𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذوني

بواسطة faridaboubekeur

213K 10K 2.4K

"جسدكِ دافئ.." أغلقت عيني هذه المرة، لا أستطيع التحمل أكثر.. سحقا! لما ورط نفسه وورطني معه في موقف مثل هذا؟... المزيد

♪ تمهيد ♪
الباب الأول: "ثانية قبل الغروب". «لماذا تسأل؟» الفصل الأول.
«ما رأيكِ في كوب قهوة؟» الفصل الثاني
«انزلي، أنا أمام الباب» الفصل الثالث.
«أنا معك لَاتُويَا» الفصل الرابع
«ما الذي تخفينه؟» الفصل الخامس
«إشتقت إليك» الفصل السادس
«أعدك، صغيرتي!» الفصل السابع.
«لم يكن يوما لك» الفصل الثامن.
«أقسم أني سأتناسى!» الفصل التاسع.
«العميل'D'» الفصل العاشر
«ريبانزل» الفصل الحادي عشر
«أبعديني..» الفصل الثاني عشر.
«أحتاجك، أمي!» الفصل الثالث عشر
«والآن، حرّري غضبك» الفصل الرابع عشر
«وقت التدريب سيبدأ» الفصل الخامس عشر
«أخت المجرم» الفصل السادس عشر.
«الليلة سأعيشها كلَاتُويَا» الفصل السابع عشر
«عدنا للواقع، آنسة دِي رَاشِيلْ»الفصل الثامن عشر.
«العميل 'D'..دِلِير!» الفصل التاسع عشر
«هذا تذكاري الأخير لك» الفصل العشرين.
الباب الثاني: "الغروب"... «إنها العميلة 'L'»الفصل الواحد والعشرين
«أنت تخصني» الفصل الثاني والعشرين
«أنتِ لا أحد» الفصل الثالث والعشرين
«أنا بشر أيضا» الفصل الرابع والعشرين
«أنا أحبك» الفصل الخامس والعشرين
«وقت المواجهة» الفصل السادس والعشرين
"هل تغارين؟" الفصل السابع والعشرين
«جسدكِ دافئ»..الفصل الثامن والعشرين
«أيّ الألمين أَهوَنُ؟» الفصل التاسع والعشرين.
«إنّها مجرّد صديقة» الفصل الثلاثين.
«فلننتقم معا» الفصل الواحد والثلاثين.
«لا تنس أمانتك» الفصل الثاني والثلاثين.
«عناق لن يكفي» الفصل الثالث والثلاثون
«هل سأموت مجددا؟» الفصل الرابع والثلاثون.
«مرت سنين لَاتِي..» الفصل السادس والثلاثون
«هنا.. انا ابكي مجددا..» الفصل السابع والثلاثون.
«سلميني نفسك» الفصل الثامن والثلاثون
«سآتي..» الفصل التاسع والثلاثون
«كلنا مرتبطين» الفصل الاربعون..
«وانتهى كل شيء هناك! » الفصل الواحد والاربعون
«فلتغفري .. اختي» الفصل الثاني والاربعون
«أطلبي المساعدة..» الفصل الثالث والاربعون.
«لا تفقد الامل فيها!»الفصل الرابع والاربعون.
«هل كنت بطلتك في هذه الحياة؟» الفصل الخامس والاربعون.
الباب الاخير: "الشروق". « أنقذوني » الفصل الثامن والاربعين.

«نحن معا» الفصل الخامس والثلاثون.

3.1K 185 39
بواسطة faridaboubekeur

دِلِير أَرسَلَان:

لست لوحدي من يعيش الرعب هذه اللحظة!
المنظمة بأكملها.. أي فرد يعلم من هو فالنتينو يرتعد من فكرة حدوث أي شيء سيء له!

وبينهم جميعا، كانت هي وحدها من ذاقت المرارة أكثر من غيرها. صرت أعرفها وأعلم معنى أن تبقى صامتة وباردة.. ما تفعله الان أنها تهدد أيا يقف أمامها وتتوعد بقتله ان حل لمعلمها مكروه!

لَاتُويَا، وأخيرا قد فقدت السيطرة على رباطة نفسها وسمحت لمشاعرها، وللمرة الاولى، أن تظهر للعلن أمام كل أعضاء المنظمة!

قمت بما في وسعي لأقلل من خطر الرصاصة التي اخترقت جسد فالنتينو، لكن نجاته في هذه اللحظة بين يدي الله...
هل سينجو؟

واصلت لَاتُويَا تهديدها حتى أن لورين لم تسلم منها. كانت العميلة تقف في باحة المنظمة، وما ان اقتربت من مكانها حتى أوقفتني لورين بسؤالها دون النظر إلي: "هل أنت بخير؟"
ظلت عيناي مركزتان في تحركات لَاتُويَا وانا اجاوبها: "أجل.. فلتقلقي على فالنتينو.."

"لن يحدث لذلك العجوز شيء.. مجرد رصاصة لن تطيح به!" قالت بثقة رغم أن صوتها لم يظهر شيئا إلا الخوف..
كلنا خائفون عليه!

في هذه اللحظة دوت صرخة لَاتُويَا التي كانت واقفة تناظر السماء في باحة المنظمة.. كل من كان في المكان ظلوا يناظروها بأعين تعبر عن الحزن والرعب في نفس الوقت. الكثير قد سمحوا لدموعهم بالانهمار دون أي اعتبار لمكانتهم وهيئتهم.. حتى لورين قد سمحت لنفسها أن تعبر عن سوء حالتها ببعض الدموع التي انسابت على وجنتيها.

