الفصل الحادي عشر : زيارة غير متوقعة

27 7 0
                                    

قالت زمرد : عندما كنّا نختبئ خلف الأشجار لنحتمي من الأسهم أحسستُ بحضورٍ لإثنين من الشياطين حولنا لكن كنتُ استشعر طاقة كبيرة تخرج من أحدٍ منهما. هذا القدر من الطاقة لا يخرج إلا من الشياطين الأقوياء.....علمتُ حينها أننا إن واجهناه وجهاً لوجه سيقدي علينا بسهولة فأعدتُ خطة و أخبرت ماري فأختفيت انا وهي وتقابلنا في منطقة أتفقتُ عليها مع ماري مسبقاً اثناء فترة التدريبات في الحالات الطارئة.
من ثم اخبرتُ ماري بالخطه والتي كانت كالأتي.
سننتظر اللحظة المناسبة للتدخل ومن ثم ستتلاعب به ماري وتستخدم سحر الوهم كي تشتته وتعطيني الفرصة المناسبة لأقطع رأسه.
هذا كل شيئ يا أوليڨر.

أعجبني تفكير زمرد السريع وخطتها العبقرية فقولتُ لها :

حسناً لا بأس فقد قمتما بعملٍ جيد في قتل هذا الشيطان.

قام ثيودور من جانبي و بدأ يضع لي الطعام ومن ثم اعطي لي صحني و بدأنا نأكل جميعاً ماعدا ماري فقد كانت قد أنتهت من تناول الطعام ودخلت إلي المنزل.
أنهيت طعامي انا الأخر وشكرت السيد ثيودور وذهبت لداخل المنزل كي أنام.
استيقظت بعد بضع ساعات علي ألمٍ شديدٍ في قدمي. كان الوقت متأخراً. نهضتُ و انا احاول أن افعل اي شيئ لقدمي.
خف الألم مع الوقت و أرجعت ظهري علي السرير مجدداً لأسترخي. كنت أنظر إلي قدمي المصابة و انا اتنهد. وضعي الأن يذكرني عندما كنت في عالمي. عندما كنت أمرض... كانت أمي تجلس بجانب سريري طوال الليل حتي تتأكد من سلامتي. نزلت دمعةٌ من عيني و انا أقول :

اشتقت لك يا أمي. انا اسف يبدو أنكِ لن تريني مرة أخرى.....أتمني فقط لو استطيع أن اراكي ولو مرة واحدة انتِ و أبي.

بدأت أبكي في صمت كي لا يسمعني أحد..أبكي و انا استرجع ذكريات طفولتي... ذكرياتي مع عائلتي...ذكرياتي مع چيراني و اصدقائي و انا أعلم جيداً أنني لن أراهم مرةً أخرى....
بدأت أشعر بألمٍ في قدمي مرة أخرى لكن هذه المرة كان الألم أقوى بكثير من المرة الأولى... كنت أصرخ من شدة الألم.. مضت بضع ثواني وبدأت اشعر بالدوار رغم جلوسي علي السرير....أري الأشياء تتحرك حولي....الغرفة أصبحت كبيرة جداً. جدران الغرفة كانت تبتعد عن بعضها البعض.. ما هذا الذي أراه هل جُننت؟

تبدلت جدران الغرفة بجدرانٍ عصرية.. يبدو عليها أنها مطلية بلونٍ أبيض و جديدة... هل أنا في عالمي أم ماذا أين جدران البيت الخشبية... نظرت إلي الأرض لأجد الأرضية الخشبية التي كنت اقف عليها اصبحت من البلاط ويوجد سچاد أحمر في بعض الأماكن في الغرفة وكذلك اثاث الغرفة اصبح عصرياً . لكن هذه ليست غرفة نومي . لقد تحولت إلي غرفة كبيرة جداً. لها باب كبير ويوجد بها أريكة و إضائات ولوحات معلقة علي الحائط .
كيف هذا و أين أنا الأن؟
مهلاً لحظة ما هذه اللوحات . تبدو غريبة. اقتربتُ منها أكثر كي أري ماهذه الرسومات... نظرت إلي اللوحة الأولة.... يوجد بها رسمٌ لحربٍ بين الملائكة ومخلوقاتٍ أخرى أشكالهم مخيفة جداً....بالتأكيد هؤلاء هم الشياطين . و لوحة أخري مرسومٌ فيها ملاك غاية في الجمال . له أجنحة بيضاء جميلة و في طرفِ كل جناح أحجار كريمة.
عندما نظرتُ إلي اللوحة الثالثة أصابني الفزع. وجدت بداخلها رسم لمخلوقٍ مخيف. كان عكس اللوحة السابقة. كان له أجنحة لونها اسود لكن قبيحة للغاية ومنظرها غريب كأنها ممزقة. كان يقف و النار تحيط به من كل إتجاه.... ما هذه اللوحات و لماذا قد يعلقها احد في بيته من الأساس.
في ظل تفكيري وجدت باب هذه الغرفة الغريبة يُفتح ويدخل منه رجل في متوسط العمر يرتدي بدلة سوداء اللون . نظر إليّ وقال :

ريڨيلار : عالم مجهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن