Protagonist | بطل الرواية

Da Yafamethyst

398K 16.8K 14.2K

لم أكن يومًا فتاةً تمتلك نظرة عادية ..لطالما آمنت بفكرة أن العالم أكبر مما نتخيل وأن داخل كل شخص فينا عالم آخ... Altro

•مقدمة•
Part 01 : قِلاع النبيذ
Part 02 : خريطة برشلونة
Part 03 : زحل يَلتهم إبنه
Part 04 : نركسيس يُقبّل إنعكاسه
Part 05 : لُمِسَ كعبُ آخيل
Part 07 : ثمانية و نصف
Part 08 : بوابة الخَطايا السبع
Part 09 : بين المَجرات
Part 10 : أحفادُ الأساطير
Part 11 : عبر عدسةِ إكستَاسي
Part 12 : البحثُ عن هايد
Part 13 : داخل بتلاتِ بانْسِيه
Part 14 : منجلُ المَلك
Part 15 : هز أطلسٌ كَتفيه
Part 16 : حواس الذِئاب
Part 17 : جوف عقلِ فان غوخ
Part 18 : طبقات التِيراميسو
Part 19 : فكُ شيفرة الأفعوانية
Part 20 : من الخِنصر إلى المعدة
Part 21 : جُثة أم حلوى؟
Part 22 : مغادرة القِلاع
Part 23 : سميرالدو أسفلَ البركان
Part 24 : حرشفة ذيلِ حورية
Part 25 : الممر الثامن للإليسيُوم
Part 26 : تحت لِحاف نيفيكاري
Part 27 : سليلة لا مُورتي نِيرا
Part 28 : الصفحة الأولى: تَنبيه
Part 29 : أين تُدفن الجثَث؟

Part 06 : هوسُ إيروس

11.7K 629 556
Da Yafamethyst

" kiss me before you go"

______________________________

"Real Iglesia Parroquial de Santiago y San Juan Bautista" Madrid

"يوم الزفاف"
______

"تبا لك دومينيك"

"تجرحين مشاعري يا فتاة ..ثم ما أسلوب الحديث هذا مع زوجك؟"

"أنت لست زوجي اللعين بعد"

"لماذا؟؟ أستحلقين مغادرة الكنيسة قبل ان يتلو القس عهود الزواج؟ كلها دقائق وتصبحين زوجتي أمام الحضور جميعا وسأقبلك أمامهم أيضا"

"لن تفعلها"

"بلا ..سآخذ عقلك بقبلة زواح مثيرة الآن "

"بحق الجحيم السابع أنت لن تصل لهذا المستوى من الحقارة؟"

"إلهي! أتضعين مستويات للحقارة؟ كمستويات ألعاب الفيديو؟ ستتزوجين سيد اللعبة إذا "

"ضاجع نفسك دومينيك"

"لماذا؟ أين ستنامين أنتِ الليلة؟"

قهقهت مرجعة رأسها للخلف وسط ذهول الجميع بعدما حل الصمت في أرجاء الكنيسة كل ما يسمع هو صوت ضحكاتها..

ما جعل الحضور يلتلفتون لبعضهم البعض يتبادلون نظرات الإستغراب كون هذا بالنسبة لهم تصرف غير لائق ليس لأنهم وسط الكنيسة فقط ..

بل لأنه صادر من العروس نفسها التي من المفترض أن تكون في قمة تأثرها في يوم حساس وخاص كهذا.. كان الهمس و التمتمات تعلو شيئا فشيئا وحدهم من كانوا في عالم موازي هم عائلة كاستيلو ..

كان كل من رونيا و خوان يتبادلان نظرات مظلمة غير آبهين بما يجري حولهم حتى أنهم لم يلتفتوا عندما دوى صوت هيتايرا كجرس الكنيسة...وكأنهم متقابلين وسط أرض خالية من البشر..

أجل لم يكن خوسيه من يُكن حقدًا للعائلة ...بل رونيا كاستيلو الجالسة في المقاعدة الأولى المخصصة لأهل هيتايرا..

أما فرناندو لم يتجرأ على الدخول لمكان مقدس كهذا لأن بعض خرافات مانويل تقول أن من وطأت قدمه الكنيسة وهو آثم قبلها بيوم سيعاقبه الرب بحرمانه أكثر الأشياء تعلقا بها ..والآخر كان جبانا منذ طفولته بداية من خوفه من فقدان إحدى شاحناته الصغيرة لخوفه الآن من فقدان قدرته على العزف والتأثير..


على النساء طبعا..

وبالحديث عن النساء كانت كاثرين في آخر صف بجانب الباب المفتوح على مصراعيه تمشط سيقان لوسيا القابعة بجانبها على الجهة الاخرى ..لم يكن تحديقها إعجابا بطول سيقانها وإنما فضول ناحية أفراد هذه العائلة.. هل من الطبيعي الدخول إلى الكنيسة بهكذا فستان؟ كان هذا كل ما يدور داخل عقلها ..

عذرا لم يكن كل شيء ..إن إستثنينا تفكيرها في فطيرة مربى التفاح منذ جلوسها..

وسط كنيسة تعلوها زخارف ورسوم زادتها رهبة ..بتاريخها العريق ذاك ..بفستان أبيض طويل ذو فتحة وسط صدرها تصل لنصف بطنها وشعر مرفوع بغرة ..وقفت هيتايرا تقابل دومينيك يتبادلان أطراف الحديث وكأنهما يتغازلان..

لكنها في الحقيقة كانت تكمل آخر جملة إستهزاء تمسح الدموع العالقة أسفل رمشها بينما تنظر للقس المصدوم من الحديث الذي دار أمامه الآن ..الذي لو لم يكن همسا منهم لسمعه كل الحضور لكن وحده القس سيء الحظ اليوم ..

" طهرنا من الخطايا قبل الزواج لعل الفاسق أمامي يختفي ..لا أجد تفسيرا آخر لتصرفاته سوى أنه شيطان "

"شيطان وسيم يجيد التقبيل وهذا ما ستكتشفيه الآن"

" أقسم لك إن تجرأت وإقتربت مني إنشًا واحد لن تسمع كلمة أبي أبدا"

" لا بأس.. لا أحب الأطفال"

قالها يغمزها في نهاية حديثه الذي قطعه القسيس للمرة الثالثة بتعب بادٍ على ملامحه..

لذا وأثناء تأكده من صمتهما بدأ يتحدث يتلو عهود الزواج لينتبه الحضور ..

قاطعه دومينيك الذي شقت إبتسامة وجهه ما إن لمح الواقف أمام الباب :

" لحظة من فضلك.. ذلك أخي ..أغوست"

إلتفت الجميع للخلف حتى هيتايرا التي إستدارت برأسها تنظر للجسد الذي غطى مصدر الضوء القادم من الباب..

الأخ الثاني للعائلة ..المسير لأغلب أعمالها ..

كان أغوستينو ميندوزا يسير نحو الداخل ببذلته السوداء تماما ..بنظارات تحجب أعينه يضع كلتا يديه داخل جيوبه...
رجل ببنية ضخمة و شعر أسود قاتم ..

خطواته هادئة كالهدوء الغريب الذي إحتل فضاء الكنيسة ..

منذ أن وضع خطوته الأولى توقفت الوشوشات وصوبت الأعين نحوه..

بينما كاثرين قد وجدت ما هو ألذ من فطيرة مربى التفاح وأجمل من ذوق الفانيليا ..ما إن مر بجانبها ولفحتها رائحة عطره تكاد تقسم أن قلبها خفق قليلا داخلها..

