𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذوني

By faridaboubekeur

211K 9.9K 2.4K

"جسدكِ دافئ.." أغلقت عيني هذه المرة، لا أستطيع التحمل أكثر.. سحقا! لما ورط نفسه وورطني معه في موقف مثل هذا؟... More

♪ تمهيد ♪
الباب الأول: "ثانية قبل الغروب". «لماذا تسأل؟» الفصل الأول.
«ما رأيكِ في كوب قهوة؟» الفصل الثاني
«انزلي، أنا أمام الباب» الفصل الثالث.
«أنا معك لَاتُويَا» الفصل الرابع
«ما الذي تخفينه؟» الفصل الخامس
«إشتقت إليك» الفصل السادس
«أعدك، صغيرتي!» الفصل السابع.
«لم يكن يوما لك» الفصل الثامن.
«أقسم أني سأتناسى!» الفصل التاسع.
«العميل'D'» الفصل العاشر
«ريبانزل» الفصل الحادي عشر
«أبعديني..» الفصل الثاني عشر.
«أحتاجك، أمي!» الفصل الثالث عشر
«والآن، حرّري غضبك» الفصل الرابع عشر
«وقت التدريب سيبدأ» الفصل الخامس عشر
«أخت المجرم» الفصل السادس عشر.
«الليلة سأعيشها كلَاتُويَا» الفصل السابع عشر
«عدنا للواقع، آنسة دِي رَاشِيلْ»الفصل الثامن عشر.
«العميل 'D'..دِلِير!» الفصل التاسع عشر
«هذا تذكاري الأخير لك» الفصل العشرين.
الباب الثاني: "الغروب"... «إنها العميلة 'L'»الفصل الواحد والعشرين
«أنت تخصني» الفصل الثاني والعشرين
«أنتِ لا أحد» الفصل الثالث والعشرين
«أنا بشر أيضا» الفصل الرابع والعشرين
«أنا أحبك» الفصل الخامس والعشرين
«وقت المواجهة» الفصل السادس والعشرين
"هل تغارين؟" الفصل السابع والعشرين
«جسدكِ دافئ»..الفصل الثامن والعشرين
«أيّ الألمين أَهوَنُ؟» الفصل التاسع والعشرين.
«إنّها مجرّد صديقة» الفصل الثلاثين.
«فلننتقم معا» الفصل الواحد والثلاثين.
«لا تنس أمانتك» الفصل الثاني والثلاثين.
«عناق لن يكفي» الفصل الثالث والثلاثون
«هل سأموت مجددا؟» الفصل الرابع والثلاثون.
«نحن معا» الفصل الخامس والثلاثون.
«مرت سنين لَاتِي..» الفصل السادس والثلاثون
«هنا.. انا ابكي مجددا..» الفصل السابع والثلاثون.
«سلميني نفسك» الفصل الثامن والثلاثون
«كلنا مرتبطين» الفصل الاربعون..
«وانتهى كل شيء هناك! » الفصل الواحد والاربعون
«فلتغفري .. اختي» الفصل الثاني والاربعون
«أطلبي المساعدة..» الفصل الثالث والاربعون.
«لا تفقد الامل فيها!»الفصل الرابع والاربعون.
«هل كنت بطلتك في هذه الحياة؟» الفصل الخامس والاربعون.
الباب الاخير: "الشروق". « أنقذوني » الفصل الثامن والاربعين.

«سآتي..» الفصل التاسع والثلاثون

3.8K 147 39
By faridaboubekeur

بريطانيا، العاصمة لندن
٣١ ديسمبر ٢٠٢٠
٢٣:٠٣

———

الكاتبة:

"وانت آنستي، ماذا تريدين ان تطلبي؟" سألها النادل برسمية.
رفعت أنجلينا عينيها البنيتين اللتان تشبهان لون بن اسود ممزوج ببعض قطرات من الحليب، وناظرت الشخص الذي يقبع في الكرسي المقابل لها وكأنها تنتظر رأيه حول ما ان حق لها التحدث ام الصمت فقط!
ابتسم لازارو بشيء من الرضى وهو يرى الفتاة تخضع اخيرا له بل حتى انها أصبحت تطلب الاذن منه كي تتنفس!

لطالما كان لازارو من النوع المتحكم والسادي الذي يرغب ان تأخذ الاحداث المنحى الذي رسمه بيده! الا ان أنجلينا كانت كثيرة العناد والرفض... كانت تعبر عن رأيها بأريحية معه! لطالما أحس لازارو ان هذه الفتاة تعرف شخصيتها لدرجة انها لا تجامل بل وتصارح بشكل غير جارح! كانت عكس نوعه تماما، لكن شاءت الاحداث ان تتبع مسار لازارو كعادتها فهاهي ذا أصبحت ترضخ له وكأنها قطعة يملكها!

"ستأخذ كوب قهوة مرة.." أجاب بالنيابة عنها وهو لا يزال يناظرها بنفس تلك الابتسامة. ما ان ابتعد النادل بعدما دون طلبهما حتي تنهدت أنجلينا بشيء من التعب والالم على حد سواء! كانت تكره فكرة انها اصبحت تابعة له! فكرة ان حريتها التي لطالما كافحت لأجلها قد ذهبت مهب الرياح منذ دخول هذا الشخص حياتها!

ومنذ دخوله، ايقنت تماما ان هذه الحياة لن تبجلها ولن تميزها عن غيرها!

"لطالما كان القتل الخيار الاول الذي على قائمتي، وحدك انت من جعلتني أختل بالترتيب!.. تعرفين انني اكره التغيير، واي مسبب له دون رغبة مني كان ليلقى حتفه. لكن ولسوء حظنا، فقد غيرت مصيرك الذي اصبحت تطلبينه!" كان يتكلم وكأن تلك التي تجلس هناك لم تخسر كل شيء بسببه! وكأنه لم يكن يذكرها بمدى بشاعة هذه الحياة في حقها!

"لما اتيت بي الى هنا؟" سألت بتعب بعدما كتمت ألمها وان كانت عينيها تعبر عما لم يفصح به لسانها!
"لا شيء! رغبت في تناول العشاء مع رفقة.. وكنت انت الرفيق الاقرب!" اجاب بهدوء ودون اهتمام!
صمتت الفتاة وانتظرت النادل حتى اتى بقهوتها بينما كان لازارو يركز بعينيه كلى كل حركة صدرت منها.. كان مركزا، وان رآه أحد لظن انه يفكر في شيء ما، لكن عقل لازارو لم يقبل يوما ان يبتعد بأفكاره! كان يستطيع التحكم بعقله لدرجة انه يستطيع امضاء ساعات وهو يراقب العالم دون اي تفكير حقا!

كان يشاهدها فقط دون ان يفكر فيها!
علم انه ان فكر فيها لتجاوز حدودا وضعتها الحياة في صفقتها معه!

مرت حوالي النصف ساعة وهما على نفس الطاولة اين كان لازارو يتناول عشاءه بهدوء، وعلى نفس الطاولة كانت تلك الفتاة ذابلة بعينيها التي أحاطتها الهالات الدالة على تعبها!
"فلنذهب الان!" وعلى نبرته المتسلطة والامرة، وقفت راضخة لقدرها وذهبت معه نحو سيارته... لم يتحدثا كعادتهما، ولم تكن لتتغير تلك العادة لولا ان أنجلينا قد احست به يسلك طريقا غير الطريق نحو المكان الذي تقطن فيه.. انها المرة الاولى بعد حوالي الثلاث أشهر، أين تبتعد هذا القدر في الخارج!
"الى اين نتجه؟" سألته بهدوء.

لم يجاوبها! بل واصل القيادة بنظرات فارغة لا تتكلم!
فضلت الفتاة الصمت فهي تعلم تماما انه يكره ان يعاد سؤاله بعد سكوته. بعد مدة من الصمت والهدوء، توقفت السيارة في مكان ما يبدو علية وكأنه هضبة تعلو عن المدينة بشكل يسمح ان يتطفل الناظر الى كل جهاتها وارجائها.

خرجا من السيارة بهدوء ولم تكن الا لحظات حتى فتحت أنجلينا عينيها من جمال المنظر.. كانت انوار المدينة لامعة وكأنها تتبختر ببريقها الملون، اما رياح شتاء المنطقة فكانت تضرب وجنتيها لدرجة انها احست بتجمدها من شدة البرودة..
أحبت المنظر خاصة وانها نسيت شكل الطبيعة لأشهر الان!

"المكان بارد رغم جمال المنظر" صرحت لهدوء..
لم يجب لازارو مباشرة، بل ظل يفكر مطولا ليقول بعدها: "علينا التحمل أحيانا فداء الجمال.. والحب"
"ومنذ متى صرت تتكلم عن الحب؟" سألته وطيف السخرية واضح في نبرتها.
ابتسم ساخرا هو الاخر ثم أجابها وهو ينظر الى السماء المليئة بالغيوم: "أنا أحب يا أنجلينا.."

كانت هذه اول مرة يصدر عن لازارو جملة كهذه! عقدت حاجبيها وكأنها لا تصدق حقا انها سمعت ما بدر منه بشكل صحيح!
ازاح الرجل نظره من السماء وأعاده نحو الفتاة.. أمال رأسه قليلا ثم أكمل كلامه بابتسامة فارغة: "أحب الدماء يا انجلينا.. احب الصراخ والخوف! الحب لا يقتصر على الامور الحميدة! الحب هو ذلك الشعور الذي يحسسك انك تحب الحياة وترغب في التمسك بها! الحب هو أن تنهض صباحا وأول ما يخطر على بالك هو ذاك الحب.. انني أحب يا أنجي.. أحب ولو كان حبي لأمور لا يرى جمالها سواي"

وكأنها انتظرت أحسن من هذا!

انه لازارو، وأصبحت تيقن تماما ان لا أمل في ان يشفى قلبه من المرض..
تمنت يوما ان تكون هي الدواء لدائه، لكن اليوم باتت تبحث عن دواء لروحها بسببه!

في تلك الاثناء، ووسط عناق نظارتهما معا، لمحا بياضا صغيرا يتساقط من السماء بكل سلاسة وبطء.. أبعدا نظرهما عن بعض وشاهدا معا تساقط الثلج الذي ولد فيهما الشعور بالراحة..
أرادت الفتاة ان تبكي بعد رؤيتها لأكثر ما أحبته منذ الطفولة.. اما هو فرفع أصابعه وجعل من يده تتلامس مع الثلوج الباردة بينما يتأملها بهدوء..

وهناك تحديدا... انطلقت الالعاب النارية في كل سماء لندن معلنة دخول سنة جديدة بعد وصولها منتصف الليل!
بعد تفكير قصير المدى، ربطت الفتاة الاحداث وعلمت اخيرا لما، ومن بين كل الايام، اختار هذا اليوم كي يخرجها من سجنها..
ما الفائدة طالما تدري تماما ان عاما اخر من حياتها يقبع خلف تلك القضبان؟

"الثلج جميل.." نطق لازارو..
"ممتنة انك فكرت بي وشكرا لك، لكن يكفي كلاما الان! لا شيء من هذا سيغير قدري لذا فلنعد" قالت بلرود.

رفع عينيه اليها وظل ينظر اليها فأعين لم تفهم معناها! ليست برودا ولا فراغا! كانت أعينه تتكلم لكن بلغة اجنبية عنها!

"كل سنة وانت بخير" وابتسم لها بهدوء..

التسامة بريئة نابعة من قلب ابيض مثل بياض فتلات الثلج التي تتساقط بينها..
من هذا؟

——————————————————————

فِرَنسَا، بَارِيس
ضَوَاحِي بُرج إِيفل
٢٣:١٥
———

ضلت لَاتُويَا تجري بخفوت محاولة ألا تثير أي شبهات من شأنها ان تلفت اي انظار اليها! كانت تتبع فتاة بشيء من الحذر غير مبالية بدِلِير الذي كان وراءها مباشرة، والذي كان يحاول ان يتجاوز اكتظاظ الناس في المكان..

لم يكن برج ايفل يوما وجهة محبي الهدوء خاصة في مثل هذا الوقت من العام.. كان المكان مكتظا لكن جمال الالوان لا يسمح لك في ايجاد اي عذر للرحيل..

"لَاتُويَا اللعينة" همس دلِير بين شفتيه بينما واصل متابعته!

بقيت الفتاة تركض الى ان توقفت فجأة ما ان وصلت الى هدفها..
"ما الذي-"
"نورسين ايتها الصماء الشمطاء" صرخت لاَتُويَا لي وجه الفتاة التي لازلت غير مصدقة لما تراه عيناها!
"لَاتُ.." وقاطعت كلمتها ما ان همت لَاتُويَا بمعانقتها. في تلك اللحظة لم تبالي بتخريب صورتها الباردة امام نورسين.. لقد اشتاقت لها، ورغم انها لم ترغب في الاعتراف لكنها تدري تماما انها اشتاقت لها!

كانت نورسين ترمش بشيء من عدم الاستيعاب وكأنها لا تصدق ان التي في حضنها هي لَاتُويَا التي غابت بدون انذار..
ابتسمت وبدأت الدموع تتجمع في مقلتيها، رفعت يديها نحو ظهر لَاتُويَا وبادلتها العناق بدفء بينما سالت دموعها وهي تقول وسط شهقاتها: "لَاتُويَا.. لَاتُويَا لقد اشتقت لك.. لماذا ذهبت واين كنت؟.."

ابتسمت لَاتُويَا من كلامها وبكائها الذي يميل أكثر للنحيب، لم تدري انها اشتاقت لها لهذه الدرجة الا بعدما لاقتها! أحست بكمية الاختلاف والراحة الذان تحملهما هذه الفتاة في حياتها..

بعد فترة ليست بقصيرة فصلت الفتاتان العناق بينما ظلت نورسين تمسح دموعها وانفها بشكل طفولي كعادتها!
"كيف حالك، نورسين؟" سألت لَاتُويَا مبتسمة بحنان.
"دعينا من الرسميات.. ماذا حدث معك؟ اين كنت ومع من؟"
"كنت في بريطانيا ومع عائلتي.. اما بخصوص ما حدث معي، فأعتقد اني ان بدأت بالحديث فلن تنتهي الحكايه. اعفني عن الكلام ودعينا نستمتع، حسنا" أجابتها متهربة.

في تلك الاثناء، وبعد مدة من الوقوف متفرجا على اجتماع الفتاتان مجددا، قرر دِلِير ان يتقدم اليهما ليذكر لَاتُويَا بوجوده. قال بعدما اصبح على بعد بسيط منهما: "ربما عليك ان تخبريها بأهم ما استجد في حياتك.. في حياتنا"
التفت نورسين اليه غير مصدقة وجوده كذلك!
في البداية شكت كثيرا انهما قد يكونا معا، لكن بعد اصرار دِلِير على انه لا يدري بمحلها، فقد فقدت نورسين الامل فيهما.. لكن ها هو.. بل ها هما معا يشيران الى وجود شيء ما بينهما بعد كلمته 'حياتنا'.