بين وحشة الصمت، انقشع الهدوء بتهديد لَاتُويَا للعدو أين اختتمت بجملتها: ".. لكن أولا سأتعامل من رئيسكم.. سأقتل وزيركم وليام"

كل هنا يدري أنها لا تهدد عبثا.. كل يعلم أنها ستحول كلماتها إلى حقيقة على أرض الواقع. أحسست بيدي لورين على مرفقي ما جعلني ألتفت إليها، وجدتها تنظر إلى العميلة بنظرات شك وتوتر لتقول محذرة: "لا تتركها تنساق خلف مشاعرها! كان سبب تركها للمنظمة أنها اتبعت غضبها، لذا أذهب معها وتيقن أنها لن تقوم بأي شيء يهدد هذه المهمة اللعينة!"

ليس الوقت المناسب كي أسمح للفضول بأن يستوطن علي كي أسأل عما حدث لها المرة الماضية، لذا اتجهت نحو سيارتي ولحقت بسيارتها التي انطلقت منذ ثوان.
كانت تسوق بطريقة مجنونة ما جعل القلق يسيطر علي.. ماذا لو حدث لها شيء؟ أي جنون هذا الذي هي فيه!

أوقفت سيارتها أمام منزل الوزير ودخلت بسرعة، كنت خلفها تحديدا لذا تبعتها إلى الداخل وأنا متخذا في راسي أني سأقوم بأي شيء كي أعيدها لصوابها!

دخلت الى الصالة التي كانت فيها كاثرين لوحدها، كانت ستسأل لَاتُويَا عن سبب حظورها لكنها لم تفعل ربما بسبب ملامح العميلة المميتة.
"وليام.." صرخت بأقصى قوتها وهي تلهث. كانت الهالة حولها مرعبة، حتى أنني بنفسي شعرت بالتوتر بحظورها.

قبل أن تقوم بأي شيء، اقتربت منها وأمسكتها من مرفقها بقوة لعلي أتحكم فيها. ما ان ركزت عيونها الفارغة في خاصتي حتى قلت محذرا وانا أرص على أسناني: "لَاتُويَا.. لا تتهوري! لا تنسي من هو"
ابتسمت لي بسخرية وأجابت وهي تقرب وجهها مني: "دِلِير.. لا تتدخل وإلا سأنسى من أنت! لا تريد أن تذوق مما أنا أعيشه، لذا ابتعد"

أريد ذلك!
أرغب أن أعيش ما تمرين به لعلي أفهم ما تشعرين.. أرغب أن أغرق في أحزانك لعلي أقترب من قلبك وأستوطنه...

"أو.. لَاتُويَا! ما بك يا فتاة؟" كان صوت لازارو الذي جعلنا نلتفت ناحيته. كان ينزل الدرج نحو الصالة وخلفه الوزير ذو الملامح القلقة!

هذا اللعين..
أجل أنا اتحرق لقتله، ولو أمكنني لنزعت رأسه عن جسده وارتشفت من دمه..
لا يكفي أنه هدم طفولتي أمام عيناي، فهاهو الآن لا يكف عن إلحاق الأذى بمن كانوا الأقرب لي..

احترمت فالنتينو منذ رؤيته، وسأظل أحترمه ولو كان آخر ما أفعله قبل انقشاع الروح من جسدي..
والان، وبسبب نفس هذا الشخص، فأنا على وشك أن أخسره!

إنه يعني للَاتُويَا الكثير.. لكنه يعني لي أيضا!
خصوصا أن السبب في حالته هو الوزير!

وصل السيدان الينا بنظرات مختلفة.. الوزير الذي ظل يحدق بملامح لَاتُويَا بقلق، ولازارو الذي ما كف يبتسم ابتسامته البلهاء تلك..
أعلم من هو الآن!
ولن أستهين بملامحه البريئة هذه!

على حين غرة، رفعت الفتاة بجانبي يدها ولكمت الوزير دون سابق إنذار صارخة في وجهه: "ألم أحذرك أيها اللعين؟.. ألم أحذرك من اقتراف أي خطأ يجعل مني عدوة لك؟"

كانت تلهث بغضب، وملامحها لا تبشر الا بعاصفة قد بدأت باسدال خيوطها معلنة عن قدومها!
"ما هذا الهراء الذي تفعلينه؟" صرخت كاثرين وهي تقترب من أبيها كي تطمئن عليه. وكأنها لم تصدق انها نفس تلك الفتاة الهادئة ذات المنحة من الجامعة!

رفع الوزير عينيه من الأرض وركزهما في لَاتُويَا، كانت نظراته لا تعبر عن الغضب أو الانزعاج اطلاقا! كان كمن يتأسف لتلك الفتاة على فعلته!

لما يتأسف؟..
أليس السبب في كل تلك الدماء التي سالت؟
أليس السبب في أن أغلى شخص يجمعنا قد وصل إلى آخر شبر من خيط الحياة؟

"أوه.. كانت لكمة رائعة تلك!" صرح لازارو بشيء من التهكم.. الساخر!
التفتت إليه الفتاة بنظراتها الفارغة التي احمرت بحلول الآن من شدة كبتها للدموع، وظلت تحدق به وكأن بعينيها تقول ما لم يفصح عنه لسانها.

