"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتم...

Oleh dina_aladwy

1.5M 45.6K 6.6K

قدري كان لقياكِ وقلبي لكِ كان بالانتظار ظننت قبلك عرفت الهوي ولكن فيكِ عرفت العشق، الجنون، والهوس خطأ جمعن... Lebih Banyak

الشخصيات
إعلان
حلم أم حقيقه
توضيح
توضيح
تنبيه هام، الروايه حاليًا بيتكتب البارت الاول
البارت الاول
البارت الثاني
البارت الثالث
البارت الرابع
هام
هام
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
اقتباس
اقتباس
تنوية
مين البارت مش بيحمل معاه؟
البارت الحادي عشر
اقتباس
تنوية
البارت الثاني عشر
اقتباس
البارت الثالث عشر
💔💔
اقتباس + موعد التنزيل
البارت الرابع عشر
اقتباس
البارت الخامس عشر
تنويه +مشهد +سؤال
اقتباس من البارت القادم
اعتذار + موعد البارت
البارت السادس عشر
اقتباس + الموعد
البارت السابع غشر
تنويه
الموعد + اقتباس
البارت الثامن عشر
ملحوظه + ميعاد النشر
البارت التاسع عشر
اقتباس
اقتباس تاني
البارت العشرون
تنوية هام
اقتباس
اعتذار+ اقتباس+موعد النشر
البارت الثاني والعشرون
اقتباس من البارت الثاني والعشرون
البارت الثالث والعشرون
اعتذار
البارت الرابع والعشرون
البارت الخامس والعشرون
اقتباس
البارت السادس والعشرون
اقتباس +الموعد
البارت السابع والعشرون
تنويه
البارت الثامن وعشرون
اقتباس متقدم
اقتباس
اعتذار
البارت التاسع والعشرون
اقتباس واستطلاع
البارت الثلاثون
اقتباس رومانسي
البارت الحادي والثلاثون
اقتباس متقدم
البارت الثاني والثلاثون
البارت الثالث والثلاثون
البارت الرابع والثلاثون
اعتذار
البارت الخامس والثلاثون
هام وياريت الكل يشارك برأيه
البارت السادس والثلاثون
#اقتباس
البارت السابع والثلاثون
تنوية + موعد النشر
البارت الثامن والثلاثون
اقتباس
البارت التاسع والثلاثون
البارت الاربعون
اعتذار
البارت الواحد والأربعون
توضيح
اقتباس
تنويه وميعاد البارت
البارت الثاني والاربعون
اقتباس النهاية
البارت الاخير والى اللقاء بالجزء الثاني #سيال_العشق
اقتباس ل (ادم وجود) ما تزعلوش
تنوية هام
اقتباس
نيران من عشق
إعلان هام
اعلان واقتباس
أعلان
اقتباس من رواية المعرض
مين فاكر الدكتورة هالة صاحبة جود

البارت الحادي والعشرون

16.7K 758 114
Oleh dina_aladwy

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت الواحد والعشرون
🌺

أتيتني بعدما فقدت شهيتي للحب والحياة
ضممتني تريد بعثي من يأسي بقبلة الحياة
تعزف لي لحنًا يُبهج، وترسم لي لونً، وتملأ سماء أحلامي نجومًا وأقمار، تتعهد بترميم قلب غير قابل للأصلاح، قاطعًا بينك وبينه ميثاق عهد غير قابل للأسقاط، أن يمنحك كل العشق اذا اندملت جروحه وبات قابل للغرام..

**
ليس لأنك عشت بضعة أيام عجاف، تسب وتلعن الحياة، فالدنيا تتأرجح بين هذا وذاك، يومًا لك ويومًا عليك، لا من فرحٍ دائم ولا من حزنٍ غالب ...
فالشروق يليه غروب، شمسًا تشرق بعد اندثار وليل يملأه ظلام، وأدرك ان بين اليأس والأمل خطٍ رفيع يمكنه أن يُزال، فقد تخرج لؤلؤه صغيرة من صدفة الاحزان تنير عتمتك وتجعلك ترى مالم ترى، تكشف لك حقيقة الأشخاص من أحب وصدق!، من غاب وغدر!، ومن حقًا يهتم ومن يزيف مشاعره!، من تتكأ عليه دون تفكير وتثق أنه لن يخذلك، لذا تصالح مع قدرك مهما لك أساء وثق أن من عمق اليأس يتولد أمل..

