وأصرت على الوصول ..

بعد صلاة الفجر .. عادت "جميلة" لنومها .. وبقيت "ريحانة" في مصلاها .. رددت أذكارها وأخذت تقرأ وردها بتدبر ..

بعد وقت ليس قليل .. قالت "جميلة" :
- "الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ" ..

التفتت لها "ريحانة" قائلة :
- صوتي كان عالي .. انا اسفة صحيتك ..

ابتسمت "جميلة" قائلة :
- لا انا منمتش .. كنت بسمعك ..

أغلقت "ريحانة" مصحفها ثم قامت تجلس جوارها قائلة وهي تمسح شعرها :
- وليه علقتي ع الآية دي ..

اعتدلت "جميلة" لتجلس "ريحانة" جوارها وتضع رأسها على صدرها قائلة :
- ناس كتير بتسأل ليه حياتهم جحيم .. وليه بيحصلهم مصايب .. انا من الناس دي .. لو تدبروا كلام ربنا .. هيلاقوا الحل .. ربنا بيقول الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء .. ببساطة كل حاجة حصلت في حياتهم بسببهم هما وبسببب تفكيرهم ..

رفعت "ريحانة" رأسها تنظر لها وهي تقول :
- جميلة .. انا عاوزة اسألك سؤال ..

ابتسمت "جميلة" قائلة :
- اتفضلي ..

سألت "ريحانة" :
- انتي مش عاوزة تتجوزي .. يعني مفكرتيش في حاجة زي دي .. او حسيتي انك نفسك تتجوزي وتعيشي مع شخص حياة تانية في دنيا تانية ..

ربتت "جميلة" رأسها قائلة :
- اسألك انا سؤال .. لو عندك اخ ممكن تجوزيهولي .. ومن غير عواطف لو سمحتي ..

ابتسمت "ريحانة" قائلة :
- لو اخويا هو اللي طلب يتجوزك فاكيد ماما هتبقى داعياله .. لكن عمري ما هقوله اتجوز جميلة علشان جميلة اغلى من اني اعمل معاها كدة ..

ضحكت "جميلة" قائلة :
- دايما تفكيرك مثالي ..

نظرت لها "ريحانة" قائلة :
- هربتي من سؤالي .. نفسك تتجوزي .. نفسك تحبي وتتحبي ..

عادت "جميلة" بظهرها للخلف قائلة :
- من يوم ما بقيت كدة .. وانا لغيت اي حاجة نفسي اعملها .. لغيت احلامي وطموحاتي .. بقيت حاسة اني كائن عايش لغاية ما يموت ..
ثم ابتسمت وهي تكمل قائلة :
- متقوليليش بقى انتي لسة قايلة الاية ولسة كنتي بتشرحي معناها .. مشكلتي اني عارفة المعنى بس من غير ما بعمل بيه .. اقولك على سر تاني .. انا بتكسف اطلب من ربنا حاجة زي دي .. انا عارفة اني لو دعيت ربنا هيستجيب .. بس بيصعب عليا الغلبان اللي هتجوزه دة .. يعني ذنبه ايه يتجوز واحدة مبتشوفش .. فبريح نفسي ومبدعيش ..

تنهدت "ريحانة" قائلة :
- ربنا كمان قال : " وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " .. وانتي يئستي من حياتك مش من شفاكي وبس .. مع ان لولا قدر الله هتعيشي كدة .. فانتي تقدري تعملي حاجات كتير .. انا عارفة ان كلامك دة كان اول سنة بس بعد اللي حصل .. وبعد كدة تقبلتي حياتك وحاولتي تعملي حاجات كتير بس عمرك ما كنتي سعيدة .. صح ..

تنهدت "جميلة" بألم ولم ترد .. فاعتدلت "ريحانة" وابتعدت عنها لتقول بحماس :
- بصي انا هقولك حاجة روعة .. كان نفسي اعملها بس باسل مدانيش فرصة ربنا يسامحه ..

ضحكت "جميلة" قائلة :
- قولي .. ولو ان باسل صعبان عليا .. انا مش عارفة لما تتجوزا هتعملي فيه ايه ..

وجمت "ريحانة" قائلة :
- نتجوز ..