"لازارو.. لا تتدخل" قالت بنبرة فارغة.
اقترب لازارو من والده ونظر إلى وجنته التي احمرت من شدة الضربة، ليقول بعدها بتهكم وهو يكشر بوجهه: "أوتش.. أعتقد أن هذا كان مؤلما!"
التفت إلى لَاتُويَا وأكمل ببراءة: "أعتقد أنها كانت لكمة مؤلمة بالنسبة لشخص لم يقترف أي خطأ"

عقدت حاجباي باستغراب من كلامه لذا سألت باندفاع: "ماذا تقصد؟"
نظر إلي وازداد عرض ابتسامته وكأنه فخور بما سيقوله تاليا!
"حسنا.. أنا من أمرت بالهجوم على تلك المنظمة!"

حسنا.. لم تعد هذه مسألتي حقا الآن!
طالما أن لَازَارو هو السبب فلَاتُويَا هي من ستقاتل داخل الحلبة الآن!

ظلت الفتاة تحدق به وكأنها غير مصدقة لجرأته التي تخطت الحدود. ازدادت ابتسامة الفتى برؤيته لها بتلك الملامح لذا هلل بفخر: "لا أحب الاوامر في منزلي، والبارحة تجرأتي على أن تأمري والدي بحظوري! ألا تعتقدين أنها هدية تستحق!"

أرغب بقتله!

بدون سابق انذار، انقضت العميلة عليه محاولة لكمه.. لكمته مرة، مرتين، لكمته أكثر حتى فقدت العد.
لم أرد التدخل في تلك اللحظة، أردتها أن تخرج ما في مكنوناتها للعلن!

مرت لحظات ولم يقم لازارو بأي رد فعل، لكن ها هو وللمرة الأولى، يظهر تعابيرا مفهومة عكس البرود الذي كان يكسوه. هذه المرة فقد تحكمه على نفسه وأظهر الغضب على ملامحه!
كان غاضبا بسبب تجرأ تلك الفتاة على تخطي حدودها معه، كان غاضبا لدرجة أن تمثيله للبرود لم يقدر على الصمود!

شاهدته يرفع يده، وبكل ما أتاه الرب من قوة صفع لَاتُويَا على وجنتيها ما أرداها على الارض!
أكانت الأحداث سريعة لدرجة أني لم أستطع الدفاع عنها؟
أراها الآن على الأرض مهدودة، وانا هنا أقف أتفرج على هذا الرجل يقترب منها مجددا محاولا شفاء غليله.. هل هذه رجولتي؟

لا أعلم هل توقف الزمن للحظات وكنت أنا الوحيد القادر على التحرك، أم أن سرعتي قد أصبحت لا منطقية بسبب الغضب الذي اعتراني!
"تتجرأ على رفع يدك على زوجتي، لازارو؟" قلت ببرود وانا أركز في عينيه..

كنت أحكم بقوة على يده المعلقة في الهواء لدرجة أن كل محاولاته لتحرير يده قد باءت بالفشل.
إذن فهذه اليد قد تطاولت علي وبلغت وجنة زوجتي؟ هذه اليد الملوثة بما يعلمه الله وحده، قد تجرأت ولامست بشرتها؟

أعتقد أن هدفي سيتغير الان!

"لا تتدخل دِلِير!" صدر الصوت من الفتاة التي همت بالنهوض من على الأرض مسترسلة كلامها وهي تركز في لازارو: "إنها مشكلتي أنا معه!"

"هل من الممكن أن نتحدث؟ ربما سنحل سوء التفاهم!" اقترح الوزير بتوتر وكان ما سيحدث مستقبلا يخيفه.
"انسى... لقد تجرأ على تعريض أعز ما عندي للخطر.. سأقتل ابنك يا وزير" قالت لَاتُويَا بنبرة فارغة.

لا أفهم كيف يمكنها أن تتحدث ببرود وكل الاحتراق يحدث داخلها؟ مما هي مصنوعة هذه الفتاة؟
ابتعدت عن لازارو وانا أحذره بعيني.. ان أرادت قتله فلتتقدم، لكن ما أعلمه أني لن أسمح له أن يتطاول مجددا عليها.. لا يهمني أكانت حربا منصفة، كل ما يهمني أن الفتاة لن تمس بسوء بحظوري!
هذا الفتى يستحق أن يتعذب في نار الجحيم!

كانت ستهجم عليه، لكن بحركة غير متوقعة، قام لازارو بأخذ خنجر ما من ملابسه ووجهه نحو رقبة لَاتُويَا بملامح باردة وساخرة في نفس الوقت.

لا أدري منذ متى أصبحت أخاف.. ليس أي نوع من الخوف!
ذاك الخوف من الموت.. لكن ليس موتك!
لا نخاف من الموت على أنفسنا، بل نخاف منه ما إذا اقترب من أخذ روح من يسكن روحنا.

"لازارو... لا تتهور بني!" صرخ الوزير عليه وهو يحاول الاقتراب منه.
"أغلق فمك أنت!.. مشكلتي معها وسأحلها على طريقتي.. أليس كذلك يا جميلة؟" كان يتكلم بغضب مع والده لكن سرعان ما اعتلت تلك الابتسامة الغريبة وجهه ما ان وجه كلامه للَاتُويَا.

