"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتم...

Por dina_aladwy

1.5M 45.6K 6.6K

قدري كان لقياكِ وقلبي لكِ كان بالانتظار ظننت قبلك عرفت الهوي ولكن فيكِ عرفت العشق، الجنون، والهوس خطأ جمعن... Más

الشخصيات
إعلان
حلم أم حقيقه
توضيح
توضيح
تنبيه هام، الروايه حاليًا بيتكتب البارت الاول
البارت الاول
البارت الثاني
البارت الثالث
البارت الرابع
هام
هام
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
اقتباس
اقتباس
تنوية
مين البارت مش بيحمل معاه؟
البارت الحادي عشر
اقتباس
تنوية
البارت الثاني عشر
اقتباس
البارت الثالث عشر
💔💔
اقتباس + موعد التنزيل
البارت الرابع عشر
اقتباس
البارت الخامس عشر
تنويه +مشهد +سؤال
اقتباس من البارت القادم
اعتذار + موعد البارت
البارت السادس عشر
اقتباس + الموعد
البارت السابع غشر
تنويه
الموعد + اقتباس
البارت الثامن عشر
ملحوظه + ميعاد النشر
البارت التاسع عشر
اقتباس
اقتباس تاني
البارت العشرون
تنوية هام
البارت الحادي والعشرون
اقتباس
اعتذار+ اقتباس+موعد النشر
البارت الثاني والعشرون
اقتباس من البارت الثاني والعشرون
البارت الثالث والعشرون
اعتذار
البارت الرابع والعشرون
البارت الخامس والعشرون
اقتباس
اقتباس +الموعد
البارت السابع والعشرون
تنويه
البارت الثامن وعشرون
اقتباس متقدم
اقتباس
اعتذار
البارت التاسع والعشرون
اقتباس واستطلاع
البارت الثلاثون
اقتباس رومانسي
البارت الحادي والثلاثون
اقتباس متقدم
البارت الثاني والثلاثون
البارت الثالث والثلاثون
البارت الرابع والثلاثون
اعتذار
البارت الخامس والثلاثون
هام وياريت الكل يشارك برأيه
البارت السادس والثلاثون
#اقتباس
البارت السابع والثلاثون
تنوية + موعد النشر
البارت الثامن والثلاثون
اقتباس
البارت التاسع والثلاثون
البارت الاربعون
اعتذار
البارت الواحد والأربعون
توضيح
اقتباس
تنويه وميعاد البارت
البارت الثاني والاربعون
اقتباس النهاية
البارت الاخير والى اللقاء بالجزء الثاني #سيال_العشق
اقتباس ل (ادم وجود) ما تزعلوش
تنوية هام
اقتباس
نيران من عشق
إعلان هام
اعلان واقتباس
أعلان
اقتباس من رواية المعرض
مين فاكر الدكتورة هالة صاحبة جود

البارت السادس والعشرون

14.2K 644 61
Por dina_aladwy

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت السادس والعشرون
الجزء الثاني
🌺🌺

دقُت القبول فقد حان لقاء العيون
الأن أنت في موعد مع المكتوب
فلا اختيار ولا فرار، فقد أُتخذ القرار
أيقن أنك ميسر لا مخير، فقد كُتبت الاقدار وجفت الأقلام 
وليس عليك ألا الامتثال لثورة بركان عشق  بقلبك سوف يكون الانفجار والانهيار أمام سطوة قدر كتب لك الغرام...
**
كانت السيارة السوداء  تنهب الطريق برشاقة، تتبختر على الطريق باحترافيه تدل على مهارة سائقها والتي صدف أنها  أنثى تعلمت أن  تعتمد على ذاتها وتنجح وان تثبت لتلك العقول المتحجرة أن لا فرق بين رجل وانثى، وأن كلاهما متساويان ويحق لهما الدراسة والعمل واثبات الذات، وها هي تخطي خطواتها للنجاح بقوة، فقد عزمت وسعت بجهد لتحقيق طموحاتها عقب وفاة شقيقتها اقسمت ان لا تستسلم وتمسى مثلها وينتهي بها المصير لنهاية مأساوية..

ألقت الماضي وذكرياته السوداوية خلف ظهرها،  تحاول وئدها من ذاكرتها، لكن كل شيء تغير منذ التقت بتلك الجود التي أعادتها أليها دفعه واحده،  فقد ذكرتها بشقيقتها النقية والبريئة التي غادرت روحها جسدها وهي لم تعش الا بضع سنون قليلة كانت ممتلئة بالألم،  لتغادر هذا العالم وتتركها وحيدة محطمه وقد شهدت على قتلها من قبل والديها وتقاليدهم المقيتة والتي آلت بها زوجه لمثل هكذا رجل طعنها بخنجر الغدر دون أن يرف له جفن ..

تكالبت عليها ذكريات الماضي،  فأخذت القسوة راحتها على ملامحها لثوانًا قبل أن تلين مجددًا،  حينما وقع بصرها على جود وارتباكها الملحوظ وهي تحادث آسر هاتفيًا والذي لم يتركها منذ الصباح وهو يتحدث معها ويحاول دحر ذاك الوجل الذي يعتريها من الالتقاء بالأخرين وتواجدها وسط تجمع كبير من الناس وهي لم تعتاد على ذلك من قبل،  حتى انها اخبرته بقرارها أنها لن تذهب،  ليكون الاصرار على ذهابها واختلاطها بالعالم الخارجي هو قراره الذي خنعت له مرغمه..
وهاهي تتحرك بها السيارة الى وجهتهم وهو مازال يحدثها ويهدئها وينثر غبار الطمأنينة على قلبها المرتبك بكلماته المعسولة ووصفه لما سوف تعيشه وتراه،  فزين لها جمال التحرر والخروج من فوقعاتها،  محاولًا اقناعها والتأثير عليها حتى تصل وتضع اولى خطواتها بدرب الاستقلالية والنضوج... 

