الحب .. الحب هو كل ما حرمت نفسي منه لكنه لا يطرق الباب عند مجيئه .
الحب يأتي مصادفة و مصادفتي مع سيلينا هي الأجمل .
قضيت طيلة عمري أؤمن بأن لا قلب لي ، بأن تلك الأحاسيس و المشاعر إختفت مع قتل أبي لأمي ، إعتقدت أنني وضعت عوض القلب صخرة و إتضح فيما بعد أن قلبي كان في إنتظار لمسة حنونة من سيلينا .
" أنت جاهز ؟" قلت لروبرت و هو يقف مظطربا ينظر بيني و بين روز
" لوي لا أستطيع !" قال متوترا
" أنا أؤمن بقدراتك هيا لا تكن جبانا " قلت مبتسما و أمسكته من يده لأخرجه الى الشرفة الكبيرة .
آلاف من مصاصي الدماء كانوا في الإنتظار .. إنتظار مصيرهم من دوني .
" شعبي العزيز " قلت ناظرا في صفوفهم الكثيرة " لقد تقدمنا كثيرا في السنوات الفارطة و أصبح عالمنا كتقدم عالم البشر أو حتى أكثر و يعود الفضل لكم و لمجهوداتكم " قلت و أخذ الجميع في التصفيق
" لكنني لن أشارككم هذا النصر بعد الآن " أخذ الجميع في النظر الى بعضهم البعض " أتعرفون أحيانا نعتقد أننا الأقوى و لكن هناك أشياء صغيرة تجعل منا ضعفاء .. تعرفون أنني لا أحب مشاركة مشاكلي الشخصية أنا آسف و لكني أتخلى اليوم عن الحكم لشقيقي الأصغر روبرت توملينسون "
أخذ الجميع في التهامس و قرأت في وجوههم عدم الثقة .
" لقد كان روبرت يحكم المملكة سرا منذ قرابة شهر فهل لاحظ أحدكم ذلك ؟" سألت و نفى الجميع " إذن فهذا يثبت مدى قدرته على الحكم مثلي "
نظرت لروبرت و كانت عيناه غارقتان في الدموع و هو ينظر لي .. " من اليوم أعلن أن روبرت هو ملك المملكة العظمى لمصاصي الدماء و أن زوجته روز هي الملكة " قمت بنزع التاج عن رأسي و وضعه على رأسه بكل إحترام
" عاش الملك !" نادت الجموع الغفيرة ملوحة لروبرت الذي وقف مبتسما لي .
" أنت ستزورنا صحيح ؟ لن تتخلى عنا !" قالت روز و هي توقفني عندما كنت عائدا الى داخل القصر
" طبعا سأعود انا لا أستطيع العيش دون رؤيتك تتشاجرين مع روبرت " قلت و قرصتها من خدها
" سأشتاق اليك " قالت و عانقتني
" هيا الآن إذهبي لتحيي شعبك !" قلت و قبلتها على رأسها
" حقيبتي جاهزة !" صاحت آمبر و هي تخرج من الحائط و تصطدم بي
" ذكريني لم سأخذك معي !" قلبت عيناي و أنا أمشي لغرفتي
" لأنك تحبني " قالت و أخذت بالطيران حولي بينما أفتح أحد أدراج خزانتي .
" ما رأيك ؟" قلت مشيرا الى الخاتم
" رائع !" قالت و هي تنظر لألماسته الكبيرة " لكن لوي ! هل ستحولها الى مصاصة دماء ؟ "
" لا أعلم " تنهدت فأنا فعلا غير مدرك لما يخبأه لي المستقبل ، سيلينا لم تحب أبدا مملكتي و لا حتى كوني مصاص دماء و الأمر الذي يقتلني هو أنها إذا لم تقبل فلن نستطيع العيش معا آبدا ..
" يجب أن تترك لها الخيار !"
" أنا خائف أن ترفض سيكون ذلك صعبا ! لن أستحمل رؤيتها تذبل أمامي ! لا أريدها أن تكبر و تموت " قلت و أنا أحس بألم في قلبي
" تعال " قالت و هي تسحبني من يدي و تقودوني الى البوابة
" خلف هذا الباب ستجد حبيبتك ، و عليك أن تكون مستعدا " قالت و دفعتني دون سابق إنذار " سألحق بك انا و جوهان فيما بعد !" صاحت و أغلقت البوابة خلفي
مشيت في الطرقات ، أنظر الى الخاتم .. خاتم أمي الذي تركته لي .. سيكون جميلا بين أصابع سيلينا أنا متأكد .
عندما وصلت الى المقهى ، رأيتها من خلف البلور تركض من طاولة الى أخرى مبتسمة بينما تقدم لكل زبون طلبه ، فتحت الباب و جلست على أقرب طاولة منها ..
عندما رأتني إرتسمت ضحكة كبيرة على وجهها الملائكي و إقتربت مني
" آسفة نحن لا نبيع الدماء هنا " همست في أذني مازحة .
