كان لقب (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه هو (فدائي الهجرة❤).
____________________________________________________________
على طاوله السُفره كان يجتمع الجميع حولها وبدأ عبد الله بدون مُقدمات قائلًا: أنا رايح بكره البلد.
سيده وهي تعقد حاجبيها بأستغراب وقلق قائله: خير في حاجه ولا أيه.
كان وقتها زين ينظر لوالده بأستغراب وفضل السكون حتى يفهم ما يرمي إليه والده.
عبد الله وهو يترك ما بيده وينظر لهم بهدوء قائلًا: أخويا جمال أتصل بيا وقالي انو عاوزني أروح هناك عشان نقعد قعده مع بعض قبل ما نعمل قعده تانيه مع عيله الصاوي عشان نعمل هدنه بين العيلتين عشان خط الدم ده يقف.
مؤمن بزهول وأقتناع قائلًا: طب بجد كويس فكره حلوه ممكن تفلح يريتنا فكرنا في الموضوع ده من بدري.
قامت سيده بلتربيت على كتفه بأبتسامه قائله له: ربنا معاك يارب.
ربت على يديها بحنان مبتسمًا لها.
زين وهو يعرض على والده قائلًا: أجي معاك.
عبد الله وهو ينظر إلى الجميع قائلًا: لا خليكو كلكو هنا أنا هاروح وأشوف الموضوع هيرسى على أيه وبعدها هارجع إن شاء الله.
صمت الجميع ولم يتكلم أحد بعد كلمته الأخيره وهم يفكرون هل كل هذا سينتهي حقًا.
في اليوم التالي سافر بلفعل إليهم وقام بلأجتماع معهم وترتيب أفكارهم وما سيقولونه ويعرضونهه عليهم .
وفي غُرفه في مكتب كبير الخاص بجمال في أحد مصانعهم كان يجلس عثمان وعمه الأكبر ومقابلهم عبد الله وجمال وسالم.
بدأ عثمان الحديث بوجه خالي من التعبير قائلًا: أقدر أفهم جمعتونا هنا بسبب أيه بظبط.
جمال بنبره هادئه: دلوقتي أنا شايف نتيجه إلي بيحصل أكيد ولا هي ترضيكم ولا ترضينا لما كل شويه أبن من أبنائنا أو حد من رجالتنا أو أي حد عزيز علينا يروح من وسطنا مش شايفين أن جه الوقت أننا نوقف كل ده بدل مانخسر كلنا كل حاجه في الأخر.
عم عثمان وهو يدقق النظر في عينه بثبات قائلًا: عندك أيه يقدر يفيدنا جي تقوله.
أكمل عبد الله مكان أخيه قائلًا بثبات: أننا نعمل هدنه بينا.... هدنه سلام محدش فينا يأذي التاني بأي شكل من الأشكال لسلامه الكل من أي صراعات ممكن تتولد من تاني ولا في مال ولا في عيال ولا في أي حاجه وإلي هيخالف ده هنعتبره خان الكل وهيبقا في عقوبه على العيلتين لأي حد هيعمل كده عقوبه شديده جدًا هتكون مبلغ مالي ضخم جدًا للعائله التانيه والحبس في حاله السرقه او النصب أو الأعدام في حاله القتل او الأشتراك في القتل.
كان عم عثمان وهو ينظر للجميع بعد صمت دقيقتين ويوجه إليهم الحديث الذي لم يلحظ أحد الخبث الشديد الكامن في صوته قائلًا بصرامه: وأحنا موافقين ولاكن عشان نضمن سلامه الهدنه دي وأن ده مش ملعوب منكم وعشان نثق فيكم لازم واحد من عيلتكو يتجوز واحده من عيلتنا.
سكت الجميع بأستغراب ثم أكمل موضحًا: يعني شوف مين من عيالكم لسه متجوزش ونجوزه بنت متجوزتش من عندنا وبكده نقدر نثق أكتر في بعض وكل واحد أبنه عند التاني.
ظل عثمان ينظر إلى ألا شىء وهو يفكر في ما قاله عمه.
