ريڨيلار : عالم مجهول

Von unknownvd

673 126 23

اوليڨر البالغ من العمر ٢٣ عاماً يلاحظ نوراً ساطعاً قادم من الغابة ليتبعهُ و تتغير حياته ١٨٠ درجة من بعد هذه ا... Mehr

الفصل الأول : البداية
الفصل الثاني : تائه في عالم مجهول
الفصل الثالث : قرار خاطئ
الفصل الرابع : إكتشاف الحقيقة
الفصل الخامس : فتاة من جنسٍ أخر
الفصل السادس : شيطانة
الفصل السابع : مواجهة ڨلاد
الفصل الثامن : حقيقة زمرد
الفصل التاسع : إنقلاب الموازين
الفصل العاشر : هجوم مفاجئ
الفصل الحادي عشر : زيارة غير متوقعة
الفصل الثاني عشر : فرصة أخيرة
الفصل الثالث عشر : خائن أم مظلوم؟
الفصل الرابع عشر : أملٌ جديد
الفصل الخامس عشر : رحلة إلي المُخيم
الفصل السادس عشر : أماريس
الفصل السابع عشر : عصرٌ جديد للبشر
الفصل الثامن عشر : جمع الحُلفاء

الفصل التاسع عشر : أصدقاء و اعداء

8 2 0
Von unknownvd

كررت ماري سؤالها مرة أخرى وقالت :

ما هذا المكان بالضبط؟

أجابت عليها زمرد :

أحب أن أُعرفكِ بأماريس ياعزيزتي.

ماري : ما هي أماريس تلك؟

أجابت زمرد وهي تقترب من الكتب وتتلمسُها :

إنها الجنة ياعزيزتي.

ماري : لا اعلم فالحقيقة...تبدو لي مجرد مكتبة عملاقة.

زمرد : بالضبط، فقيمتُها لا تكمن في شكلها ولكن فيما تحتويه من كتب ثمينة ونادرة، هذه الكتب قادرة علي زيادة خبرة وقوة اي شيطان في المملكة.

أجابت ماري بتعجب :

حقاً؟!!....مذهل للغاية.

زمرد : كم اشتقتُ إليها و إلي الجلوس وقرائة الكتب بداخلها.

قالت زمرد تلك الكلِمات ومن ثم تحولت ملامحها من ملامح فتاة تحن إلي الماضي وتسترجع الذكريات إلي ملامح القلق والغضب وهي تقول :

ولكن معنى ان تكون أماريس هنا.....أن أوليڨر برفقته شيطان....وليس أي شيطان بل شيطاناً من خُدام لوسيفر شخصياً لأنهم الوحيدين القادرين على تخيل وبناء الاشياء من جديد بهذه الطريقة .

ماري : يبدو أن حربنا ستكون صعبة......ولكن كيف يحصل اوليڨر علي خادم من خُدام لوسيفر الشخصيين؟

زمرد : هذا اقل شئ يمكن أن يعطيه لوسيفر إليه بعد خيانته لنا وكشف مكان إقامتنا فهو من ساعده فالهجوم علينا والسبب الرئيسي في قتل السيد ثيودور والدك أنسيتي؟

تحولت ملامح ماري عندما سمعت هذه الجُمل إلي الضيق والغضب وقالت :

لا.... لا لم ولن أنسى ما فعله.

زمرد : جيد ، حسناً علينا الان أن نعرف أين أتجه اوليڨر كي نلحق به.

ثم نظرت زمرد إلي ماري وقالت :

أيمكنكِ أن تساعديني قليلاً في ذلك؟

ماري : بالطبع

قالت هذا ومن ثم بدأت بالتمتمة بتعاويذ خاصة لمعرفة مكان أوليڨر وبعد ذلك فُتحت لهم مثل النافذة الصغيرة امامهم في الهواء وبداخلها كان أوليڨر وإيديث وكاي يظهرون وهم يشاهدون العرض الخارق هذا، وقد عَرفت زمرد أنه في مدينة نهاية الافق بسبب اشباه البشر المحيطون بهم.

قالت زمرد وهي في صدمة :

الذي يرافق أوليڨر ليس شيطاناً بل.....بل شيطانة !!!