توقفت السيارة أمام الجامعة، فاستدارت هاله نحوها تحسها على الترجل،  تجلى التوتر والتردد على محياه جود،  التي ناظرت آسر الذي يتواصل معها عبر الاثير بأتصالًا مرئي،  بنظرات رجاء كادت ان تؤثر عليه،  لكنه عزم أمره بأصلاح ما أفسده والدها بها بخوفه الزائد عليها،  ليتركها بعده ضائعة،  فريسه لمن حولها من ذئاب بشريه كان هو ووالده أولهما،  لذا سوف يحرص على تقويمها وجعلها قابله للتعايش  بهكذا مجتمع يقضى على الضعيف فيه، لذا رمقها بنظرة حازمه لا تتقبل النقاش،  فأذعنت له تزفر الهواء بضيق وهي تومئ برأسها ل هالة وتترجل من السيارة، وهي ما تزال تهاتف آسر  وتتوغل لداخل الجامعة حيث مكان اول محاضرة لها....
**
كان أدم بغرفة مكتبه بالجامعة يتحضر لأولى محاضراته لطلاب المرحلة الاولى،  وشيء مبهم بقلبه يعتمله، لا يدرك ماهيته بعد!،  حاول كبح زخم أفكاره التي تجول برأسه عن تلك الصغيرة وطفله الذي بات الشك بأنه قد قضي عليه ينخر عقله وينحر قلبه،  فكل دقيقه تمر تزيد من هاجسه وتؤكده انهم قد عثروا عليها وتخلصوا منه،  ليته يستطيع إيجاد ولو معلومة واحدة توصلهُ إليها!،  لكنها اختفت وأمر العثور عليها بات صعبًا ويخشى أن يكون تأخر ما ان ينتهي صديقه من التفاوض مع المعمل لمعرفة معلوماتها السرية وهذا يشعره بالعجز والفشل في حماية من يحب...

تنهد بضيق يعتمل صدره ونهض منهيًا جحافل عقله وجذب حقيبته وخطا خطواته الى خارج مكتبه، متوجها لحضور أولى محاضرته ...
**
ولجت جود بخطوات بطيئة مترددة ألى  المحاضرة،  كانت تجول بحدقتيها بتفحص لكل ما هو حولها وجسدها يجتاحه شعور التوتر، بينما ما يزال الاتصال بأسر الذي يشجعها على المضي قائمًا،  نظرت بالارتباك للمدرج وهي ترى الطلاب والطالبات يبدأن بالجلوس،  انكمشت على ذاتها حينما اصطدم بها أحد الشباب،  الذي سريعًا ما استدار معتذرًا
ليهدئها أسر ويطمئنها قائلًا:-
  - اهدي يا جود انتِ قوية وأدها،  أميرة القصر هتتعلم وتنجح  وتعتمد على نفسها زي ما وعدتني..
  رمقته ببسمه مهتزة وهى تومئ له برأسها وتتحرك لأقصى مقعد،  مبتعدة عن الجميع، فلم يعلق آسر وتركها تفعل ما ترتاح إليه، فقد قطعت شوطًا كبير ألى الأن، ولن يضغط عليها، بل سوف يتروى في الأمر،  فماتزال لم تعتاد بعد على التجمع ومحادثة الغرباء...
انشغلت بالحديث مع آسر الذي حاول الهائها قليلاً لحين يأتي دكتور المادة بالحديث عن الصغير قائلًا:-
  - قولي يا جود انتِ نفسك في بنت أو ولد؟..
سؤاله كان مفاجئ لها،  فنجح بجذب فكرها،  فلم تفكر قبلًا بهذا الامر واحتارت بما ترغب هي فتاة أو صبي..

**
في تلك الاثناء كانت خطوات ادم تقترب، وصوت احتكاك حذائه بالأرضية الرخامية يحدث صوتًا،  حتى دلف بخطوات بطيئة لكنها قوية، فعم الصمت المكان،  لكن جود لم تنتبه لدلوف أحد بعد،  فكان بصرها وتركيزها مصوب على شاشة هاتفها،  حتى توقف أدم أمام الطلاب واردف بنبرة صوت لم تخترق مسامع تلك الجالسة فقط بل قلبها الذي شعر بغصة مسننه تتشكل به وذاك الصوت بات مألوفًا لها،  فقد تردد بعقلها مرارًا وتكرارًا مؤلمًا اياها بقسوته، فارتجفت يداها وهي تحيد ببصرها عن الهاتف،  برغبة التأكد من ذاك الصوت الذي اخترق مسامعها...