ابتسمت "جميلة" قائلة :
- ان شاء الله .. اللي زي باسل دة صعبان عليا .. انتي فاهماه غلط وهو اصلا فاهم نفسه غلط .. المهم قولي الحاجة الروعة دي ..

عادت لـ"ريحانة " حماستها قائلة :
- بصي يا ستي .. لو فيه حد نفسه فيه حاجة من ربنا .. ونفسه فيها اوي يعمل ايه .. ولنفترض مثلا ان بنت نفسها تتجوز تعمل ايه بقى .. انا هقولك ..

اول حاجة :
- تتخيل الصفات اللي نفسها تكون موجودة في شريك حياتها دة .. كل الصفات الكويسة .. ومتفكرش ابدا في اي سلبيات مش عاوزاها ..

قاطعتها "جميلة" قائلة :
- انتي عاوزاها تفكر في انسان كامل بقى .. ودة مش موجود ..

ابتسمت "ريحانة" قائلة :
- تعرفي انها لو نفسها في 1000 ميزة فيه عمرها ما هتوصل لدرجة الكمال .. اهم حاجة متفكرش في السلبيات لان كدة هييجي بالسلبيات بتاعته ..

وتاني حاجة بقى :
- تدعي ربنا بابن الحلال اللي هي تخيلت صفاته دة .. بس طبعا وهي على يقين .. مش اخدة الموضوع تجربة وخلاص .. وتفضل بقى تتخيل حياتها معاه وبيتعامل معاها ازاي وتحلم وتعيش الحلم وتصدقه .. وتفضل كل يوم قبل ما تنام تتخيله بصفاته .. علم النفس بيقول 21 يوم .. اعتبريها وصفة ..

ضحكت "جميلة" قائلة :
- ايه هتلاقي ابن الحلال دة بعد 21 يوم ..

قرصتها "ريحانة" قائلة :
- لسة بقيت الوصفة .. وعلى فكرة بقى اللي عملوا الحكاية دي لقوا ابن الحلال او بنت الحلال في مدة اقصاها سنة .. لان دي ناس كان يقينهم جامد .. بس لسة فيه حاجات زي ما قلت لك .. انها تكون فيها الصفات اللي هي عاوزاها تكون فيه .. بصي بمعنى كوني يكن .. يعني متقوليش نفسي في زوج صالح وانتي نفسك محققتيش معنى الصلاح دة .. وبعد دة كله تدعي بقى وتقولي اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب اجمع علي ضالتي .. مش ابن الحلال دة تايه منك .. وبتدوري عليه ..

ابتسمت "جميلة" قائلة :
- وبعدين ..

عقدت "ريحانة" ما بين حاجبيها قائلة :
- انتي مش مصدقاني .. دة انا كل اللي قلته ادعي ربنا وانتي متأكدة انه هيستجيب ليكي ..

تحسست "جميلة" يدها قائلة :
- مصدقاكي .. بس اللي انتي بتقوليه دة ينفع في حاجة تانية .. لكن الجواز لا مش بيقولوا نصيبك هيجيلك لحد عندك ..

ابتسمت "ريحانة" قائلة :
- لا طبعا دة مثل غلط .. الجواز رزق .. الفلوس رزق .. الشغل رزق .. هو انا بقى ممكن اقولك اقعدي في بيتك والشغل هييجي لحد عندك او الفلوس هتيجي لحد عندك .. لا طبعا لازم تسعي .. اه هو نصيبك ورزقك اللي ربنا كاتبهولك بس مش هتاخديه غير بالسعي واللي انا قلته دة السعي للزواج ..

ابتسمت "جميلة" قائلة :
- عاوزة توصلي لايه يا ريحانة ..

قالت "ريحانة" :
- عاوزة اقولك .. ان ربنا قال : "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" .. وانا مش بطلب منك حاجة صعبة .. ربنا قالك اي حاجة نفسك فيها ادعيله .. الكلام اللي انا قلتهولك دة فيه ناس عملوه فعلا واتجوزوا ناس بالصفات اللي اتمنوها .. وفيه ناس عملوا الطريقة دي علشان يحلوا مشاكل كتير في حياتهم .. زي الخوف والقلق والتوتر والوهم احم احم ..