"هيا.." بعكس ما كان يجب أن يبدر منها بمثل هذا الموقف، فالعميلة كانت تنظر إليه بتحد وكأنها ليست على مقربة أنملة من الموت على يدي هذا المجنون. أردفت بشيء من التشجيع: "هيا لازارو.. فلتقدم على ما ترغب في فعله!.. هيا!" وصرخت.

ألست أقترف خطأ برؤية الشبه فيهما؟
وكأنهما قد كانا في نفس المصحة العقلية لمعالجة المرض نفسه. ما الخطب بهما؟

فجأة قامت الفتاة، وبحركة سريعة، بالانحناء ناحية قدمها وإخراج شيء ما من طرف حذائها الرياضي.
وكأن السحر انقلب على الساحر فجأة!
انتقلت من وضع الدفاع إلى الهجوم بسرعة لدرجة أني لم أستطع تتبع منطق حركاتها.
أشرت بالخنجر الذي في يدها، والذي يشبه تقريبا الذي كان مؤشرا نحوها منذ ثوان، نحو عنق لازارو ذو الملامح الغاضبة.

كانت تمسكه من خلفية عنقه بيدها، والأخرى تحمل الخنجر الواقع على بشرته. كانت تركز فيه في عينيه غير المصدقة لوضعه، لتصرخ بغضب في وجهه: "ماذا أيها اللعين؟ أتعتقد أنك الوحيد الذي يحب اللعب بالخناجر؟ آسفة لتخييب ظنك، لأن الخناجر أصبحت هوايتي بسبب بعض الأشخاص الذين ابتلتني بهم الحياة!.. ماذا سأفعل بك الان، هاه؟ فقط انش واحد أكثر وسأتلذذ بدمائك، انش يمر من خلال بشرتك وينسيك كيفية اللعب بالخناجر. هيا لازارو... أطلب أن أتقدم.. أطلب أن أواصل رغبتي في نحر عنقك وقسما برب العالمين أني لن أخيب ظنك!"

من خائف عليها، أصبحت خائفا منها!

لست الوحيد.. الكل في هذه القاعة قد أطلق العنان لخوفه. من كاثرين التي شهقت من هول المنظر، إلى الوزير الذي، ولو لم يكن احترامه لذاته، لركع على ركبتيه لإيقاف هذه المهزلة..
والى لَازَارو.. الواقف هناك بين الحياة والموت، يركز في عيني الموت بحد ذاته، غير مصدق أن هناك أحد أكثر جنونا منه.

"من أنتِ؟" همس لازارو بشك أمام وجهها ما جعلها تبتسم ابتسامة جانبية.

سأشجعها على قتله.. لو كانت 'مجرد' عميلة لي!

اقتربت من مكانهما، وقبل أن تحس بي، أحطت العميلة  بذراعاي من الخلف واحكمت عليها بقوة كي لا تتحرك. رغم مباشرتها بالصراخ ومحاولة التحرر، لكني واصلت ما أفعله وأخذت الخنجر من بين يديها ووضعته في جيبي الخلفي.
كانت تحاول التحرر لكني قربتها إلى حظني أكثر ونظراتي لازالت مركزة في المختل أمامي.

كان هادئا عكس ما كان عليه منذ قليل!
كان هادئا ومركزا بعمق في التي في حظني.

"لَاتُويَا.. اهدئي" همست في أذنها.

عم الصمت للحظات وكأن لا أحد يرغب في مواجهة ما حدث منذ قليل.
ما ان أحسست أن الفتاة قد جمعت شتات نفسها وتحكمت بغضبها، ابتعدت عنها وباشرت بالحديث: "لو لم تكن حماقة ابنك أيها الوزير ما آلت الأمور إلى ما هي عليه!" 
"أعلم أن م-" كان سيبرر لكني قاطعته بغضب: "انتهت الشراكة بيننا.. لا شيء يجمع عائلتينا بعد الآن! أهنئك أيها الوزير، لقد كسبت عدوا لم تكن لترغب بمعاداته!"

ظهرت ملامح الاستنكار على وجهه ليقول بسرعة وتوتر: "لا تدخل أمور العمل في مشاكلنا الشخصية سيد أَرسَلَان!.. لنتحدث ولنحل الأمور قبل أن تكبر!"
"من يخالف كلمة زوجتي فقد خالفني، وصدقني لست ممن يتعامل بود مع تلك الأشكال!.. ولازارو.." التفتت إلى الابن واكملت بتهديد: "لا تهمني مشاكلك النفسية ولا حالتك، لكن صدقني.. ان حاولت الاقتراب من لَاتُويَا ولو غلطة في أحلامك فاعدك أن لا غد سيستقبلك!"

"عنقاء.. اسمعيني رجاءا! أقسم أني سأصلح الأمور.. فرصة ثانية، ما رأيك؟" كان الوزير يتحدث برجاء وهو يقترب منها.

منذ متى هذه الشخصية الضعيفة؟
أبسببها هي؟

مهلا... هل يحبها هذا اللعين؟

"وليام.." تحدثت لَاتُويَا هذه المرة بهدوء وهي تناظر الأرض بضياع: "ان خرج فالنتينو من هذا الوضع بسلام فلنا حديث آخر.. وإلا.." ورفعت عينيها إليه وسكتت.