حسنا ربما ليس قليلا.. بل خفق بعنف ..

بسبب الهرمونات طبعا ..

بحق الرب نتحدث هنا عن إمرأة حامل...

أومأ أغوستينو برأسه لخوسيه الجالس بجانب رونيا التي إسودت أعينها أكثر ما إن رأته..

بينما تموقع بجانب والده في الصف الأول في الكرسي الأول يقابل دومينيك والتي بجانبه ..

تلك التي أحست به ينثر هيبته دون أن يبذل جهدا في هذا ..كان ظلا أسودا ذا وقار.. حتى طريقة جلوسه بدت ذات ثقل وكأنه يفرض نفسه دون أن ينبس بكلمة..

نظرت إليه ثم إلى نظاراته التي لم يكلف نفسه عناء نزعها ..ثم إلى دومينيك وفرحته الغريبة بوجود أخيه المتعجرف..

" هل جميعكم بلا أخلاق؟ إبنة عمتك بملابس فاضحة داخل الكنيسة وأخاك بنظارات سوداء وأنت..."

قالتها تنظر لإتساع إبتسامته :

"وسيم حد اللعنة" قالها يرفع حاجبيه بمكر..

دحرجت أعينها بملل تستمع للقس بينهما ...

..........

تلا كل منهما عهود زواجه ..المزيفة ..التي لم تحمل أية مصداقية ..

ليعلن القس زواجهما أمام الحضور ..وتحت صدمة هيتايرا وغصتها لإستيعابها حجم الكارثة .. مثلما كانت خيبة أملها ..كانت وحدها من أحست بأن نظرات شقيقه هناك تخترقها حتى تحت النظارات..

______________

" قصر غوستافيو "

في قلب القصر حيث وقفت روزاليا وسط القاعة الكبرى للحفلات تتحدث مع إحدى المشرفات على الخدم ..تملي عليها أفعالها و تشير نحو الكراسي والساحة الكبرى المخصصة للرقص ..

نظرت نحو أحد الندل مشيرة إليه سرعان ما وقف بجانبها توجه إليه أوامرها :

" الجميع قد وصل الآن ..أخبرهم بوضع ألواح الجبن والمقبلات ..
كل نوعية جبن ضع أمامها نوع النبيذ الذي دونته لكم سابقا..

- الجبن الفرنسي بجانب نبيذ شاردونيه الأبيض تأكد أن يكون خالٍ من الكحول تماما..

- الجبن الأحمر تقابله زجاجة من الميرلوت ..

- جبن الشيدر الأبيض مع نبيذ كابيرنت ساوفيجنون

-البارميزان مع نبيذ كيانتي.. و ضع النوع الإيطالي

- وتأكد من توزيع زجاجات نبيذنا Gustavión لسنة 1990 وسط كل الطاولات كما يجب ..

أريد من كؤوس الشامبانيا على جنب مع كؤوس الماء ذات العنق العالي ..

أما كؤوس brandy snifter فضعها بجانب زجاجات النبيذ الأبيض..

وتلك الجهة هناك ..قل لنادلين من الداخل أن يقفا بجانب كل طاولة ..لا أريد أماكن فارغة ولا أريد ملامح غير راضية ..مفهوم؟ "

قالتها بجدية وهي تتفحص لائحة المعازيم ..أومئ لها الرجل إيجابا وإنصرف لتأدية ما أمِر به ..

_________________

"هل رأيتِ فرناندو؟ " سألت هيتايرا كاثرين الجالسة أمامها على الأريكة وسط جناحها في قصر غوستافيو..

بعد وصولهما من الكنيسة تُركت مع أختها لتغيير فستانها الأبيض لآخر خاص بالأمسية التي لازالت على مشارفها..

"لن يحضر...لن يستطيع النظر داخل عينيكِ وأنتِ تتزوجين قسرًا ..جبان"

قالتها وهي تقضم من كعك ما بمربى التوت ..منذ بداية حملها و وحمها محصور على المربى ..لم تشتهي الفواكه الطازجة بل المربى تحديدا ..لسبب لا تعرفه .. أو ربما لم تربطه بتلك الليلة..

رمقتها بإبتسامة جانبية وهي تضيق أعينها و أردفت بسخرية :

" على الأقل فرناندو الجبان لم يرمي قنبلة وسط طاولة العشاء قبل أسبوع "

" ماذا؟ على الأقل كنت صريحة معكم "

" أيتها الساقطة هل قول بأنكِ حامل بدون مقدمات هو مفهوم الصراحة عندكِ؟ "

" أنا ومانويل لسنا جبناء ..صارحناكم كعائلة قلت ما عندي وقال ما عنده وكل شيء يمشي بسلام الآن"

" نعم لستما جبناء في المواضيع اللعينة كهذه.. لكنكِ تخفين عنهم أنكِ راقصة باليه خوفا من خوسيه .. ومانويل يخفي شخصيته الحقيقية وراء نرجسيته.. لكن عندما يتعلق الأمر بمواعدته لعارضة الأزياء توفانا أو حملك و أنت في العشرين من عمرك من رجل عشوائي كان كل شيء سلسا بالنسبة لكما "

بزقت كلماتها تفك أقراطها بعصبية ..في حين الأخرى مدت قدميها على الطاولة تكشف أكثر عن سيقانها ... فستان أبيض قصير من الحرير بأكمام تسقط على ذراعيها من فوق ..

لسبب ما كانت أكثر جمالا ..بشعرها الأشقر ولمعان أعينها ..ربما كان الحمل أو فقط لكون الكعك كان شهيا ..

بإبتسامة فخر رُسمت على شفتيها تذكرت كيف واجهت والدها لأول مرة بموضوع كبير كهذا..

كاثرين التي لم تستطع الوقوف أمامه لإبداء حبها للباليه ،وضعت خبر حملها وسط العشاء العائلي تنظر لردود أفعالهم .. وكأنها تلت عليهم صلاة الشكر على نِعم وعطايا الرب و إنتظرت سماع 'آمين' في النهاية ..

منذ تلك الليلة في برشلونة ،كاثرين تمردت..

Flashback

"أنا حامل "

قالتها كاثرين بهدوء وهي تنظر لعائلتها الملتفة حول الطاولة التي ترأسها خوسيه..

كانت رونيا بجانبه ومانويل يقابل هيتايرا المجاورة لكاثرين..

شرقت والدتها تضرب على صدرها بينما مانويل توقفت الشوكة التي يحملها في الهواء قرب فمه ينظر إلى وجهها لعله يلمح شيئا يدل على السخرية ..

فقط خوسيه من كان هادئ ينظر صوبها ببرود لكن كاثرين قد شعرت بحرارة أعينه تلسع جسدها..

" ممن؟"

كلمة واحدة خرجت من فمه كسرت الصدمة التي إعتلت وجوههم ..لم ينفعل ..لم يسأل كيف..

بحق الرب هي لن تشرح له ما حدث حرفيا مع ثور إسباني..

لكن من بين كل تلك الأسئلة كان هذا ما خرج منه ..

" لا أعرف "

" هل أنتِ عاهرة كي لا تعرفي والد طفلك" قالها بهدوء عكس يده التي صفعت الطاولة بقوة ..

" هل كل من تحمل طفلاً من رجل لا تعرفه تصنف عاهرة؟ كجدتي مثلا؟" أردفت بصوت تخللته نبرة تحدي..

" كاثرين"

"كاثرين ! "

خرج صوت مانويل و رونيا في آن واحد بنبرة تحذير كي لا تتمادى ..