كان حينها ادم يهتف مرحبًا بالطلاب قائلًا:-
  - اهلًا يا شباب،  أنا دكتور أدم السيوفي، رئيس مجلس ادارة شركات السيوفي للاستيراد والتصدير وانا هنا موجود عشان ادرس لكم مادة ريادة أعمال..
صدمة اجتاحتها حينما وقع بصرها عليه وتأكدت من هوية صاحب الصوت المألوف،  هو والد طفلها من قام برجمها بجمر كلماته،  ونعتها بأبشع الألفاظ يتهمها بها بالفجور والانحلال..
ارتجفت يداها بصدمه وسقط الهاتف منها،  محدثًا دوي وهو يرتطم بالأرضية،  فيقطع الاتصال مع آسر فورًا،  بينما جذب الصوت انتباه الحاضرين وهو أولهم،  فوجه بصره اتجاه مصدر الصوت،  ليتجمد جسده متفاجئًا بها أمامه، وهو من بحث عنها حتى فقد الامل في العثور عليها، لكن يشاء القدر ان يلتقي بها هنا وينهي عذابه..
دهشته برؤيتها الأن أمامه ألجمت جسده،  وجعلته ساكنًا للحظات،  يتطلع بها بصدمه،  بينما هي شعرت بالوجل يعتمل قلبها وبدأ رأسها يومض بذكرى لقاءها به وما نالته حينها منه، فتألم قلبها ونزف جرحها الذي لم يندمل بعد من سهام كلماته الجارحة..
تعلقت مقلتيها اللتان تفيضان حزنًا ووجع بعينيه، فبدأت  مقآيها بذرف عبرات الشجن وشعرت باختناق ولم تستطع البقاء، فانتزعت نظراتها من على عينيه كأنها تبترها، وانتفضت واقفه بجسد يرتعد وجلًا، وقالت بنظرة مشتتة حائرة وبها من القلق والألم ما جعلها على وشك البكاء:-
- بعتذر بس أنا تعبانة ومش قادره احضر المحاضرة...
وسرعان ما حملت حقيبتها واسرعت بالتحرك للخارج بخطوات راكضه، وقد تناست هاتفها الذي سقط منها لحظة صدمتها برؤيته..
****
ما  أقسى تقلبات الزمان، وما أغرب تلك الحياة، فهي تارة تمنحك وتارة تسلب منك، تارة ترفعك وتارة تسخف بك ألى اسفل سافلين...
وهاهي قد سقطت من عرش القوة لتبيت في أقصى حالات الضعف، بعدما كانت طاغية، مستبدة على زوجة وليدها الذي قوت به على كنتها وأذاقتها المر كاساتًا تحسى ولم تتقي الله بها رغم علمها بيتمها ونقاء قلبها، والذي جعلها تضغط عليها بقسوة لعلمها أن ليس لها من ملجأ ألا هنا، فأخذت تدعس عليها بقسوة غلفت قلبها، وقد تناست أن الحياة قد تنقلب عليك بلحظه وتسخف بك، وهذا هو حالها الأن، فقد شُل جسدها عقب علمها بوفاة وليدها منتحرًا، وها هي بفراشها راقده تنتظر شفقه من أحدهم ليأتي ويطعمها ويناولها بعض الماء لتشرب فقد جف حلقها ظمأً وأهلكها الشعور بالجوع، فبعد أن توفى وليدها وعلمت زوجة شقيقها بذلك حتى أتت تذرف الدموع الزيف وقد اجادت رسم الحزن على سيماها وهي تخبر الجميع انها لن تتركها وستنتقل للعيش معاها وترعاها، إلا أنها بداخلها كانت تتوعد لها ببؤس وعذاب وذل قد سبق وسقتها أياها بقسوة وتجبر، لكان شاء القدر وانقلبت الموازين وهي من باتت بحاجه لأحدهم، ليكون الانتقام هو المسيطر على قلب قد انهكه الظلم، فعلمه القسوة التي جعلتها تمسى مثلها وتتجبر على من أضعف منها وبحاجه للاعتناء، فماذا لو عففت قلبها ومنحتها الغفران وهي ترى انتقام الرحمن منها، لكن ذكريات قسوتها عليها أعمتها كليًا وبدأت بانتقامها وهو تراها ذليلة أمامها هكذا، تسترجى العون ولن تلقاه، كل هذا جعل حميدة تعيد حسابها وهي ترى ما آل أليها حياتها وبدأ ضميرها برجمها بكل أفعالها القاسية والمجحفة بحق من حولها، فباتت لا حول لها ولا قوة وهي ممده بأعياء على فراشها، تدمع عيناها بألم وهى تري كوب الماء أمامها وهي لا تستطيع جلبه لتروي ظمأها
وكم تمنت نيل الرحمة حينها من الله بقبضه لروحها حتى ينتهي عذابها..
****
الصدمة قد شُلت حركته وتوترت عيناه في صدمه ما ان تلاقت مع نظرات عينيها المتألمة والمعاتبة، للحظات ظلا ساكنًا، قبل ان ينتبه لذهابها وانه على وشك فقدها مجددًا، فأسرع بجذب حقيبته واردف وهو يلحق بها مسرعًا قبل ان يفقد اثرها:-
  - بعتذر يا شباب طرق أمر هام عندي..
  واندفع خارجًا بخطوات شبه راكضه، يتطلع بكلا الجهتين، حتى يعلم أيهما سلكت، لتقع عيناه عليها، فأندفع صوبها، حتى وصل أليها، وقبض على يدها  من الخلف يديرها نحوه..
ارتعدت جود بوجلًا ما أن قام احدهم بالقبض على يديها بقوة، وسرعان ما توترت عيناها وشحب وجهها ودب الذعر بقلبها حينما صدمت بسواد عينيه، بينما هو كان يتمزق من الداخل ويتناثر مع الافكار  المظلمة الذي تراوده الأن، فأتخذ القرار بوؤدها بحقيقة الاخبار، فسحبها خلفه وتوجه صوب مكتبه مع مقاومه طفيفة منها، لجمها هو حينما اردف بنبرة قوية ارتعد لها جسدها وخنعت لها بوجل:-
  - اهدي وتعالى معايا، لازم نتكلم...
ما أن وصل إلى غرفته، حتى ادخلها ولحق بها واغلق الباب خلفه، ثم اخذ نفسًا متوتر، قبل أن يستدير نحوها، وعيناه تتعلق بمنطقة رحمها وكأنه يخترقه للتأكد من وجود طفلة بداخلها وأنه لم يخسرها بعد، فلم يحتمل الصمت السحيق الذي دام بينهما لثوانًا، وخطا خطواته نحوها وهو يدرك بأن عثوره عليها معجزة تحققت في عسر اليأس.