تكلم بعده جمال موضحًا: أحنا عيلتنا كلها مفيهاش حد ينفع مفيش غير مالِك وشهاب ودول ١٥ سنه ومؤمن ومتجوز ومعاه بنت وزين ومخطوب.
عم عثمان بأبتسامه خبيثه لا تخفي على أبن أخيه قائلًا: بس مش متجوز.
عثمان بهدوء قائلًا: قصدك أيه يا عمي.
تكلم عمه قائلًا بصوت صارم غير قابل للنقاش: الولد مش متجوز هو خاطب بس يعني عادي تتفسخ وبما أن بنات العيله كلهم أتجوزو وأصغرهم مسك وهي الوحيده الي متجوزتش يبقا نجوزهم لبعض.
قام عثمان من مكانه بغضب قائلًا: كلام أيه ده يا عمي أنا أجوز أختي بلطريقه دي وأزاي أجوزها لواحد منهم وياخدها ونا بردو لسه مش واثق فيهم.
رد عليه عمه وهو ينظر له بثبات قائلًا: عندك حل تاني أحنا هنعمل هدنه ولاكن هنحط شروط من عندنا أحنا كمان عشان نفضل مطمنين عليها وأن الأتنين يبقو في البلد جمبنا وهنبنلهم ڤيلا كبيره تكون بتاعتهم جمب بيت أخويا أبراهيم وبردو الواد يكون في البلد مع أعمامه مش هيروح بعيد عنكو يعني.
قام عبد الله من مكانه وهو يصيح فيهم قائلًا: أنتو مجانين عمالين تتكلمو وتخططو كده ولا كأنه مستقبل أبني ولا كأنه ليه رأي ومعاه واحده بيحبها وبتحبه وعوزين بعض ده غير أنه لا يمكن يوافق يعمل كده.
سالم وهو يحاول يمتص توتر الأجواء قائلًا: أهدو يا جماعه لو سمحتم ونتكلم بلهدوء و نفكر في حاجه تانيه.
عم عثمان بأبتسامه صغيره وعيون يلمع فيها العند والأصرار قائلًا بهدوء: أحنا مش عيزين حاجه غير كده دي أكتر حاجه نقدر نثق فيكو بيها وهي أبنكو يتجوز من بنتنا ويكونو في البلد جمب أهلهم الأتنين وتحت عنيهم وكل الي بينا ينتهي بعدها ومتهيألي يعني سلامه الكل وحياتهم أهم من الحب والكلام الفارق ده ولا أيه يا جماعا مش أنتو شايفين كده بردو.
أحس عبد الله من حديثه ببعض من التهديد الخفي وكان لا يعرف كيف يتصرف ولم يكن يتوقع أن تُقلب عليهم الترابيزه ويكون الوضع هكذا.
عثمان وكان ينظر لعمه الذي كان ينظر له بخبث فهم منه عثمان ما ينويه وراء تلك النظرات ولماذا كل هذا الأصرار ولاكن تظل أخته همه الوحيد لذا حاول أن يتكلم قائلًا بضيق: يا عمي.
رد عليه عمه وهو يشير له بيديه أن يصمت وأكمل بنبره قويه قائلًا: أنا خلصت كلامي يا عثمان وده إلي عندي وأبوك لو كان هنا كان هيقول نفس الكلام.
وعند تلك الجمله فهم عثمان نوايا عمه قام من مكانه تاركهم جميعًا وقام الجميع ولاكن قال لهم سالم أن بعد يومين سيتم الرد على ما قالوه عندما يتكلمون مع الشاب.
* *
في منزل عائله رشدي كان يجلس مع أخوته في غرفه المكتب يتكلم بغضب قائلًا: ده أستحاله يحصل أنتو عايزني أوجع قلب أبني عشانهم، الأتنين دول لو أتفرقو هيتدمرو ده غير أقول أيه للراجل الطيب الي أديناله كلمه ومأمن على بنته لأبني وسطنا وهيجوزهاله أقولو معلش مش عيزين بنتك وهنديلو واحده من البلد أصلنا أنانيين وعيزين مصلحتنا وطظ فيك وفي بنتك.