خوسيه إبن المغنية الشابة راميرا التي أقامت علاقة مع والده دون أن تعرف عنه شيئًا ..وبعد إكتشاف حملها بحثت عنه لأشهر حتى قابلها مرة أخرى صدفة..

لذا عند تأكده أن الطفل إبنه تزوجها معلنًا بذلك قدوم وريث له و هو في سن الثلاثين..

رُزقت بخوسيه ..لتلد بعده أليخاندرو هيو الذي سُمي تيمنا على جدهم الأكبر ثم مانويل أصغر أولادها ..

" لقد ثملت في برشلونة قبل أسابيع ..لا أتذكر أية تفاصيل أخرى "

قالتها بثبات وهدوء وكأنها تخبرهم عن لون فستانها الذي تخطط لإرتدائه في زفاف أختها..

قدم رونيا كانت تتحرك بعصبية بينما تمسك رأسها بين يديها..

أما مانويل فنظف حلقه بالماء ينظر إليها بنوع من تأنيب الضمير بسبب إشتراكه في الجرم و ذلك بالتستر على غيابها والذهاب لمقاطعة أخرى ..

"سنتحدث في هذا لاحقًا ..لنجد حلا ما "

خرج صوت رونيا برجفة واضحة ،كونها ستخسر إبنة أخرى عدى هيتايرا التي ستتزوج من آل غوستافيو..

هي لم تعلم أن حفيدها هو أحد تلك البذور اللعينة التي زُرعت داخل رحم إبنتها ..

وليكسر مانويل مبارزة التحديق القائمة بين خوسيه وإبنته تحدث يرمي قنبلة أخرى :

" أنا أيضا لدي شيء يخصني أريد إعلانه .. أنا أواعد توفانا ريفيرا "

" ماذا !!! " كان القائل كاثرين سرعان ما أكملت :

" لقد أخبرتني أنها مجرد قبلة "

" وأنتِ لحد الساعة لم تخبريني سبب وجودك أمام شركتي ذلك اليوم.. أكان هذا السبب ؟ حملك؟ "

" لا لقد علمت بعدها فقط ..كنت سأخبرك بأنني ثملت في برشلونة "

كانا يتناقشان وكأنهما لم يرمي كل واحد منهما خبرًا يرفع الضغط أكثر من الآخر ..

إكتفى خوسيه بدفع كرسيه يسقطه للمغادرة... ربما للشرب أو تكسير شيئا ما ذا قيمة داخل القصر ..

كقلب زوجته ككل مرة مثلا..

أما هيتايرا فسحبت أختها لإستجوابها بهدوء لوحدهما ..
وحده مانويل من أكمل عشائه يفكر في توفانا التي لم يراها منذ تلك القبلة..

القبلة التي خطف عقلها بها.. أو على الأقل هذا ما فكر به..

الذي كان يجهله مانويل حينها هو أنه وسط تمثيلية مواعدة مع توفانا خاطفة الأنفاس..

حرفيا كانت كذلك ..

End of the flashback

" هل صرختِ عليّ الآن؟"

دحرجت الأخرى أعينها بضجر تحاول فتح سحاب فستانها ..

"تبا لهرموناتك كاثرين ..حركي مؤخرتك وأنهضي لمساعدتي ..لقد أخبرت الخادمة أن تغادر فقط لكونكِ هنا .."

" ألستِ سعيدة؟ ستصبحين خالة لعينة الآن؟"

قالتها تتجه إليها نحو المرآة الكبرى في ركن الغرفة..

" بلى سعيدة.. ليكن في علمك.. أنا لم أقتنع بفكرة أنك لا تعرفين عنه شيئا"

" لقد قلت لكِ سابقا ..طوال أسبوع أنتِ و أمي تكرران نفس الأسئلة الغبية .. لما قد أخبئ الرجل اللعين الذي تركني حاملا ؟ كنت ثملة "

" أحقا؟ وهل رأيتي فتاة ثملة تتذكر وشم التنين على ظهره الواسع ..وماذا أيضا؟

أجل رائحته الرجولية وبحة صوته ولون عين.."

" بحق الجحيم هيتايرا توقفي ..تعرفين أن الحامل تصبح حساسة في هذه المواضيع و ما إلى ذلك ..لا أريد أن أتأثر الآن"

صرخت بدرامية كأنها تكبح بكائها..

حركت الأخرى حاجبيها تراقب تقضيبة جبينها وأردفت بمكر واضح :

" يبدو أن هنالك شخص ما واقع لثور وسيم"

" توقفي... ثم هل ستجعلانني أندم أنتِ و مانو لأنني وصفته لكما ؟"

" بالمناسبة لم أكتفي بمواصفاته .. في النهاية أنا لست مانويل ..أنا أختك تستطيعين إخباري .. تعرفين ...

يجب أن أعرف تفاصيلا أخرى أكثر عن ....." أردفت تغمزها بنظرات لعوبة ..

" حتى مانويل قال نفس الشيء بالمناسبة "

"اللعين.. " ما إن نبست بها حتى رمت الفستان جانبا لتبقى في ملابسها الداخلية البيضاء تحمل الفستان الآخر ..

غيرت كاثرين كفة الموضوع لأخرى ليس لها علاقة بالثور الإسباني ..فحرارة الغرفة قد زادت ..

" هل رأيتِ كتلة الإثارة السوداء تلك؟ التي دخلت سابقا للكنيسة؟ إلهي ..عائلة غوستافيو يتوارثون الوسامة المأخوذة من قعر الجحيم ..فهذا ليس طبيعيا بالمرة أن يستحوذ على كياني بخطواته فقط "

قالتها وهي تعيد وضع أحمر شفاهها بجانب أختها التي حركت رأسها بعدم تصديق ..

" أنظري إلى إسمه اللعين ..أغوست ..تباا !! "

"توقفي حبا بالرب مجرد سماع سيرتهم اللعينة تجعل دمي يفور قرفا"


" أغوستينو ميندوزا ...

كيف يمكن للمرء أن يصمد أمام رجل بتلك الوسامة بحق الرب ...ثم هل رأيتِ وشومه الظاهرة على يديه؟ إلهي قلبي يخفق ..أردت تجريده من ملابسه لإكتشاف المجهول ..أقصد رؤية الوشوم الأخرى..

تبا ما الذي أتفوه به؟..

إنه الحمل أنا لا أفعل هذا عادةً..

أحيانا ..."

كان صوتها يبدو مشوشا عند هيتايرا التي علقت عند مكان واحد.. عند كلمة واحدة ..

عند إسمه فقط ..أغوستينو ميندوزا ..

خفق قلبها بضربات قوية تكاد تُسمع خارجا ..هوى جسدها على السرير خلفها ..

ولمعت أعينها العسلية لمعة قد زارتها قبل أربع سنوات مضت..

أرادت سؤال كاثرين قبل خروجها ..كانت تريد التأكد أنها لم تفقد عقلها وإن الإسم الذي ذُكر كان إسمه ..

أرادت فعل الكثير لكن عُقد لسانها وتصلب ظهرها ..لمست خصرها أين ذلك الوشم ..

الوشم الذي لم يبصر النور أبدًا ..تنهدت تدلك قلبها بينما يدها الأخرى رفعتها تمسح على أعينها بتعب ..

" لقد عاد "

__________________

في أحد جوانب القاعة أين وقف مانويل بجانب توفانا التي كان سبب حضورها هو وجود بعض الصحافة لتضمن رصدهم إياها بجانب محامي عائلة كاستيلو كتأكيد خبر إرتباطهما منذ أسبوع ..