ظهرت معالم الاستغراب على وجه نورسين وكانت ستسأل حول ما يحدث لولا ان لَاتُويَا باشرت بالاجابة حتى قبل السؤال: "قبل ان تصرعيني بأسئلتك، كنت معه كل هذه المدة لأسباب شخصية"
"و.." أصر دِلِير بشيء من الطفولية وكأنه يبتغي بذلك ان يدفعها لأن تعترف بانتماءها له!
تأففت لَاتُويَا بشيء من الخجل والتوتر ثم استرسلت دون النظر في وجه نورسين: "لقد تزوجنا.."

"ماذا؟.." صرخت نورسين على اثر المفاجأة غير المتوقعة..
"ماذا؟.."

التفت الجميع الى الصوت الذي لم يصدر من ثلاثتهم بل من مكان ما خلفهم، ليجدوه واقفا يناظرهم بعيون متفاجئة وهو يحمل بين يديه ما لا يقل عن خمس علب من البوضة..

"ماذا ماذا؟.." سأل دِلِير وكأن ليس هناك ما يدعو للتفاجؤ!
تقدم جاكسون بغضب اليهما وقال صارخا: "ناهيك على انني من تحملت مسؤولية غيابك بعد ان أدخلتك معي في نفس الفريق، فها أنا أكتشف كذبك المستمر أنك لا تعلم مكانها.. لقد اكتشفت خيانتك أيها اللعين!.. حتى انك لم تدعني الى حفل الزفاف" وأظهر على وجهه ملامح الرغبة في البكاء.

ابتسم دِلِير من شكله اما لَاتُويَا فقد اشمأزت بملامحها وقالت بانزعاج: "توقف نحيبا.. ليس وكأنها تعتبر خيانة يا غريب الاطوار"
استدار جاكسون اليها وزاد من ملامح الرغبة بالبكاء بينما يتقدم اليها قائلا: "لَاتُويَا.. صديقتي المخطوفة.. اشتقت لك. كانت ايامي سوداء بدونك!"
وكان سيحضنها لولا انها ابتعدت صارخة عليه: "ابتعد عني ايها المنحرف.."

"ماذا تفعل هنا، انت؟ وما خطب علب البرضة في مثل هذا البرد" سألت نورسين بشيء من عدم الراحة.
منذ ايام مضت، وتحديدا بعدما اخبرته ان يذهب الى اناستازيا وحررته من حبها، لم يقم جاكسون بمحاولة التواصل معها نظرا لرغبته في تصفية ذهنه!
لم تكن اناستازيا كل ما كان يشغله حقيقة! ما زاد من حالته في الايام الماضية هو تعديه لحدوده مع نورسين اثناء رحلتهم رغم وعده لوالدتها!
أحس كمن أضاع امانة احدهم..

التفت اليها بعد سؤالها وظل ينظر اليها بعدما سكنت ملامحه وعاد الهدوء الى محياه.
"مرحبا.. كيف حالك؟" سألها بهدوء..
رغم ان كلا من دِلِير ولَاتُويَا أحسا بغرابة الوضع بينهما إلا انهما فضلا السكوت لعدم معرفتهما بآخر مستجداتهما.
لم تجبه تماما، بل اشرت اليه انها بخير ثم اتجهت ناحية لَاتُويَا وباشرت بسؤالها عن كل شيء واللا شيء!

لحوالي النصف ساعة، حاول كلا من نورسين وجاكسون ربط االاحداث القليلة التي صرح بها دِلِير ولَاتُويَا، ورغم ان حدث زواجهما لم يكن مفهوما ولا مقنعا الا انهما لم يسألا أكثر..

"كل ما يهمني الان ان تكون علامتي في الامتحانات جيدة!" صرحت لَاتُويَا بتذمر..

ابتسموا اثر كلامها وظلوا ساكتين لفترات تحصى...
كل يفكر فيما آلت اليه حياته بعد ما لا يقل عن ثلاث أشهر! كل منهم قد تغير شيء فيه.. سواء في شخصيته او تفكيره .. او حتى حياته بأكملها!

نورسين التي اعتادت ان يُتنمَّر عليها وهي ساكتة راضخة.. تلك الفتاة الوحيدة منذ نشأتها والتي لم تشأ الاقدار ان تجعلها تحضى بصديق.. وجدت نفسها الان محاطة بآخر من توقعت ان تصاحبهم! لقد اختلفت.. ولو كان الاختلاف هو كسب أصدقاء.. وحب محرم!

جاكسون الذي اعتاد امتصاص الحزن لنفسه وتمثيل القوة امام اي عين بشرية، وجد أخيرا ضالته في الشكوى فتحرر لسانه، وتحررت بذلك روحه التي كانت عالقة بين الامل واليأس! اختلف شيء فيه.. ولو كان هذا الشيء بسبب فتاة كسرت صمته بعناقها!

وهناك.. اثنين ممن عهدا على ان يكونا تماثيل لا تأبا الدموع ان تسيل على خديها، اثنين ممن وعدا الحياة ان مشاعرهما ستبقا لهما ولو امتصت روحهما وهشمت!
هما من فقدا الامل في الحياة يوما.. ومعا استعادا ما سُرق منها، فعادت الدموع ترضخ للحزن مجددا.. وعادت الدموع للسيلان مجددا!

وكأنهما كانا جزئين منكسرين من قطعة مختلفة، فسواهما القدر بسحره كي يشكلا معا قطعة جديدة يلقا كلا منهما فيها ملجآ كان يبحث عنه لعقود مرت!

انطلقت الصافرات معلنة العد العكسي للثواني المتبقة على انتهاء العام..
اقترب دِلِير من لَاتُويَا التي كانت تقابله بظهرها وبدأ في الهمس في أذنها مع كل عدد يخرج من افواه الناس..

"ستة" صرخ الحضور..
"حياة لي انت" همس دِلِير..

"خمسة"
"امنيتي بك تحققت" همس دِلِير..

"اربعة"
"اعذري ما قدمت" همس دِلِير..

"ثلاثة"
"سامحي ما أخرت" همس دِلِير..

"اثنان"
"فلتكوني لي.." همس دِلِير..

"واحد"
"قلبي ملك لك.." همس دِلِير امام اذنها..

تعالت الصرخات مع انطلاق الالعاب النارية التي زينت السماء بأنوارها وألوانها..

"كل عام وانت معي.. كل عام وانت ملكي وملكتي.. كل عام وانت عائلتي" قال بعدما ادارها اليه وناظر عينيها!

احست بالتوتر من نظراته خاصة بعدما حدث معهما منذ ليال مضت.. منذ ذلك الوقت وهي تحاول جاهدة ان تتفاداه لعدم رغبتها في مواجهته.. لم يكن الامر خاطئا، لكنها احست بشيء من الغرابة والخجل كلما لمحته!

"ماذا سيحدث لنا بعد هذا؟" سأل دِلِير بابتسامة..
"سنعيش؟ سنعيش كما اعتدنا ان نفعل.." اجابته وهي تنظر الى كل شيء ما عدا عينيه.
"ماذا ان لم يقدر لنا ان نعيش ما يكفي؟"
"سنلتقي يوما.. في مكان ما في هذا العالم سنلتقي، وهناك سيكون القدر الى صفنا.. لا لازارو، لا وليام ولا شيء يتعلق بالمنظمة.."

ابتسم عاقدا حاجبيه بعدما خالجه شعور غريب لم يستحسنه.. كره ما لمحت اليه كلماتها! مقت فكرة ان حياتهم دائما ما تكون على حافة النهاية..

احس ان الذي لم يقل بعد اكثر مما قيل حقا! علاقتهم في بدايتها، وكلمات كثيرة استوطنت روحهم وما كفت تختبئ تحت الظلال ولم ترض ان تخرج للعلن!

تذكر لتوه انه، والى هذه اللحظة، لم يعترف بحبه لها قط!
لم تفعل هي كذلك.. لا يدري لما لا احد منهما تجرأ على الاعتراف رغم ان كلاهما على يقين ان ما يكنه كل واحد للاخر حقيقي!

مرت ثلاث ايام منذ عودة دِلِير ولَاتُويَا الى فرنسا، وخلالها، فضل دِلِير ان يستغني عن حياة الرفاهية في منزله وان ينظم اليها في شقتها الصغيرة متحججا بذلك ان فراقهما الان سيشكل تهديدا على المهمة!

كل يعلم ان لا علاقة للمهمة برغبتهما في البقاء معا! لقد تعودا على وجود الاخر في ارجاء المنزل، وان يفترقا في هذه اللحظة شيء لم يضعاه بين الخيارات.

مرت تلك الايام بشيء من للهدوء خاصة باختلاء لَاتُويَا مع دراستها! لقد عادا الى فرنسا من اجل الامتحانات النهائية التي ستكون بعد ايام قليلة، وقد قررت ان لا تضع مجالا للفشل هذه المرة!

ليس فقط من اجل امها هذه المرة.. بل من أجل امل جديد تولد فيها بتواجدها مع المدعو زوجها..

"رأيت.. لم يكن الامر صعبا يا صغيرة!" قال دِلِير بشيء من التشجيع بينما يخرجان من قاعة الامتحان..
انه اخر يوم للامتحانات، وبحلول الان فكل توتر لَاتُويَا قد تلاشى بعدما ادركت ان ما قدمته في الايام الماضية كان ممتازا كفاية!