"فالنتينو؟ هل حدث له مكروه؟" سأل الوزير بشك والقليل من التفاجؤ على محياه.
إذن فهو يعرفه! ومن ملامحه أستطيع الإقرار أنه لا يرغب أن يصيبه بأس!

"لا يهمك!.. " أجبته وانا أبتعد بلَاتُويَا. "سنذهب الان.. فلنر بعدها إلى ما ستؤول اليه هذه القصة!"
اتجهت بالفتاة نحو الباب بعدما لمحت ملامح البقية. كاثرين ذات العيون الذابلة والتي كانت تعاتبني بنظراتها، ولازارو الذي ما كف يحدق بلَاتُويَا بعمق.

ذهبنا بهدوء من ذاك المنزل متجهين نحو الشفى، لم نتكلم طوال الطريق.. وكأن ما حدث شل ألسنتنا فما استطعنا التفوه بكلمة!
لا أنكر أن شيئا ما كان شاقا علي، بداية من حالة فالنتينو إلى رؤيتي للَاتُويَا بحالتها أمام المدعو لازارو... لم يكن هناك شيء على ما يرام، لكنني دعيت الله ان يكون هناك خبر ما يفرح وصالنا ما ان نصل إلى المستشفى.

ما ان وصلت الى المشفى، اوقفت السيارة وهممت بالخروج، لكن لم يطل الامر ان توقفت وأنا المح لَاتُويَا ساكنة في مكانها دون أن تخرج. تنهدت داخلي و اقتربت من مقعدها بهدوء.

"هيا، انزلي!" أمرتها بعدما فتحت لها الباب، لكنها لم تقم بأي رد فعل.

اقتربت منها وأخرجتها من السيارة على مضض. الضياع باد على ملامحها ولم يكن ذلك ليفيد حالتي كذلك!
جررتها ورائي نحو الباب الرئيسي بينما هي غافلة عما يدور من حولها، كنت أجرها بينما هي غارقة فيما لا أستطيع تصوره البتة..

فور وصولنا إلى غرفة فالنتينو حتى انتقلت كل الأعين إلينا.. كان الحشد يملأ المكان لدرجة أنه كان من الصعب علي التعرف على كل الوجوه هناك.
لمحت لورين تتقدم إلينا بملامح أقل ما يقال عليها مرتعبة! ان نرى لورين بهذا الشكل شيء لم يتعود عليه أي أحد من المنظمة.. لكن أهناك من يلومها حقا!

"أين كنتما!.. أهذا الوقت المناسب لتختفيا كليكما؟ إنه فالنتينو واللعنة!" صرّحت من بين أسنانها غاضبة.

"لا يهم.. كيف هي حالته؟" سألتها و أنا أؤشر نحو غرفة فالنتينو.

تنهدت لورين لتقول بعدها بشيء من اليأس: "مازالت حالته غير مستقرة، مرت ساعتين منذ بداية العملية ولحد الآن لا إجابة جديدة سوى أنه مازال تحت مرحلة الخطر!"

أحسست بشيء من الحزن يخترق قلبي لسماعي تلك الكلمات، لكن تأكدت أن حزني لم يبلغ درجة حزن الفتاة التي بجانبي وأنا أمسكها من خصرها قبل ان تتهاوى أرضا. كانت ملامحها متعبة لدرجة قاتلة.. لدرجة أن حزني ازداد أضعافا.

ظللنا صامتين لمدة، وأستطيع الجزم أنه يمكنني رؤية الخوف في الأجواء!
لست على دراية بعلم النفس ولا التخاطر، لكني أعلم أن أحاسيسنا قد تشابكت في تلك اللحظة لدرجة أنها أصبحت تقريبا نفسها.. رغم اختلاف الدرجات.

انقشعت هالة الخوف بخروج الطبيب من غرفة العمليات التي بها فالنتينو، ليغير الاحاسيس من خوف الى قلق.. وأمل!

"كيف سارت العملية؟ كيف حال فالنتينو؟" أسرعت لورين تسأل الطبيب الذي بدا عليه التفهم.
"لا تقلقوا.. لقد انتهت العملية".. اللعنة، لما الأطباء بطيئي الكلام؟
ولعله سمع شتيمتي حيث أنه استرسل كلامه مباشرة بقوله بابتسامة: "لقد كانت ناجحة!.. استطاع تجاوز مرحلة الخطر"

لم نصدق!

لا أحد منا صدق!

هل هذا يعني أنه لن يتركنا في منتصف الطريق؟

"ألن يموت؟.." دوى صوت لَاتُويَا المتزعزع وسط شهقات الفرحة الصادرة من العملاء.
"أهذا يعني أنه لن يتركني هو كذلك؟" اختتمت جملتها بلمعة في عينيها دليل على مباشرتها بالدموع.

لكنها لم تبكي حقا!

أومأ الطبيب لها وطمأنها على حاله قائلا: "رغم أنه قد فقد دما كثيرا، إلا أن نزع الرصاصة كان قرارا جيدا. لا أشجع مثل هذه القرارات من غير مختص، لكن في هذه الحالة أنا أؤكد أنه كان قرارا موفقا..."

التفتت الأغلبية إلي بمن فيهم لورين ولَاتُويَا بأعين تقدير أو شكر.. حسنا، ما كنت لأتخذ مثل هذا القرار لو كانت مرتي الأولى في نزع رصاصة من الجسد!