نظرت ماري وقالت بسخرية :

في الحقيقة احببتُ ذوقه، هي جميلة

تجاهلتها زمرد وهي تكمل وتقول في صدمة مجدداً :

مهلاً مهلاً، انا اعرف هذه الشيطانة جيداً...إنها إيديث !

قالت ماري :

من هي إيديث؟

أجابت عليها زمرد وهي مازالت تنظر إلي إيديث :

لقد كنّا نتدرب سوياً علي القتال وكانت من اعز اصدقائي في القصر....هذه الشيطانة ليست ضعيفة إطلاقاً، ولكن كيف للوسيفر أن يعطيه خادمة بتلك القوة الكبيرة؟!

أجابت ماري :

لحمايته منكِ علي ما يبدو...فهو يعرف جيداً أنكِ تريدين الانتقام من أوليڨر.

زمرد : بالضبط ، احسنتي.

ماري : وأرى أيضاً انهم قد انجبوا طفلاً صغيراً...حسناً هذا يبدو لطيفاً نوعاً ما.

زمرد : هذا لا يهم، اغلقي النافذة

اغلقت ماري النافذة تلك وبدأو بالاستعداد للذهاب إلي نهاية الأفق.

-- حسناً ياعزيزي القارئ كما رأيت لا يبدو أن رحلة أوليڨر وإيديث ستكون هادئة،ولكن علي كل حال دعني أوعيدك كي تعيش الاحداث هناك معهم في.... نهاية الافق.

أوليڨر : حسناً يا إيديث فالنذهب إلي قائد هذه المدينة فليس لدينا وقت لنضيعه هنا.

إيديث : حسناً هيا بنا....انا اعلم أين يقع المبني الذي يوجد به القائد.

بدأو بالسير مجدداً لداخل المدينة حتي وصلوا إلي قصر الملك.
اقترب أوليڨر من البوابة ليدخل ولكن احد الحراس قال :

من أنتم؟....ولماذا أتيتم إلى هنا؟

أوليڨر : اسمي أوليڨر وأتيت إلي هنا لأحذر الملك من خطرٍ قادم...يجب أن اتحدث معه في اسرع وقت ممكن، من فضلك اسمح لي بالدخول.

الحارس : انتظر هنا قليلاً.

ذهب الحارس وأرسل حارساً آخر ليذهب ويخبر الملك وظللنا ننتظر بالخارج حتي أتى الحارس وقال لنا :

حسناً الملك في انتظاركم بالداخل تفضلوا.

دخلنا إلي قصره و وقفنا امامه وهو جالس علي عرشه، فكان ابيض البشرة وعيناه بُنية وشعره بُنّي أيضاً، كان يرتدي ملابس فاخرة وملكية تبتعد كل البُعد عن ملابس الحرب والدروع، وكان يرتدي تاجاً يتزين بأربعة الوان وهم الازرق والاخضر والاحمر والابيض.
بدأ بالحديث وقال :

حسناً، لقد اخبرني الحارس أنك قد اتيت محذراً، فمن ماذا ياتُرى؟

جاوبته وقولت :

الشياطين يستعدون لهجوم كبير علي مملكة السحرة والبشر و....ومملكتُك ،ولن يرحموا احداً ولقد أقنعت قائد الفرسان مسبقاً وقد وافق علي الانضمام إلينا ودعمنا بجيشه للتصدي للشياطين وهزيمتهم ، فهل انت معنا؟

قال الملك لنا :

حسناً ومن أين عرفت بهذه المعلومات؟

بدأتُ بالتفكير في جواب مناسب فإن قولتُ له الحقيقة سيظن أننا جواسيس للوسيفر، بدأت الحيرة تظهر علي وجهي وانا اقول :

من...من..امم

تدخلت إيديث وهي تقول :

جواسيسنا بداخل قلعة لوسيفر اخبرونا بذلك!

نظرتُ لها وانا اقول :

أجل أجل جواسيسنا هم من اخبرونا.

الملك : هذا غريب فمن الصعب زرع جواسيس بداخل قلعة لوسيفر!

إيديث : لقد تمكنا من ذلك الأن وقد عرفنا هذه المعلومات،

نظر لنا الملك في شك وقال :

حسناً هذا غريب ولكن هذا إنجاز كبير.