ضحكت "جميلة" قائلة :
- ايوة عارفة انا الناس دول .. وفخورة بيهم دلوقتي ما شاء الله ..

ضحكت "ريحانة" قائلة :
- شوفتي بقى اسأل مجرب .. نرجع لحكايتنا تاني بقى .. نفسك تتجوزي ..

اختفت ضحكة "جميلة" قائلة :
- مفكرتش في الموضوع دة قبل كدة لاني عارفة انه مينفعش ..

أمسكت "ريحانة" يدها قائلة :
- ليه مينفعش .. انتي من حقك تحلمي وتتمني .. من حقك تحبي وتتجوزي او خليها تتجوزي وتحبي ..

ضحكت "جميلة" قائلة :
- يا بنتي انتي ايه ملكيش حل .. ما ترجعي لجدك احسن ..

ابتسمت "ريحانة" قائلة :
- والله لاشتكيكي لعمو واقوله بنتك حبيبة قلبك بتطردني ..
ثم أكملت :
- لو مش عاوزاه يتعب معاكي .. خلي عندك همة وامل وفكري في العملية ..

وجمت "جميلة" وهي تقول ببعض أمل :
- وتفتكري اني ممكن اتجوز .. تفتكري اني هرجع اشوف تاني .. تفتكري حياتي ممكن تتظبط ..

ردت "ريحانة" :
- الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ? عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ

---------------------

اتفقا أن يذهبا لعملهما اليوم بحافلة الركاب .. وصل "يوسف" عندها وجدها تنتظره في الشارع .. فنظر لها بوعيد فقالت :
- فاكر لما لقيت ريم وريحانة مستنيينك في الشارع قلتلهم ايه ..

قال بتهديد :
- يعني عارفة اني مبحبش كدة وبتعمليها ..

ضحكت "رنيم" قائلة :
- انا بقى قلت لهم هو سي يوسف دة مربيلكم الرعب ولا ايه ..

ابتسم "يوسف" قائلا :
- وانتي مش مربيلك الرعب .. يلا ..

سارت جواره وهي تقول :
- لا انت حبيبي وانا مستحيل اترعب منك ..

أمسك يدها وهو يقول ضاحكا :
- اه بتضحكي عليا بالكلمتين دول بقى .. ماشي .. بس اياكي الاقيكي واقفة كدة تاني ..

احتضنت كفه قائلة :
- ولو وقفت هتعمل ايه يعني ..

شدد قبضته على يدها قائلا :
- حبيبتي وقلبي تحب اعمل فيها ايه ..

تأوهت قائلة :
- اه اه .. يوسف حرام عليك .. والله صعبة ..

ابتسم قائلا وهو يخفف قبضته :
- عرفتي انا ممكن اعمل ايه ..

وجمت وهي تحاول سحب يدها من بين يديه قائلة :
- شكرا .. بس راعي انك بتتعامل مع بنت مش واحد صاحبك علشان تضغط جامد كدة ..

لم يدعها تسحبها .. وهو يمسكها بلطف قائلا :
- طيب خلاص متزعليش بس .. وبعدين فيه واحد صاحبي يبقى حلو كدة ..

لم ترد عليه .. فيدها آلمتها بشدة .. فوكزها في ذراعها قائلا :
- متعيطيش بقى .. هتحلوي ومش هعرف اشوفك ..

ابتسمت وهي تنظر له قائلة :
- انت مبتدينيش فرصة اتقمص شوية .. ودة كل الي همك انك مش هتعرف تشوفني .. يعني لو هتشوفني اعيط عادي ..

وصلا لساحة الانتظار وهو يقول ضاحكا :
- وانا ميهونش عليا اشوفك بتعيطي .. بس متستفزنيش بس وانا مش هتهور ..

وصلت الحافلة فانتظرا ركوب المنتظرين قبلهم .. ثم صعد كلاهما .. انتظم الركاب في أماكنهم وكل يمسك كتابا يقرأه ..
جلسا متجاورين .. فأخرجت كتابا تقرأه فقال :
- اهدي علينا يا حاجة هتقرئي وانا قاعد جنبك كدة ..

أخرجت كتابا آخر وهي تعطيه له قائلة :
- بتقرأ في التاريخ ..