"اولا لست صغيرة، ثانيا فلتخف على نتائجك انت لا انا!" اجابته بشيء من السخرية! رغم ان عادته في مناداتها 'صغيرة' اصبحت تشعرها بالدفء اكثر من اي وقت كان، الا انها لا ترغب في اظهار هذا الجانب منها!

ليس بعد!

"كانت ورقتي ستنطق وتقول 'يكفي أخطاءا'.. لقد عذبتها المسكينة" قال جاكسون بقلة حيلة متقدما نحو الزوجين مع نورسين التي تناظره بنصف عين من جانبه!
كانت نورسين سترد عليه غير انها فضلت الصمت لعدم رغبتها في اثارة اي جدال معه!

اخبرها في الايام الماضية انه اتخذ قراره في حياته بالفعل!
لم يخبرها اي قرار كان ذاك، لكنه لم يقم بشيء يلمح به برغبته بها!
لم يخترها ربما! ولحد هذه اللحظة لازالت لا تيقن حقيقة مشاعره سوى من كلمة قالها يوما في المنزل الريفي وبشكل عابر!

منذ اللحظة التي جعلها فيه محط اختيار ادركت ان لا امل في حبها!
من يحب لا يجعلك خيار! من يحب يتخلى عن كل الخيارات ويضعك انت في قائمة 'الاساسيات' لا الخيارات!

"ماذا ستفعلون اليوم يا جماعة؟ هل نقوم بحفلة؟" اقترح جاكسون بحماس وكأنه لم يكن يشكي لتوه من كثرة إخطائه!
"لا يمكن!.. علينا الارتياح من اجل العودة الى بريطانيا!" اجابه دِلِير بهدوء.
وعلى اثر اجابته بانت على وجه كل من جاكسون ونورسين ملامح التفاجؤ وكأنهما لم يصدقا انهما سيختفيان مجددا!

كانت نورسين على وشك التذمر لولا سماعهم لصوت لم يعهدوه في مثل ذلك المكان..
انطلق صوت الرصاص من كل الجهات ما جعل من النوافذ الزجاجية تنكسر.. بدأت صرخات الطلاب تتعالى بينما هموا يجرون للاختباء من وابل الرصاص الذي كاد يودي بحياتهم.

"نورسين.." صرخ جاكسون باسمها وانطلق اليها جاذبا لها الى مكان ما في الزاوية..
"هل حدث لك شيء؟" سألها بذعر وهو يرى ملامحها الخائفة وبشرتها التي فقدت لونها من شدة الذعر!
اومأت برأسها بينما تتنفس بصعوبة وهي ترى نحو عينيه التي ما كفتا تحاولان طمأنتها.

"لَاتُويَا.. اين لَاتُويَا ؟" صرخت نورسين بخوف اكبر بعدما تذكرت ان صديقتها ليست الى جانبها..
نظرا الى المكان الذي كانا فيه ليجدا ان الزوجين يقفان بجانب احدى النوافذ ذات الزجاج المنكسر بينما يحمل كلا منهما مسدسا في يديه بملامح بعيدة كل البعد عن الخوف!

كانت ملامح غضب ان صح التعبير!

كل من كان حاضرا هناك تفاجأ من شكل العميلين وتلك المفاجأة لا تقل عن مفاجأة نورسين وجاكسون.. لم يتخيلا يوما ان صديقيهما قد يحملا مسدسا.. ليست لَاتُويَا على أقل تقدير!

"من تتوقع ان يكون هذا المغفل؟" سألت لَاتُويَا بانزعاج بينما تحاول استراق نظرة من الجيش خارجا!
"لا أدري حقا! الوزير يدري تماما ان ابنته هنا، وما كان ليتجرأ ان يقول بفعل يهدد حياة ابنته"
"وهنا يظل لازارو هو الخيار المتبقي.. اللعنة عليه! يستطيع فعلها وذاك مؤكد!" زمجرت لَاتُويَا بغضب!

في تلك الاثناء بدأ وابل الرصاص بالانطلاق مجددا ما دفع بالعميلين لرد الهجوم رغم انهما لم يصوبا على مناطق تودي بحياة الخصم!
كانت هذه تعليمات فالنتينو منذ البداية! لا يسمح بقتل الخصم عمدا ولو عنى ذلك الموت!

"ماذا يحدث هنا، انسة دِي رَاشِيل؟ هل لك يد في الموضوع ؟" كان هذا صوت مدير الجامعة وهو يتقدم منحنيا ليتفادى اي ضربة قد تصيبه.
نظرت اليه لَاتُويَا ثم ابتسمت ساخرة لتجيبه بهدوء: "لما لا تسترجع بعضا من ذكرياتك مع أعدائك لعلك تكتشف من له منفعة من مثل هذا الهجوم.. اوليست جامعتك بعد كل شيء؟"

"يكفي لَاتُويَا.. اسلكي الممر على يسارك وسأتوجه نحو اليمين..اما انت" والتفت دِلِير نحو المدير مسترسلا بحزم: "حافظ على سلامة الطلاب ولو كان على سبيل حياتك!"

