مرت الثواني ببطء شديد, ولم يبدو أن صنهولد ونوفاهولد يحملان أي شيء بنفس الفائده, أو انهم ارادوا أخفائها.
"أطلب أجتماع فردي لاحقًا"
"أتقدم بطلب لأجتماع فردي لاحقًا"
نظر تاسوس وكاسيار الذين تحدثوا في نفس الوقت إلى بعضهم البعض, يبدو أن الجميع يحملون شيئًا او آخر في مخازنهم.
"شيء أخر؟"
تحدثت دافين, بعد التأكيد من أن كل شيء أنتهى, أختفت تمامًا كما جائت مذكرة الجميع بمدى قوتها وحليتها.
"سوف تبدأ تحركاتنا الأولى في غضون سنه تقريبًا, أبدأوا التجهيزات في اقرب وقت"
أختفى آمون بعدها متبعًا دافين, ولكن صوته لا يزال يرن في جميع انحاء القاعة الضخمة.
"تأكدوا من الحفاظ على سرية هذا الأجتماع, سوف يتحمل المخالفون العقوبه القصوى"
أرتجف الجميع قليلًا عند سماع أمر "العقوبه القصوى", ليس كما لو انهم أرادوا نشر الأمر منذ البداية..
***
في مبنى بعيد على زوايا مدينة الحصن, خارج الجدران وفي منتصف غابة صغيرة.
ظهرت دافين أمام منزل خشبي متوسط الحجم, وتغيرت ملابسها إلى شيء متواضع لحظة ظهورها.
كما هدأت هالتها, بدا انها بشريه عاديه خارجيًا ولكن الحيوانات المرتجفه في المنطقة قالت خلاف ذلك.
صعدت درج المنزل وجلست على كرسي خشبي تحت الغطاء من الشمس, وكان تعبيرها مسترخيا إلى حد ما على الرغم من الحرب القريبة.
مر القليل من الوقت قبل أن يظهر آمون أيضًا, بملابس مختلفة ولكن نفس النظرة التي تقشعر لها الأبدان.
كان عمله في أيقاف هالته أسوء قليلًا من دافين, ولكنه لا يزال يبدو كمستيقظ عادي بدأ رحلته للتو.
نظر آمون إلى المنزل الخشبي, وأسترخت حواجبه كاشفة عن مظهر آخر, كانت الحرب تقلقه اكثر مما بدا للأخرين.
لقد عرف, عرف أن الحرب ستطرق بابهم حتى وأن لم يتحركوا أولًا, لم يكن العفاريت والأقزام مسالمين منذ البداية.
خطر الشياطين جعلهم يتجمعوا معًا, ولكن بعد الركود الأخير ظهرت نيتهم الحقيقية.
وعند تذكر الطريقه الحقيره التي أختفت بها عائلة ملكية جعل حواجبه تتجعد معًا مجددًا.
"هل انت قلق؟"
تحدثت دافين بنبره ضاحكة, وظهر نوع شاي غريب على الطاولة بجانبها, كان هناك كوبين.
جلس آمون على الكرسي الاخر, حيث فرقت بينهم الطاولة الصغيرة فقط, ونظر إلى كوب الشاي.
"نعم, لست متأكدًا حتى مع أيقاف تهديد الوحوش..."
أرتفع حاجب دافين, أعادت الكوب في يدها إلى الطاولة وتحدثت بعد ثواني من التفكير.
"لا تزال أمامنا سنه للاستمتاع بما تقدمه الحياة, لا تكن بخيلًا لتضيعها بالقلق!"
ضربت دافين ظهر الكرسي بمرح, وأسترخى تعبير آمون أخيرًا.
"لستِ على خطأ.."
***
على عكس الأجواء السابقة, كانت الأمور لممثلي ستارهولد مختلفة نوعًا ما.
بعد الخروج من البوابة ببضع دقائق, لم يتردد أوكتافيوس بمواجهة لوانا, كان يعرف انها ليست غبيه.
كان يعرف ايضًا انها فكرت بعواقب أخبار الجميع بقوة داريان, وحتى حبها له لن يشوش حكمها السليم.
"أنه ضروري... أنه ضروري لنموه.."
أرتفعت حواجب أوكتافيوس, وأشتدت هالته.
"ألن تخبريني؟"
كان غاضبًا, غاضبًا حقًا على تلاعب هذه المرأة به, وانه لا يعرف خططها.