أخذه منها قائلا :
- اه .. بس انا مبحبش حد يقرأ الكتاب قبلي .. لازم اكون انا اول واحد يفتح الكتاب ..

نظرت له بشدة ثم قالت :
- بجد .. انا كمان كدة .. وبحب ريحة الورق جدا ..

ضحك قائلا :
- اها زيي بالظبط .. يااااه بتحبيني اوي كدة ..

ابتسمت قائلة :
- والله .. انا كدة من زمان ..

علق قائلا :
- خلاص يبقى انا اللي بحبك من زمان ..

نظرت لكتابها قائلة :
- اه ما انا عارفة سيبني اقرأ بقى ..

ابتسم وهو ينظر للكتاب الذي بين يديه قائلا :
- بس انا كدة هتعود اقرأ الكتب بعد ما عنيكي تمر عليهم .. القراءة بتحلو بعدها ..

تنحنحت قائلة :
- طيب خلاص بقى احنا في الاتوبيس ..

رفع نظره فوجد امرأة واقفة تبحث عن مكان لها بين النساء ولم تجد سوى مقعد يجاور الرجال .. فمال على أذن "رنيم" قائلا :
- اتبسطتي اديني سايبك لواحدك اهو ..

نظرت له بتساؤل قائلة :
- ليه ..

وجدته يقف ليترك المكان للمرأة الواقفة وابتعد هو يجلس جوار رجل .. ابتسمت وهي تعود لكتابها .. وانشغل هو الآخر بكتابه .. وصلت الحافلة لمحطة انتظار فغادرت المرأة .. وعاد هو يجلس جوار "رنيم" قائلا :
- وحشتك مش كدة ..

ضحكت قائلة :
- وحشتني جدا ..

-----------------------

في الهاتف .. تحدثت "ريم" مع "طارق" قائلة :
- ايوة يا طارق هتيجي ولا مش جاي ..

ترك "طارق" قلمه ووقف قائلا :
- بالله عليكي يا شيخة انا راضي ضميرك .. فيه واحدة اول ما تتكلم في التليفون تقول ايوة يا طارق هتيجي ولا مش جاي ..
قالها مقلدا ..

فابتسمت قائلة :
- انا غلطانة يعني اني بدخل في الموضوع علطول ..

ضحك قائلا :
- طيب قولي الو .. سلام عليكم .. ازيك حتى .. انتي بتكلمي بياع يا بنتي ..

ردت قائلة :
- الو .. سلام عليكم .. ازيك حتى .. كدة كويس .. هتيجي بقى ولا مش جاي ..

أجاب :
- ريم هي عنيكي هتستوي امتى ..

رفعت إحدى حاجبيها قائلا :
- افندم ..

ضحك قائلا :
- اعمل ايه يا ريم عاوز اكتب الكتاب ومستني عنيكي تستوي الاول .. وهي طولت بصراحة ..

صرت أسنانها قائلة :
- مين قال اصلا اني موافقة .. وبعدين انا اللي بقول كدة بس .. مبحبش حد يقولي كدة ..

خفتت ضحكته قائلا :
- بعيدا عن المقطع التاني .. وخلينا في المقطع الأول .. ليه مش موافقة على كتب الكتاب ..

رفعت كتفيها قائلة :
- احنا متفقين ان كتب الكتاب هيكون مع الفرح .. ايه اللي جد يعني ..

تحدث بجدية :
- وليه نستنى كمان 4 شهور لما ممكن نكتبه دلوقتي ..

قالت بحيرة :
- مش عارفة بصراحة .. بس انا كنت مطمنة لكدة ..

سأل :
- مطمنة .. يعني انتي دلوقتي مش مطمنة معايا ..

ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تقول :
- لا انا مقصدتش كدة .. انا اقصد مهيئة نفسي لكدة ..

أومأ قائلا :
- طيب ايه رأيك لو كتبنا الكتاب بعد اسبوعين مثلا ..

تنحنحت قائلة :
- مش عارفة .. بصراحة مترددة .. طيب ايه رايك تعرض الموضوع على باسل ويوسف

تنهد قائلا :
- بس الموضوع خاص بينا احنا .. مش بيوسف وباسل .. انا عاوز اعرف رأيك .. لو لسة حاسة انك مش مطمنة خلاص نستنى ..