أوليڨر : هل توافق على الوقوف في صفنا أم لا؟

نهض الملك ببطئ وبدأ بالسير نحونا وهو يقول :

جيشي من اقوى الجيوش بين الممالك، وخسارة جندي منه تعتبر خسارة كبيرة فجنودي كما تعلم.....
ومن ثم فتح كف يديه لأري كرة من النار تتكون وتتضخم وهو يكمل ويقول :

فهم ليسو جنوداً عاديين مثل باقي البشر، نسلُنا نادر ومن الصعب استبدال جندي مُدرب ومتقن لفنون الحرب والقتال بآخر والبدء من الصفر في تدريبة وتلقينه لهذه القدرات من البداية.

اوليڨر : حسناً ولكن....

قاطعتني إيديث مرة اخرى وهي تقول :

إن كانوا چنودك كما تقول مُدربون ومتقنون لفنون القتال فلن يموت منهم احداً.

نظرتُ إليها متعجباً لما قالته.

الملك : انتِ جريئة....يروق لي هذا يا أيتها الشابة، عذرا ما اسمك؟

إيديث : اسمي إيديث

الملك : حسناً كلامك يبدو منطقياً يا إيديث...... حسناً يبدو أنني اقتنعت.

اوليڨر : حسناً هل يعني هذا أن جيشك اصبح في صفنا؟

الملك : نعم بالتأكيد.....وبمناسبة هذا الاتفاق سنُعد وليمة ملكية علي شرفكم.

قال هذه الجُمل ومدَّ يده ليصافحني فصافحته وانا ابتسم وقولت :

هذا شرف لنا ويسعدني كثيراً إنضمامك إلي تحالفنا.

إنتهي من مصافحتي وشعر الملك بشئ يشد بنطاله من الاسفل فنظر ليرى كاي...فقال كاي :

هل يمكنكَ إشعال نار من يديك مرة اخرى من فضلك ياسيدي؟

فضحك الملك وقال له :

بالطبع يمكنني هل تعجبك هذه الأشياء؟

كاي : أجل فهذا مذهل للغاية !

ذهبت إيديث لتحمله وهي تعتذر للملك فقال لها :

لا بأس هكذا هم الاطفال.

حل المساء وقد انتهت الوليمة وغادرنا قصر الملك، كانت المدينة مظلمة لا يُنيرُها شيئ غير ضوء القمر وبضع مصابيح عُلقت امام المنازل ضوئها خافت، وقفنا نتحدث وقالت إيديث:

حسناً لقد أنجزنا اليوم إنجازاً مهماً، فقد قمنا بضم حليف جديد لصفنا.

قولتُ لها :

أجل و الآن علينا العودة والبقاء في قرية أورورا مجدداً كي نستعد للهجوم القادم فنحن أصبحنا نمتلك جيشاً لا يستهان به.

إيديث : أوافقك الرأي.

قال كاي وهو يهمس :

أبي؟

أوليڨر : ماذا يافتى؟

اشار كاي وهو يشير نحو زُقاق بجانبنا وهو يقول :

هذه الشابة...إنها تنظر إلينا منذ وقوفنا هنا إنها تُخيفُني.

وضعت يدي علي سيفي ببطئ وانا انظر واقول له :

أين هي لا يوجد احد هناك ؟

نظر كاي مجدداً وقال :

كانت تقف هناك...صدقني

رأيتُ إيديث تضع الزنط علي رأسها وبدأ خنجريها بالتشكل بين يديها وهي تقول :

يبدو أن يومنا لم ينتهي بعد.

قولتُ لها : يبدو أن اتباع لوسيفر قد تقفو أثرنا و...

قاطعني صوت يأتي من فوق منزل من المنازل وهو يقول :

بلا بلا بلااا ألا تملُ من الثرثرة؟

نظرتُ لأعلى لأجد زمرد....كانت تقف فوق المنزل وعيناها الحمراء تكاد تضيئ بلونِها....كان ضوء القمر ينعكس من علي سيفيها التي تحملهما.

ضحكتُ في سخرية وقولت :

حسناً أنظروا من عادت....

ومن ثم توقفت عن الضحك وقولتُ في حزمٍ :

ماذا تريدين مني؟ ألم ترحلي وتتركيني للوسيفر منذ زمن؟

قفزت من فوق المنزل ومن ثم قالت :

لا لا لااا......لا تشوه الحقيقة يا اوليڨر....أو كي اكون دقيقة يا.....صديق لوسيفر العزيز

قولت لها وانا استعد لسحب سيفي :

وما هي الحقيقة؟

زمرد : انت من وضعت يدك في يد لوسيفر...لقد تمكن من خداعك وإقناعك أن الخيانة هي الحل الأمثل وأنت صدقته.

نظرتُ لها وقولت :

هل تعلمين ماهي مشكلتك؟.....انكِ تنظرين للحياة من مظورك انتِ فقط ومن ثم تقتنعين بحقائق ليست موجودة من الأساس.....أنا لم اضع يدي في يد لوسيفر بالعكس لقد كان يريد قتلكِ بواسطتي وانا من رفض وعرض عليّ ان اعود إلي منزلي ورغم ذلك لم استطع إذائكِ ولكن لقد تقفى اثركِ واتى بنفسه إلينا وفعل هذا كله لزرع رغبة بداخلك واصرار علي قتلي والتخلص مني لرفضي مساعدته.

صُدِمت زمرد لوهلة ولكن عادت تنظر إليّ بحدة في عيني فأكملت وقولت :

لوسيفر لم يخدع احد هُنا سواكِ فانتِ من تم تضليلك هنا.....لماذا لا تفهمين.

ضحكت زمرد وقالت :

يالغبائك يا اوليڨر...فأنت تقف بجانبك الآن واحدة من اقوي واعتى خدام لوسيفر الشخصيين ورغم ذلك تحاول التلاعب بالحقائق....يعجبني اصرارك

إيديث : الأمر ليس كما تعتقدين فأنا ساعدته علي الهروب من سجن القلعة وهربنا سوياً....انا لم اعد خادمة تقاتل تحت رايته.....ولقد اخترت اوليڨر لنهرب سوياً لأني اعتقدتُ انه يعرف مكانكِ لأنني لم اكن أريد ان اظل وحيدة طوال فترة هروبي منه.

بدأت اشعر ان زمرد بدأت تُفكر وتقتنع نوعاً ما ولكن فجأة نظرت إلي الارض وقالت :

لم اعد افهم شيئاً.

إيديث : ثقي بنا.

زمرد : ثقة؟....انا أُفضل أن أخون العالم بأسره علي أن ادع العالم يخونني.

قالتها وقامت بتعديل وقفتها وستعدت للقتال.

اوليڨر : لا داعي لهذا القتال يازمرد....صدقيني انتِ لا تريدين ذلك.

إيديث : هذا رهان خاسر يازمرد لا تضعي نفسكِ في موقف ضعف في قتال لا داعي له من الأساس.

زمرد : موقف ضعف؟.....انا اميرة العالم السفلي ياعدم... انا اميرة الظُلُمات....انا الحريق فمن اي نارٍ اخاف؟

ثم ابتسمت بخبثٍ وقالت :

بالمناسبة فأنا لستُ وحدي.

قالت هذه الجملة ومن ثم سمعتُ صوتاً يأتي من خلفي فالتفتُ لاجدها ماري، تقف أمامي في هدوء مخيف، نظرت في عيني وقالت وهي تُميل رأسها قليلاً :

كيف حالك يا أوليڨر.....ألم تفتقدني؟

أوليڨر : صدقيني يا ماري لم افعل ذلك.....انا لستُ خائناً.

اثناء نظري سمعتُ همساً في أذني يقول :

حسناً اخبر هذا لأبي ثيودور الميت بنفسك.

ومن ثم سمعتُ صوت حديد يرتطم ببعضه وعندما إلتفتُ وجدتُ خنجرين علي الأرض وماري تقف خلفي ويدها تنزف....علي ما يبدو أنها صنعت وهماً لها أمامي كي تطعنني ولكن إيديث انقذتني، قالت إيديث :

حاولي لمسه مرة أخرى.....وستفقدين يدكِ الجميلة تلك!