"متى نستطيع رؤيته؟" سألت مشيحا بنظري إلى الطبيب.
"منذ الغد سيكون قادرا على تلقي الزيارة، لكن لا اكتظاظ مثل هذا!" وذهب بعدها بعدما شكرناه.

بدأت الهمسات الدالة على فرحة كل الاعضاء بانتصار فالنتينو مجددا أمام رصاصة كانت لتودي بحياته!
"ماذا حدث بعد ذهابكما؟ ولما اتصل الوزير بي ليسأل على حال فالنتينو؟" سألت لورين بهدوء وهي تشير للَاتُويا التي جلست على كرسي الانتظار وهي تناظر الأرض بضياع.

"إذن فلقد اتصل؟ .." قلت بتفكير ثم تنهدت وواصلت كلامي بهدوء: "لا شيء.. فقط بعض المشاكل مع الوزير. لا تقلقي، هو من سيعود الينا" أجبتها وانا أركز في الفتاة.
"وانت... هل ستكون بخير؟" ما ان لمحت نبرة القلق في صوتها حتى التفتت إليها. وجدتها ترمقني بنظرات لامعة وقلقة.. لا أدري المعنى المحدد لمثل هذه النظرات لكني واثق أنها نابعة من قلب يكن بعض المشاعر الخاصة.

أجل! أدري أني أكثر من مجرد عميل لديها.. لكن من يهتم؟

"لا تقلقي علي لورين.. والآن فلتسمحي لي!" أجبتها برسمية واتجهت مباشرة نحو لَاتُويا.
لست من النوع الذي يستغل مشاعر الحب، ولا ذاك النوع الذي لا يبالي بها حقا! لا أحاول أن أجعلها تتأمل ولا أكسر قلبها ببرودي وتجاهلي! كل ما أفعله أنني أضع رسمية علاقتنا نصب عينيها لعلها يوما تقتنع أن لا مستقبل سيرضى بجمعنا معا!..

وصلت إلى مقعد لَاتِي ورغم قربي منها إلا أني واثق أنها لم تنتبه لي لشدة ضياعها في متاهة أفكارها. أمسكتها من مرفقها بروية وانهضتها من على الكرسي، رفعت نظرها إلي لتتقابل أعيننا وتتشابك نظراتنا في عناق طويل نسينا مذاقه لفترة.
إنها المرة الأولى منذ مدة التي أركز في عينيها العسليتين.. كانت كالعسل الحر تلمعان وسط احمرارهما.

رغم أني أجيد السباحة، إلا أنني أغرق دوما في عينيها!

كنت كمن يحتضن مكنونتها داخل وصالي فأشعلت شرارة ادفأت قلبي وأعادت احساس الانتماء مجددا. من عيونها أدري أني انتمي إليها.. عينيها منزلي الذي قدره الله لي...
"هل نذهب الى منزلنا؟" سألت بحنية بدون أن أقطع عناق نظراتنا.
لم ترد! بل لم تومئ حتى!

بدأت بجرها خلفي بعد أن يئست من انتظار اجابتها وهممت بالخروج من المستشفى. 
كنت سأتوجه إلى مقعدي بعدما أدخلتها السيارة لكن هيئة أيقنها أوقفتني قائلة: "لست أشك فيك ولا في كفاءتك، لكن فقط كي أطمئ.. هل أنت واثق انك قادر على تحمل مسؤوليتها؟"

أن أستشعر قلق رجل، خاصة ان كان ألكساندرو، على فتاتي، أمر لا تستحسنه حواسي اطلاقا!
أعلم أنه يحترمها ويقدر مكانتها لكن هذا لا يكفي كي أحس بالأمان من جهته.. ليس من جهة رجل على الأقل!

فكرة أنها كانت معه، بل وبين يديه، عندما كانت في أسوء حالاتها، تجعلني أكره واقعي، بل وتدفعني لكرهه هو كذلك!

"إنها زوجتي بعد كل شيء!" أجبت بهدوء محاولا ألا أظهر الغيرة التي اعترتني.

"وهي معلمتي .. وصديقة.." قال باندفاع وشيء من الحزن في آخر جملته..

لا أدري ما يحسه اتجاهها حقا، لكن بمعرفتي لألكساندرو فأنا متيقن أنه ما كان ليسمح لمشاعره أن تتجاوز الحدود... وحد الصداقة هو الأقصى بالنسبة لي..
"همم.. لا تسمح بمشاعرك بالتطاول، ألكساندرو! انني أحترمك، فلا تفقد احترامي.. واحترامها!"

سكن بعد اجابتي ولم يقل شيئا ما جعلني أتجه نحو المقعد منطلقا بالسيارة إلى منزلنا.. عالمنا الذي يجمعنا لوحدنا فقط!

وصل بعد مدة دون أن تتحرك أي فوتونات في جونا كي تنقل الصوت.. لم يتحدث أحد اطلاقا!
ما ان دخلنا المنزل حتى وجدتها ترمي بنفسها على الأريكة مغمضة أعينها بتعب... ظللت واقفا على جنب اتأملها بكلها.