سكتت لبرهة ثم قالت :
- هو .. هو انت شايف ان 3 اسابيع كفاية ان احنا نعرف بعض فيهم ونحدد يعني احنا هينفع نكمل او لا ..

عقد ما بين حاجبيه قائلا :
- ينفع نكمل ولا لا .. هو انتي ممكن متكمليش معايا ..

هزت رأسها أن لا قائلة :
- مقصدش يا طارق كدة .. طيب سيبني افكر في الموضوع .. اتفقنا ..

قال بصوت محايد :
- فكري براحتك .. ومترديش عليا غير وانتي مقتنعة بقرارك .. انا مش هضغط عليكي ..

أومأت وهي تقول :
- طيب هتيجي ..

ابتسم قائلا :
- انا لغاية دلوقتي معرفش هاجي فين ..

ابتسمت قائلة :
- عيد ميلاد روح .. باسل مقلكش ..

رفع رأسه قائلا :
- اه .. لا قالي .. ان شاء الله جاي ..

-----------------------

مر وقت لا بأس به مذ حدثت "جميلة" .. من وقتها تعلم "ريحانة" أن "جميلة" انشغلت بما قالته لها .. ولم تخفى عليها حالة الأمل التي تعيش فيها فقد مرت بها مسبقا .. حتى دعاءها وخلواتها زادت .. ولم تشأ "ريحانة" التدخل فيما تفعله .. تراقبها فقط عن بعد ..

وبالنسبة لـ"ريحانة" نفسها فقد ألفت المعيشة في بيت عمها .. خاصة في وجود بنات عمها وأطفالهم .. فالمنزل ملئ بالأطفال .. وللأطفال ملكة خاصة تخرجك من عالمك .. ويشعرونك بسعادة في أسوأ حالاتك .. وانشغالها بـ"جميلة" ومعها يشغل بالها وتفكيرها عن كل شئ .. وشعورها أنها تسعى لعمل شئ ذي قيمة يريحها ..

وقفت "ريحانة" ترتب ملابسها وهي تدندن .. فدخلت عليها "جميلة" قائلة :
- يا عيني يا عيني .. أريد أن أسمع ..

ابتسمت "ريحانة" وهي تكمل عملها قائلة :
- عاوزة تسمعي ايه وانا اسمعك ..

جلست "جميلة" على فراشها قائلة :
- عاوزة اسمع القصيدة اللي انتي بتغنيها دي ..

ضحكت "ريحانة" قائلة :
- بلاش احسن ..
ثم غمزت لها قائلة :
- مش هتقوليلي بقى مواصفات الفارس الهمام اللي نفسك تتجوزيه ..

ضحكت "جميلة" قائلة :
- لا حول ولا قوة الا بالله .. هو انتي يا بنتي لما تغمزي هشوفك ..

نظرت لها "ريحانة" قائلة :
- وعرفتي منين ان شاء الله ان انا غمزت ..

ردت "جميلة" :
- من صوتك .. من صوتك بعرف كل حركة بتعمليها .. مش قلت لك اخليني كدة احسن .. لو فتحت هافقد الحاسة دي ..

ابتسمت "ريحانة" قائلة :
- طيب هختارلك انا لبسك بقى ..

ابتسمت "جميلة" قائلة :
- اختاري حد منعك .. بس قولي الالوان اللي انتي اختارتيها .. يعني متضحكيش عليا علشان مبشوفش ..

ضحكت "ريحانة" قائلة :
- من عنيا .. دة علشان انتي وافقتي تيجي معايا هعمل لك اللي انتي عاوزاه ..

تنهدت "جميلة" قائلة :
- انا مش عارفة اصلا انتي ليه مصممة اني اجي معاكي .. مع ان دي حاجة عائلية بينكم .. مش عارفة ليه سمعت كلامك ..

أعطتها "ريحانة" ملابسها قائلة :
- اعتبريها خدمة انسانية .. انتي عارفة اني لو رحت لوحدي جدو هيمسك فيا اني لازم ابات وارجع بقى .. وانا بصراحة ناوية اتقل عليكم شوية ..

قالت "جميلة" معاتبة :
- تتقلي علينا بقى دي اخرتها يا ريحانة ..