خطواته اصابتها بالهلع، فأندفع جسدها بخطوات متماثله للخلف وهي تنظر لعينيه كأنها ترى وحش مخيف أمامها، ولا تدري من اين انتابتها الشجاعة الواهية ولكن ربما نبعت من خوفها، فأردفت قائلة بنبرة صوت مهزوز، مختنق بالعبرات:-
  - انت عاوز مني ايه!، لو سمحت سبني أمشي، ولا في كلام جارح ومهين لسه حابب تقوله ليا...
لم يتفوه بكلمه وهو يتقدم نحوها وسريعًا ما مد يديه يجذب ذراعها، مانعًا ابتعادها وعيناه تخترق عينيها اللامعتين بثوب الحزن...

كأنه يتخذهما بوابه ليعبر بها لعمق روحها حاصلًا على أجابه،  لم يشعر بذاته ويداه الاخرى ترتفع وتمسد على معدتها بحركة فجأيه أفزعتها وهو يهتف بنبرة صوتًا ابح من شدة توتره وترقبه:-
  - قولي لي أبني لسه موجود ولا قدروا ينهوا حياته ويخدوا منا...

للحظات لم يتلقى أجابه منها، فقد عم الصمت بينهما والوجل منه يرتسم على محياها، لتكون الأجابه على سؤاله من طفلة الذي انتفض برحم والدته بحركة طفيفة شعر بها كلاهما،  وتصنم أدم لثوانًا مع اتساع بؤبؤ عينه التي تسلطت على رحمها بصدمة ترحيب طفله به والتي كانت كالمعجزة التي تحققت في عسر اليأس والوحدة، قضت على زخم أفكاره التي كانت تجول وتطرق رأسه بقسوة، بل وكانت كالنبضة الحية التي أعادت الحياة لقلب كان على وشك الموت ألمًا وحزنًا، بل كانت أشبه بعناق روحًا لروح مألوفة هو جزءٍ منها..

لتمر عليه لحظه مكتظة بالمشاعر المختلطة التي لم يسبق له عيشها،  فتأججت عاطفته وانحنى بجذعه ليصبح وجهه مقابل لمنطقة رحمها وأنامله تتلمسها وتتحرك بخفه  وكأنه يربت على صغيره الذي أدرك تواجده، تحت صدمتها بما يحدث وارتجافه جسدها والذي لم يعبأ بها، فكان متأثرًا بعمق اللحظة ومشاعره التي اجتاحته بقوة، فأردف بنبرة بها بحة من شدة تأثره مرددًا اسم الله وكأنه يشكره
  - يا الله!، أنت موجود وبخير!..
انحدرت دمعه من عيناه لم يشعر بها وهو يستطرد قائلًا بنبرة اعتذار ووعد صادق وصارم:-
  - أنا أسف وبوعدك اننا مش هتخلى عنك ولا اسمح لحد يأذيكِ أبدًا، من اللحظة دي ولحد ما تيجي بالسلامة أنت مش هتفارقني...

كانت جود فى أوهج لحظات ارتباكها وهي تراقب ما يفعله بتشتت، كما أن  تلك النفضة المتكررة بمعدتها جعلت شعور مبهم يعتمرها وبدأ قلبها يتعالى وجيبه ومشاعر مختلطه تراودها الأن  خوفًا بل ذعر من ذاك الماثل أمامها لم تشعر به قبلًا،  وحزن وغضب لم يراودها اتجاه أحدهم قبلًا، لكن الاغرب كان ذاك الشعور بالألفة اتجاهه الغير مبرر على الأطلاق لها، والذي ربما خلقه طفله نحوه، لكنها انتفضت مبتعدة بجسدها عنه ما ان وصل لمسمعها اخر كلماته،  وسريعًا ما سيطرت عليها غريزة الأمومة فطالعته بنظرات لبؤه شرسة تخشى من أخذ طفلها منها، بينما يدها ترتفع لمحاوطة رحمها بحماية واردفت قائلة بنبرة مرتجفة:-
  - يعني أيه مش هيفارقك!، أنا مستحيل اسمحلك تاخد ابني مني!..
ابتعادها ومحاوطتها لرحمها بحركة دفاعيه ونظرات عيناها الشرسة جعلته يطالعها بدهشه صامته للحظات، قبل أن ينهض وقد تفهم خوفها وتدارك  أنها ربما تظن أنه يخدعها ويرغب بإجهاضها مثلًا  ،  لذا أردف قائلًا بنبرة متعجبة: -
  - مين قال أنه هخده منك!.
   ثم استطرد متابعًا:-
  - ما تخافيش مني،  انا يستحيل أذيكِ أو أأذي أبني، ما تعرفيش أنا ندمت قد إيه على كلامي ليكِ وعدم تأكدي من الامر الأول،  بس انتِ كان عليكِ عتاب ما قدرتِ تفهميني الأمر ولا ازاي حصل وقتها كنت اتفهمت،  لكن تقولي لي انا حامل منك وتسكتِ منتظره مني ردت فعل تكون إزاى وأنا يستحيل يخطر ببالي أن يحصل خطأ زي دا،  فكانت ردت فعلي وقتها طبيعية...
  كان يتحدث ظنًا منه أنه يحادث انثى ناضجه فكريًا ستتفهمه، مازال لم يعرف اي حياة عاشت تلك الصغيرة وكيف أثرت بها وبشخصيتها التي ماتزال بريئة كالصغار، لا تستعب تعقيدات الحياة ومنها ما يتفوه به، فطالعته بنظرات تيهه صامته، فلم تعرف بما تجيب، حتى استطرد هو متابعًا حديثه قائلًا:-
-بس أول ما فهمت وعرفت وتأكدت بحثت عن معلومات عنك ودورت عليكِ، بس كنتِ اختفيتِ وانا اتملك مني الخوف انهم يكونوا لقوكِ وقدروا يجبروكِ على الاجهاض والحمد لله اننا لقيتك قبل ما يأذوا،  فأنا هخدك معايا واحميكِ وأحميه لحد ما تولدي بالسلامة حتى يكون بأمان من جوزك وأهله ...
   