وهكذا كان عشق رحيم  كقطرة غيث في صحراء قلبها القاحلة، منحها عشق غير مشروط، تسلل ألي عالمها واجتاحها..

جال بمتاهات عقلها وقلبها مبعثرًا افكارها، مكتشفًا فوضويتها وتناقضاتها، اضغاث احلامها، وزيف ابتساماتها،  متذوقًا لأحزانها..

ورغمًا عن ذاك عشقها واراد امتلاكها، وتثبيت جذور عشقه بقلبها، مدركًا صعوبة رغبته، إلا أنه أصر، فلا من فر لها من عشقه ولو مجبره، فلا يستطيع تجاوز عشقها وبه قد ترسخ!...

فمنذ أن أفاقت وهو بجانبها، يهدئ من روعها، مطمئنًا لها أن وليدهم بخير وسيأتي في الحال وأن الخطر قد زال وانتهى بموت غريمه التي اشفقت عليه لموته هكذا خاسرًا لأخرته ودنياه....

حتى آتى الصغير وولج من الباب يهرع اتجاهها ومعه الصغيرة" ندى " وبوسه وركان من خلفهما، تراخت ملامحها المقتضبة وارتسمت بسمه سعيدة، حانية لرؤياه، فحاول الصغير الوصول لها، إلا أن رحيم منعه من فعلها، حتى لا يأذيها، أبتأس الصغير وحزنت ملامحه لعدم وصوله لها ونيل عاطفتها المشتاق لها، فرغم عاطفة بوسة إلا أن عاطفة الأم غير ، لتتسع ابتسامته حينما مدت يديها له، فحمله رحيم وجعله يقبل إحدى وجنتيها، فرفرف قلبهما سعادة...
تقدمت بوسه منها ببسمه خفيفة قائلة:-
-حمد الله على السلامة..
ثم تابعت بكلمات ذات مغزى وكان قد روى لها ركان قصتهما سابقًا:-
-ما تتصوريش انا فرحانة أد إيه إنك قمتِ بالسلامة عشان عمران واستاذ رحيم اللي ما فرقيش لحظه واحده، طوال النهار والليل وهو هنا جانبك، الظاهر أنه بيحبك أوي، ربنا يجمعكم سوا بخير وتكونوا أحلى عيلة..

أمأت لها سارة وقد تدرجت ملامحها بحمرة الخجل تأثرًا بحديثها، وانخرطا معًا في الحديث الذي يخص الطفلين...

بينما لكز ركان ذراع رحيم بخفه هامسًا:-
-مراتي بتسلك لك الجو، ناقص تشحت عليك وتقولها ونبي حسي بيه وحبيه..
رد له رحيم لكزته بينما يرمقه بنظرة ممتعضة، فقهقهه ركان بخفه، فمال عليه رحيم قائلًا وهو يتطلع ل بوسه:-
-صدقني هيكون ليك يوم وتتمنى اللي يحنن قلبها عليك..
ابتسم ركان ملئ شدقتيه وغمزه له قائلًا:-
-ريح نفسك قلبها حانن وعاشق من زمان، يا ابني دا أنا طلعت فارس وحلم الطفولة..
تطالع به رحيم بعدم استيعاب،  فأردف قائلًا:-
-انقذتها من الغرق وهي مراهقة عندها ثلاثة عشر سنه
  ومش بس كده عملت لها تنفس صناعي وخدت منها قلم
فوعدتها لما تكبر أصلح غلطتي واتجوزها،  والظاهر اني كنت بوفي بوعدي ومعرفش...
ارتسمت الدهشة على محياه رحيم من تدابير القدر، ثم أأردف متسائلًا:-
-هي اللي قالت لك وفكرتك!.
  اماء نافيًا قائلًا:-
-قبلنا صُحابها بالمول النهاردة وصحبتها قالت لها اتجوزتي ضابط الجسر،  ولقيتها بتتهرب منهم، فحدس الضابط  اللي جوايا شك ولحقت صاحبتها وهي طلعت ما تتوصاش واكتشفت منها كل دا..