قبلت "ريحانة" رأسها قائلة :
- لا والله يا بنت عمي يا روحي يا قلبي .. اوعي تزعلي مني .. وقومي البسي يلا .. هنتأخر ..

وصلت "ريحانة" و"جميلة" لحفل عيد ميلاد "روح" بصحبة والد "جميلة" والذي غادر على وعد بالعودة .. وحيث أن المكان غريب على "جميلة" فقد كانت متشبثة بذراع "ريحانة" .. فهي يصيبها خوف شديد وحرج بالغ في أي مكان لا تعرفه .. وغير معتادة على السير فيه ..

أجلستها "ريحانة" على أحد المقاعد وجلست جوارها في الحديقة .. ثم هاتفت "ريم" تخبرها بوصولهما .. ولم تتأخر "ريم" عليها .. رحبت بها وبـ"جميلة" بشدة .. ثم جلست معهما تنتظر وصول الآخرين من الأعلى .. و"يوسف" الذي ذهب ليأتي بـ"رنيم" .. و"طارق" ..

قالت "جميلة" :
- مبارك عليكي خطوبتك يا ريم .. انا اسفة اني مجيتش .. بس انتي عارفة مش بعرف اروح الحفلات والأماكن الزحمة ..

ابتسمت "ريم" قائلة :
- لا طبعا زعلانة .. يعني دي لو خطوبة ريحانة هتقولي كدة ..

ابتسمت "جميلة" قائلة :
- معلش بقى التمسي لي عذر .. وليس على الأعمى حرج ..

اختفت ابتسامة "ريم" وهي تنظر لـ"ريحانة" بحرج ولم تعرف ما ستقول .. فقالت "ريحانة" :
- يا بنتي انتي هتعملي نفسك زيي .. اكيد هتيجي في خطوبتي .. صح يا جميلتي ..

ضحكت "جميلة" قائلة :
- جميلتي دي رشوة .. وبعدين ريم سكتت ليه .. انا بهزر عادي .. انا دايما بقول كدة ..

ابتسمت "ريم" قائلة :
- لا عادي .. بس كفاية انك منورانا النهاردة .. الحمد لله ان مفيش ناس ولا حاجة علشان ترضي تيجي ..

ردت "ريحانة" قائلة :
- دي غلبتني على ما وافقت ..

جاء الجمع .. وقامت "ريحانة" لتسلم عليهم جميعا .. حتى وصلت لـ"باسل" فنظرت له معاتبة وهي تقول :
- ازيك يا دكتور ..

ضحك "باسل" قائلا :
- بخير الحمد لله يا هندسة .. بس بدل ما تبصي لي كدة اسألي انا اتأخرت ليه ..

عاد "يوسف" لهما وهو يقول باسما :
- اسفين يا هندسة التأخير من عندي انا .. باسل حكالي على اللي هو وصله واللي انتي قلتيهوله .. وانا استنيت الدكتورة اللي هتفيدكم في الموضوع دة .. انتي عارفة ان جميلة هتتكسف مني لانها عارفاني ..

ابتسمت "ريحانة" وهي تنظر لـ"يوسف" قائلة :
- شكرا يا يوسف ربنا يخليك ليا ..
ثم قالت لـ"باسل" :
- انا اسفة يا باسل .. بس والله لما طنشتني خالص كدة زعلت وخصوصا اني معرفاك ان الموضوع مهم وضروري جدا بالنسبة لي ..

ابتسم "باسل" قائلا :
- لا طبعا وانا مقدرش اطنشك .. بس دلوقتي هتروحي تطلبي من جميلة انها تسامحني ..

سألت "ريحانة" باستغراب :
- ليه ..

رد "يوسف" :
- بصي يا ريحانة من غير زعل .. احنا استغلينا انك اختنا الجميلة .. ولما عزمناكي في النادي مع ريم ورنيم واصرينا انك تجيبي جميلة معاكي ..

أكمل "باسل" :
- كنا عاوزين نعمل لها تحليل DNA .. وطبعا عارفين انها مش هتوافق .. ومينفعش نطلب منك تجيبيلنا حاجة خاصة بيها .. فعملنا العزومة دي حجة علشان ناخد احنا الحاجات اللي هتمسكها ونعمل تحليل من خلالها ..