منذ دخولها تتأبط ذراعه لغاية وقوفهما الآن و جل ما يدور بينهما من أحاديث هو نصائح مانويل لها لكيفية إبراز مفاتنها لأنها تفتقر لهذا ...حسب قوله ..

"كالعادة..أخطف الأضواء "

" أنتِ؟ لا أرغب بالضحك الآن توفانا ..بالكاد تلمعين بجانبي "

"الرحمة ..هل تظن أن الأنظار الموجهة نحونا الآن هي نظرات إعجاب بك أنت؟"

"بالطبع.."

كانا على نفس الحال منذ ساعة ..وحده من كان يعاني هو فابيو الذي توجه يلعن تحت أنفاسه نحو طاولة المشروبات ..

______________

.وقفت كاثرين أسفل السلالم المتفرقة على الجهتين بجانب والدتها التي تفحصتها من رأسها حتى أخمص قدميها ..

رونيا لم تكن يوما أمًا مستهترة حتى وإن لم تبدي إهتماما كبيرا لأبنائها ..

لذا الآن لم تكن غريزة أمومة فحسب بل كانت لبؤة كاستيلو التي تحاول حماية عائلتها داخلة عرين الذئاب ..أبناء الإيطالية ماريانا ميندوزا..

نظرت كاثرين للوسيا التي قابلتها في الحديقة الفارغة وهي تلعب مع فاليريان ..كانا كأطفال تم نفيهم خارجا كي لا يُعكرا صفو البالغين وسط الزفاف ..

أما فابيو كان يضع شيئا ما داخل شامبانيا مانويل و هو يقابل بظهره ..

ثم توفانا النسخة الأخرى من عمها ..كانت تصفف شعرها على إنعكاسها في كأس النبيذ الأحمر وقد راقب مانويل حركتها تلك بشرود كأنها ديجافو ...

عضت كاثرين شفتها تكبح خروج ضحكتها على فابيو الذي لم يكتفي بحبة واحد بل وضع إثنتان ينتظر تحللهما داخل المشروب ..

......

في الجهة الأخرى أين خبأ فابيو العلبة الصغيرة داخل جيب بذلته ورسم إشارة الصليب... يتمتم بخبث :

" لنرى كم ستصمد أمامها سيد مانويل لا يُقهر "

أجل ..مثلما فكرتم..

كان يلعب بإعدادات المحامي النرجسي الذي أهان إبنة عمته توفانا الفاتنة ..

" تريد أن تتسلى؟ ..لنرفع حرارتك إذا عزيزي"

قالها يقهقه يحمل كأسيّ الشامبانيا من الطاولة المستطيلة على الجانب أين وُضعت المشروبات والمقبلات تحت إشراف روزاليا سابقا ..

قهقهته جعلت من أغوستينو يوجه أنظاره إليه بحاجب مرفوع يراقب تحركاته..

ذلك الذي وقف بوقار وسط مجموعة من رجال الأعمال والشخصيات ذات المناصب العليا في إسبانيا...

يقف بشموخ بيد داخل جيبه والأخرى يحمل بها كأسه ..

وجه نظره لوالده خوان الجالس على الطاولة الخاصة بعائلة كاستيلو مع خوسيه يتحدثان في شيء ما ..

في حين تمركز خلفهما مباشرة دومينيك الذي بدى كأنه ينتظر قدوم شخص ما ..يتفحص ساعته تارة ثم مدخل الباب تارة أخرى ..

ثم نقل بصره في هدوء نحو كاثرين التي توجهت رفقة والدتها نحو عائلتها.. ثم لعمته روزاليا التي كانت ترقص مع أحد رجال عائلتهم ..

لذا وبهدوء إستدار مرة أخرى لجهة مانويل بالتحديد جانبه الأيمن ..لمكان واحد .. ما إن وقع بصره عليه حتى إرتفع جانب شفته بشبح إبتسامة تكاد لا ترى ..

نحو واحدة لا غير توفانا إستيباليز ريفيرا..

التي كانت تنظر إليه بدورها طوال تلك المدة ..

لذا بادلته الإبتسامة هي الأخرى ترفع له كأسها أمام وجهها كنخب..بينما رد النخب بإيماءة خفيفة يرجع سوداويتيه نحو الرجال أمامه ..

لم تكن علاقة مدير أعمال إسباني وعارضة أزياء معروفة..

كانت أعمق وأكثر ظلاما من هذا ..

......

كانت أصوات الموسيقى تصل للحديقة أين وقف فاليريان يراقص لوسيا التي كانت تضحك كالأطفال بسبب ملامسته مواضعها الحساسة عند تأديتهما للرقصة..

لوسيا الفتاة الجامحة تصبح كالقطة الأليفة أمام صديقها اللطيف فالي ..أو هذا ما ظنته هي على الأقل ..

لذا وسط إبتسامته وعند لمحه دخول السيارة السوداء المعتمة الخاصة برئيسه ..إستقام يهيئ نفسه يرمي لوسيا جانبا ...

بينما في الجهة الأخرى حيث جلست كاثرين تنفخ بضجر تحرك القناع الموضوع أمامها..بجانب جوانا زوجة أكبر أبناء غوستافيو ..على الطاولة التي جمعت العائلتين عدى توفانا و أغوستينو اللذان إختفيا فجأة..

كان الجميع يرتدي أقنعة على إستعداد لرقصة التانغو الخاصة بعادات آل غوستافيو كونهم من لاريوخا ..

لكن ولسبب عدم تواجد هيتايرا لحد الآن كان الجميع في إنتظارها عدى دومينيك الذي من ضمن التقليد الخاص بهم هو تواريه عن الأنظار حتى حضور زوجته..

لذا و من اللامكان و كأن الكون قد سمع دعوات كاثرين الضجرة ..تحدث خوان بنبرة تخللتها ملامح السعادة وهو يوجه بصره نحو الباب الخاص بالقاعة :

"أخيرا .. ها قد آتى آرون .."

بينما رفع الجميع أنظارهم صوب المدخل شتمت كاثرين بصوت عالٍ جعل من الأنظار تُوجَه نحوها هي هذه المرة..

" تبا للعنة بحق ال##$$#** !"

" لسانك ..كاثرين!"

قالتها رونيا تقرصها عند فخذها كتوبيخ على الشتيمة التي أطلقتها وسطهم.. تلفتت على كِلا الجهتين تتأكد أن لا أحد سمع إبنتها ..

إبنتها التي كانت تلعن في سرها تنظر إليه ..

كان آرون غوستافيو يسير ببذلته السوداء بهدوء يضع أيديه داخل جيوب سرواله بثقة يسير وسط الحضور أين إكتفى بالإيماء للبعض.. والوقوف لمصافحة البعض الآخر ..

لذا وسط ترحيبه تقدم نحو طاولتهم يتعمد عدم النظر إليها كونه لمحها عند دخوله ..

إستقامت جوانا لترحب بزوجها بإبتسامة مشرقة زائفة تحاوط ظهره وتقبله أمامها مقابلة إياها بظهرها..

أما هو فعند تلك اللحظة وهو يبادلها القبلة السطحية رفع أعينه لأعين كاثرين المتلألئة ..قضب جبينه وإبتعد بهدوء عن زوجته يرمقها بنظرات باردة..

هنا فقط إستوعبت كاثرين ما يحصل ..

" إنها زوجة الإبن الأكبر ... خافيير إبنها ... إنها إبنة العائلة الأشهر في إسبانيا ...جوانا روسادو ... زوجته ...هو نفسه"

كانت تتحدث داخل عقلها بشرود وشفاه تحول لونها للأبيض ..شعرت بدوار و غصة تكونت داخل حلقها تمنع خروج الهواء من رئتيها ..