الأن فقط قد فهمت بعضًا من حديثه المعقد، وأنه يظن طفلها ليس بأمان، لذا نزعت عنها نظراتها الشرسة التي سرعان ما تبدلت لأخرى حانيه، مطمئنه وقد تناست كل ما حدث واردفت قائلة برغبة لطمأنته:-
  - بس أنا وهو بأمان ومفيش خطر علينا، احنا هربنا من عمو سليمان وجينا أنا وهاله من هولندا نعيش هنا وهو مش هيعرف دا...
هتف سألا بتعجب:-
  - مين هالة؟
  أجابته قائلة:-
  - هالة الدكتورة اللي عمو سليمان جابها عشاني وهي بقيت زي أختي تمامًا...
اومئ متفهمًا هوية الأخرى لكنه أردف قائلًا لها بأصرار:-
- بس أنا شايف ان وجودك معايا ضروري وأمان أكثر،  وكمان لازم نفكر في اللي جاي وازاي هنواجه المشكلة دي ونحلها دا طفل.. طفلنا احنا الاثنين ولازم تدركِ اني مش هتنازل عنه ولا عن حقي في انه يتنسب ليا ويتربى بقربي فاهمه...

حديثه يشتتها ويصيبها بالذعر، وهي هنا وحدها لا تدرك بما تجيبه، فقد اعتادت على عدم اتخاذ قرار لذا كان اول ما خطر ببالها هو التواصل مع آسر او هاله، كلاهما من تثق بهما ومن سوف يخبرانها ما عليها فعله لذا  أردفت قائلة بنبرة يغلفها التوتر والقلق:-
  - أنا عايزة أروح البيت عند هاله فورًا لو سمحت، أنا مش هروح في مكان من غير ما هي تعرف!..
 
زفر بضيق وعيناه مصوبه عليها وعلى تصرفاتها الطفولية تلك ولكنه بالنهاية تفهم خوفها منه ومن الذهاب معه لذا أماء لها قائلًا:-
  - طيب تمام زي ما تحبي، هنروح على بيت هالة دي وبعدها هنروح على البيت عندي ولو هي حبت تيجي معاكِ كمان عشان تكوني مطمنه أنا ما عندي مانع..

  تجلى الشعور بالراحة والاطمئنان على سيماها وهي ترسم بسمه على محياها تدل على رضاها بالأمر، فبدت كطفلة صغيرة حقًا وبريئة تمكن من استرضاءها حتى تذعن له ولا تعترض...
لذا هتف قائلًا:-  
  - استني هنا شويه على ما أعتذر عن باقي محاضرات النهاردة..
  - أذعنت له وجلست على أحد المقاعد، بينما هو تحرك مغادرًا الغرفة ووقف على اعتاب بابها شاعرًا بالتردد من الذهاب وتركها وحدها خوفًا من هروبها منه وعدم تمكنه من أيجادها هي وصغيره مجددًا،  لذا قرر استخدام هاتفه  عوضًا عن هذا فلا شيء اهم من طفله الذي لطالما تمناه...
 
وما أن انهى مكالمته حتى دلف مجددًا وجدها ماتزال جالسه موضعها تنتظره، فطالعها لثوانٍ بصمت وهو يستنكر ما أوقعه القدر به، لتكن تلك الصغيرة امًا لطفله الذي لطالما تمناه وتاق له، ثم تنهد زافرًا محاولاًا تقبل الوضع، فما بيده غير ذلك وهتف يخبرها أنه قد حان وقت المغادرة، فنهضت تتبعه الى الخارج حيث سيارته، فقام بفتح بابها لها، وقامت باستقلالها وفعل هو الاخر وقادها حيث العنوان الذي قامت بأخباره له..
  ****
كان أسر جالسًا في شرفة غرفته كما أعتاد في هذا الوقت  ليهاتفها منذ ان غادرت ، وكان قد اعتراه القلق ما أن قامت بأغلاق الهاتف فجأه دون أعلامه،  لكنه حاول اقناع ذاته أنها ربما قد دلف دكتور المادة، فأصابها الفزع وأغلقت الهاتف فورًا دون أخباره،  لذا قرر الانتظار لقليل من الوقت ومعاودة الاتصال بها،  ونهض مستندًا على أحد عكازيه،  فقد استطاع التخلي عن أحدهما في تلك الفترة وتحرك عائدًا ألى داخل الغرفة، مقررًا الهبوط للأسفل، لذا خرج واستقل المصعد هابطًا للأسفل..