وجمت "ريحانة" وهي تنظر لكليهما .. فقال "يوسف" :
- واللي كنا شاكين فيه لقيناه .. اللي في جميلة دة حصل فجأة والدكاترة ركزوا ع العمليات فأول عملية نيلت الدنيا .. ليه .. لان اللي فيها دة طفرة جينية .. انا مش عارف ازاي مفكروش في الموضوع من الناحية دي .. طالما مكانش ليه سبب كمرض مثلا

عضت "ريحانة" شفتيها ثم قالت :
- لا ما هما قالوا ان اللي حصلها دة بسبب مرض مش فاكراه ..

رد "باسل" :
- اللي حصلها دة لو كان عرض لمرض معين كان هيزول بمجرد ما تتعالج من المرض .. لان الاعصاب سليمة .. علشان كدة لما وريتيني التقارير .. وملقتش سبب مقنع من اللي مكتوب .. فكرت في الحاجة اللي بفهم فيها .. جميلة حصلها طفرة جينية هي اللي سببت لها عمى مفاجئ .. والطفرة دي الحمد لله دلوقتي ممكن تتصلح .. قبل كدة كان مستحيل ..

وضعت يدها على رأسها تهزها بشدة .. ثم قالت :
- انا مش فاهمة حاجة .. يعني دلوقتي جميلة ممكن ترجع تشوف تاني ولا لا ..

تنهد "يوسف" قائلا :
- بصي يا حبيبتي .. دلوقتي جميلة لازم تكون مهيأة نفسيا الاول لخطوة زي دي .. علشان كدة احنا كنا بنستنى الدكتورة النفسية اللي انا قلت لك عليها وهي اللي هتكون معاها في الخطوة دي ان شاء الله .. وبعد كدة اول ما يكون عندها استعداد نبتدي العلاج .. وان شاء الله هترجع تشوف تاني ..

ابتسمت "ريحانة" وهي تقول :
- بجد ..

أومأ "يوسف" باسما ثم قال :
- بس لازم تخليها تسامحنا الأول على تحليل DNA .. انتي عارفة ان دة مينفعش يتعمل من غير اذن صاحبه .. بس باسل هو اللي عمله بنفسه ..

نظرت له شاكرة وهي تقول :
- شكرا بجد يا باسل انا مش عارفة اقولك ايه والله .. ربنا يخليكم يا رب .. بس ازاي هقنعها انها تروح للدكتورة دي ..

ابتسم "باسل" وهو يقول :
- لا دي بقى مهمتك انتي ..

سألت بخيبة أمل :
- وتفتكروا هتوافق ..

رد "يوسف" :
- ايه يا جميل انتي يئستي كدة من اولها .. احنا لسة مبدأناش ..

هزت رأسها قائلة :
- لا والله مش يأس .. بس انا خايفة تزعل مني لما تعرف اني عملت كل دة من وراها ..

قال "باسل" :
- لا انا واثق انها مش هتزعل .. مفيش حد يقدر يزعل منك اصلا .. بس انتي مطولة هناك بقى ..

ربت "يوسف" على كتفه قائلا :
- انت زعلت انها مش موجودة ولا ايه .. مش لسة قايل محدش يقدر يزعل منها ..

نظر له "باسل" قائلا :
- لا طبعا .. وازعل ليه .. انا بس بقول ترجع تقعد مع جدك بقى .. وبعدين دة بيتها .. وهي هتكمل شهر عندهم ..

ارتبكت "ريحانة" وهي تنظر لهما .. دائما ما تشعر بغموض حديثهما .. ولغز في نظراتهما .. خاصة إن كانت بينهما .. وكانت هي محور الحديث ..
همت أن تغادرهما .. لولا "يوسف" أحاطها بذراعه قائلا :
- فرحي بعد شهر .. ولازم تكوني موجودة من بدري ..

ظهرت الفرحة في عينيها وهي تعانقه بشدة .. وتهنئه .. ثم ابتعدت عنه وهي تنظر لباسل قائلة :
- عقبالك يا باسل ان شاء الله ..

نظر كلاهما لها باستنكار .. أولا لأن كليهما يعلمان ما تشعر به تجاه "باسل" .. وثانيا لأن هذا موضوع حساس جدا بالنسبة لـ"باسل" ولا يطيق أن يحدثه فيه أحد .. فكيف بـ"ريحانة" الضعيفة تجرؤ وتحدثه فيه ..