تنهد جمال وهو يقف بجانبه ويضع يده على كتفه قائلًا: أنا عارف أنه صعب وصدقني علينا كلنا وأبنك هو أبني والبنت يعلم الله دخلت قلبي وحبيتها وأبوها راجل طيب ومحترم أوي بس مش خايف عليهم لو التار ده طالهم أو طالنا كلنا ممكن مؤمن الي عليه الدور المره الجايه ممكن هشام ممكن مالِك وممكن زين نفسه وممكن جدًا بسبب رفضنا للفكره يشوفوها أهانه لبنتهم وينتقمو من نور ويقتلوها أو يعملو فيها حاجه وساعتها هنكون احنا الخسرانين وأبوها مش هايسكتلك..
تكلم سالم هذه المره قائلًا: أبوها ذات نفسه لازم نعرفه كل حاجه وهو من نفسه هايخاف على بنته ومع الوقت كل واحد هينسى التاني لأن ده بردو نصيب ويمكن نصيب كل واحد فيهم مش مع التاني.
جلس عبد الله وهو يحادثهم بضيق شديد قائلًا: أنتو مش مقدرين صعوبه إلي بتقولوه لأنكو مش في مكاني إلي بتقولوه ده صعب.
جلس أمامه جمال قائلًا بهدوء ويحاول أن يقنعه: أبنك راجل يا عبد الله وهيفهم ويقدر الموضوع وممكن لو عاوزها أوي كده يتجوز الأتنين مع بعض ونكون حلينا المشكله دي خالص بس الجوازه دي لازم تتم لأن مفيش حل تاني غير ده وشرطهم للهدنه عشان يثقو فينا هو الجواز وعم الواد ده خبيث بيختبر صبرنا عشان لو رفضنا يضربونا بعدها من ضهرنا والدور المرادي علينا أحنا أخر واحد مات كان منهم وهيكون أنتقام لأبنهم إلي مات إلي انا متأكد أنهم كانو بيخططو لحاجه لولا مجيتنا بلهدنه فكر معايا بعقلك بدل ما الكل يتأذي.
نظر لهم الأتنان بحزن شديد على ما حدث وهو يتخيل كيف سيكون رده فعل أبنه.
* *
في اليوم التالي كان عبد الله رجع إلى بيته وعلى وجهه علامات الحيره والحزن والخوف الشديد على أبنائه من بطش هذه العائله.
كان يجلس في غرفته وأقتربت منه زوجته قائله: مالك يا عبد الله شكلك مرهق ومدايق كده ليه أحكيلي.
تنهد بضيق وبدأ يحكي لها ما حدث.
سيده بصدمه وهي تضع يدها عند صدرها قائله: يلاهوي يا عبد الله دي مصيبه هتقنعه أزاي ده الأتنين متعلقين ببعض جدًا.
تنهد بحزن قائلًا: عارف ولاكن أنا مهما حصل مش هيكون عندي أعز من عيالي الله أعلم لو حبو ينتقمه لو موفقناش مين الي عليه الدور ونا مبعدتش عن البلد من زمان عشان يجي دلوقتي وحد من عيالي يروح مني.
سيده بحزن شديد وهي تضع يدها على فمِها قائله: هتعمل أيه هتقولو.
أماء لها بلأيجاب قائلًا: أه هكلمه بس بكره لأني تعبان أوي وعلى قلبي هموم قد كده.
قامت بلتربيت على كتفه بحنان قائله: خير أن شاء الله يا عبد الله خلينا نتوقع الخير يمكن البت توافق لما تلاقي الدنيا صعبه كده والموضوع يتحل نام انت وأرتاح وبكره يحلها الحلال.
اماء لها بهدوء وأقتناع بحديثها وقام بلنوم بجانبها وباله مشغول فيما سيحدث في اليوم التالي مع أبنه.
* *
فولو ونجمه يا حلوين وتتوقعو أيه هايحصل❤😉