امتعض رحيم من ثقة ركان بعشقها له،  فهذا سيجعله يعتبرها امر مسلم به ولن يسعى لقربها ونيل عشقها،  فأردف بمكر قائلًا:-
-طيب وإيه اللي مخليك واثق ان لسه المشاعر دي موجوده!، ما ممكن تكون مشاعر مراهقة للشاب اللي انقذها وبقيت لفترة وانتهت..

عبست ملامح ركان مفكرًا في حديثه وصحته وألا لما لم تحاول الاعتراف له كما نصحتها صديقتها وألقت بذاتها بجحيم هذا العجوز...

شعر رحيم بأنه قد أصاب الهدف، فأبتعد عنه تاركًا أياه يتلظى قليلًا واقترب من الفتيات يلتقط صغيره فقد اشتاق له...
ظلوا لبعض الوقت حتى حان وقت الذهاب، حينها رفضت سارة بقاء رحيم بجانبها اكثر من هذا لما سوف يثيره من أقاويل، لكنه رفض قاطعًا الذهاب وتركها وحدها، متوعدًا بالبقاء خارج حدود غرفتها...

غادر ركان بصحبة زوجته والاطفال بعد اقناع لعمران دام لبرهه من الوقت بأعادته ألي هنا بالغد، فاستقلوا السيارة
متوجهين ألي المنزل في جو عائلي مرح، ونظرات ركان المصوبة على بوسة بتوعُد لاكتشاف ما يختلج قلبها له في الحال، لكن ما أن كاد يصل للمنزل، حتى تعالى رنين هاتفه، ما ان وقع عينه على الاسم حتى اجابه بلهفة ظاهرة بالحال قائلًا:-
-اهلًا يا ميار، خير فيكِ حاجه!..
  تشنجت ملامح بوسه ونغزها قلبها لاستماعها لنبرته القلقة، بينما الأخرى اجابته ببسمه قائلة:-
-انا تمام والحمد لله، بس أنت اللي مش بتبان، دا حتى ما جيت سلمت على أدم ونيرة وباركت لهم على الحمل..

زفر براحة ما أن أطمئن أنها بخير قائلًا:-
-معلشي يا حببتي كنت مشغول شويه، المهم انك بخير وان شاء الله هجيلكم قريب..

كان يتحدث بنبرته الحانية التي يخصها به منذ الصغر، ولم ينتبه لتلك التي تتلظى بنيران الغيرة بجانبه وقلبها الذي يرتعد بين جنباته وهي تنصت لنبرته تلك ولقب "حبيبتي"  الذي انسبه لها...

بينما الأخرى اجابت باعتراض قائلة:-
-لا مفيش بعدين، انت هتيجي تتعشى معانا دلوقت، العيلة كلها مجتمعه وكمان سنية عاملة الأكلة اللي بتحبها، ف يلا مسافة الطريق وتكون هنا ومفيش اعتراض!..

وكيف له أن يقول لا، فالأميرة المدللة لا تقبل بالرفض وهو لما يعتاد رفض لها ما أرادت، لذا اجابها قائلًا ممازحًا كما اعتاد:-
-وأنا اقدر أقول لك لا، مسافة الطريق وأكون عندك...

لو كان يتقصد أيلام قلبها وايصال رسالة واضحه لها بأنها لا تعني له شيء لكانت نبرته ونظرته التي تشع حبًا للأخرى أقل مما هي الأن، لكن الاصعب أنه لا يقصد، وعدم ادراكه هذا ينحر قلبها بسكين صدأ...

اغلق الهاتف وماتزال البسمه ترتسم على محياه، للحظات حتى بدى أنه تدارك وجودها بجانبه، حينما وصل أمام عتبة المنزل، فتبددت كل مخططاته من اجلها وأستدار لها بوجهه قائلًا:-
-خدي الاطفال واطلعي، وأنا هروح القصر واحتمال اتأخر، اتعشي انتِ والولاد

امأت له بملامح وجه جامد رغم الحزن الذي يغتال قلبها، ترسمها بصعوبة أمامه، حتى لا تنهار في بكاء مرير وتظهر جروحها...
وترجلت من السيارة تسحب الصغيرين، وتستقل المصعد وصولًا للشقة، وقف هو لثوانٍ، قبل ان يدير السيارة ويتحرك صوب القصر..