" سأكتفي بمشروب " غمزتها " إن كنت ستشاركينني فيه "
نظرت حولها للحظة ، كان الجميع يتناولون شرابهم في هدوء " لا مانع لدي "
ذهبت لإحضار المشروب و جلست أمامي في كل أناقتها .. حتى و شعرها مربوط الى اعلى و دون أي مساحيق تجميل تبدو في غاية الجمال .. و الأجمل أنها أصبحت ملكي .
" سيلينا " قلت و أنا أتحسس الخاتم في يدي المقبوضة عليه ، رفعت عينيها الى ناظري
" نعم ؟"
" هل مازلت تعتقدين أن مصاصي الدماء كائنات متوحشة ؟" سألتها و في عيناي خوف
" لا " فاجئتني بقولها فقد كنت أنتظر العكس
" هل يعني هذا أنك تستطيعين العودة معي الى المملكة ؟"
" أنا أحب المكان هنا لوي " قالت و هي تنظر حولها " أشعر بالدفء هنا ! أحس أنني أنتمي لهذا المكان لأني فعلا أنتمي اليه و حلمي الوحيد هو أن أستطيع العثور على أمي .. من يعلم ربما تكون هنا حولي و أنا لا أعرفها " تنهدت و أمسكت يدي " إن كنت تسأل لأنك تريد أن أعود معك فأنا آسفة لا أقبل "
أحسست بآلم شديد و كأن الدموع على وشك الإنهمار من عيناي بينما أكافح حتى لا تفعل ..
" أنت لا تريدين أن تكوني معي ؟"
" ماذا ؟ لا طبعا أنا لم أقل هذا ! " إتسعت عيناها و أحكمت إمساكها بيدي " لوي أنا أحبك بجنون ! إن كنت تريد الذهاب في زيارة فأنا مستعدة للعودة لكني أريد الإستقرار هنا "
تنفست بهدوء ، إذن هي لا تريد الإبتعاد عني ..
" سيلينا سأدخل في صلب الموضوع " قلت مبتلعا ريقي بصعوبة و أومأت هي برأسها .
" هل بإمكاني تحويلك الى مصاصة دماء ؟" قلت بسرعة و تركت هي يدي لتصبح عيناها أكثر إتساعا من ذي قبل
" ماذا !؟" قالت غير مصدقة
" سنعيش هنا أقسم لك ! سنفعل كل ما تريدين سنبحث عن أمك و أفراد عائلتك ، ستقدمين لطلب شهادة و ستعملين في مكان أفضل أنا تخليت عن الحكم سيلينا سأعمل هنا مع ديرموت .. سنعيش حياة طبيعية ، سأكل من طعام البشر الذي لازلت أكرهه ، و سننجب أطفالا و سنعلمهم أن البشر أناس طيبون و أنه لا يجدر بنا الحكم على الشخص قبل معرفته ! سأحبك سيلينا الى الآبد فقط وافقي فأنا لا أستطيع إحتمال فكرة أن تموتي في أحد الأيام و تتركيني أعاني مع الشيطان الذي في داخلي من جديد "
ما إن إنتهيت من كلامي حتى أخذت سيلينا في البكاء بقوة و أخذ الجميع في النظر لي بغرابة
" سيلينا يكفي سيقوم أحدهم بطردي من هنا إن لم تتوقفي !" همست و إبتسمت هي و أخذت في مسح دموعها
أخذت الخاتم و نزلت أمامها على ركبتي
" هل تقبلين الزواج بي ؟" قلت و إبتسمت عندما فتحت هي فمها مندهشة
" لوي !"
" إن كنت ستقبلين فأنظري لي بإبتسامتك الجميلة و إن كنت سترفضين فلا تفعلي .. و الآن سيلينا هيا أنظري لي بإبتسامتك الجميلة "
ضحكت و قدمت لي يدها " أقبل ! أقبل أن أشاركك حياتك لوي ! أقبل أن أضحي مثلما ضحيت أنت من أجلي "
ألبستها الخاتم و نهضت لأعانقها بينما أخذ جميع من في المقهى بالتصفيق بحرارة ..
الحب ، ذلك الإحساس الرائع الذي يجعل من الوحش إنسانا .. الحب هو نعمة من الله ! تعلم لوي أن يحب سيلينا ، تعلم ان يغفر ، تعلم أن يكون إنسانا طيبا ، فهم أنه مهما ستبني من حواجز فإن إبتسامة صغيرة من حبيب ستجعل كل تلك الحواجز تكسر .. تعلم أن يضحي و أن لا يحكم على الناس جميعا من مجرد تجربة حدثت مع شخص واحد .. تعلم أنه عندما تعطي ستتلقى الكثير و هو أعطى قلبه أخيرا لفتاة كانت تعتقد أنها ستبقى حبيسة زنزانة طيلة حياتها و لكنها الآن حرة في عالمها و مع أقوى مصاص دماء في العالم و الأفضل هو انه يحبها ..
_( الحب هو ما عشته معكم ، الحب هو رؤية تعاليقكم في أيام كانت تبدو لي سوداء ، الحب هو كيف جعلتموني أضحك فأنا أحبكم .. كل فرد منكم حتى ذلك الشخص الذي يقرأ في صمت .. أحبكم جميعا ..
حفظكم الله و رعاكم
خلود .