وجهها كان شاحبا كمن سهر ثلاث ليال دون أن يغمض له جفن، عينيها التي احمرتا من شدة البكاء... أو بالاصح، كبح البكاء!
كانت تتنفس بعمق، تستنشق الهواء وكأن كل الهواء لا يكفيها! صدرها الذي يعلو ويهبط ببطء وثقل جعلني أيقن أنها ليست بخير أكثر مما أتوقع!

رفعت يدي وفتحت أولى أزرار قميصي الذي تحول لونه من الابيض الى البني بسبب القتال.. وبعض قطرات الدماء. نزعته كليا من علي لعل بعصا من ذكريات هذه الليلة تذهب معه!
اقتربت منها وجلست إلى جانبها على الأريكة، سكتت للحظات لكن لم يدم الأمر طويلا حتى باشرت الكلام بهدوء: "كيف تشعرين؟"

"بخير.. لكن ليس تماما" أجابت بهدوء..
_"هل أستطيع المساعدة في شيء؟"
_"لا شيء حقا!"
_"هل يمكنك التنفس؟"
_"تقريبا.. لكن ليس كليا"

كنت أركز في إجاباتها الغير كاملة حقا!
'ليس تماما'، 'حقا'، 'تقريبا' و 'ليس كليا'... أهي ضائعة لهذه الدرجة؟

أتساءل لو كانت شخصا آخر ماذا ستكون ردة فعلها في موقف كهذا؟
كانت ستبكي وتذهب نحو أقرب شخص اليها، الذي هو زوجها، وتشكي له صعوبة الأمر إلى أن يخف الالم...
فما بها هي؟ ما بنا نحن وما بال حياتنا؟..

أحسست بحركتها المعلنة عن نهوضها من على الأريكة قائلة بإعياء: "تصبح على خير"
ولا شيء في صوتها كان يدل على أي خير..

نهضت بدوري وانتصبت واقفا ما ان باشرت خطاها بالابتعاد... لا أدري ما أفعله في مثل هذه اللحظات لكني أعلم أن الصمت سيكون أغبى قرار.
"كل شيء سيكون بخير لَاتُويَا.. أنا معك" خرجت الكلمات من فمي بنبرة صادقة..

ولعل الصدق في كلماتي كان واضحا لدرجة أنها وقفت في مكانها وهي مازالت تقابلني بظهرها.. ظلت لمدة ثواني على حالها وكأنها تفكر في شيء ما، لذا إسترسلت كلامي لعلي أقدر على التخفيف مما يشغلها: "لست وحدك بعد الآن.. نحن معا. فلتري كيف أن كل الامور ستعود إلى نصابها في الغد.. كل شيء سيكون بخير"

بدأ جسدها يتحرك لتستدير بكاملها كي تقابلني، وقبل أن أقدر على قراءة تأثير كلماتي في عينيها.. شاهدت يداها ترتفع نحو عينيها كمن سيشرع في البكاء فوجدتني أسرع نحوها قبل أن تفعل، وما هي إلا أجزاء من الثانية حتى وجدتها تدفن نفسها في صدري وكأنها تحاول اقتحام فؤادي والاستقرار داخلي.

بدأت بالبكاء بصوت هز كياني ألما، أحسست بكل شراييني تنقبض وقلبي يزداد نبضا بينما أسمعها تبكي وكأنها لم تبكي يوما.. وهنا عرفت انها لم تبكي أمامي يوما بحق!

كل ما فعلته أمامي قبلا أنها ذرفت الدموع دون رغبة منها، لكنها الآن تبكي وتعبر عما في مكنوناتها لعلها تشاركني بعضا من ألمها.

هل أرجف بسبب بكائها؟

أحسست بها تتشبث بقميصي بقوة ورأسها مازال جهة قلبي..رفعت يداي المرتعشة ببطء وأحطتها بهما مقربا إياها أكثر إلى صدري رغم أن لا مسافة ظلت بيننا. 

مع مرور الدقائق بدأ نحيبها يقل والمكان يزداد هدوءا.. بدأت أربت على شعرها بيد واحدة بينما الأخرى مازالت تحيطها نحو صدري.
انتظم تنفسها بحلول الآن ما جعل من رجفتي تنقص معها. أنزلت رأسي نحوها بسبب فارق الطول بيننا، وقبلت راسها بمعزة بينما رائحة شعرها تتغلغل نحو أعماقي.

رائحتها الطبيعية كانت أفضل من أي رائحة تستطيع أي شركة صنعها!

أحسست برجفة جسدها اثر حركتي ما جعلني ابتسم بهدوء.. أهذا جمال أن تكون زوجتك بين يديك؟
لا أدري ما السبب، ورغم أنني عانقتها من قبل، لكن عناقها الآن كان أكثر دفئا وراحة!

"دِلِير.." خرج اسمي من شفتيها الهامسة مسببا لدغة من الاحاسيس في وصالي.. أغلقت عيني وتنفست بعمق بسبب ما أحسسته من مشاعر.
لم تنادني باسمي منذ مدة.. منذ ما كان بالنسبة لي دهرا!

منذ متى كان اسمك بهذا الرونق العذب يا دِلِير ؟

"نعم.." يا حياتي..

أبعدت رأسها قليل عن صدري دون أن تقطع العناق، ورفعت ناظرها الي جاهلا مني أقابل عينيها الحمراء.
"لا تتركني هذه الليلة، من فظلك.. هذه الليلة فقط!" ترجتني بعيونها البريئة التي تشبه عيون الطفل الصغير في طلبه للعبة ما.