"للأسف لا.."
ظهرت عدة صور ظلية حول لوانا عند الشعور بالهالة.
"لوانا... لوانا.. هل تخططين إلى قمعي بهؤلاء؟"
لاحظ أوكتافيوس أخيرًا, أن البوابة التي مر عبرها عانت من خطب ما.
أنتشرت هالته إلى الخارج, لقد كانوا في جزيرة وسط البحر الشاسع, الذي امتد حتى بعد نظره.
في الخارج, عشرات الظلال كانت تحشد المانا الخاصة بهم بسرعه.
'سوف يكون هذا صعبًا..'
نظر أوكتافيوس إلى شكل لوانا المتراجع عبر البوابة بلا حول ولا قوة.
"أعتقادها أن هذا كافي لقتلي... لا تزال هاوية بعد كل شيء.."
تحدث أوكتافيوس اثناء توسع حجم جسده, ولكن لاحظ شيء ما.
'لا أستطيع أن أتحول بشكل كامل!'
خرج دونالد من غرفة القبطان على عجل, ونظر حوله بتعبير قلق, شعر كما لو زلزالًا أصاب سفينته للتو.
نظر إلى أفراد فرقته الذين ركضوا في كل مكان, والذعر واضح عليهم.
كان لديه طاقم ضخم مشكل خصيصًا لأدارة مثل هذه السفينة الكبيرة, وكان كل واحد منهم خبيرًا بما أنه أختارهم بعناية.
لم يواجهوا أي مشاكل من قبل بغض النظر عن حالات البحر, ولكن بدا انهم عانوا من مشكلة اليوم أخيرًا, على بعد عدة ساعات فقط من هدفه...
تجولت عيناه في المكان بأكمله وبحركه سريعه أمسك أحد الأفراد من كتفه.
شعر أن الأمر خطير هذه المرة, على عكس تلك الموجات المعتادة التي لم تشكل خطرًا على السفينة ومن فيها.
"ماذا يحدث؟" كان قلقًا حقًا ولكنه حافظ على هدوئه بأفضل صورة ممكنة.
بعد كل شيء هو القائد, وقلقه سوف يضاعف فرص الفشل في صد الخطر المجهول.
الشخص الذي أمسك به كان شابًا لم يصل إلى العشرين من عمره بعد, بشعر بني قصير للغاية وعين سوداء,كانت النظرة الهادئة على وجهه غريبة بالنظر إلى الحركة المحيطة.
"ماذا يحدث؟" أعاد دونالد الجملة, ربما لم يسمع الفتى من المره الأولى بسبب الضجه العالية.
كانت السفينه تتقلب يمينًا ويسارًا بشكل غريب, كما لو كانت لعبة من نوع ما, بدا الأمر سيئًا.
"هناك موجات قادمة من جزيرة بعيدة, قال كيليان انها بسبب قتال بين أشخاص أقوياء"
"بحق الخالق.."
ترك دونالد الفتى ليذهب وتحرك سريعًا نحو دفة السفينة ليعرف الأمور بشكل أوضح, أي نوع من القوة تستطيع التأثير على البحر بهذا الشكل؟
بما أنه كان عند الرتبه -B تقريبًا, فقد ادرك أن حتى المصنفين بالرتبة A+ بالكاد يستطيعون احداث تموجات في مثل هذا البحر, وهذا أن ركزوا كل قوتهم عليه.
ترك الفتى ليذهب وأندفع ليلتقي بباقي الأعضاء المسؤولين عن نظام السفينة.
سرعان ما وصل دونالد إلى الدفة حيث أجتمع العديد من الأشخاص الخبراء, سلموا أوامرهم عبر أجهزة الأتصال وكان القلق على وجوههم يخف ببطء.
"لقد تحسن الوضع مع ابتعادنا عن الموقع تدريجيًا, لن نواجه خطر الغرق على الأقل.."
تحدث أحد كبار السن الخبراء, وسقطت أجساد باقي أعضاء الطاقم المرهقين على أرضية السفينة الخشبية.
أرتفعت صدورهم صعودًا وهبوطًا, كان الأغلب في هذه الغرفه يبلغون سن كبيرة وفقط قله منهم كانوا مستيقظين.
مثل هذا الحدث... لقد أنهكهم بالكامل, في الغرفة بأكملها فقط كيليان كان لا يزال يحمل تعبيرًا ثقيلًا.
"لم ينتهي الأمر بعد.."