"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتم...

By dina_aladwy

1.5M 45.5K 6.6K

قدري كان لقياكِ وقلبي لكِ كان بالانتظار ظننت قبلك عرفت الهوي ولكن فيكِ عرفت العشق، الجنون، والهوس خطأ جمعن... More

الشخصيات
إعلان
حلم أم حقيقه
توضيح
توضيح
تنبيه هام، الروايه حاليًا بيتكتب البارت الاول
البارت الاول
البارت الثاني
البارت الثالث
البارت الرابع
هام
هام
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
اقتباس
اقتباس
تنوية
مين البارت مش بيحمل معاه؟
البارت الحادي عشر
اقتباس
تنوية
البارت الثاني عشر
اقتباس
البارت الثالث عشر
💔💔
اقتباس + موعد التنزيل
البارت الرابع عشر
اقتباس
البارت الخامس عشر
تنويه +مشهد +سؤال
اقتباس من البارت القادم
اعتذار + موعد البارت
البارت السادس عشر
اقتباس + الموعد
البارت السابع غشر
تنويه
الموعد + اقتباس
البارت الثامن عشر
ملحوظه + ميعاد النشر
البارت التاسع عشر
اقتباس
اقتباس تاني
البارت العشرون
تنوية هام
البارت الحادي والعشرون
اقتباس
اعتذار+ اقتباس+موعد النشر
البارت الثاني والعشرون
اقتباس من البارت الثاني والعشرون
البارت الثالث والعشرون
اعتذار
البارت الرابع والعشرون
البارت الخامس والعشرون
اقتباس
البارت السادس والعشرون
اقتباس +الموعد
البارت السابع والعشرون
تنويه
البارت الثامن وعشرون
اقتباس متقدم
اقتباس
اعتذار
البارت التاسع والعشرون
اقتباس واستطلاع
اقتباس رومانسي
البارت الحادي والثلاثون
اقتباس متقدم
البارت الثاني والثلاثون
البارت الثالث والثلاثون
البارت الرابع والثلاثون
اعتذار
البارت الخامس والثلاثون
هام وياريت الكل يشارك برأيه
البارت السادس والثلاثون
#اقتباس
البارت السابع والثلاثون
تنوية + موعد النشر
البارت الثامن والثلاثون
اقتباس
البارت التاسع والثلاثون
البارت الاربعون
اعتذار
البارت الواحد والأربعون
توضيح
اقتباس
تنويه وميعاد البارت
البارت الثاني والاربعون
اقتباس النهاية
البارت الاخير والى اللقاء بالجزء الثاني #سيال_العشق
اقتباس ل (ادم وجود) ما تزعلوش
تنوية هام
اقتباس
نيران من عشق
إعلان هام
اعلان واقتباس
أعلان
اقتباس من رواية المعرض
مين فاكر الدكتورة هالة صاحبة جود

البارت الثلاثون

13.4K 586 53
By dina_aladwy

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت الثلاثون
🌺🌺
لعل الله يترك في فؤادكِ نوره
فيتجلى له ما يعتري قلبي من مشاعر لكِ
ويدرك ان حبك بالقلب موشومًا،
يشقيه ويؤلمه ولازال بكِ مفتونًا
وما لي على قلبي سلطانًا  لأمنعه
فكيف يزيل وشمًا به عالقً..
يستنزفه الشوق فيردد هالكًا
متى يشفي منكِ وجيبه المعذب؟
فأقنعه ان بالعمر باقي معكِ سأبدأه
بقربًا واكتمالًا بوصالًك اهدئه..
فليت الاقدار تقودك نحوي
لينتهي العذاب ويطمئن قلبي ونمسى معًا....
***
بعد حديثًا مع وفاء،  صعد الى الطابق العلوي مجددًا للاطمئنان عليها،  فقد نغزه قلبه ألمًا لحزنها،  ولم يستطع الذهاب دون رؤيها،  فتح الباب بخفه ودلف بخطوات خافته وتطلع بها من باب الغرفة المواربًا،  رأها على الفراش جالسه بجانبها الصغيرين وقد تمكنوا من جعلها تكف عن البكاء حتى لا تسبب الذعر لهما،  فتنهد بقوة مطمئنًا لنجاح خطته بدخولهما لها،  متأكدً من أنها لن تبكي امامهم..
ظلا للحظات يتطلع بها وهي تضم عمران الي صدرها، بحزن يؤلمه ثم استدار ذهابًا الى عمله  دون أن  تشعر به، مقررًا البقاء به حتى الصباح  كون وفاء ستبقى الليلة بشقته...
***
في تلك اللحظة توقفت سيارة ظافر أمام الفيلا وترجل منها هو وميار ذات الملامح المبتهجة، لتفاجئها بمجيء ظافر  للطبيبة واصراره على التواجد معها اثناء الفحص،  وتمكنهما من رؤية جنينهما سويًا وسماع نبضه، كانت بضعة لحظات سعيدة قضيها سويًا انعشت قلبها، فكم تمنت قبلها لو كانت هي وزوجها حبيبين سعيدين بحملهما الأول معًا حقًا، مثيل الثنائي الذي تواجد بالعيادة معاها، فكم رأت الزوج محب وحنون يدعم زوجته ويعينها في لدخول ويصر على اطعامها بعض المرطبات في انتظار دورهما، بينما هي كانت وحيدة تشعر بأنها منبوذة، حينها اختلجت غصه قلبها لم تدم دقائق  وزالت ما ان تفاجئت به أمامها بهيبته وطالته التي تخلب لبها، ينحني مقبلًا رأسها معتذرًا عن تأخره ثم جلس بجانبها، يجذب كفها الصغير محتضنًا اياه بين راحة يديه..
ظلت تطالعه مندهشة لمجيئه المفاجئ لدقائق قبل ان تستدعيهما الممرضة للولوج للطبيبة، وحينما انتهوا أصر عليها بالذهاب لأحد المطاعم لتناول العشاء بها، ثم عادا معًا ألى هنا وثمة فرحة انارت قلبها لفعلته تلك، وجعلت وجع روحها يضئل وهي ترى اهتمامه بها وصغيرهما،  ثم مد  كفه لعا لتتشبث به،  ترددت لثوانًا قبل أن تمد كفها له، فمنحها ابتسامته التي تأسر وجدانها، وتجعلها تهيم به، فمدت كفها له، فألتقطه و تحرك سويًا الى الداخل..
***
كانت نيرة ماتزال موقع ترك ادم لها وقد سيطر الحزن على سيمائها وبقايا الدمع ما يزال بأهدابها عالقًا، دمع قد خدش وجنتيها، فقد كان بكاءها حاد مدبب الاطراف، لا يقطر الا دماء؛ شعور يشبه خروج الصبار من تربة قلبها فغمر جسدها علقمًا واحساسًا بالندم يكاد يهلكها مورد التهلكة...
حينها اقتحمت سناء عليها الغرفة بغضب يتبخر من كل انشًا بها،  وشرار الحنق ينبعث من مقلتيها، وبخطوات وئيده تحركت نحوها، جذبتها بعنفوان دون أن تهتم بحالتها الصحية، تهتف بها بحده راسخه:-
  - انتِ أيه يا شيخه!،  ايه البرود واللامباله اللي عندك دا،  انتِ مش وعيه للي بيحصل حواليكِ، بس لا مش هسمحلك تهدي كل اللي بقالي سنين ببنيه،  وبخطط ليه..
  ثم سلطت نظرتها الحاقدة موضع رحمها وقد اقتتمت نظراتها وأردفت بغل قائلة:-
- اسمعيني كويس ابن الحرام اللي في بطنك دا لازم ينزل، وتحملي بعده بأبن ادم..
اختض جسد نيره بقوة رفضًا وارتسم الذعر على سيماها من ملامح والدتها الغاضبة ونبرتها الشيطانية،  لكن سريعًا ما تماسكت وتوشحت برداء القوة الواهية وانتشلت ذاتها منها تخطو خطوة مبتعدة عنها وتصوب نظراتها الحاده والساخطة وهي تصرخ بجنون بها هادره:-
  - لا  ابني لأ مش هنزله مستحيل انزله ولا هسمح لك أن تأذيه فاهمه!،
  اشتعل الجمر بمقلتيها وتوحشت نظراتها لتعنتها امامها لأول مره واندفعت بغل قائلة:-
  - هتنزليه يا نيرة ومش بأراداتك، غصب عنك هخدك ونروح للدكتورة تخلصنا من أبن الحرام دا...
 
نظرات والدتها الشيطانية  التي استحالت أليها ارعبتها،  ودبت الذعر بأوصالها،  فهي تخشاها بقوه، وتخشى ما ينتج منها، بدأ نشيجها يرنو، وقررت محاولة استعطاف مشاعر الأمومة المطمورة بداخلها،  لعلها تستطيع احياءها،  وازدردت ريقها بصعوبة تتحامل على احبالها الصوتية، لتخرج كلماتها المتحشرجة بفيض من التوسل بنبرتها:-
  - اسمعيني انا ما قدرش انزله، اذا خسرته في احتمال كبير اني ما اقدرش اخلف تاني، ارجوكِ افهميني أنا مش هقدر اخسره، دا ابني قطعه مني، حسيت بي جوايا وتعلقت بيه، صعب اني اخسره، ارجوكِ ما تحرميني منه ولا من فرصة ان اكون أم..
  كلمات قد يلين لها الحجر، وليس قلب سناء الصلد الذي أعمها الطمع وتلبسها الشيطان الرجيم، واندثرت المشاعر بقلبها الذي سيطر عليه الجشع واستحال الى السواد، فهتفت بنبرة جوفاء فاترة وعينان تلمعان بوميض مخيف:-
  - هتنزليه يا نيرة، ودا آخر كلام عندي، وهنروح لدكتور وثلاثة وعشره وتعيدي العملية من تاني  عشان تحملي بغيره بطفل من صلب أدم السيوفي، يكون وريثه ...
****
حينها كان كلا من ميار وظافر يستقلان الدرج حيث غرفة كلًا منهما، وظافر متخذًا قراره بمحاولة استمالة قلبها الليلة، لعلها تغفر وتعود كما كانت من قبل، ميار المحبة له..
لكن أوقفهم ذاك الصوت المنبعث من جناح أدم ونيرة، فتجهمت ملامح ظافر لسماع تلك المشاجرة، مدركًا ان شقيقته تتعرض للضغط من قبل والدتهما مجددًا، فقرر التدخل لأول مره رادعًا لوالدته وتحكماتها ، فيكفي ما ناله منها هو وشقيقته..
لذا تحرك اتجاه الغرفة يدب الارض بخطوات وئيده غاضبه، ونظرات اعين تنضج بالحزم لأنهاء ذاك الاستبداد منها عليهما، فلحقت به ميار، ولا تدري ان ما قد يصل ألى اذنيها من كلمات ستخترق قلبها تهشمه وتحرق روحها، فينبسط ذاك الشرخ بعلاقتهما ..
فحينما اقتحم ظافر الغرفة كانت نيره، تندفع كالسيل الجارف، تصرخ بوالدتها بحده راسخة،  بكل ما طمرته بقلبها لسنوات كثر دون ان تنتبه لولوجهم الغرفة،  فقد كانت توالي باب الغرفة ظهرها: -
  - انتِ إيه!، عايزة مننا إيه!، كفاية بقى  حكم وسيطرة علينا انا مش هسمحلك تأذينا اكثر من كده،   انتِ ازاي تكوني أم  ومش حاسة بمعاناة ولادك واللي انتِ عملتيه فيهم بسيب طمعك وجشعك، عندك انا واللي عملتي فيا بتجبرك، انتي قضيتي عليا بإجبارك ليا بالجواز من ادم، وبعدها اتسببتي بدمار انسان كل ذنبه انه حبني، ولا ظافر اللي حرمتيه من البنت اللي بيحبها وجبرتيه يتجوز ميار عشان الفلوس والسلطة،  والنتيجة كانت ايه غير وجع لقلبه وقلبها، لا هو قدر يحبها ولا هي قدرت تغرس حبها في قلبه مهما عملت،  دايمًا شايفاه مهموم وحزين،  ومغلوب على أمره ومش عارف يحب بنت زيها تستحق الحب،  بس لأنك فرضتيها عليه واتعستيهم ....
 
  شهقة منفلته صدرت من تلك التي اخترقت كلمات نيرة التي بدت كالسهام قلبها، فنزف بشده بأدراك صاعق اكتنف حدقتيها مما جعلهما تدمعان، وقد صنمت موضعها للحظات وصمت سحيق ساد بينهما حينما انتبها لها، فاندلعت بأجواء كلًا منهما انفاس مشحونة بجذوة عذاب ونظرات كلًا منهما مسلطه على الآخر لثوانًا،  نظرات اسف من نيرة،  يقابلها نظرات عتاب من ظافر،  الذي سريعًا ما تركهما وتحرك خلف تلك التي هرولت باكيه نحو غرفتها،  تغلق الباب خلفها وتسقط منخرطه في بكاء دامي م نياط قلبه الذي وقف خارجًا بعينين تلمعان بالاسى يعافر لفتح الباب الذي اوصدته خلفها،  وهو يهتف بها بنبرة متوسله أن  تفتح له،  إلا انها أبت وزادت من نشيجاها تتجرع دموع قلبها كما تجرعتها ليالًا طويلة لم تهنأ بها وهي ترى جفاءه معها، فتهدج صوتها واختلط بالبكاء وهي تقول بانهيار وبصوت مزقته الشهقات المتتالية طاعنه فؤاده بنصلها المسنن :-
  - هي عندها حق في كل كلمه قالتها، أنت انظلمت بإجبارك على الجواز مني،  انظلمت لما سبت البنت اللي بتحبها وتجوزت وحده غيرها ما بتحبهاش ومستحيل تحبها، والنتيجة كانت تعاستك، كنت بكذب نفسي واقنعها اني هقدر اسعدك وانك هتحبني في يوم من الأيام بس أنا غلطت، غلطت وكنت انانيه لما فكرت في نفسي وفي قلبي اللي حبك ووجعه بتركك، وما اهتميت بقلبك أنت ووجعه وبالنهاية كنت انا الظالمة  ....

تلاشت أنفاسه حتى كاد أن يختنق بريقه، وكل كلمه..  كل جمله... وكل سطر تفوهت به بصوتها المجروح كان يخترقه في الصميم بعمق ألمها، فيرجمه قلبه لومًا وعتابًا على كل دمعه ذرفتها حدقتيها، وكل آه تأوه بها قلبها بعشقه،
وأردف بصوت يضج بالحب بين حروفه، ينكر ما تشدقت به قائلًا بلسان ينطق ما تبوح به نظراته :-
  - مش صحيح صدقيني مش صحيح، كل الكلام اللي سمعتيه غلط، انا ما تظلمتش بجوازي منك، بالعكس انا اللي ظلمتك وكنت غبي لما معرفتش قيمتك من اول لحظه، وترجمت احساس قلبي ليكِ غلط، صدقيني أنا بحبك، اكتشفت اني بحبك ومقدرش اعيش من غيرك...

كانت كلماته صادقه، دافئة، نابعه من شغاف قلبه المدرك لعشقها متأخرًا، لكنها لم ترى عيناه الغائمة به، فلم تصدق ايًا من كلماته التي اعتبرتها مواساة كاذبة، ونغزها قلبها صراخًا، فنشجت بقوة وهي تشهق بهمسها المختنق قائلة:-
- كذب كله كذب، أنا شفتك بعيني معاها، كنت مبسوط وعينيك كانت بتلمع، وانت بتكلمها وايديها بأيديك، أنا شفتكم بعيني وهي بتبوسك وأنت ما منعتش دا، معها كنت غير، أنا مهما حاولت اسعدك ما قدرتش ولا مره شفت بعينيك النظرة دي ليا...
تصر على نحر قلبه بكلماتها التي تحيي ضميره الذي يرجمه بقسوة لما بدر منه اتجاهها من طعناته المتتالية لقلبها بمرات جفاءه معها، لكن ليس تلك المرة فهي تظلمه، فلا تدرك ان لمعة عيناه كانت لأدراكه المتأخر بعشقه لها هي واستحواذها على مشاعره المطمورة، واستسلامه اللحظي لها كان رغبه منصرمه بداخله ليحصل على تأكيدًا له بزوال مشاعره نحوها، والتي اتضحت له من نيل شيئًا بعيد لطالما كان مرغوبًا، فما ان حصل عليه، حتى أدرك أنه كان وهمًا لا يستحق، فيدرك قيمة ما يملك وما يكنه له، ولكن صحيحه هي الاقوال "أننا لا ندرك قيمة الاشياء إلا بخسارتها"، لكنه لن يخسر في تلك المعركة، وسينتصر مؤكدًا لها عشقه، فهمس متوسلًا لها أن تفرج الباب له ليتمكن من الحديث معاها وجهًا لوجه، لعلها ترى صدق اقواله في عينيه، إلا انها أبت تطالبه بالذهاب وتركها وحدها فهي بحاجه لها،....

بينما هو تعنت رافضًا تركها، يصر على الولوج لها، لا يستطيع تركها مع عبراتها واوجاع قلبها، ليمنع سيل توسلاته لها رؤيته ل" أدم" الذي خرج من غرفة ما قريبه لهما، يلتقط من الخادمة الحليب والشطائر الذي طلبها منها  فأحجبته عن متابعة استرضاءها، حتى لا يدري بما يصير بينهما، خوفًا من تنفيذه لوعيده له، بأن يتصدى هو له أن لمح دمعه من عينيها، مدركًا ضعف حيلته حيناها، لذا تحرك مبتعدًا متظاهرًا أن ما من شيء يحدث هنا، لتخترق خطوات ابتعاده مسمع تلك الجالسة، التي انزوى ثغرها ببسمة وجع  دامت للحظات قبل ان تنهض  بألم من على الأرضية حيث فراشها، ترتمي بجسدها عليه وقد خفتت شهقاتها، وظلت تذرف الدموع في صمتًا مؤلم، ولرغبتها بالهرب من واقعها القاسي اغمضت عينيها تغور أنفاسها للموت بالحياة وروحها تنضح وجعًا،  تستدعي النعاس ليكون فارس مغوار ينتشلها من بؤرة احزانها وياللعجب أتاها ولبى نداءها، فلم تشعر بالذي ترك الباب وسلك طريقًا اخر لها عبر شرفة غرفتها فأقتحمها، ليجدها على الفراش ممدده، اقترب أكثر ليهوله رؤية شحوب وجهها وبقايا الدمع العالق بأهدابها، فتمدد على الفراش بجانبها وذراعيه تعمل على ضمها أليه، وهو يهمس لها بكلمات محبه تعبر عن اسفه لها ...
***
ما أن غادر ظافر الغرفة حتى اندفعت سناء بشيطانه نحو  نيرة بأعين موقدة بلهيب الغضب، ثم رفعت كفها وهوت به على وجنتيها وهي تهدر بها صارخه والحقد عليها يتوحش بأعماقها:-
  - أنتِ ايه عايز تضيعي كل خططي وسنين عمري،  مش كفايه مصيبتك  عليا،  عشان كمان تخربي على اخوكي ومراته،  قسمًا بالله يا نيره ما هرحمك ولا هسمح لك تدميري كل اللي خططت له واستحملت عشان اوصل له..
ثم تركتها وغادرت الغرفة..
ارتجفت شفتيها وسلطت انظارها عليها وقد رفعت اناملها بصدمه على وجنتيها التي استحالت للحمرة نتيجة صفعتها القاسية والمفاجئة لها،  ليتصنم جسدها للحظات،  وادراك صاعق اكتتف حدقتيها،  مما جعلهما يدمعان بغزارة تألمًا لما تناله من قسوة منها هي والدتها من يجدر بها ان تكون احن الناس عليها، فغامت عيناها بالأسى وهي تتحرك صوب فراشها، تلقي بذاتها عليه بقهر، وصورة واحده تتجلى أمامها كلما عانت من الم، يخبرها انها تستحق كل ما تناله من آسى، وانها تحصد نتائج ماضيها الأثم ...
**
عاد ادم ألى الغرفة بعدما اخذ ما جلبته له الخادمة،  ووضعه على الكمود المقابل للفراش، ثم هتف قائلًا:-
  - يلا كلي واشربي اللبن عشان ليكِ دوا لازم تخديه دلوقت يا جود..
قوست شفتيها بضيق وهي تهمس له قائلة:-
  - بس أنا مش جعانه خالص، أنا شرب اللبن بس...
  تنهد بنفاذ صبر،  وهو يرفع انامله  يمسد بها جبينه،  فهو يشعر بالارهاق،  ولا طاقه له وصبر على دلعها هذا،  وكاد أن  يصرخ بها،  إلا  أنه  تحكم بذاته واردف بنبرة جاده لتكون لينه،  لكن دونًا عنه كانت بها بعد الشدة والحزم قائلًا:-
  - جود أنا قولت كلي واشربي اللي قدامك عشان تخدي علاجك وترتاحي وأنا كمان ارتاح..
   نبرة صوته ارعبتها،  خاصةٍ وهي هنا وحدها معه،  تخشاه وتخشى غضبه منها،  فلا تدرك بما قد يعاقبها اذا اغضبته،  لذا أمأت له بوجل وجذبت الشطيرة وقضمت منها بسرعه قضمه ملئت فاها وسارعت بمضغها وقضمت أخرى حتى كادت ان تختنق، فسارعت بأخذ رشفة من الحليب  ..
رفت بسمه على شفتيه محبرًا وهو يطالعها،  فشرد بتلك الفتاه التي على قدر ما تغضبه بشدة، إلا أنها تجبره على الابتسامة لاحقًا، ويجد قلبه يحنو عليها كأنها طفلة صغير تخشى الغضب منها،  وتلك الطفولة تزعجه بشدة حينما يتذكر حملها بطفلًا،  طفله هو، طفل يحتاج ألى الاهتمام والرعاية من قبل امًا ناضجه وليست طفله لم تتجاوز التاسعة عشر من عمرها، لكن ما عليه إلا أن يرضى ما ساقه القدر اليه، فهي تحمل طفله وباتت مسئوليته وعليه ترويضها وأجبارها على التخلي عن تلك الطفولة وتتعلم كيف تكون امًا لطفله...
يبدو أنه شرد طويلًا بها وبمستقبل سوف يجمعهما معًا حتى تلد طفله ولم ينتبه لانتهائها، حتى فاق على همسها له:-
_ أنا خلصت الأكل كله وكمان شربت اللبن، ممكن اخد الدوا..
اماء لها منتبهًا،  وهو يجذب دواءها الذي سبق ووضعه  على الكمود بجانبها سابقًا،  واخرج حبه واعطاها لها، لتتلقفها منه حتى  سكب لها كوب من الماء وناولها إياها،  فتناولت الحبه منه واعطته الماء شاكره... 
فأماء لها بصمت ووضعهما بحانبها، وتحرك مغادرًا الغرفة،  شاعرًا بالإرهاق وراغبًا بالنوم مطمئن بعد ليالي طويلة من السهاد اعتراه فيه القلق على صغيره، وبما أنه عثر عليه وطمئن قلبه،  فهو بحاجه ماسه ألى النوم،  إلا انه استمع لصوتها وهو ما يكاد يتخطى باب الغرفة وهي تهتف متسائلة وهي تقطب حاجبيها
  - هو انت رايح فين!..
  تشدق قائلًا:-
  - هروح أنام يا جود،  يلا تصبحي على خير..
   وأوشك على اغلاق أنارت الغرفة والخروج إلا انها تعنتت قائلة:-
  - لا لو سمحت بلاش تطفي النور،  انا بخاف من الظلمة..
  استحالت ملامحه الى الصدمة التي تبدلت الى التجهم مرددًا بعدم استيعاب:-
  -  بتخافي من ايه!،  
  تلعثمت قائلة:-
  - بخاف من الظلمة
صك أدم على نواجذه محاولًا التحكم بذاته ولجم غضبه عنها، وهو يشعر بطاقة تحمله لها تكاد تنفذ، دلالها هذا يشعره بالنفور،  يتسأل كيف تحملها زوجها قبله وكيف تعامل مع هذا الدلال المفرط  وألى متي عليه هو أن  يتحملها،  بل كيف سيفعل!، لا لن يتهاون معها،  فعليه البدء بترويضها منذ الأن  وجعلها تدرك أنها  انثى ناضجه وليست طفلة بالروضة لتخشى الظلام،  إلا  انها اردفت بكلمات طمست ما كان يجول بعقله من قرارات ينتوي عليها الأن، حينما ارتسم الحزن على محياها ورمقته بنظرة مكسورة، ملبدة بدموع تأبى الظهور للعلن حينما استطردت بذات النبرة المتلعثمة وقد طفأ الحزن  بكثافه اكبر على وجهها:-
-وكمان انا حاسة بالخوف، ولما بخاف دايمًا كان بابا الله يرحمه جانبي هو او الدادة لحد ما أنام ...
  نظراتها ألمته ونبرتها المنكسرة اخترقت قلبه وليست مسامعه، فحركت مشاعره وأشعرته بالشفقة على حالها،  صغيره وحيدة ومطارده تحتاج للأمان وتطالبه به، فكيف له ان يمنعه عنها، فوجد ذاته يتراجع عن المغادرة، محمحمًا،  مانحًا اياها تنهيدة نافذة للصبر محافظًا به على هيبته، وأنه لم يتأثر بها ولن يتأثر في المستقبل أذا حاولت استمالته وهتف قائلًا:-
  - المرة دي بس هفضل هنا جانبك على ما تنامي، بس لأنها اول مره ليكِ هنا في القصر وكمان عشان كل اللي مريتي بيه، لكن بعدها مش هتتكرر تاني مفهوم..
ترققت ملامحها، وتلاشى العبوس من علي سيمائها،  واهدته بسمه تقطر حلاوة وهي تومئ له برأسها وهي تتمدد على فراشها وتدثر... 
انزوى تغره ببسمه سرعان ما تلاشت وهو يجلس مقابلها على الأريكة المقابلة بصمت دام لدقائق طوال ازعجها،  جعلها تتململ بضيق وأعادت الجلوس تناظره قائلة:-
  - مش عارفه انام،  مش متعودة على الصمت دا قبل النوم..
  برم فاهه وارتسمت
بسمه ساخرة على شفتها وهو يتهكم بداخله أنه قد ينقصه الأن ان تطالبه بقرأة إحدى القصص لها،  إلا انها تابعت حديثه وقد غامت عينيها  بلحن شجي وحنين للحظات اندثرت وباتت ذكريات محفورة بداخلها،  تشعر بالشوق لعودتها والتكرار:-
  - بابا كان دايمًا بيقرأ لي قبل النوم ، وبعديه آسر كمان كان بيحب يقرأ ليا دايمًا بصوته، واوقات كتير كان بيحب اقرأ له انا، بس انا كنت بطلب  منه يقرأ هو لأني تعودت أنام على صوته، وحتى لما جيت هنا وهو فضل هناك كان بيفتح اتصال مرئي كل يوم قبل النوم ويفضل يقرأ الكتاب لحد ما ننام .. 
  نغزه قلبه لما يستمع إليه من ألفه وحياة هادئة تمنى عيشها مع زوجته، فكم تمنى لو تشاركا معًا بقراءة أحد الكتُب وتناقشا فيها ليلًا،  او الاستماع للحنًا ما معًا،  فقط لو يجد شيئًا مشترك يجمعهما، لا يجعلهما متنافران هكذا،  لكنها لم تعطيه فرصه واحده لأصلاح ذاك الرأب بينهما ومحاولة اصلاح زواجهما،  دائما هي  جفاء القلب منعزلة عنه وعن من حولها،  لا تبيح لأحد عما بأعماقها..
حرك رأسها طاردًا اشباح افكاره،  منتبهًا لتلك التي تحادثه،  محاولًا خوض حديث معها سألًا اياها باهتمام:-
- الظاهر إنك بتحبي القراءة جدًا..
اجابته بعينين وامضه:-
-جدًا جدًا،  القراءة والموسيقى والزراعة..
رفرف قلبه سعادة لأيجاد احدًا يشاركه بهوايته، قائلًا:-
_بتحبي تسمعي أي نوع من الموسيقى
اجابته ببسمه قائلة:-
  - الالحان الرومانسية الهادية زي بيتهوفن ومقطوعة (الحركة الاولى)
  - باخ ومقطوعة(رائعة باخ، ولأجل ليا)، تشايكوفسكي.. كسارة البندق وكتير غيرهم...
تلك الصغيرة  هادئة حتى في اختياراتها،  وأثارت حقًا اهتمامه،  فنادرًا ان تجد بمثل عمرها يفضل مثل تلك المعزوفات القديمة، لذا أردف قائلًا بنبره متعجبة:-
  - اختياراتك مش مناسبه لجيلك...
  اجابته ببسمه قائلة:-
  -عارفه دا بس بابا كان بيحبهم جدًا وبيحب يسمعهم على طوال وأنا تعودت على سماعهم حتى اني غصبت آسر يسمعهم رغم عدم ميله للنوع دا من الموسيقى...

ما أن انتهت من جملتها حتى عبست ملامحها، متذكره عدم محادثتها له هو وهاله وقلقهما عليها الأن،  وضياع هاتفها منها،  فانتفضت هاتفه بذعر قائلة:-
  - أنا لازم اكلم هالة دلوقت واتواصل معاها واطمنها عليا اكيد قلقانين عليا...
  نهض أدم من على الأريكة متوجهًا نحوها وهو يأردف قائلًا:-
  - جود اسمعيني، انا مش حابب انك تتواصلي مع حد الفترة دي، وجودك هنا أمان ليكي وللطفل، ويفضل محدش يعرف مكانك على ما اقدر اتواصل مع زوجك ونحل الموضوع سوا وتكوني بأمان اكثر..
استمعت لحديثه برفض يتجلى على محياها ترجمته شفتيها قائلة:-
  - بس انا لازم اطمنهم عليا..
  - إلا ان نظراته الغاضة والمحذرة جعلتها تنكمش على ذاتها بوجلًا منه أزعجه، فتنهد وهو يهتف بنبرة لين:-
  - جود اسمعيني انا عارف انك طبيعي ما تثقيش فيا لأنك ما تعرفنيش، بس اوعدك اننا مش هعمل اي حاجه تضرك او تضر ابننا..
رفعت وجهها نحوه تأردف بكلمات اخترقت شغاف قلبه ومسته بل واوقد شعور غريب بكيانه، فأفضى بنظرته لامعه مميزة واحساس مختلف استشعر مذاقه، حينما اردفت قائلة  بعفويه بما يختلج قلبها :-
  - بس أنا واثقه فيك انك مش هتأذيني لا أنا ولا ابننا، مش عارفه ليه وازاي، بس أنا حاسة بأمان معاك!...

عينيها التي استوطنت البراءة فيهما وحديثها الصادق النابع من القلب بلا تزيف اربك اتزانه للحظات،  فملامسة القلب بكلمه طيبه اكثر انواع المشاعر خلودًا في حياة الانسان،  فها هي تمنحه ثقتها الكاملة به وتخبره انه بات مصدرًا للأمان،  كلمات كان بحاجه لسماعها بعد خيبة أمل حطمت قلبه لأشلاء،  لتاتي تلك الصغيرة و تعيد رأب ذاك الصدع الذي احدثته اخرى عشقها ونفرته...
حمحم مزيل تأثره بكلماتها وهمس بصوتًا متحشرج من تأثر لم يستطع اخفاءه قائلًا:-
  - شكلنا هنقضيها كلام ومش هنام يلا اتفضلي نامي وبعد كده هجبلك مجموعة كتب من مكتبتي تقريها وقت ما تحبي..
  ابتسمت له وهي تتمدد على الفراش قائلة بابتسامه تقطر حلاوة:-
  - شكرًا  على كل حاجه..
  اماء لها برأسه واستدار يعاود الجلوس على الأريكة بارهاق،  بانتظار غفوتها،  وما هي إلا دقايق وكان غفا هو موضعه قبلها ، فانتبهت هي لهذا ونهضت من فراشها تجذب احد الشراشف من على الفراش وتلقيه عليه،  ثم تتثاءب شاعره بالنعاس يتشبث بأهدابها،  فتتجه نخو الفراش وتتمدد مستسلمة له...
***
هبت نسائم الفجر مغبرة بأتربة الامس،  فها هي طائرة اسر تصل الى مطار القاهرة الدولي،  يترجل منها ملًا من اسر وتيام،  الذي لم تطأ قدميهما اياها لسنوات،  توقف آسر  للحظات وقد ارتفعت نبضات قلبه بالتدريج،  وصاح الالم بمرارة الريق وغصه لم تفارقه منذ سنوات بدأت بأيلامه من جديد، من سيل ذكريات ماضيه الاليم..
وكان تيام قد قرأ افكار أخيه وهو يتألم،  وحاجته لانتشاله عنوة من بؤرة الاحزان التي خلفتها توالي الذكريات،  فاردف جاذبًا إياه للحديث قائلًا:-
  - هنقدر نوصل لبابا وجود ازاي يا أسر!..
  أجابه أسر  بعدما نجح تيام بانتشاله،  منبهًا اياه عن سبب قدومهما الى هنا والذي يعد الاكثر اهميه،  فتنبه اسر واردف قائلًا وهو يتحرك :-
  - هنقدر نوصله وبسرعه ما تقلقش..
  - وشرع يسرد له ما عليه فعله لاستدراج والده عنه، وهي تتمثل بان عليه ان ينفصل عنه قبل المخرح من ثم يحادث والده ويخبره عن مجيئهما وافتراقهما عن بعض،  حينها سيجبره هو  بالمجيء اليه، وبالفعل اذعن تيام له وانفصل عنه،  بينما تابع اسر التقدم للخارج،  حيث هاله التي اتفقت معه على انتظاره منذ محادثتهما سويًا الامس  والذي جعلها في حالة استنفار، خوف وترقب مما قد يفعله سليمان معها باعتقاد خطأ عن تواجدها معه..

كانت هالة بصالة الانتظار،  حتى لمحته ياتي من بعيد فأشارت له،  لينتبه لها ويتوجها نحوها، ويخرجا معًا  ولم ينتبها ايًا منهما لتلك السيارة التي يوجد بداخله من يراقبهما بأعين تقدح لهب وجذوة الغيرة تشتعل لتحرقه وتكوي اوردته بلهيبها،  لتضحي نيرانًا محرقه تسري مجري الدم بالوريد، لمجرد فكرة عشقها لأخر...
بينما هما كتن غارقين في بؤسهما وقلقهما على جود من سليمان منتظرين اتصاله به على احر من الجمر،  وما عي الا دقائق وكان يأتيه اتصال من والده،  جعله يلتفت لها قائلًا:-
  - عايزك تروحي الشقة وتخدي كل احتياجاتك واحتياجات جود،  وانا هروح اتكلم مع والدي واتصرف معاه..
  - امأت له وتحركت تصعد السيارة وتقودها الى الشقة
   بينما هو انتظر مجيء والده له، الذي ما ان حاء اليه حتى  صاح به متسائلًا عن مكان جود،  فاتضح له عدم ادراكه بمكانها،  معتقدًا انه هو من ارسل احدهم لتهريبها، فلم يصدقه اسر بالبداية ظنًا منه أنه يتخابث عليه،  إلا  أن  غضبه كان حقيقي وصادق اصابه بالتشتت والوجل وهتف متلعثمًا يساله عنها، شرع سليمان يسرد له عما حدث بالتفصيل وعن الرجل الذي اخذها وهرب، فصعقه الادراك عن هوية هذا الرجل والذي ليس الا الوالد الحقيقي لطفل زوجته، وان هاله هي القادرة على بعثه إليها، كونها تعلم بهويته وعنوان منزله..

بينما هاله كانت قد اوقفت سيارتها أمام البناية وترجلت من سيارتها تنوي الصعود وخذ ثيابها هي وجود والذهاب من هنا الى المكان الاخر الذي اعلمها به اسر، استقلت المصعد الى الشقة المعنيه وهى تفكر بجود وتدعو الله ان لا تصاب بأذى
توقف المصعد أمام  الشقة، فأسرعت بفتح جذلانها لأخرج مفتاح الشقة، وما ان وضعت المفتاح وكادت أن  تفتح بابها حتى صدح صوت مألوف من خلفها،  بنبره هادئة لكنها دبت الذعر بقلبها وجعلت جسدها يرتجف بعنفوان، دوامات من الذكريات زخمت رأسها، كانت كالجمرات تحرق روحها، فاستنكرت سماعها له، وخشيت ان تلتفت برأسها فيتأكد وجوده لها، لكن هيهات اذا ظنت انها اذا تجاهلته فسيصبح وهمًا، وتأكدت بأن اسوء كوابيسها قد تحققت حينما تكررت كلماته مره بأخرى بصورة اوضح واقرب، للدرجة التي تسمك لأنفاسه الساخنة ان تلفح. عنقها من الخلف وهو يفح هامسًا من بين شدقتيه:-
- اهلا بالهربانه...
انتفض وجيب قلبها بعنفوان، وصمت ثقيل تلا كلماته التي جثمت على صدرها، ووجها ازداد شحوبه، فأكمل لها وصرامة صوته تخفي الألم المبرح المنبعث منه:-
تعرفي إني بهني نفسي على رجوعك يا دكتورة ولقياي ليكِ اخيرًا، ووعد مني لتشوفي الويل على يدي، مش أنا اللي تتركيه وتهربي يوم كتب كتابكم وتفضحيه بالبلد كلها، يمين عظيم لدفعك تمن كل لحظه عشتها محني الراس، وكل نظرة تقليل شفتها بعيون الخلق وانا راجل مهدورة كرامته بسببك،  فأهلا بيكِ في جحيم القاسم اللي هتعيشي فيها من هنا ورايح ولأخر لحظه بعمرك، دا لو باقي فيه عمر...
تلى كلماته يداه التي اعتصرت خصرها والاخرى تكمم انفها وفاها وبدأ شيء مبهم ممتزج مع رائحة عطره اللتان انبعثتا من منديله الخاص الذي ضغط به على انفها،  فسحب وعيها تدريجيًا حيث تلك البقعة السوداء العميقة،  فغرقت بها وتراخى جسدها وما كاد ان يتهاوى، حتى التقطها رافعًا اياها على ظهره حاملًا إياها كأنها لم تزن شيء، وولج بها الى المصعد للأسفل،  مغادرًا القاهرة وعائدًا بها الى بلدتهما،  عازمًا على القصاص منها لما عانه يومًا بسببها،  متوعدًا بأيذقها من نهر قسوته التي لم تراها قبلًا ولم تذيقها، فزمن الهوى قد ولى والآن فقط القسوة هي ما ستناله منه ولا شيء أخر غيرها...

Continue Reading

You'll Also Like

46.9K 1.8K 42
الرواية فيها احداث كثيرة من ضمنها شاب يخسر اصحابه بيوم واحد! ، وفتاة بسبب تمردها وعنادها حياتها تنقلب رأس على عقب، واخرى تكون ضحية لثراء والدها وطمعه...
188K 4K 66
عندما لم استطع ان اكتبهم ابطالًا اصبحو اعـداء ربما كان من الأفضل ان اتوقف عن الكِتابة عند الجزء الذي كانو فيه سُعـداء .. الكاتبه| رَهاوج • لكل سارق...
391K 22.2K 33
قصه حقيقيه لثلاثه ريحانات لكل ريحانه قصه مختلفه تأخذنا لنغوص في عالم مختلف
266K 12.7K 46
فتاه يتيمه الاب والام تمت تربيتها عند عمها اخ اباها ولكن بوسط الكره والحقد تذهب أسيرة إلى داع١١ هل يا ترى يأتي شخص ويخرجها من هل عذاب؟ ام القدر لها ق...