لم أتحمل منظرها.. ليس كرجل فقط، بل كزوجها أيضا!

أرغب بها رغم أن لا الحياة ولا الظروف ترغبان بنا!

اقتربت منها مركزا في عينيها البريئة بوله! رغم أني رغبت باكثر من هذا، إلا أن كل ما فعلته أني قبلتها من جبينها بعمق لمدة ثوان لكني لم ابتعد بعدها اطلاقا! بل وضعت جبيني على جبينها بعينين مغلقتين، وأنفي صار يلامس أنفها مدغدغا!

تحركت شفتاي أمام شفتيها قائلا: "لن اتركك! لا هذه الليلة، ولا الحياة بأكملها!"

أحسست بوتيرة تنفسها تسرع وصدرها يعلو ويهبط على صدري ما جعلني أفقد السيطرة على أفكاري!

ابتعدت قليل عنها وأحطت يدا على ظهرها والأخرى تحت فخذيها كي أحملها بين يدي. تشبثت بي وعينيها لم تفارقا عيناي ببراءتهما!
اتجهت نحو غرفتي واقتربت نحو سريري بهدوء، وضعتها فوقه لكني لم أبتعد بعدها! بل ظللت على وضعيتي بظهري المنحني إليها وبعض الانشات فقط ما يفصل وجهينا.

أرغب بها!

لكن الحياة ليست مستعدة لتستضيفنا معا!

أحسست بتوترها من قربنا أو لعلها قرأت أفكاري ما جعلها تخاف!
لست الومها ان خافت! لن الومها بعد الآن وأنا أعلم أنها مرت في ماضيها بأشياء لازلت أجهلها!

ابتعدت بعد مدة ونزعت عنها حذائها راميا اياه بشكل عشوائي. فعلت الأمر نفسه مع حذائي بعدها، ثم دخلت الفراش إلى جانبها دون أن أغير أيا من ملابسي.

من يهتم بالملابس طالما أننا معا؟

لم أرغب أن أقترب منها كي لا اوترها ولا أن أشعرها بعدم الراحة.. كل ما رغبته هو أن تحس ببعض الامان بحظوري جانبها! لكنها من وترتني بدورها وهي تضع رأسها على صدري وكأنها تعانقني.
انها المرة الأولى التي أكون فيها في وضع كهذا!

"أنا رجل بعد كل شيء.. لَاتُويَا" همست ببطء.

رفعت رأسها نحوي وما ان فهمت معنى جملتي، حتى باشرت بالابتعاد.. وكأني سأسمح لها!
أحكمتها بقوة معتبرة وأرجعتها إلى وضعيتها قائلا بهدوء: "فلننم.. نستحق القليل من الراحة بعد هذا اليوم الطويل!"

______________________________________

من الكاتبة:

مرحبا جميعا❤️
كيف كانت احوالكم؟

كيف كان الفصل بشكل عام؟ أي انتقادات ونصائح؟

ما رأيكم في ردة فعل لَاتِي على ما حدث مع فالنتينو؟ وهل شفت غليلكم بلكمها للوزير؟

أعتقد أن لدِلِير كل الحق في تشبيهه للاتويا ولازارو خاصة في هذا الفصل! كل أظهر جانبا مجنونا منهما.. كل أظهر مدى عدم تمسكه في الحياة حقا.. وكل كان قادرا على أخذ حياة شخص دون التفكير لوهلة! ما كان برأيكم سبب هذا التشابه؟ وهل ماضي لاتويا هو ما ولد فيها نفس خصال لازارو؟

هل تتوقعون أن لازارو سيبدأ بالشك في تصرفات لاتويا؟ وهل سيكتشف من هي حقا؟

ما رأيكم في تصرف دِلِير مع لاتي أثناء بكائها؟ وهل هذا يكفي لنسيان خذلانها في المرة الماضية؟

هل تتوقعون أن علاقة البطلين ستتقدم بعد هذا الحدث؟ ام أن حدثا آخر سيفرقهما مجددا ؟

انتهى الفصل لهذا اليوم، وملتقانا الخميس القادم إن شاء الله -ان شاء الله الفصل القادم سيكون أطول-✨

والى ذاك الحين.. دمتم سالمين❤️

فوت وكومنت فضلا ✨✨...










واصل القراءة

ستعجبك أيضاً

512K 18.2K 17
فتاة جميله وقوية لا تخشى احد تركت كل شيء جميل في الحياة واصبحت زعيمة مافيا فقط لتعرف قاتل عائلتها ماذا تفعل لو رفض الشخص الوحيد الذي يعرف قاتل عائل...
348K 20.1K 61
.. بدأت 2023/5/23 ..انتهت 2024/5/5 الأخوة هم اليد القوية عندما تتهاوى بنا الايام..!! Brothers are the strong hand when the days fall apart..!! #ال...
2.3K 132 5
أنا من ذقت عذاب سنوات أنا من كنت قربانا للشياطين أنا نار من الجحيم أنا جحيم الجميع لقد أتيت لأنتقم لسنين من العذاب المهين أنا ...
14.9K 584 18
*محفوظة لدى حقوق النشر* القصة تتحدث عن فتاة تم قتل أهلها وهي بعمر الثانيةعشر من قبل القاتل السفاح الذي يقتل الأهالي في ليلة معينة من كل شهر .... ما ع...