زمرد : دعيها وشأنها و واجهيني أيتها الخادمة

أجابت إيديث وهي تحاول تمالك نفسها :

انا....لستُ......خادمة

قالت هذه الكلمات والخنجر يتشكل في كف يدِها من جديد ومن ثم انطلقت مسرعة نحو زمرد وإنهالت عليها بالضربات ولكن زمرد كانت تصد جميعهم، وبدأت المعركة وأثناء هذه كنتُ قد ابتعدتُ بضع خطوات عن ماري واستعدتُ كي اهجم عليها، ولكنها نظرت إليَّ وضحِكت ضحكة خبيثة وختفت من أمامي.

قولتُ وانا منفعل :

حقاً؟!!....الا تستطيعين ان تقاتلي وجهاً لوجه؟

شعرتُ بها من خلفي فنظرت فلم أجدها، ومن ثم سمعتُ كاي ينادي ويقول :

ابي احترس!!

إلتفت وصدتُ ضربتها وابعدتُها عني وانا أقول :

لا اريد إذائكِ يا ماري ارجوكي صدقيني...إن كانت هنالك طريقة للتأكد من ذلك ففعليها.

ابتعدت عني وهي تقول :

كفاكَ كذب و......مهلاً فالحقيقة توجد طريقة

ومن ثم نظرت ماري إلى زمرد وكانت تتبادل الضربات هي وإيديث وقالت :

توقفي يازمرد الآن!!!

فتوقفت زمرد عن القتال هي وإيديث ونظرت لماري وقالت :

ماذا تفعلين لماذا لا تقاتلي؟!!

ماري : لنعطيه فرصة اخيرة لأثبات صحة قصته تلك وكلامه.

زمرد : هل تمزحين !....إنه يكذب بالتأكيد.

ماري : إن كان هذا حقيقياً سأعرف الآن.

زمرد : وكيف هذا؟

اخرجت ماري حجراً بنفسچياً من حقيبة صغيرة تربطها حول خصرها وقالت وهي تجيب علي زمرد :

عبر هذا.

زمرد : ولكن هذا من الممكن أن...

قاطعتها ماري وقالت :

أن يزيد الضغط علي عقلي...اجل وفي بعض الأحيان من الممكن ان يتسبب في موت من يستعمله ولكن لا تقلقي فانا اعلم كيف أُسيطر عليه.

وضعته علي الأرض وجلست واخبرتني أن اجلس أمامها.

وفجأة ركضت زمرد نحونا واخذت الحجر وقالت :

لن اخاطر بخسارتكِ.

سحبت ماري الحجر مجدداً من يد زمرد وهي تقول بحزم :

وانا لن اقتل شخصاً بريئاً....عليَّ ان أتأكد من صدقه

نظرت زمرد لها وابتعدت وهي تقول :

حسناً افعلي ذلك.

نظرت لي ماري وقالت :

اريدك أن تُمسك بالحجر وتُحاول استرجاع هذا اليوم واستحضاره في ذهنك وتُفكر في كل تفاصيله التي تتذكرها.

امسكتُه وفعلت كما قالت، ولاحظت أن الحجر بدأ بالتوهج وأصبح دافئاً...من ثم امسكت ماري بالحجر هي ايضاً وبدأت تُتمتم وتقول جُمل وكلِمات، ومن ثم توقفت وحل الصمت.

ثم تحدثت وقالت :

انا الأن ارى الذكريات أمامي....ارى الاحداث التي كانت تحدث في ذلك اليوم.

قالت زمرد :

ماذا ترين؟.....ماذا حدث بالضبط في ذلك اليوم؟

قالت ماري :

ارى امامي ذكريات عديدة عن هذه الفترة.

بدأت الذكريات بالظهور امامها كالأتي :

-- بدأت فالركض نحو المنزل ولكن لوسيفر ظهر من حيث العدم أمامي فصتدمت به وسقطت علي الأرض وسط الثلوچ..فقولت له :

ماخطبك؟ دعني أدخل إلي منزلي.

رُسم علي وجه لوسيفر إبتسامة خبيثة وقال :

ليس الأن يا فتي.....لقد أتيت بك إلي هنا كي أثبت لك أنني استطيع إرجاعك إلي منزلك في أي وقت ولكن كما قولت لك سابقاً فكل شيء في هذه الحياة بثمن و مُقابل.

