الفصل 57: الماضي 3

45 7 0
                                    


صرخت بصوت عالي وحاولت أن أكسر الكرسي بكل قوتي, ولكني لم أستطع.

أرتدى والديّ وأختي الصغيرة ملابس بيضاء, ولكني رأيت شيء بلون مختلف لأول مرة منذ أيام طويلة أو ربما أسابيع... الأحمر!

أزداد ندمي كثيرًا, تسارع عقلي بحثًا عن أي حل, حتى لو عنى ذلك أن أضحي بنفسي, ولكن لا فائدة.

"أنت مجرم! كيف يمكنك أن تفعل هذا بي! بعد كل ما ضحيت به من أجلك!" تحدث أبي بنبرة صوت باكية لا أزال أتذكرها إلى هذا اليوم.

ولكن ما تذكرته أكثر من ذلك كان تعابير وجهه حين قال تلك الجملة, متقززًا تمامًا كما لو أنه يرى حشرة مقرفه أمامه, من الواضح أنه تخلى عني كأبن له بالفعل.

تحقق وقتها أكثر ما كنت أخاف منه, أكثر حتى من موتي بشكل شنيع, أو أن تُمسك بي قوات الشرطة.

وكان ذلك: أن تعرف عائلتي ما فعلت..

توقفت عن الصراخ, توقفت دموعي وأصبحت أكثر هدوء.

عثرت على حل بالفعل, ولكني ترددت بأستخدامه.

تطلب الأمر وجود شخص آخر غيري لفعله, لذلك لم أقم به من قبل, ولكني أستطيع الآن.

بفعل ذلك.. أستطيع إنقاذ عائلتي والخروج من هنا بسهولة.. ولكني لم أفعل.

لماذا؟ السبب بسيط.

عرفت أني حتى لو حللت الأمر بطريقة ما, فلن أنجح أبدًا في شفاء جروح عائلتي النفسية مرة أخرى.

لن يقبلني والدي أبدًا, سوف تكرهني أمي وترفضني أختي.

لم أرد ذلك, خشيت أن يتحقق ذلك كثيرًا... أكثر حتى من أن تموت عائلتي في ذلك المكان وتلك اللحظة...

نعم... لتلك الدرجة كنت مُنحطًا, رفضت أستخدام تلك المهارة بسبب خوف تافه من أن يكرهني أبي أكثر, وبسبب الكبرياء الغبي لطفل في سن المراهقة.

لم أسامح نفسي على ما حدث في تلك الليلة أبدًا, والندم لم يغادر عقلي منذ ذلك الوقت...

راقبت تعابيرهم وكلماتهم الأخيرة أثناء تعرضهم للطعن بأستمرار أمامي, وحتى أختي الصغيرة.

ومن المثير للسخرية أني بدأت أشعر بالندم في لحظة وفاتهم جميعًا, زادت الدموع التي تدفقت من عيني ولم تتوقف لساعات.

غادر الرجال ذوي الأقنعة بعدها, وتركوني في تلك الغرفة مع جثث عائلتي ملقاه أمامي, تم أغلاق الباب الوحيد المؤدي للخارج بالأسمنت المعزز.

توقفت حياتي هناك, وتبلدت أفكاري.

بقيت هناك لأيام أخرى, أكلني الجوع والعطش كثيرًا, ولكني لم أهتم على الأطلاق.

نمت لحية كثيفة لي بالفعل لأول مرة في حياتي, وبدوت مشردًا من نوع ما, ولكني لم أهتم.

كنت أهتم بصورتي أكثر من أي شيء آخر سابقًا, ولكن ذلك كان آخر ما أهتممت به في تلك اللحظة.

ومن المثير للسخرية مرة أخرى أني لم أمت, حتى مع جميع الخطايا التي تراكمت علي.

أقتحمت قوات عائلة ستارهولد المكان في اليوم الذي كنت سأنهار فيه تمامًا بلا عودة.

أخذوني إلى مكان آمن, أعطوني الطعام وقصوا شعري.

تأكدوا من علاجي بشكل جيد, ووفروا لي أفضل طرق الراحة التي يمكن للشخص أن يتخيلها على الأطلاق.

بدأت أشفى بعد عدة أشهر, تُبت عن أخطائي بالفعل وكنت جاهزًا للإعتراف بكل ما فعلت والتكفير عن أخطائي في السجن لمدى الحياة.

كان ذلك هو ثاني أسوء يوم في حياتي يعد يوم مقتل عائلتي, أدركت كل شيء حينها...

قابلت امرأة تسمى لوانا, زوجة رئيس عشيرة ستارهولد المهيب, وعرضت علي طريقة أفضل للتكفير عن ذنوبي.

خدعتني بالطبع وأجبرتني على توقيع عقد عبودية, وأستقرت حياتي كعبد لعائلة ستارهولد الملكية منذ ذلك الوقت.

عدت إلى كوني قاتلًا, ولكن هذه المرة أصبح الأمر راقي أكثر.

قبلني الناس ولم تلاحقني قوات القانون, عاملني الجميع كما لو أني فارس مُشرف.

بدلًا من قاتل مكروه, أصبحت قاتل محبوب.

تغير وضعي في المجتمع كثيرًا, ولكن جوهري لم يفعل على الأطلاق.. بقيت قاتلًا وظننت أني سأبقى كذلك حتى يوم مماتي...

والأسوء هو الشخص الذي عملت من أجله... لوانا المرأة التي تسببت في تدهور حياتي من الأساس.

تتبعت مواهب جميع الأطفال بأستمرار, عرفت عني وعن مهارة الوراثة الخاصة بي بشكل ما.

هي من طردت والدي من عمله أساسًا, ومن أستدرجني بأساليب مجهولة للعمل في ذلك المتجر بالتحديد.

عمل ذلك الوسيط لها, وكان ينفذ كل ما تقوله بالحرف الواحد.

تلك الفرقة من القاتلة كانوا أتباعها أيضًا, وأنقلابي كان مخططًا له...

قضيت ست سنوات أرقص في راحة يدها, تلاعبت بي مثل الغبي دون أي تحفظ, وجعلت طفلًا يفعل كل ذلك.

وبسبب العقد الذي وقعته, عجزت أن أفكر بها بطريقة عدوانية حتى! ناهيك عن الأنتقام!

كل ذلك لكي أستخدم مهارة الوراثة الخاصة بي على أبنها: "داريان" لكي يصبح أقوى, ويفوز في لعبة الوراثة التي لم يكن موفقًا فيها.

قبل عدة أشهر من الوقت الحاضر, أدركت ديانا أني لن أستخدم مهارتي على ابنها ابدا مهما فعلت لي.

كانت تلك هي طريقتي للانتقام منها, ولم يكن بمقدورها فعل أي شيء حيال ذلك.

قررت أن تضحي بي بمهمة انتحارية في النهاية, قتال مُصنف في الرتبة SS, وأنتهى بي الأمر في هذه الجزيرة مع كاسيان ستارهولد.

منافس داريان ستارهولد في لعبة الوراثة...

وجهة نظر الصانعWhere stories live. Discover now