بينما هي قالتها ببساطة وغادرت .. لا تدري أقالتها عن عمد أم بتلقائية .. قد تكون أرادت أن تخبر "باسل" أنها تراه أخاها كـ"يوسف" .. أو أرادت أن تخبره أن ما كانت تشعر به تجاهه كان وهم وانقضى أمره لما ابتعدت .. فقط أرادت أن يفهم ذلك حتى إن لم يكن صحيحا ..

ذهبت لتجلس مع "جميلة" و"رنيم" وتهنئها .. ولم تجد "ريم"لأنها كانت تقف مع "طارق" .. وبعد برهة قالت "ريحانة" :
- هو ليه باسل عامل عيد ميلاد لروح السنة دي .. اول مرة يحتفل الاحتفال دة ..

ضحكت "جميلة" قائلة :
- مع انك المفروض تبقي اكتر واحدة عارفة .. وانتي عندك سبع سنين بردو عملك عيد ميلاد .. فاكرة ليه ..

ابتسمت "ريحانة" وهي تقول بشجن :
- يااااااااااااه .. انتي لسة فاكرة يا جميلة ..

ضحكت "رنيم" قائلة :
- النهاردة ريحان ابتدت تصلي .. فاكرة ..

نظرت لها "يحانة" قائلة :
- صورة التورتة لسة عندي .. صورنا كلها في اليوم دة لسة بشوفها .. ومحتفظة بيها ..

جاءت "ريم" وهي تقول :
- وانا اخته .. معمليش الاحتفال دة .. ولا جاب لي تورتة مكتوب عليها النهاردة ريم ابتدت تصلي .. ولا حتى تورتة مكتوب عليها النهاردة ريم لبست الحجاب ..

ضحكت "رنيم" قائلة :
- ليه هو انتي ريحان علشان يعمل لك كدة ..

التفتت "ريم" ثم عادت تنظر لهن قائلة :
- اهي التورتة وصلت اهي .. ومكتوب عليها النهاردة روح ابتدت تصلي ..

نظرت لها "ريحانة" وبدأت ذكرياتها مع "باسل" تغزوها بشدة .. هو من علمها الصلاة عند سبع .. وهو من احتفل بها في نهاية كل سنة دراسية .. وفي تخرجها في كل مرحلة لها هدية منه .. عدا المرحلة الجامعية .. هو من اهتم بشئونها كلها واهتم بتربيتها كما يربي "روح" .. رغم صغر سنه وقتها .. إلا أنها تذكر كتب التربية التي أدمنها لأجلها .. ولكن حال بينهما جدهما ..

احتفلوا بـ"روح" التي أكملت سبع سنوات .. أو التي بدأت عهدها مع الصلاة .. وأهداها كل بهديته الخاصة لها .. وبعد انتهاء الحفل البسيط .. أخبرهم "يوسف" بموعد عرسه .. ثم أعاد "رنيم" لبيتها .. وعادت "جميلة" مع أبيها و"ريحانة" .. لتكمل "ريحانة" مسيرتها مع "جميلة" الجميلة ..

** الفرائض كالصوم والصلاة .. ماذا لو ربطناها في عقول أبنائنا بشئ محبب لنفوسهم .. بدلا من أن تخوفهم من تركها ..**

**بالله عليك .. كيف تخبر طفلا لم يبلغ الحلم بعد أنه سيذهب لنار وبئس المصير إذا لم يصلي .. وماذا عليك لو أخبرته بأنه سينعم بجنات أعدها الله للصالحين إن صلى .. هل ترى اختلافا في المعنى .. الاختلاف سيكون في تقبل عقل ابنك للأمر .. ابنك أمانة .



Continue Reading

You'll Also Like

354K 30.1K 13
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
5.5M 159K 106
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
3.8M 125K 58
عِش العراب. روايه صعيديه... من الصعيد الچوانى فتاه تحمل على عاتقها خطيئة أختها تؤخذ بذنب لديها يقين أن أختها لم ترتكبه عنوه تُغصب أن تكون الزوجه ا...
521K 24.3K 35
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...