إنتصبت لتهرب بعيدا لكن قد فات الأوان لأن يده ذات الوشوم مُدت أمامها ..

" سينيورة كاثرين ..أليس كذلك؟"

قالها بهدوء بنبرة رجولية كادت أن توقف قلبها ..

كانت شاردت لثوانٍ في يده سرعان ما مدت خاصتها المرتجفة تصافحه دون أن ترفع بصرها إليه تحاول ألا تلفت الإنتباه نحوهما..

نظفت حلقها بحمحمة وأجابت تكبح إرتعاش صوتها :

" تشرفنا سيد غوستافيو "

"آرون فقط " قالها وهو يحرك إبهامه يلمس سطح يدها يتحسسها ..

سرت رعشة حول عنقها وثقلت أنفاسها بسبب قربه ،عطره ولمسته تلك..

" لا.. أفضل الرسمية سيدي "

سحبت يدها ثم نظرت لوالدتها التي ظنت لوهلة أنها تريد الإستفراغ .. هي أرادت هذا .. لكن لم يكن بسبب الحمل ..

بل أرادت أن تستفرغ قلبها ..

________________

وقفت بجانب فابيو تراقب ظهر آرون من بعيد ..وضعت رأسها على كتفه تحت صدمة الأخير :

" أرجوك فابيو إبق هكذا ..فقط قليلاً "

قالتها تكبح بكائها ..وإكتفى هو الآخر بتمرير يده يمسح على شعرها :

" أنت حامل ،يجب أن ترتاحي ... "

لم تستمع لنصائحه و لم تنتبه لآرون الذي إستدار يبحث عنها وسط الحضور ..

كررت كلمات روزاليا ..

"هذه زوجة آرون ..أول أبناء غوستافيو "

ترددت الكلمة داخل رأسها وزادت وتيرة تنفسها فجأة ..


" زوجته .. زوجته .. إنها زوجته ..لقد خان زوجته معي ..


" وهذا إبنها خافيير "

لصدمتها وضعت يدها بسرعة على بطنها وكأنها بذلك تغطي أذنيّ صغيرها تحاول منع تسرب الكلمات الجارحة إليه ،كي لا يعلم أن والدته قد جعلته ينمو داخل جوفها من رجل متزوج بإبنه ..

" إمتلأت أعينها بمياه ساخنة لاذعة جعلت من غصتها تكبر داخل حلقها .. نظرت للطفل ذو السبع سنوات ثم للإمرأة بجانبه في الركن المقابل لها ..

سيدة قصر بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. لم تكن بشعر بنفسجي ولا حلق داخل لسانها ..تكاد تجزم أنها لا تعرف أن للسان حلق أيضا..

لم تبدو مراهقة ثرثارة مثلها ..ولم تكن فتاة حمقاء قد أجبرته على اللعب معها ألعاب طفولية تلك الليلة..

يبدو أنه كان يساير حماقتها لا غير..
فالتي أمامها كانت راقية ..هيئتها وطريقة وقوفها ..

فاتنة بشعر أسود يغطي ظهرها ..وغمازة تماما كغمازته..كأنها خلقت من أجله..

كانت زوجته وأمًا لإبنه الوحيدة والشرعية..

تفحصتها ببطئ وإرتجاف داخل أوصالها ..أحست بالمرض ..بالعجز وبأعراض الحمى الأولى ..

تلك التي تصاحبها برودة في الأطراف و وجع خفيف داخل العظام..

أرادت الإختباء فقط ..هي لا تدري أن هروبها لم يكن من جوانا زوجته ولا ممن كانوا يتبادلون حديثهم أمامها فلا أحد منهم يعلم..

رفعت رأسها عن كتف فابيو ونظرت إليه ثم إقتربت بهمس وكلمات متقطعة لم يسمع نصف ماتفوهت به :

" سأذهب ... سأذهب للحمام .. أنا لست .. بخير"

بسرعة أمسك ذراعها يحاول إسنادها لكن الأخرى إكتفت بالنفي برأسها والمغادرة :

غادرت بخطى مستقيمة وبغصة لم تستطع كبحها أكثر لأنها سرعان ما لمحت باب الحمام حتى إنفجرت بالبكاء قبل وصولها ..

دخلت تهرول بسرعة وفقط حينما تأكدت من خلوه أغلقته وإرتمت أرضا تبكي بحرقة..

تبكي وجعا وأسفًا على حالها ..

كاثرين الشابة العشرينية التي كانت تمتلك أحلامًا لم تبني سقفا لها..خانها حبيبها مع أقرب صديقاتها وفقدت عذريتها مع رجل عشوائي وسط مدينة لا تعرفها .. والآن هي حامل بإبنه..

الذي سيصبح إبن الساقطة التي أغوت رجلا متزوجا يمتلك ولدا بالفعل ..

بكت بحرقة و بخيبة ..بكت وهي تضم قدميها لصدرها تطوقهما بذراعيها تحتضن نفسها لعلها تشعر ببعض الدفء والمواساة..

مر على حالها دقائق ثم نصف ساعة ..كانت تستند برأسها على الحائط بشرود ..بأنف وأعين محمرة وشهقة تردد صداها داخل فراغ الحمام المغلق..

خرجت من شرودها على دقات الباب من أحد الخدم الذي يبدو أنه أتى سابقا ولأن الباب بقي على حاله مدة أطول عاد ليتأكد من أن كل شيء بخير ..

بلعت ريقها لتنظف حلقها ثم إستندت على المغسلة تردف ببحة بكاء :

" المكان .. مشغول "

" عذرًا على الإزعاج "

جاء صوته خافتا موازاة مع إنصرافه تاركا إياها تحاول تنظيف آثار بكاءها ..

لملمت شظاياها التي تناثرت ،حملت هاتفها بينما وضعت يدها تتحسس بطنها بإبتسامة خيبة و تعب بادي على ملامحها :

" أنا آسفة صغيري.. لأنني لم أتأنى في إختيار والدك"

هربت دموعها مرة أخرى وهي تفتح باب الحمام ..لكن أول من وقعت أعينها عليه وسط ضباب رؤيتها ..وسط إرتجاف يديها كان هو..

آرون المنتصب بجانب ثلاثة رجال على بعد مسافة كبيرة..

كان يقف يحمل كأس نبيذ بيد و اليد الأخرى داخل جيبه يوجه بصره لمكان واحد ..لنقطة واحدة .. لباب الحمام مباشرة منذ أن دخولها..

بالتالي راقبها ينتظر خروجها.. حتى أنه الشخص الذي كان قد أرسل أحد الخدم ليتفحصها ..

نظرت إليه كما فعل هو ...لدقائق نظرت إليه وصدرها يرتعش بسبب شهقة بكائها..

ثم بهدوء إستدارت تخرج من الردهة على الجانب الآخر..لم تحمل أثقال العبء على كتفيها ..

بل هذه المرة كانت داخل بطنها..

داعبتها نسمات الهواء الباردة فور خروجها للحديقة الخلفية..

توقفت أقدامها عند الحديقة الزجاجية في حين أغمضت أعينها تسمح للهواء بالتغلل داخلها ..تنفست بهدوء تنظم دقات قلبها..
بينما دغدغت حواسها رائحة الورود في الداخل لذا إكتفت بالوقوف تستند بكتفها على مدخل الباب ومشاهدة ألوانها ..

أحست بخطوات .. كانت رائحة رجولية ممزوجة بأخرى خاصة بالتبغ قد لفحتها ...لم يكن هو..

هي تعلم هذا ..لم يحتج الأمر منها تفكيرا لتعرف أن العطر ليس عطره..

