Protagonist | بطل الرواية

By Yafamethyst

399K 16.8K 14.2K

لم أكن يومًا فتاةً تمتلك نظرة عادية ..لطالما آمنت بفكرة أن العالم أكبر مما نتخيل وأن داخل كل شخص فينا عالم آخ... More

•مقدمة•
Part 02 : خريطة برشلونة
Part 03 : زحل يَلتهم إبنه
Part 04 : نركسيس يُقبّل إنعكاسه
Part 05 : لُمِسَ كعبُ آخيل
Part 06 : هوسُ إيروس
Part 07 : ثمانية و نصف
Part 08 : بوابة الخَطايا السبع
Part 09 : بين المَجرات
Part 10 : أحفادُ الأساطير
Part 11 : عبر عدسةِ إكستَاسي
Part 12 : البحثُ عن هايد
Part 13 : داخل بتلاتِ بانْسِيه
Part 14 : منجلُ المَلك
Part 15 : هز أطلسٌ كَتفيه
Part 16 : حواس الذِئاب
Part 17 : جوف عقلِ فان غوخ
Part 18 : طبقات التِيراميسو
Part 19 : فكُ شيفرة الأفعوانية
Part 20 : من الخِنصر إلى المعدة
Part 21 : جُثة أم حلوى؟
Part 22 : مغادرة القِلاع
Part 23 : سميرالدو أسفلَ البركان
Part 24 : حرشفة ذيلِ حورية
Part 25 : الممر الثامن للإليسيُوم
Part 26 : تحت لِحاف نيفيكاري
Part 27 : سليلة لا مُورتي نِيرا
Part 28 : الصفحة الأولى: تَنبيه
Part 29 : أين تُدفن الجثَث؟

Part 01 : قِلاع النبيذ

35.6K 1.1K 559
By Yafamethyst

" أخذنا مجاذفنا لمواجهة التيار والذهاب إلى المنبع ، لكن كنا دوما نرتد إلى الأسفل... نحو الماضي "

____________________________

"Madrid" Castello قصر

7:40 AM

في الجانب الشرقي من القصر حيث المكتب الخاص بمانويل كاستيلو العم الأصغر والفرد الأكثر نظاما و حبا للمثالية.. كانت يده تنظف فرشاة الرسم من ألوان الأكريليك وعيناه مصوبة نحو اللوحة التي أنهاها قبل دقائق ..ينظر بفخر وقليل من النرجسية ..

فقط القليل..

"مِثالية .."

هذا ما همس به لنفسه بإبتسامة بينما يعيد ترتيب علب الألوان على حسب تدرجاتها فوق طاولة الرسم ..

مانويل العم الثلاثيني ذو الملامح الإسبانية الحادة عكس رِقة لونِ العسل في عينيه ...بينما يعمل كمحامي حُر بمكتبه الخاص بجانب منصبهِ كمدير تنفيذي بعد أخاه خوسيه داخل شركات العائلة ،مارس أيضا الرسم كهاوِ لم يتزوج ولم يفكر به حتى ..نرجسيته وهوسه بنفسه جعله يقتنع بأن إضافة فردٍ آخر للعائلة ليس بالشيء الضروري ..

صوت طَرقات على الباب قطع تأمله في أصابع يده ، يد الفنان المثالية على حسب تفكيره .. يحتار المرء إن كان يقصد بقوله هذا مثالية يديه في الرسم أو شيئا آخر

ربما ..

فالدخول لعقل فرد من آل كاستيلو فِعلٌ يُستحسن أن تغتسِل بعده..

"ويل إفتح الباب اللعين هناك أمر طارئ لا يقبل التأجيل علينا مناقشته "

كان صوت كاثرين أشبه بصراخ مكتوم تحرك قدمها بعدم صبر خلف الباب ..

" نعم كاث ..صباح الخير لكِ أيضا "

قالها وهو يلتقط منشفة يمسح بقايا الألوان من على يديه يتجه نحو الباب وهو يتمتم ..هل يومه كان ليكون رائعًا لولا تدخلات العائلة مثل كل مرة ؟ أجل ..هل كان عليه تركها تختنق برأس الدمية الذي حُشر داخل فمها وهي في الثالثة من عمرها قبل سبعة عشر سنة ؟ ..أجل أيضا..