لم يفهم المدير كيف لدِلِير ان يتوافق مع لَاتُويَا خاصة وانه يعلم ان الفتاة على معرفة بفالنتينو ما يجعلها مرتبطة مع المهمات الخاصة.. لكن في ذلك الوقت ترك تساؤلاته جانبا ونفذ ما طلبه دِلِير..

تمتمت لَاتُويَا بشيء من الانزعاج وهي تقول: "لا أحد يملي علي اوامره!" لكنها قررت الرضوخ لأمره!
فور ان انطلقت نحو المخرج الايسر حتى اوقفها صوت نورسين وهي تناديها باسمها. علمت ما كانت بصدد ان تسألها لذلك ابتسمت لها ابتسامة هادئة لتهدئها وتطمئنها ان كل شيء سيكون بخير..

لم تدري نورسين اي خير يكمن بين كل ذلك الرصاص لكنها وثقت في صديقتها وحاولت تهدئة نفسها كي لا تزيد من الطين بلة.
"لا تقلقي انا هنا!" قال جاكسون وكأنه يؤكد موقفه معها!
"لن يحدث لها شيء أليس كذلك؟" سألته بينما تتشبث بأصابعها المرتجفة في قميصه وهي تناظره في عينيه..

رغم انه ليس متيقنا تماما، لكنه فضل ان ينطق بالكلمات التي ترغب ان تسمعها لذا قال مطمئنا: "ستكون بخير، زوجها معها الان! ليست وحدها كما اعتادت ان تكون!... ستكونين بخير انت أيضا!"

في الجانب الاخر من الجامعة وتحديدا في مكان تجسس لَاتُويَا على الخصم في الخارج!
لقد لمحت بحلول الان بذلتهم التي رأتها في مكان ما! كانت مؤلوفة بالنسبة لها لكنها لم تعرف تحديدا الى من تعود!

"تذكري لَاتُويَا.. تذكري" همست لنفسها!

"هل تحتاجين الى تلميح؟"

التفتت لَاتُويَا مسرعة نحو مصدر الصوت الانثوي وهي توجه نحوها المسدس بينما تستعد لاطلاق النار فور احساسها بالخطر!

امالت برأسها قليلا لتتوضح لها صورة الفتاة كاملة!
كانت آنسة بشعر قصير يصل الى كتفيها ذو لون أشقر..
عقدت حاجبيها وهي تحاول ان تعيد شريط ذكرياتها لعلها تلمح وجه هذه الفتاة.. لم تفعل! ذاكرتها لا تحمل مثل هذا الوجه اطلاقا!

"قبل اي تلميح.. عل يمكنك ان تلمحي حول هويتك؟ ذاكرتي اصبحت سيئة بعد كل الامتحانات التي اجتزتها!" قالت لَاتُويَا بنبرتها الساخرة المعتادة.
لم تقم الفتاة بأي رد فعل! بل وقفت هناك كجماد لا يشعر تماما بما يحدث حوله!

"فلتنزلي المسدس، ليس لدي الكثير من الوقت!" أمرت الفتاة المجهولة ببرود وكأنها على يقين ان لَاتُويَا سترضخ لها!
ابتسمت هذه الاخيرة ساخرة وكأنها لا تصدق نبرة من أمامها، ثم قالت بهدوء: " ما رأيك ان تتوقفي عن اضاعة فرص نجاتك وتخبريني من انت! كما ترين فهناك بعض الفئران ينتظرون ان أصطادهم!"

وكعادتها، لم تقم الفتاة بأي رد فعل يذكر!
بدأت بالتحدث مجددا ببرود: "لا داعي لاصطياد تلك الفئران، ليست سوى وسيلة للوصول اليك.. وها انا قد فعلت!"
لم تفهم لَاتُويَا الى ما ترمي اليها لذا سألت مجددا: "هل يمكن التوضيح اكثر، لم تعد الحجج لعبة تستهويني!"

"فلتأتي معي.. وبعدها سيعود كل شيء الى مجراه"

ابتسمت ساخرة وهي تجيب: "ومن قال ان مجيئي سهل لهذه الدرجة؟"
"المسألة تهمك، ولا اعتقد انك مستعدة لتفويت مثل هذه الفرصة!"
"لقد فوت فرصا عديدة في حياتي، وتفويت فرصة جديدة الآن لن يشكل فارقا كبيرا"

تنهدت المجهولة باعياء ثم قالت مباشرة وببرود: "هل انت مستعدة لتضييع فرصة ان تعلمي ما حدث كليا مع تولين؟.."

فتحت لَاتُويَا عينيها اثر الجملة التي لم تكن تتوقعها وظلت ترمش لثوان عدة..

تولين..

ما كان احساسها وهي تسمع اسم صديقتها من بين شفتي مجهولة لا تعلم هويتها؟

ألهذه الدرجة حياتها لازالت أحجية.. وكل قطعة من الاحجية حملها شخص ما الى جهة من العالم!