ما ان انفرج باب المصعد وتحرك ببطيء للخارج، حتى تصنم جسده واجتاحه التوتر، ما ان تسرب لمسمعه صوت شاهي زوجة والده وهي تحادث والده بنبرة حانقه،  غاضبه قائلة:-
  - يعني أيه تسافر مصر يا سليمان من غير ما تقولي وتسبني قلقانه عليك ومش عارف انت فين!..
  ارتج قلب آسر وتعالى وجيبه هلعًا كسى تعابيره ما ان اخترق مسمعه تواجد والده بموطنه الذي قام بتهريب جود أليه،  وتوارى بترقب وهو يستمع ل شاهي  التي صمتت للحظات واستطردت مردده لحديث زوجها بصدمه غلفتها وغل ارتسم على سيماها،  ولم يكن فاتها رؤياها ل آسر خلفها من خلال طيفه  الذي تجلى لها بالمرأه التي أمامها،  فتعمدت الحديث ليصل لمسمعه ويعلم حقيقة وصول والده ل جود،  فيسرع بأخبارها وحثها على الهروب: -
  - يعني أنت عرفت مكان جود دلوقت!..
صاح بها سليمان بالهاتف لحديثها الذي خشى أن ينصت له والده، فقد تأكد أن هروب جود كان مدبرًا من قبله، فهو اسكنها بأحدي شقق المبني الذي كان أرثًا له من والدته والذي اكتشف انه قد قام بنقل ملكيته إليها، وهذا ما جعله يدرك موقعها ما أن علم بالمصادفة محاميه عن الامر، فأخبره ليلة أمس، فقرر حينها السفر فورًا لجلبها دون ان يخبر احدهم حتى لا يحذر ابنه ويقوم بأخبارها، فبررت مدافعه قائلة:-
  - اهدى أنا لوحدي في الهول ومفيش حد معايا..
اردفت بتلك الكلمات المهدئة لزوجها ونظرات عيناها تراقب طيفه من خلال المرأة  وهي ارى تحركه المرتبك وابتعاده وهو يسرع باستخدام هاتفه، فلمعت عيناه بوميض النصر وهي تراه يفعل ما أرادت وتتمنى أن ينجح في اخبارها وحثها على العرب قبل وصول زوجها لها...
بينما كان أسر كمن أصابه مسًا من الجنون،  وقد تصبغت ملامحه بالوجل والقلق وهو يعاود الاتصال على جود للاطمئنان عليها..
مرت دقائق عليه كانت كالدهر قبل أن يفتح الخط له،  وما كاد ان يتحدث حتى لجم موقعه واصابته رعدة عنيفة وقد وصل لمسمعه صوتًا رجولي جعله يظن انه قد فات الاوان وقد وصل والده لها وانتهى الأمر، إلا  ان ذاك الصوت الرجولي اردف قائلًا بما يثلج قلبه ولو قليلًا وهو يمنحه مشاعر متضاربة ما بين املًا بإنقاذها من براثن والده،  وذعر وقلق عليها مما يكون قد أصابها وجعلها تندفع لخارج المحاضرة وهي تتعلل بمرضها،  فترى ما الذي اصابها..
تجمد لثوانِ قبل أن يطرف جفنيه الثقيلان متنبهًا، غير سامحًا للوقت ان يسلب منه وأسرع بمهاتفة هالة لأخبارها،  فهي الوحيدة الان القادرة على انقاذ جود اذا تمكنت من الوصول لها قبل والده....
في ذاك الوقت كان أدم يتحرك بسيارته اتجاه العنوان الذي أملته اياه تلك الصغيرة،  حتى اشارت له بالتوقف امام احدى المباني الفخمة قائلة:-
  - احنا قاعدين هنا
  اماء له وهو يوقف سيارته ويترجل منها وقام بالالتفاف حولها حتى يقوم بمساعدتها على الترجل...
كانت حينها تهم بفتح الباب، حتى تفاجأت بفعلته تلك ويداه التي تقدمت بدعوة لها،  فأطرفت عيناها بخطل وتوتر عدة مرات وقد أصابتها الحيرة متسأله أن كان يصح أم ماذا،  فما كان منها إلا أن تسترجع تحذيرات والدها الدائمة لها والتي جعلتها تلقائيًا تتجاهل يده الممدودة وتحاول الهبوط لوحدها،  مما أصابه بالصدمة من أحراجها له بفعلتها تلك،  فأجتاحه شعور الغضب منها،  فقد كان يحاول ان يكون لبقًا، راغبًا بمساعدتها مراعيًا لحالة جسدها الصحية نتيجة حملها... 
بينما جود لم تنتبه أنها قد اغضبته بفعلتها تلك وخطت خطواتها اتجاه البناية،  ظنًا منها انه يلحق بها..
بينما هو كان يقف متجمدًا لثوانًا وقد سحب يده الى جانبه وقبض عليها بقوة حتى ابيضت تمامًا وهو يحاول كبت غضبه عنها، ثم أغلق الباب بقوة اجفلتها وجعلتها تستدير له
فهلعها رؤية ملامح وجهه المقتضبة وحاجبيه المعقودين معًا،
والتي لا تعلم حقًا لما منذ رأته وهما هكذا  معقودين اعلى نظرات اعين سوداوية يخيفها النظر بها،  فارتجف جسدها برعبًا يجتاحها نحوه، فجعلها ذاك الذعر تلتفت مجددًا وتتحرك مسرعة نحو هالة لعلها تجدها وتتلمس الأمان منه بقربها،  مما جعله يلحق بها هو الأخر،  ويستقل المصعد الذي استقلته هي أولًا، فأردف متسائلًا عن الدور المعني،، فأجابته هي عنه، ليقوم بالضغط على الزر المناسب....