توقف يمسك مقبض الباب بعد فتحه وهو ينظر لتلك التي أسندت رأسها على الجدار ترمقه بحنق.. سرعان ما وطأت قدمها داخلاً ..انفجرت ضاحكة وبصرها معلق صوبَ لوحته المثبتة على الحامل.

"هل هذه حبيبتك؟ سحقا هل لازلت ترسم كل فتاة تواعدها ؟ عمي حبًا بالرب توقف عن مواعدة النساء ليومين والإنفصال عنهن ..و ما الفائدة في رسم فتاة لن تراها مجددًا ؟ "

"أن أواعد بهدف تغيير صفاتي والتحسين من معاملتي للنساء.. كما تعلمين أحب أن أرى كم تطورت جاذبيتي وأن.... "

قاطعته وهي تشده من ذراعه نحو المكتب ..

"حسنا ويل عمي عزيزي .. اللعنة علي إن سألت مرة أخرى .. لا أريد معرفة السبب فقط إفعل ما تشاء "

صوت شهقة خرج منها جعلها تمسك فمها بعدما صفعها بخفة بيده على شفتيها مثل كل مرة كانت تلعن فيها أمامه..

"لسانك يا صغيرة "

قالها يصطنع الجدية ..راقب دهشتها التي لم تدم ثوانٍ حتى أخذت تضحك تفُك التقضيبة بين حاجبيه بإصبعها ..

" لا يناسبك دور العم الصارم .. ساعدني الآن في إخفاء أمر غيابي عن المنزل ليومين فقط "

نظر لها بحاجب مرفوع و تداركت هي قصده فأكملت..

" إنها مسابقة ..لكن ليست كالمرة السابقة ،أرجوك مانويل أنت تعرف والدي لن يسمح أبدا ..لمرة واحدة أريد أن أتحرر من قيود كاستيلو ..أريد أن أصبح فقط كاثرين ليومين وأعدك أنن... "

كان يستمع لها ويفكر في كل كلمة ،كاثرين لم تكن يوما فتاة تشبه نفسها فالقابعة أمامه متمردة بخصل شعر بنفسجية ،ظلال عيون باللون الأسود و حلق يتوسط لسانها ...مظهرها يُوحي لك أنها من محبي السباقات والدراجات النارية والحفلات الصاخبة لكنها ببساطة كانت راقصة باليه ..

لم يعرف أحد بسرها الصغير هذا غيره قبل سنتين ..عندما كان يقرأ كتاب ما في الحديقة وتوقف فجأة حين لمحها من شرفة غرفتها ترقص وتدور حول نفسها بخِفة .. وبالطبع شخصية ككاثرين قد أنكرت لأيام وأسابيع وأن ما رآه مجرد وهم ،لكنها في الأخير إستسلمت وأخبرته بحبها للباليه ومشاهدتها لحفلات الرقص بالساعات وتعلمها للحركات خِفية خلف الراقصين التابعين لمسرح الجامعة ..

منذ تلك اللحظة أصبح غُمدًا لسرها وجمهورها الوحيد ..

".... كما أنني تدربت لأسبوع وخسرت أحد أظافر قدمي البارحة لكن لابأس استطيع الوقوف ببراع..... "

قطعت شروده فيها وهي تثرثر عن أشياء كثيرة تشتت إنتباهه فقط ليوافق ..كانت تستغل قلة صبره وكرهِه للثرثرة...وكان يعرف خطتها هذه.

"حسنا موافق ..فقط .. توقفي عن الثرثرة كاث "

يكاد يجزم أن رأس الدمية العالق وسط حلقها قبل سنين كان إشارة كونية ..كانت فرصة لكنه لم يستغلها .