"تولين؟ ماذا تعرفين عن تولين؟.." سألت لَاتُويَا بنبرة مرتجفة ومهددة للفتاة!
"ليس كثيرا الصراحة! لكن ان اتيت معي فستكتشفين انت الكثير.. ما رأيك؟" اقترحت الفتاة بابتسامة مجاملة..

ماذا ان ذهبت معها الان؟ الن يكون هذا فخا؟ الن تضع بذلك المهمة في وجه الخطر؟.. الن تعرض حياتها للخطر؟..

ماذا ان لم تفعل؟ حياة تولين وموتها سيدفنان مجددا.. ليس هذه المرة! لن تتهرب هذه المرة بل ستواجه ما حدث منذ سنوات!

لا تعلم اي مستقبل كان ينتظرها بين عيني هذه المجهولة، لكنها ستقبل بأي مستقبل على ان تعيش في دوامة الجهل والخيارات!

"سآتي.." صرحت باجابتها بينما تنزل المسدس المصوب الى وجهها بهدوء.
"فلتسمحي لي اذن!" قالت بينما تقدمت اليها وهي تخرج من جيبها ابرة ما..
عادت لَاتُويَا الى الخلف وسألت بهدوء: "ما ذاك؟"
"مجرد اجراءات شكلية.. لا تقلقي، ما ان تنهضي ستجدين عددا لا يحصى من الاجابات بانتظارك.. ثقي بي!" اجابتها بهدوء.

رغم الاحساس الغريب وغير المستحسن الذي راودها، الا انها تنهدت ثم رفعت مرفقها اليها سامحة لها ان تقوم بحقنها بالابرة..

"ستكونين بخير.. أعدك!" قالت الفتاة بعد ان تهاوت لَاتُويَا على يديها..
ولم تكن الا لحظات حتى فقدت اتصالها بما يدور حولها..

———————————————————————

من الكاتبة:

مرحبا ❤️
كيف كان اسبوعكم ؟

شخصيا، لقد كان اسبوعا طويلا ومتعبا!
أعتذر لتأخري بيوم كامل على موعد التنزيل، كان لدي بعض الظروف التي لم تسمح لي..
وأشكر كل من ترك تعليقا، ورغم انني لم أرد عليها بسبب انشغالي، الا انني قرأتها كاملة، وابتسمت كلما قرأتها!
مجرد ايام، واعد انني سوف أرد عليها كلها❤️

فلنعد الى الفصل..
ما رأيكم في شخصية لازارو التي تظهر كلما كان برفقة أنجلينا؟
ما رأيكم في ابتسامته 'البريئة'، وكيف تخيلتموها؟

هل تظنون ان لازارو يشعر بقليل من تأنيب الضمير ناحية أنجلينا ؟ وهل ستكون هذه الفتاة نقطة لتغيره ربما؟

ما رأيكم في لقاء الاصدقاء بعد هذه الفترة؟

هل تظنون ان علاقة نورسين بجاكسون ستتحسن في نقطة ما؟ ام ان جاكسون قد اختار اناستازيا بالفعل؟!

كانت الاحداث سريعة، بداية من تغير العام، انتهاء الامتحانات والى الهجوم الذي كان على الجامعة!

من تظنون كان وراء ذاك الهجوم؟
ومن هي تلك الفتاة المجهولة التي تحمل سرا من اسرار ماضي لاتي؟

واي خبر هذا الذي ستقوم بكشفه لها؟ وهل سيغير شيئا من مجريات القصة او اهداف البطلة؟

وبهذا وصلنا الى نهاية الفصل..
مازالت هناك احداث تلي كل الاحداث.. وطالما انني في فترة امتحانات لا ارغب في تسريع الاحداث! لذا اتمنى ان تعذروني لقصر طول الفصل. ووعد مني انني سوف أعوضكم!❤️

دمتم سالمين، والى يوم الخميس ان شاء الله❤️

فوت وكومنت فضلا ✨✨...

Continue Reading

You'll Also Like

14.8K 584 18
*محفوظة لدى حقوق النشر* القصة تتحدث عن فتاة تم قتل أهلها وهي بعمر الثانيةعشر من قبل القاتل السفاح الذي يقتل الأهالي في ليلة معينة من كل شهر .... ما ع...
8.8K 343 25
عندما يجتمع مختلان متعطشان للدماء ينتج عنه..... أوليفيا و سالار♡ *الرواية خفيفة و بها القليل من العنف والرومانسية أتمنى تعجبكم... إن تجرأتي على الرقص...
4.1K 106 8
●هل تتسأل لما في كل رواياتي اذكر ايطاليا ؟ 💁🏽‍♀️ ●و هل تتسأل لما بعد ناس يحبون ايطاليا؟ 🤷🏽‍♀️ ●و هل تتمنى يوما ان تزور ايطاليا؟ 🤔 ♡هناك اسباب ا...
2.5K 152 10
هي بنت غير اجتماعية .. كتخاف من الناس و العلاقات داكشي علاش حدودية مع كلشي .. عندها غير جوج صحابات عايشة معاهم فقط و من غيرهم والو .. كتعجبها الشتا...