أوليڨر : و ما الثمن الذي تريدة

اخرج لوسيفر من جيبه كبسولة و وضعها علي كفه ثم مد يده نحوي بالكبسولة.

قولت له و انا مُستغرب :

ما الذي يجب عليّ فعله بهذه الكبسولة بالضبط؟

لوسيفر : خدمة صغيييييرة للغاية.

-----------------------

-- لم أكن أعلم أنك بهذا الذكاء.....لكن للأسفِ يافتي فذكائك هذا لن ينفعك في شئ

أوليڨر : ماذا تقصد؟

نظر لي لوسيفر وضحك وهو يقول :

حسناً. لقد فشلت في إقناعك ولكن مازلت أملك أخر بطاقة لألعبها.

أوليڨر : وهي؟

لوسيفر : إجبارك علي قتلها.

_____________

-- مضت الساعات و حان موعد الغداء وخرجتُ كي اجلس معهم لتناول الغداء ولكن كنتُ افكر.
ماذنب زمرد و ماري والسيد ثيودور بخطأ انا من فعله....فأنا من دخل إلي البوابة بإرادته ولم اعلم كيفية العودة إلي منزلي.....عليّ أن اتحمل ثمن اخطائي.
أثناء إنشغالي بالتفكير كان السيد ثيودور يضع الطعام لهم فصرختُ بأعلى صوتي وقولت :

سيد ثيودور أنتظر!

تعجب الجميع. قالَ ثيودور :

ماخطبك...ماذا حدث

قولتُ له و انا انظر إلي الأرض :

هذا الطعام مُسمم.

ثيودور : ماذا؟!!

زمرد : مالذي تقصده يا أوليڨر؟..من الذي وضع السم؟

رفعت رأسي و الدموع تملأ عيناي وقولت :

انا من وضعه...انا من فعل ذلك.

نظرت ماري نحوي وقالت بغضب :

تريد أن تقتلنا؟!

زمرد : ماري...اهدئي قليلاً و دعيني أفهم مالذي يجري هنا بالضبط.

تحولت نظارتهم لي إلي نظراتِ شك وغضب.
قالت زمرد :

لماذا فعلت هذا؟......أجب علي سؤال

اوليڨر : لقد كنتُ.....

قاطعني عن التبرير صوتٌ من خلفنا يقول :


أوليڨر......صديقي العزيز شكرا لك.

_________________

-- قالَ لوسيفر وهو يضحك :

عزيزي فلتهدئ قليلاً فالغضب لن ينفعك في شئٍ الآن. لقد فعلتُ هذا بسبب ما فعلته ليس اكثر. انا مجرد مسكين يحاول أخذ حقه ويثأر من الشخص الذي قتل أخر فرصة له في الإمساك بإبنته الهاربة.

اوليڨر : انا لم افعل شيئاً. كل ما فعلته هو تحذيرهم من السم الذي فالطعام.

لوسيفر : تحذيرهم من السم...هممم لا أذكر أن هذا كان جُزئاً من أجزاء الإتفاق.

نظرت إلي لوسيفر و انا غاضب وقولتُ له :

و هل كان قتل ثيودور جُزئاً من الإتفاق؟

لوسيفر : هو من تجرأ وحاول قتلي...الغبي لا يعرف أنني خالد في هذا الكون حتي يفنى، لا تنظر إليّ هكذا يافتي و تجعلني أشعر أنني المذنب فأنا كنتُ أدافع عن نفسي ليس اكثر. ثم أنك كنت ستُسممه هو و ماري فلماذا انت غاضبٌ الأن؟

اوليڨر : لم اكن أريد فعل ذلك كنت أريد تنفيذ المهمة فقط....فأضطررت لكسر الكبسولة فالطعام.

لوسيفر : لا اهتم بهذا الهراء فأنت كنت سبباً في ضياع هذه الفرصه الثمينة من بين يدي. و ستُعاقَب علي فعلتك.

أوليڨر : ما الذي تريده مني؟

لوسيفر : ستعرف خلال لحظة.

فُتح الباب الضخم الخاص بالقاعة ودخل منه شيطانان يمسكان ابي و أمي. ولكن هذه المرة كانوا في وعيهم و مدركين لما يحدث.