توتر،  رهبه،  ووجل ومشاعر مبهمة اعترتها خلال تلك اللحظات القليلة التي اجتاحتها خلال تواجدهما معًا في ذاك الحيز الصغير وبدأت تترقب انفراج باب المصعد لتستطيع التقاط بعضًا من أنفاسها الهاربة بحضرته...
****
كان ظافر قد أنتهى من ارتداء ثيابه ويقف أمام المرأة يمشط خصلاته ويرتدي ساعته، ثم تحرك اتجاه الباب للخروج بعدما التقط حقيبة عمله، مر بجانب الغرفة التي تمكث بها ميار، فتوقف مرغمًا وكاد ان يتقدم نحوها ويلج أليها، فقد اشتاقها   خلال اليومين الماضيين والذي أجبر ذاته علي فراقها بشق الانفس، إلا أنه تراجع عن هذا وتابع خطواته مبتعدًا حيث الدرج هبوطًا للاسفل وهو مقتنع أن تعنيفه لها جفاءه معها هو الصح، فقد جرحته بعدم ثقتها به وبلجؤها لأخر ترك زوجه تأذت في مسعاه لها، وكم شعر بالألم لما أصابها..
وعلى ذكرها انتبه لضرورة ذهابه والاطمئنان عليها، فهو بات يشعر بالمسؤولية اتجاهها منذ اعطاها دماءه، لذا قرر التوجه للمشفى أولًا .....
***
استيقظت ميار من نومها وشعورًا بالإعياء يجتاحها،  تطلعت بجانبها الفارغ بحسره تملكتها،  فهو منذ حادثة زوجة ركان وهو بات يتجنبها  ويبدو أنه اكتفى مما كان يفعله ساعيًا لنيل الغفران منها..
ابتسمت بألم وهي  تنعي ذاتها أن هذا للأفضل،  فما كانت قادرة على منح الغفران له، وقلبها مازال جريح ينزف
منه ومن عشقه المأساوي الذي هشم روحها.
بهتت وهي تستدعي ذكريات يوم الحادثة وما أصابها من تأنيب للذات حينها لما أصاب تلك الزوجة مجهولة الهوية لها  وكيف آتى هو وعنفها بقسوة وبدأ بألقاء اللوم عليها لما أصابها، فهي من صدقت خديعة الفتاة لها وبدلًا من محادثته ومواجهته هرعت لمحادثة لركان بدلًا منه وعاتبها على عدم ثقتها به،  فابتسمت بمرارة على ذاك العتاب،  فكيف لها أن لا تصدقها وتثق به وهي من تعلم كيف كانت تتملكه المشاعر اتجاهها لدرجة تأوه بأسمها ذات مرة بالفراش حينما كان معًا ليرجمها بقسوة وقد تصلب جسدها لعدة ثوانٍ صدمة بفعلته وقد تداركت أنه لم ينتبه لما قال!.

ذاك الشعور الذي اعتراها حينها لا يمكن لها وصف مقدار ألمه ولا يمكن لأحدهن تخيله إلا لو عاشته ، فقد نحرها بقسوة وهشم قلبها الى شظايا صغيرة متناثرة تدحرجت حتى سقطت بهاوية الشعور بالخيانة ....

  وقد كان هذا الشعور كفيل بؤد حبه بقلبها حينها، لكنها وياللعجب كيف فعلتها تغاضت عن جرح كرامتها وأنوثتها  وحاولت خداع ذاتها أنها ربما أخطأت السمع...
  لكن تلك الكذبة التي حاولت اقناع ذاتها بها من أجل رآب كرامتها لم تتركها تتعايش بها بدون أن تؤرقها، وبدأت بالتجول برأسها محدثه به الخراب كل مرة يكونا فيها معًا وهي تترقب تأوه آخر بأسم معشوقته التي لم تنجح بأخراج عشقها من قلبه وبث عشقها به، لتبدأ سوء الظنون برجمها  بأنه يراها فيها ويكون معاها لتلبية احتياج جسده فقط حتى تأكدت من ظنونها ..

  لذا هي تعلم كم عشقها،  لذا لا يمكنه لومها وهو من قهرها وأهدر كرامتها التي لطالما أنبتها بقسوة على رضاها بهكذا علاقة مؤذيه، حتى ثارت عليها وباتت لا ترضى إلا بالثأر لها والذي لا ترى غير البتر لعشقه والانتهاء من ذاك الأذى هو  وهذا ما تؤيدها به،  لذا حاولت النهوض وقد قررت عدم التخاذل  والتناسلي له ولعشقه السام والتعايش من اجل صغيرها...
***
ما تزال على وضعها،  لم يتغير بحالها شيء،  ساكنه وصامته بطريقة مؤلمه لقلبه، وضميره الذي يعنفه لما أصابها بصنيعة يديه، فمنذ  انهيارها أمس الذي أفجعه وضمه لها بين يديه وهو شعر برغبة جمّ بها ومشاعر عنيفة تملكته اتجاهها وخوف من ألا يتمكن من نيل غفرانها وتصفعه بهرجانها، فما زال لا يدرك ما يجول برأسها اتجاه، فهل فقد ذكراها كما أعرب الطبيب عن احتمالية ذلك،  فتشعشع الذعر بكل انحاء جسده يفاقم من خفقات قلبه المكلوم،  فشدد في ضمها وتمنى لو يخبأها بين طياته ضامنًا قربها له، لذا اقسم وتوعد أن حالفه القدر وأبقى على ذكرياته وعشقه الكامن بداخلها، أن يسعى لنيل غفرانها  بكل طريقه ممكنه، وان يغمرها بكل الحب والسعادة التي تستحقهما...
لذا قضى ليلة برفقتها ضاممًا أياها ومتنعمًا بدفئها، راغبًا بطمأنتها وطمأنة قلبه بوجودها، حتى اشرقت شمس الصباح بانهيار أخر لها،  جعله يستدعي الطبيب لها والذي استدعى اخر نفسي لتقيم حالتها، والذي شعر براحة تسللت بداخله ما ان وجدها أنثى،  فقد شعر بالنفور من فكرة ان تبوح بمكنوناتها وما تشعر بها لرجل آخر غيره وتشكي له منه....