" أرجو من حضرتك أيا كنت أن تدخن بعيدا ..لا أحب رائحة السجائر "

قالتها بهدوء مغمضة أعينها تكتف يديها على صدرها بنفس وضعيتها السابقة ...
كانت كاذبة فقبل أسابيع إلتصقت بظهر الرجل الذي دخن بشراهة يسلب عقلها برائحته..

كل ما في الأمر أنها حامل ..ولا تريد الإفصاح عن هذا ..

" عذرا ..سأكتفي بالوقوف فقط .. لا أحب الأجواء الصاخبة "

" أنا أيضا "

بنفس النبرة ردت عليه دون أن تلتفت جاعلة من فاليريان يستغرب عدم إهتمامها بالشخص أو حتى فضولها نحو الواقف خلفها أردف يحاول حثها على الكلام :

" أنتِ أخت هيتايرا أليس كذلك؟ "

" أجل "

" فاليريان بالمناسبة "

" كاثرين "

" هل أنتِ بخير كاثرين؟"

" لا "

صمت هو و إكتفت هي بالوقوف أمامه تمسح على ذراعيها بسبب شعورها ببرد يضرب جسدها..لم يكن همها برد جسدها .. بل روحها الخاوية وقلبها الذي يكاد يمزق صدرها ليخرج ..

سرعان ما أحست بدفء يحتضن كتفيها.. لم تلتفت لأنها تعلم أنه يغطيها بسترته ..

" فالي .."

كلمة واحدة جعلتها تفتح أعينها على مصراعيهما ..كلمة واحد لعينة جعلت قلبها يضرب أضلعها ليخرج ..نظرت للفراغ أمامها ..فقط طنين داخل أذنها والكثير من الوشوشات..

نبرة واحدة لن تخطأ في رصدها من بين ألاف الأصوات ..كان هو لا غير..

آرون.

لم تستطع أن تستدير للخلف ..ربما لأنها لا تستطيع كبح دموعها ..ربما خوفا ..خوفا من مواجهتة..

عاد فاليريان خطوتين للخلف وهو يراقب ظهرها ..ثم إستدار متوجها لصديقه بمجرد وصوله لجانب كتفه أردف بصوت خافت:

" لِما تنظر إليّ وكأنني لمست شيئا يخصك؟"

ولأنه لم يستقبل أي رد من الآخر سوى نظرات خاملة وباردة ...وضع يده بصدمة على فمه يرفع حاجبيه بتعجب ..

" غادر.." قالها آرون يتوجه نحوها ..

"من الأحسن أن ترمي سيجارتك ..هي لم تحب رائحتها سابقا"

غادر فاليريان لتبقى وحيدة أو ربما هذا ما ظنته ..لأنها بمجرد أن سكن قلبها حتى دبت رعشة في أوصالها عند وقوفه خلفها تماما ..داعبت رائحته أنفها وأحست بدفء وجوده خلفها ..لم تتحرك منذ وقوفها أول مرة ولم تهتم لهذا ..

لكن الآن كل شيء فيها يريد الإلتفات إليه ..قاومت رغبتها في حين زفرت الهواء بتعب ..

" مرحبا مرة أخرى ...بنفسجيتي "

خرجت كلماته بنبرة خشنة وبهدوء ..
تلك الفكرة الوحيدة التي لم تغادر عقلها أنها تقف أمام الشخص الذي تحمل قطعة منه داخلها ، فكرة تدغدغ أفكارها وسط هذا الكم من الغضب ..

أحست بألم في معدتها وكافحت للوقوف بإتزان ،عقدت حاجبيها ثم هل نعتها ببنفسجيته؟ ..قد أضاف الملكية ..
لقد كان يراها أحد أشياءه التي يتسلى بها ..

بصعوبة وبثبات مزيف إستدارت لتواجهه بعد كل هذه المدة وجها لوجه ..

زوج أعين خضراء ونظرات هادئة تتفحص وجهها ..

تفحصها كمن كان يتحقق من شيء ما و أكد لها هذا حين سألها بتقضيبة :

" هل كنتِ تبكين؟"

إبتسمت بسخرية تتمتم بكلمة 'وغد' ومرت بجانبه تشق طريقها نحو الداخل ، لكن ما إن وطأت قدمها أرضية القصر حتى جذبها من ذراعها يجرها خلفه نحو السلالم ..لم تكن تُجر للمشي خلفه بل كان الأمر أشبه بالطيران ..

حاولت الإفلات من قبضته لكن كان أقوى :

" سأصرخ أيها اللعين أتركني .. ماذا إن رآنا أحد ما ؟"

" إن كنتِ على استعداد لرؤية طريقتي في إسكاتك.. لا مانع لدي "

قالها ينظر إليها فوق كتفه بإبتسامة مكر ولم يحتج الأمر منها تفكيرا لتستوعب إيحائه ..

بينما فرقت شفاهها لتتكلم لمحت إحدى الخدم تتجه صوبهم تحمل كؤوس بكميات نبيذ توحي بأنها كانت موضوعة بعشوائية والخادمة قد جمعتها من الطاولات الجانبية في القصر :

" سيد آرون "

قالتها تومئ برأسها كتحية ولم تعر إهتماما لكاثرين حتى أنها مرت بجانبها دون أن تتفحص ملامحها تلك الأخيرة التي كانت تصارع كي يفلتها ..

" أنت لست بشرا ..خائن لعين"

" على حسب علمي كنت ثورا آخر مرة"

قالها يأخذها على حين غفلة حين أفلت يدها ليطوق خصرها ويدخلها الغرفة .. كاثرين وسط صراخها ومحاولة فك أصابعه عن يدها لم تستوعب أنه جرها نحو جناح ما في القصر ثم إلى الغرفة داخله..

كان صدرها يعلو وينخفض لكونها قد صعدت السلالم ومشت كل هذه المسافة ..نظرت إلى ذلك الذي أغلق الباب يرمي مفتاحه فوق السرير أمامها..

لثوان لم تعرف ما يجدر بها فعله الآن ..نظمت أنفاسها ثم تفحصت الغرفة المظلمة التي كان كل ما يرى داخلها هو الأثاث المقابل للشرفة كونها المصدر الوحيد للضوء..

لذا نظرت إليه وهو يتقدم نحوها تسأله بهدوء :

" أين نحن الآن؟"

" داخل غرفتي" قالها بهدوء هو الآخر .

دوى صوت صفعها لخده أرجاء الغرفة سرعان ما رفعت يدها المرتجفة تمسح على وجهها بإرتباك وصدمة ...
لحظات و إنفجرت تصرخ عاجزة عن الحفاظ على ثبات صوتها :

" لعين ..هل أدخلتني غرفتك أنت و زوجتك ؟ ...إلهي ..أنت لا تقل وضاعة عن فاليو "

بمجرد سماعه إسم فاليو إقترب منها بعنف يطوق فكها بيده يخرسها ...حين تصادمت نظراتهما رأت كيف إسودت أعينه الخضراء و إستشعرت الغضب في صوته وهو يقربها من فكها نحوه يتحدث بهدوء عكس نظراته الحارقة :

" لا تضغطي على عِرق لاريوخا الذي بداخلي "

كانت تغمض أعينها ..خوفا من رؤية نظرته القاتمة التي لمحتها سابقا ولأنه إستشعر إرتجافها تحت جسده الملتصق بها أردف يزفر بحنق عند وجهها :

" كاثرين ، أنظري إلي "

و كفتاة مطيعة رفعت أعينها لخاصته ترمش بسبب نطقه إسمها ..ضربات قلبها العنيفة تكاد تقسم أنه أحس بها تضرب صدره ..

لطالما فكرت بأن له جانب سيء ..جانبه الحقيقي .. السيء في الأمر أنها أحبت أنفاسه الغاضبة ..أحبت إلتصاق جسده بها و رائحته هذه ..

لكنها رمت كل ما أحست به، رمت ذلك التناقض الغريب وعواطفها المتضاربة ..نظرت إليه كيف يمشط وجهها ..بإبتسامة إشمئزاز وبنبرة هادئة لا تدري كيف تشجعت لإخراجها همست عند فمه تصر على كل حرف يخرج منها :

" لمساتك على بشرتي تثير إشمئزازي.. كما أنني أشفق على زوجتك... لقد تعرضت للخيانة..و أعرف شعور أن تخان "

قالتها تبعد يده عنها تمشي بخطوات ثابتة نحو المفتاح المرمي وسط السرير لتغادر ...

لكنها ما إن خطت بجانبه حتى أمسكها من ذراعها يضرب ظهرها بعنف على الحائط الأسود أمامه ..حاصرها بجسده الضخم يخنقها بخفة و إرتعشت هي أوصالها لشعورها بنبضات قلبه عليها :

" إنها غرفتي وحدي ..لا نتشارك نفس الغرفة" قالها عند شفاهها ..بيد تطوق خصرها و الأخرى على عنقها ..

" لا يهمني .. اللعنة عليك "

أبعدته مرة أخرى لتغادر .. لكنها شهقت بتفاجئ عندما ضرب ظهرها الحائط وبيده أمسك عنقها يحبس جسدها تحته يقبلها ..

لم تكن قبلة عادية بل إستهلك روحها و إستنزف عقلها، قبلها بغضب، بحجم إشتياقه لها طيلة تلك المدة..

وفقط حين مرر يده على عنقها نزولا ضربت قراراتها عرض الحائط لتبادله هي الأخرى..


بمزيج من المشاعر المختلطة التي شعرت بها طوال أسابيع ..

بينما هو كان يضغط على خدها..كأنه يعاقبها على كل ما تفوهت به ..على صفعه إياه و على لعنها له سابقا ..

وما ان شعرت به بصدد دفن رأسه في تجويف عنقها خرج صوتها مرتجفا بتوسل.

" توقف... رون "

لم تهمس بها كتخصيص له ..بل أنفاسها المسلوبة جعلتها تبتر أحد حروف إسمه... الإسم الذي أعجب صاحبه

ذاك الذي إبتسم وسط طبعه للقبلة ليصعد لوجهها مرة أخرى ..

لم تخاطبه بإسمه طوال تواجدها هنا .. كأنها تنتقم منه على تكراره سابقا لجملة لا معلومات شخصية و لا أسماء ..

كانت تكتفي بالحديث مباشرة برسمية دون أي كنية ..لكنها الآن كانت تموء بإسمه كقطة..

توقفا لبرهة بينما صدورهما ترتفع وتنخفض داخل جو مشحون متوتر..حينها فقط لعق جانب شفتيه بهدوء، وأطلق نفسا قرب وجهها هامسا.

"كل خلية داخلي تبذل جهدًا في عدم النظر إليكِ.. "

داعب أنفها بأنفه وبهدوء مسح صعودا على فخذها لتسري قشعريرة على طول عمودها الفقري تشعر بنفسه الحارق يصفع وجهها كمن تذكر شيئا قد أغضبه :


"كنت أكبح قبضتي من تشويه وجه كل من نظر لساقيك الليلة "

رمشت تنظر لعشبيتيه رافعة يدها دون وعي تمسح على فكه، سرعان ما حملها من قدميها لتحاوط خصره ليرمي سترة فاليريان على الأرض توازيا مع ضغطه على ساقها كعقاب آخر على إرتدائها لها..

بينما صدح صوت موسيقى التانغو ممتزجا بصوت رجل ما على المكبر في الأسفل.. توجه آرون بها لجانب الشرفة نحو الأريكة منعزلا عن العالم الخارجي..

في قصره ..وسط جناحه يحمل نفس الفتاة التي حملها على ظهره تلك الليلة بنفس الشغف والشعور اللاذع وسط حلقه ..

كل هذا كان واضحا بالنسبه له..

ما لم يعرفه في تلك اللحظة أنه يحمل شخصين ..

والفرد الآخر كان جزء منه..

_________________

فستان من الحرير بلون أحمر قاني بشق يصل لأعلى فخذها ..حذاء أسود وقناع بنفس اللون يغطي أعينها الباهتة ..جلست هيتايرا على حافة السرير بيدها المرتجفة على جانب بطنها تلمس تلك المنطقة بشرود..

" أغوستينو ..أغوستينو ميندوزا ..الأسود القاتم "

حدثت نفسها بخفوت وهي شاردة في إنعكاسها على مرآة المنضدة ويدها الأخرى تمسد على قلبها لتهدئ نبضاته ..

بعد خروج كاثرين كانت قد نادت إحدى الخادمات لسؤالها عن اللقب ..

كيف لها أن تعلم ؟ كيف للأمر أن يكون منطقيا ؟ أن يمتلك دومينيك أخا إسمه أغوست .. ومن بين كل الأشخاص ستفكر هي في لقب ميندوزا .. و لما ليس غوستافيو؟ من أي أتى لقبه هذا؟ ومن هي ماريانا ميندوزا ؟ ..ثم هل حقا دومينيك إبن إمرأة أخرى؟

لطالما سمعت إسم والدة دومينيك الفرنسية لورينتين بيار ..من هذه الإيطالية إذا ؟

لما من بين كل العائلات أن يكون أخا لدومينيك؟ ..

أسئلة عديدة تفتك عقلها ..أسئلة راودتها لساعة ..لكن كل ما كان يضيق على قلبها هو مواجهته مرة أخرى..

لقد كان هو عند الكنيسة..على عكسها هي ..هو قد تعرف عليها..

جلس في المقاعد الأمامية.. راقبها ونظر إليها بهدوءه المعتاد ،في حين هي...

كانت تلعن دومينيك غير مهتمة بمن حولها ..

تنهدت بعمق كأنها آخر أنفاسها ..نحرت أفكارها ترميها جانبا و إستقامت تغادر جناحها لمواجهته..

لمواجهة أول من أحرق سفنها وترك طعم قبلته في أعمق نقطة داخلها..

Flashback


"قبل أربع سنوات"

" لم أتحدث عن لون الأعين من فراغ ... أردت إقناعك أيضا أن لكل منا ذوق في الرجال والنساء ، هذا لا يعني أنني أضع معاييرا للجمال ..

مثلا لا تنظر للموضوع من منظور شخصي ،لكن الرجال أمثالك ليسوا نوعي"

" أمثالي؟" رفع حاجبيه يرمقها بنظرات كأنه يقول "حقا؟"

صدقا أحقا قالت أن الرجال أمثاله ليسوا نوعها ؟ حبا بالرب..

إسترسلت حديثها تبرر أغرب ما قد يتفوه به بشري ، جل ما توصل إليه أغوستينو هو أنها أعراض الثمالة لا غير..

أجابته تشرح بيديها بعفوية :

" ذلك الصنف البارد و الغامض ككتلة جليد تطفو على سطح الماء لا تدري هل هي متينة كفاية لتحمل وزنك؟ هل هي سطح لجبل جليدي يمتد للعمق المظلم و ليست مجرد كتلة صغيرة هشة ! "

"هل أصبحتِ تقتبسين من إسمي الآن؟ "

رمشت بخمول تنظر لإبتسامته وهو يحرك زجاجة نبيذ الموسكاتو بين يديه ..لا تدري كيف للمرء أن يعجب بأبسط حركة نابعة من شخص آخر ..