امي : اوليڨر عزيزي مالذي يجري هنا.

نظرت لها و انا علي وشك البكاء وقولت :

لا تقلقي يا أمي ستكونين بخير.

أبي : ماذا تفعل هنا يا اوليڨر انا لم أعد افهم أي شيء.

أوليڨر : لا تقلق سترجع إلي المنزل قريباً فأنا.....

قاطعني لوسيفر وهو يقول :

أحم أحم....يؤسفني أن اقاطع نقاشكم العائلي هذا ولكن أردتُ أن اخبركم أنه يكذب فأنتم لن ترجعوا إلي منزلكم ولن تكونوا بخير في نفس الوقت.

أوليڨر : مالذي تقوله... ماذا ستفعل؟

لوسيفر : هكذا.

عندما أنهى هذه الكلمة اخرج كلٌ من الشيطانان خنجراً و كلٌ منهما أيضا وضع خنجره علي عنق أبي و أمي وقبل أن اصدر أي ردة فعل قالَ لوسيفر :

الآن.

ومن بعد تلك الكلمة بدأت شلالات من الدماء تخرج من عنق ابي و امي....بدأت في الصراخ و ركضت نحوهما فأمسكوني الحراس. حاولت أن أقاومهم ولكنهم كانوا اقوياء للغاية ثبتوني في مكاني وبدأ لوسيفر فالحديث :

لا تحزن يافتي فأنا فعلتُ هذا لأجلك...لأنني لا أريد قتلك فكان عليّ أن اقتل أُسرتك بدلاً منك.

______________

-- اهلاً يا أوليڨر كيف حالك.

نظرتُ لها و انا متعب و خائف وقولتُ :

من انتِ ولماذا انتِ هنا وكيف تعرفين أسمى.

ضحكت هذه الشيطانة ومن ثم قالت :

أنت اصبحت مشهوراً وسط الشياطين. اصبحوا يلقبونك بصديق لوسيفر العزيز....أما عن اسمي فهو إيديث....أسمى إيديث و انا خادمة من خدام الملك . أتيت إلي هنا كي اساعدك.

أوليڨر : تساعديني علي ماذا؟

إيديث : علي الهروب.

أوليڨر : ويفترض بي أن اصدقك اليس كذلك؟

إيديث : أنظر أنا ايضاً أريد الهروب من هنا....لقد سأمت من خدمة لوسيفر. لقد قتل أخي منذ فترة وانا لا أريد أن القي نفس مصيره...اريد أن أصبح حرة.

أوليڨر : ولماذا أتيتي إليَّ بالتحديد؟

إيديث : انا أعلم أنكَ كنت مع زمرد قبل أن تأتي إلي هنا فخطرت بذهني فكرة. وهي أنني أساعدك علي الهروب و انت تساعدني علي الوصول إلي زمرد.

أوليڨر : ولماذا تريدين الوصول إلي مكان زمرد؟

إيديث : لأنني لا أريد أن اصبح وحيدة عندما اخرج من هذا القصر حتي لا يجدني لوسيفر بسهولة.

اوليڨر : حسناً أولاً انا لم اقتنع بحجتك و علي الأغلب انكِ جاسوسة للوسيفر و تريدين قتل زمرد.
ثانياً انا لا اعرف مكانهم حتي كي أخبرك فزمرد اصبحت تريد قتلي الأن.

إيديث : حسناً كي تطمأن...ما رأيك أن نهرب ونلجئ إلي مخيم من مخيمات البشر و نعيش سوياً معهم ونبتعد عن مكان زمرد نهائياً.

أوليڨر : هذه فكرة جيدة ولكن كيف سنهرب من هنا؟

إيديث : لا تقلق بشأن هذا فقط هيا.

____

قالت ماري بعد رؤيتها للأحداث التي حدثت حينها :

اوليڨر كان محقاً !!!!

قالت إيديث وهي تسخر منهم :

ياللهول كيف حدث هذا....غير متوقع إطلاقاً

قالت زمرد في صدمة :

ماذا؟!!.....ماذا تعنين، هذا ليس منطقياً.

ماري : لم يكن خائناً....كان يتم تهديده من قِبل لوسيفر.