" شكرًا مانو... مهلا! ماذا !! حقا؟ هكذا ببساطة؟ أنت لم تسأل حتى عن مكان المسابقة ولما يومين؟ "

" لأنني لا أهتم ...كنت سأتكفل بموضوعِ غيابك وأشتت خوسيه بكل الأحوال "
قالها يبعد أعينه عنها بلامبالاة وهو يعيد ترتيب أغراضه على المكتب.

"لما إذا تركتني أثرثر لساعة "

وهنا فقط لاحَظت إرتفاع جانب شفتيه بمكر ..

"لأنني ببساطة أحب رؤيتك تتوسلين كاثرين "

" تبا.. كم أريد رؤيتك تجثو على ركبتيك أمام إمرأة يوما ..نرجسي مهووس "
اتجهت للباب وهي تتمتم تتعمد عدم إغلاقه ..لإستفزاز محب المثالية الذي تحرك خلفها مباشرة وكأنه مبرمج ليعرف كل تصرفاتها ..

" بهذه الأخلاق سترقصين الباليه مع اللعين فرانثيسكو فرانكو في الجحيم أيتها اللعينة "
صرخ وهو يتجه وراءها يصفع الباب بقوة ..

"لسانك يا صغيرة "
أردفت بشبح ابتسامة وهي ترقص على أطراف أصابع أقدامها في الردهة..
نعم كانت تحب إستفزازه ..ومثل كل مرة كانت تنجح في ذلك.


.......

يوم آخر إستيقَظَت فيه على أصوات الصراخ والنِقاشات الحادة الصادرة من الأسفل ..أصوات إن لم تسمعها يوما ستقلق أكثر وتخمن أن مكروها ما قد أصابهم ..

أجل ..فأفراد عائلة كاستيلو لا تُطيق بعضها البعض ،كل واحد منهم يُولد وهو يحمل شخصية معادية لفرد آخر من العائلة ..وحدها هيتايرا التي كانت تتفق مع الجميع ..

نسبيا..

لكنها على الرغم من هذا فضلت الإنعزال عنهم قدر الإمكان..

كانت غرفتها هي الأخيرة في ترتيب غُرف القصر لم تكن الأخيرة لكونها منبوذة ولا لأنها فتاة فوضوية مزعجة تحب العزلة وسماع موسيقى الروك الصاخبة ..بل العكس تماما .

فضلت الغرفة الأخيرة لأن الممر الخاص بالسلالم المؤدية للمطبخ كانت أقرب ..كان ممرًا مخصصا للخدم..

ولأنها تتجنب أن تصطدم بفرد من عائلتها ليلا كلما أرادت النزول للحديقة الخلفية ..كانت تسلك الطريق المختصر من باب المطبخ..

و فقط لأنها تميل لكل ما هو هادئ وبعيد عنهم..

بالطبع عدى الصراخ الصباحي المعتاد ..

مثل العادة حوار لطيف يدور بين والدها خوسيه وفرناندو حول فشل فرناندو في صفقة ما وإفلاسهم قريبا ،وبعض التفاصيل الأخرى البسيطة ..

ما تجهله هيتايرا أن التفاصيل البسيطة هذه ستغير مجرى حياتها ..

في حين كانت تغلق أزرار قميصها وتستمع بضجر لنفس الأسطوانة المشروخة بأصوات ونقاش غير مفهوم ،كان خوسيه يكمل آخر كلماته لفرناندو يتوجه نحو المخرج ببذلته الرسمية

" سأحاول التواصل معهم للوصول لحل.. ستكون سببا في موتي يوما .. واللعنة الملعونة فرناند كيف لك أن تتهور في آخر لحظة لتجعلهم ينسحبون من العمل هكذا؟ "
بزق كلماته بغيظ متوجها للسائق الخاص الذي سارع ليفتح له الباب الخلفي السيارة..

نظرت للمرآة تتفحص مظهرها للمرة الأخيرة ،فتاة ببشرة بيضاء و بِزخاتِ نمش خفيفة فوق أنفها ..شعر كستنائي بغرة بخصل شعر خفيفة تغطي جبينها تنتهي فوق أعينها ذوات لون العسل..