وها هو  مرابطًا لباب غرفتها من حينها،  فقد اصرت عليه الطبيبة النفسية أن يبقى خارجًا، فخنع لها مرغمًا، مع رؤية اهتياج الأخرى  ...
بعد عدة ثوانًا انفرج باب الغرفة،  وخرجت الطبيبة منه قائلة:-
  - إحنا عطيناها مهدئ وهي بخير حالًا،  بس ممكن لو سمحت تيجي لمكتبي نتكلم بخصوص حالة المدام شوية..

أماء له مؤكدًا ولحق بها لكنه تجمد ما أن لمح ما جعله يتوقف وقد رأى ظافر يتقدم نحو غرفة زوجته،  فقطب حاجبه بعدم فهم لتواجده واعتذر من الطبيبة مخبرًا أياها انه سوف يلحق بها،  فأمأت له وتحركت، بينما هو تحرك عائدًا نحو الغرفة وقد رأى ظافر يحادث الممرضة التي قد خرجت لتوها من غرفتها، ويوشك على الولوج لها، فأسرع بخطواته وقد ارتسم الغضب علي سيماه حتى وصل
ومد ذراعيه يمنعه من الولوج قائلًا بحاجبين معقودين ونبرة مموجه بالغضب والتفاجئ:-
-انت  بتعمل أيه هنا ورايح فين!..
اجابه الآخر بسماجه  وشعورًا مسلًا اجتاحه ما أن انتبه لضيق الأخر والذي ذكره بملامحه حينما علمه بأنه المتبرع لزوجته قائلًا : -
-جاي اطمن عليها!.
طل الغضب من عينيه واجتاح قلبه شعورًا بالضيق وهتف قائلًا بتهكم:-
-نعم ودا ليه!، تعرفها منين انت عشان تطمن عليها!.

أجابه الاخر باستفزاز، وقد وجد اخيرًا فرصته للانتقام وجعله يذاق من ذاك الكاس الذي لطالما سقاه اياه:-
-  ما هو أنا جاي اتعرف عليها واعرفها بيا وأقولها أن أنا إللي اتبرعت لها بدمي وانه بقى بيجري في دمها ..

جز ركان على نواجذه بغيظ، يجاهد للجم غضبه منه، بينما يشعر بداخله بالضيم والقهر لأدراكه أنه هو دون غيره تطابقت دمائه معها وتبرع لها والآن تسرى دمائه بدمائها،  لينتابه شعور وكأنه العالم بأكمله يتأمر عليه ويرفض سعادته
فلا يعلم لما يفرض وجود ظافر  ويصر علة تواجده بقوة بحياته ويسلب ما له،  سابقًا ميار والان تبرع بدمائه وانقذ زوجته وقد يسلب منه ذاك اللقب والمكانة المميزة التي اوضعتها زوجته بها منذ الصغر كمنقذ وفارس لها،  ليشعر بنيران تستعر بقلبه نفورًا وغضبًا لهذا،  يقسم  ويتوعد بأن تلك المرة غير وبوسة غير، انها له وحبها له ولن يسمح له بالتواجد كأي شيء بحياتها،  لذا اردف بثبات زائف عكس البراكين المهتاجة داخله يحثه على الذهاب قائلًا:-
- متشكرين يا سيدي بس انا مراتي تعبانة ومش عايزة تشوف حد..
بينما الآخر كان مستمع للغاية برؤية غضبه البائن والذي يحاول اخفائه، لذا تابع بذات الاستفزاز، راسمًا بسمه واسعه على محياه محاولًا اثارة غيظه وسخطه الذي لطالما شعر به قائلًا بذات النبرة :-
-ما هو أنا مش حد، انا اللي انقذها من الموت!..

يتبع
اقتباسات بدون سرد من البارت القادم
مين حضرتك؟
انا خطيبة الظابط رحيم!، انتِ اللي مين!
**
عمو سليمان!...

كنت حابة اكتب اكثر من كده بس ماما واختي فجأوني بزيارة للأطمئنان على حسام ابني لانه كان مريض...

Seguir leyendo

También te gustarán

574K 28.8K 51
شرف فيد التنفيذ من الي كان ممكن يكون سندك كان كسرك
629K 30.4K 25
🔹أنا لها شمس🔹 دوائر مُفرغة،بتُ أشعرُ أني تائهة داخل دوائر مُغلقة الإحْكَام حيثُ لا مَفَرّ ولا إِدْبَار،كلما سعيتُ وحاولت البُزُغُ منها والنأيُ بحال...
5.6M 129K 66
سلامْ الله على العزيزٌ قلبيّ ! من الألم ، من الوجع ، من الإنشطار ! أما ذاكَ الذي طعنني غادراً وتسببَ لي بإنشطار روحي ، وجعل كياني مٌشتتً ما بين قل...
717K 34.4K 52
مراهقه دفعها فضولها للتعرف على الشخص الخطأ وتنقلب حياتها بسبب هذا الفضول.