همست دون وعي " ميندوزا ،الجبل الجليدي ، لقب مثير للاهتمام ... كصاحبه "

سكنت يده عن تحريك الزجاجة ..زفر هواءه كأن ذكرها لمعنى الاسم قد فتح عليه ذكريات لم يكن يريد الغوص فيها مجددا ..

ولأنها لاحظت توتر الجو من حولهم ..غيرت الموضوع لآخر ..

موضوع أكثر إثارة ..

" يبدو أن عامل الصيانة سيتأخر و سنبقى هنا قليلا بعد ..

لنتراهن ،قل لي شيئا يجعل قلبي يخفق ...أتعرف شعور الفراشات في المعدة؟ ... إجعلني أجربه..أثر فيّ سيد أغوستينو إن لم تنجح في هذا فهذا يؤكد كل ما سبق قلته"

مباشرة دون أن يغير وضعيته أردف :

" لا أجيد كلمات الغزل المبتذلة ، لكن جليدي يذوب وأصبح شخصا آخر أوقاتا أخرى "

رفع حاجباه و بإبتسامة جانبية ماكرة أمال رأسه قليلا يحدق في صدمتها لكن إحمرار وجنتيها جعله يكبح ضحكاته يحاول استفزازها أكثر.. قائلا بهدوء عكس نبرته الطفولية كأنه يخاطب فتاة في الثالثة :

" إلهي ... يبدو أن فتاة الفراشات تخجل "

ما إن نظر أمامه مرة أخرى و بحركة كانت مفاجئة له وجدها تجلس في حضنه ..وأقدامها تحاوط خصره لم يستوعب كيف في دقيقة واحدة تحولت لفتاة غريبة تلك التي كان من السهل عليه توقع أفعالها ..

ومن بين كل الأفكار التي يجب أن تراوده... كان كل مايشغل عقله الآن..

هل عطرها مزيج من الفريزيا وخشب الصندل؟.

كان مهووس بالأزهار لكن في وضعيتهم هذه وعند تلك اللحظة الذي شعر بيدها تتسلل خلف عنقه أدرك أن هوسه يتجدد لهوس آخر ، شيء أعمق...

شيء أكثر حدة..

نظرت لداخل عينيه يدها خلف عنقه بينما الأخرى فوق صدره وبهمس ..

"حان دوري في التأثير عليك سيد أغوست... لنتراهن .."

همست عند أذنه و تزامنا مع نطقها لآخر كلمة نظرت إليه تتأكد من أن هدوءه هذا لن تليه عاصفة..

لكن ما رأته أخرس قلبها لثوان .. كانت نظرة باردة سوداء بلا أي مشاعر وكأنه آلة صُنعت لإستهلاك التبغ فقط...

إنتقلت بنظراتها من عينيه لخط أنفه المستقيم نزول لشفاهه كانت تتأمله كما يفعل هو المثل في صمت.

"أكملي" تكلم بعد دقائق..

" هاه!! "

"الرهان" حمحمت تبلع ريقها تمرر لسانها على شفتها لترطيبها..وقد راقب هو حركتها بتلقائية ،كانت تنصهر بين يديه لكنها أرادت أن تكابر ..

إقتربت أكثر لكن هذه المرة تعمدت أن تهمس عند وجهه وهي تراقب تحرك رموشه مع شفاهها..

" والآن سنتأكد سيد أغوستينو أنك لن تتأثر بأي من ال..."

في اللحظة التي إقتربت تكمل الجملة وهي تبتسم قطع كلماتها وقربها منه لدرجة أنها أحست بملمس قميصه على معدتها العارية بسبب قصر قميصها..

أبعد خصلة من غرتها جعلها ترمش بعدم تصديق ..كيف له أن يكون رجلا باردا ،بأيادي باردة و ملامح حادة متجمدة ..لكن ..بلمسات تجعل جسدها يحترق هكذا..

أحست بالخطر وأن حصونها تتداعى.. و أن سُفنها تغرق داخل أعينه..

أدركت أن تياره كان أقوى فسارعت بالتجذيف..
أبعدت يدها عن صدره وإتكأت على كتفه لتستقيم أرادت بعض الهواء... أن تنام... أن تبتعد... أن تختفي

لسبب لم تعرفه أرادت أي شيء بعيدا عنه.

لكن بحركة جعلتها تشهق بخفة أمسك خدها و نظر داخل عينيها يردف بكل ثباتٍ وهدوء وكأنه يملك الوقت كله :

" إذا أردتي التأثير بالرجال أمثالي " إبتسم بجانبية عند آخر كلمة وكأنه يكرر كل ما قالته عن الرجال أمثاله ..جعلها تحدق بإبتسامته الجانبية بخمول..

"...شخص مهووس بالكمال مثلي..لا تجعليه ينتظر .. إذا بدأتِ عملا أنهيه بمثالية .. " وفي اللحظة التي فتحت ثغرها لترد ..قبلها

قبلها يلصق شفتيه بخاصتها وكأنها قبلة الحياة ..كأنها النجاة ..

لكن لهيتايرا لم تكن أيا من هذا ولا لأنها كانت قبلتها الأولى فهذا موضوع آخر... كل ما كان يدور داخلها في تلك الدقيقة هي الفراشات.. تلك الفراشات اللعينة التي لطالما أرادت أن تشعر بها.. خفق قلبها وسرت رعشة على طول جذعها جعلتها ترتجف بخفة وقد أحس هو بذلك تكاد تجزم أنها شعرت بإبتسامته وسط القبلة.

في وسط العاصمة مدريد ، منتصف الليل ..طارت فراشات تخرج من نوافذ متحف ديل برادو ... فراشات تحمل مزيجا من الفريزيا والباتشولي والكثير من رائحة السجائر .. خشب الصندل كان تخمينا خاطئ..

من يهتم؟

فعيناها كانت بنفس لونه.

يتبع ...

_______________________________

Hi again

لم ينتهي الفصل 😈..

الفصل القادم سيكون تكملة للأحداث التي لم تذكر

رأيكم..

وإن وجدتهم أخطاء نبهوني..

هيتايرا وأغوستينو ✨

قنبلة كاثرين😂😂

سر توفانا إستيباليز✨

لما ماريانا ميندوزا الإيطالية مكروهة؟

ظهور إسم آخر لورينتين بيار ؟

وأخيرا ...

"إذ كنت قد قرأت للأخير و وصلت لهذه النقطة .. أنت الآن في أعمق بقعة في قلبي" ❤️

Continua a leggere

Ti piacerà anche

33.6K 2.2K 11
"لكن المشكلة انني لا أملك العديد من الوقت فأنا اقضي نصف يومي في المستشفى" "لقد كبرت ابنتنا وأصبح عمرها سنة ، اتمنى رؤيتها حتى تكبر وأرى أطفالها ايضاً...
218K 5.9K 9
نوع القصه :رومانسيه دراميه الابطال جيك :شاب غني صاحب شركات ومعامل وسيم جدا طويل القامه بارد ورسمي في التعامل مع الناس ساني:فتاة قصيرة القامه نحيله ذ...
944 74 4
في القصص الالمانية هنالك مشاهد شيقة تجعلك متحمسا ،مخللة نسيجا من الدراما لرجل بارد غامض يدفع القارئ بتحليل مستندات القصة.. لكن هنا يختلف طابع هذه الق...
5.2M 154K 104
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