"مثيرة .. أنتِ مثيرة هيتايرا تماما كتمثال فينوس دي ميلو "
الآن نحن نعلم شيئا واحدا أكيدا وهو أن التواضع صفة منافية للأخلاق داخل هذه الجدران..

قبّلت إنعكاسها على المرآة وحملت سترتها الكلاسيكية من فوق السرير بصدد المغادرة ..ألقت نظرة على فراشتها في الصندوق الزجاجي القابع فوق المنضدة ..

صندوق بفتحات صغيرة في السقف والكثير من النباتات داخله للوهلة الأولى قد تراه حديقة قد مرت على جهاز تصغير فتقلصت لتصبح بهذا السحر..
غادرت جناحها متجهة للأسفل حيث أخذ صوت مانويل يتضح كلما إقتربت أكثر.. هنا حيث يتواجد أفراد عائلة كاستيلو الهادئة اللطيفة ..
بمجرد وصولها للسلالم المتفرقة في الجهتين قابلها الإطار الضخم الذي عانق صورة جدها الأكبر ومؤسس كل هذه الثروة "أليخاندرو هيو كاستيلو" وبلون أحمر قاني خُط فوقه شعار العائلة واسم نبيذها ..

"Castillos De Vino"
قلاع النبيذ

كان القصر يعكس حب العائلة للفن ..جميع الجدران تحمل لوحات أصلية منها والمقلدة الخاصة بمانويل ..
لم يتجرأ أحد على قول هذا لمانويل طبعا... فلوحاته ليست تقليد على حسب قوله ، بل هي تحسين لأخطاء الرسام الأصلي..

وُضعت تماثيل إغريقية في أحد زوايا القصر ..بعض التماثيل من الخشب كانت من صُنع أنامل خوسيه كاستيلو نفسه... بجانب تسييره لمصانع النبيذ والمزارع الخاصة بالكروم كانت هوايته النحت على الخشب ، الأمر لا يحتاج فطنة لتعرف أن العائلة تتنفس الفن.

قصر مليء بالحياة والفن ..كل فرد تكفل بترك لمسته فيه عدى فرناندو الذي لم يضف شيئا للعائلة غير المصائب وسجل مليء ومشرف في مركز الشرطة..

"يبدو أنك في ورطة فرناندو .. ولن أتدخل .. أنا عمك ولست محامي العائلة "
كسر صوت مانويل الساخر الهدوء الذي حل بعد مغادرة خوسيه القاعة .

" لن أعينك محام لي حتى إن أردت أنت ذلك...آخر قضية تكفلت بها أصبت موكلتك بالجنون بسبب مرضك..كما أنني أفضل أن أزج في السجن فقط لأرى ملامحك وأنت تخسر قضية للمرة الأولى "
قالها ينظر إليه بسخرية هو الآخر ..لكن لمانويل كان هذا كالإطراء لمجرد تذكره المرافعة التي فاز بها بسهولة ولكونه لم يخسر قضية من قبل.

.......


"Madrid" Gustavio قصر

على الجانب الآخر من مدريد حيث إجتمعت عائلة أخرى حول الطاولة صباحا..

عائلة النبيذ الفاخر ..

لطالما كان لقب غوستافيو مرادفا للنبيذ.. رغم تنافس العائلتين في المجال ذاته إلا أن منتوج النبيذ والعنب لآل غوستافيو كان الأكثر شهرة..

وتقاليده العريقة تدعم شهرتهم تاريخيا بسبب أصولهم من مقاطعة لاريوخا شمال البلاد .. المقاطعة التي عُرفت بكونها عاصمة النبيذ الفاخر بإسبانيا..

طاولة كانت شبه فارغة بسبب عدم تواجد نصف أفراد العائلة وهذا ما جعل خوان بضغط مرتفع كالعادة..

" دراما صباحية .. "

كانت روزاليا من تمتمت ترتشف من فنجان قهوتها تتعمد أستفزاز أخاها خوان الذي كان يتصبب عرقا .. لسببين

أولهما أن أكبر أولاده لم يرجع للقصر منذ أسبوع ، بهاتف مغلق وسيارة مفقودة ... بالرغم من أنها إحدى عاداته لكن لسبب يجهله الجميع عدى روزاليا هو أن خوان درامي بعض الشيء..

أما السبب الثاني والمهم هو عدم رؤيته لإبنه الأوسط على الطاولة وسفره للايورخا بسبب حريق قد نشب في مزارع الكروم الخاصة بهم ،فكان من الطبيعي على المُسير لجميع الأعمال أن يتواجد هناك حاليا لحل هذه المشاكل والبحث عن مفتعليها..

دخول دومينيك وتبادله الشتائم مع لوسيا كان قد قطع شرود خوان ..

الذي يبدو أن سببا آخر قد يرفع ضغطه أكثر الان..

كانت لوسيا تعض ذراع دومينيك الذي يتصنع اللامبالاة لثوان فقط سرعان ما صرخ بألم يدلك ذراعه..

صرخة كانت اشبه بصرخات النساء المرعوبة..
" تبا لكِ لوسيا ..جرذ أحمر "

دوى صوت ضرب خوان للطاولة ،ضربة قد جعلت الجميع ينتفض ...المقصود بالجميع هو دومينيك الذي إختلج جسده ، عدى روزاليا التي كانت تنظر لإبنتها بثبات بحاجب مرفوع والتي بادلتها الأخرى نفس النظرة..

نظرات قد إعتاد الجميع رؤيتها بسبب ملابس لوسيا الفاضحة..

كانت صهباء فاتنة بزوج أعين خضراء كأعين والدتها جعلت من ملامحها تبدو طفولية..كانت الوحيدة ذات شعر أحمر في نسل غوستافيو وهذا راجع لنصفها الآخر من عائلة روسادو ..

لوسيا روسادو إبنة روزاليا غوستافيو و فيغو روسادو الصديق المقرب لخوان وشريكه سابقا قبل وفاته منذ خمسة عشر سنة مما جعل روزاليا تنتقل للعيش مع أخاها وأولاده في نفس القصر..

ملامحها الملائكية كانت عكس ملابسها التي كان الغرض منها تغطية ما يجب تغطيته فقط ..

" توقف عن التصرف كالأطفال ليوم واحد وأدخل مؤخرتك اللعينة في أعمالنا لعلك تدرك حجم الضرر الذي أصابنا اليوم "

بزق خوان كلماته بصوت ثابت ..لم يصرخ فقط إكتفى بنظرات حارقة ألقاها صوب دومينيك الذين توقفت يده يحمل فنجان القهوة أمام وجهه..

توجه بنظره لروزاليا التي لازالت تضيق عيناها على لوسيا

" ثم أين جوانا وخافيير منذ الصباح الباكر ..أم أنك لا تعرفين كالعادة "
ولأن لم يصله أي رد منها سوى تمشيط وجهه بملامح باردة كأنها تجيبه ب"حقا؟ "

فما كان منه إلا رفع راية الاستسلام والإنسحاب من معركة التحديق هذه ..فأخته كانت لعنة تحديق تمشي على سطح الأرض..

" نصف الكروم قد إحترقت البارحة "
إستقام يتوجه للأرائك في الخلف يشعل سجارته الروسية يخاطب دومينيك وأكمل

" كما أن شقيقك قد فسخ العقد مع عائلة كاستيلو ..أي أن مصالحنا المشتركة ذهبت هباءا منثورا ..جميع تلك الأرباح التي كنا سنجنيها بسبب تلك الصفقة قد إحترقت أيضا مثل المزارع تماما "

تزامنا مع نطق والده لآخر حرف..إنتصب متوجها إليه بتقضيبة تزين جبينه ..

" كيف؟ ولما قد يفعل شيئا كهذا؟ ..كانت صفقة مثالية لا تشوبها شائبة"

" نعم .. كانت ..كأنك لا تعرف أخاك .. قد وقع ما يمس بمبادئه"

جلس مقابلا والده وإنحنى يتكأ على أقدامه بمرفقيه ..كان قد فكر كثيرا في الموضوع..

تفكير قد إستغرقه عدة أشهر منذ آخر زيارة له للشركة ..

ويبدو أنه قد حان الآن الوقت للإفصاح عنه.. وقد لاحظ الآخر جدية إبنه الذي لا يراه هكذا إلا أثناء تركيزه مع ألعاب الفيديو ..

تنهد خوان يشير بهدوء للجدار أمامهم فوق المدخنة الضخمة

" تكلم دومينيك قبل أن أفسد تراث أسلافنا وأفجر رأسك ببندقية نوريكا تِلك .. ثم ما هذه الإبتسامة .. ما الذي تخطط لفعله الآن؟ "

" تريد أن نسترجع الصفقة أليس كذلك؟ ... بجميع بنودها ،أرباحها وأعمالنا المستقبلية المشتركة معهم ، دون أن نبني عداوة مع آل كاستيلو فالماضي والتاريخ بيننا غير مشرف .. "

قلب خوان عينيه بملل وعدم صبر ينفث دخان سجارته ويومئ إيجابا ينظر للإبتسامة المريضة التي تتسع شيئا فشيئا على وجه الآخر ..

" إن فشلنا في أن نصبح شركائهم في الأعمال ...لنصبح أنساب "


"أريد عرض الزواج على إبنتهم ".

____________________________


فصل خفيف يعتبرا فصلا تعريفيا للشخصيات ونمط حياتهم.

"فرانثيسكو فرانكو بوهاموند" الذي تم ذكره سابقا كان جنرال وقائد عسكري دكتا/توري ، كان سببا في "إنقلاب يوليو" ودخول إسبانيا في حرب أهلية التي تسمى "حرب إسبانيا" ..الطريف في الأمر والتي وجدتها من التفاصيل التي تخدم قليلا مشهد مانويل.. أنه من ضمن القادة الذين كانوا ضد فرانثيسكو ..كان هناك جنرال إسمه "مانويل أثانيا" الذي كانت المنطقة الجمهورية حينذاك تحت قيادته. ✨

إذا ذكرت إسم شخصية أو معلم أو أي حدث تاريخي في أي فصل ولم أستطع التعمق في شرحها في الفصل أو إن لم أجد داعي لهذا....سأخصص هنا في الأسفل قسم خاص .. أي يعتبر قسم تثقيفي ❤️✨
شو رايكم؟؟

رأيكم في البارت وإن وجدتم خطأ نبهوني.

يمكن البعض يشوف البارت ممل شوي بس كان لازم يكون فيه تفاصيل تخدم القصة ..راح يكون في فلاش باك في بداية بعض الفصول لتوضيح علاقة الشخصيات ببعضها.

طبعا هذه كانت البداية فقط✨

"إذ كنت قد قرأت للأخير و وصلت لهذه النقطة .. أنت الآن في أعمق بقعة في قلبي" ❤️

Continue Reading

You'll Also Like

280K 3.6K 3
" كاي .. عيناك بلون الدم !" " لأنني شيطان ڤيورا ... " لطالما كان كاي مستذئبا متعجرفا و مليئا بالغطرسة ، احد الاشخاص الذي كان ضحية غطرسته هي ڤيو ،...
691 166 5
"لنتحدث عبر تلك الُوح" -الغلاف بواسطة فريق لافيونا. -الرجاء عدم السرقة أو أقتباس دون ذكر مصدر.
218K 5.9K 9
نوع القصه :رومانسيه دراميه الابطال جيك :شاب غني صاحب شركات ومعامل وسيم جدا طويل القامه بارد ورسمي في التعامل مع الناس ساني:فتاة قصيرة القامه نحيله ذ...
11K 345 2
وان شوت من سلسلة VANTABLACK الوجهٌ غير ُ المرغُوب من الحبّ . كَانت تستَطِيع غزلَ الحبّ بين أظافِرِها الطّويلة كشَبكة عنكَبوت ، رسمَ مخيّلة صاخِبة في...