زمرد : كيف؟

ماري : لقد اخذ عائلة اوليڨر كرهائن.....لقد تم قتلهم عندما افشل اوليڨر الخطة الخاصة بالسم الذي كان فالطعام.

ثم نهضت ماري ونظرت لزمرد في عينيها وقالت :

لكن كنا نريد قتله بينما هو فضَّل حياتنا علي حياة عائلته.....لقد ضحي بأسرته لأجلكِ يازمرد.

كنت قد تخطيت هذا الحادث، ولكن عندما تذكرت ما حدث لعائلتي شعرتُ بضيقٍ وحزن فنهضتُ من علي الأرض لاجد دمعة تنزل من عيني فلاحظتها إيديث َقالت :

أنت تبكي؟!....لم اراكَ تبكي من قبل!

قولتُ لها : لقد رأيتِيني الآن علي كل حال.

طوال هذا الوقت كانت تقف زمرد في صدمة ولم تتحدث أو تنطق بكلمة، بينما ماري أتت نحوي وقالت :

لا تحزن...انا آسفة علي محاولتنا لقتلك،لم نكن نعلم ماكنت تفعله من اجلنا طوال هذا الوقت، ارجوك سامحنا.

نظرتُ لها وقولت :

حسناً لا بأس فأنا قد سامحتكم.

سمعنا صوت كاي يأتي وهو يقول صارخاً :

اصمد يا أبي انااا آتٍ .

وعندما وصل أمامنا توقف وقال :

ابتعدي عنه أيتها الساحرة.....ابتعدي

قالت إيديث له :

توقف يا كاي نحن لم نعد اعداء بعد الآن.

قال كاي بحزن وهو ينظر إلي الأرض :

تباً كنتُ أريد المشاركة فالقتال.

ثم رمى حجراً كان يمسكه علي الأرض وعقد زراعيه كدلالة علي حزنه.
ذهبت إيديث تواسيه وماري ذهبت معها، بينما زمرد أتت نحوي وهي تضع سيفيها علي ظهرها وقالت :

حسناً طوال هذه السنين...كانت خطتي الوحيدة هي القضاء عليك......كنتُ مشتتة ، كنت محقاً لقد نجح لوسيفر في تشتيتي عن مهمتي الأساسية وجعلني استبدلها بخطة قتلك.

قاطعتها وانا اقول :

لقد أرادك ان تقتليني وهكذا سينتقم مني لأفشالي خطته وجعلك تتعطلين وتبتعدين عن فكرة الانتقام منه والتركيز علي الانتقام مني وقد نجح في هذه النقطة.....لا أريد منكِ اعتذاراً كل ما اريده هو....الفوز فالحرب ضد لوسيفر، والانتقام من أجل أبي وأمي، هل انتِ في صفي؟

زمرد ابتسمت وقالت :

حتي النهاية.

قالتها وهي تبتسم فأبتسمتُ معها

بعد بضع دقائق أخبرتهم أن علينا العودة في اسرع وقت لأرورا واخبرتهم بالذي حدث ومعركتنا مع داغر والحرب القادمة. وبدأنا في رحلة العودة وعندما اقتربنا من الوصول رأينا اضوائاً صغيرة تطير وتسقط مرة اخرى نظرت إليها إيديث ومن ثم إلتفتت إلينا وقالت في رعب :

لقد بدأ !!!

Weiterlesen

Das wird dir gefallen

21.6K 2.4K 22
" مرحبا أنا لي فليكس و..... " " هاي تينكر بيل تعال لهنا " " وأريد أن أقتل رئيسي بالعمل هوانغ هيونجين "
231K 19.3K 69
التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ول...
11.3M 209K 71
" مُكتملة " اول رواية لي كاتبة مبتدئة جدًا اتمنى تعجبكم ونكبر سوا ❤️ ~ كُتبت بواسِطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🌟 ~
26K 1.1K 13
ماذا سيحدث ان وقع صغير لطيف بين يدي عائله قاسيه تكره الاطفال المشاكسين ؟! هل سيتقبلون الامر؟ ام ميرين هو من سيتغير؟ اسيعامله جيدا؟ ام بقسوه؟ هذا...