ما أن ولجت الشقة حتى طلبت من الصغار الدلوف للغرفة، وطلبت من ندى مساعدة عمران على تبديل ثيابه، بينما هي
ارتمت بجسدها على الأريكة، تاركه لمشاعرها العنان،
تنخرط في بكاء مرير، بينما تكمم بكفوفها فاها، تمنع شهقاتها من الوصول للصغار، شاعرة بالاختناق وكأن الألم يجثم على روحها...

ظلت هكذا لبعض الوقت، حتى لملمت شتات نفسها المبعثرة ونهضت من على الاريكة متوجه ألي مطبخ الشقة من اجل اطعام الصغيرين، فما ذنبهما ليتضورا جوعًا..
لكنها توقفت امام المرحاض اولًا،  تطالع ذاتها وقد تراقصت الحسرات أمامها بالمرآة وهي ترى وجهها قد تلطخ بمياه عينيها وانطفئ برماد حزنها على قدر كتب لها المعاناة
اخذت تنثر قطرات المياه على وجهها، لعلها تزيل اثار الحزن به ولكن ماذا عن قلبها ..

**
وصل ركان للقصر، ترجل من سيارته وولج للداخل، وجد الجميع جالسًا بالهول، رحب بهم جميعًا وبارك ل نيرة بالحمل وخص صغيرته ببسمه واسعه هو يقترب منها مقبلًا جبينها سائلًا عن حالها هي وجنينها...
كانت عين ظافر مثبته عليهما، يطالعه بنظرات غاضبه، يخشى منه وبذات الوقت يثق به أنه لن يتخطى حدوده يومًا، لكن كونه يعلم أنه يحمل لأنثاه مشاعر، تثور عليه كرامته ويشعر بالبغض نحوه، فلا يحق لحبها ان يسكن بغير قلبه...
سأل ركان عن أدم، فأخبروا بأنه بغرفة مكتبه، زفر مرتاحًا لهذا، لرغبته بمحادثته بأمر زواجه وحدهما اولًا، تمهيدًا لأعلانه للجمع الحاضر،  لذا استأذن منهم وتوجه الى مكتبه،  طرق الباب، فأذن أدم للطارق بالدلوف، اتسعت ابتسامته ما ان رآه ونهض مرحبًا به بعناقًا رجولي، وهو يهتف قائلًا بعتاب:-
-لا والله لسه فاكر تيجي تشوفني، انا هنا من اسبوع فات
 
مسد ركان على خصلاته بأحراج قائلًا  بأسف:-
-والله كنت مشغول الايام دي وانت كمان كنت مشغول، فالوقت ما كان سامح..
اماء له أدم متفهمًا، فتابع ركان ببسمه:-
-صحيح مبروك على البيبي يتربى بعزك يا ادم يارب...
ابتسم له أدم  بسعادة، فأخيرًا سيصبح اب،  فاردف قائلًا:-
-ياااه يا ركان ما تعرفش أنا مبسوط أد ايه!، شعور أن هكون أب دا اجمل شعور...
ثم اردف بكلمات ذات مغزى:-
-عقبالك أنت كمان
فهم ركان مقصده جيدًا فأجابه قائلًا:-
-مش بعيد يكون قريب أن شاء الله..
طالعه أدم بعدم استيعاب فأردف ركان قائلًا:-
-أنا أتجوزت ..
  ارتسمت الصدمة على محياه أدم، وهو يأردف مرددًا باستنكار:-
-اتجوزت!، ازاي وأمتى؟.
  أجابه ركان قائلًا:-
-من اسبوع كده كتبت كتابي وما لحقتش اعرفكم عليها لظروف إصابة مرات صاحبي يوم جوازنا وانشغالنا معاه، وكنت مستني الوقت المناسب عشان اعرفكم بيها وطبعًا حبيت اقولك الأول..
اردف ادم قائلًا وماتزال الصدمة تُأثر به:-
-ومين دي وازاي وأمتى تعرفتم!، وياتري مامتك عارفه بالجوازة دي!..
اردف ركان قائلًا:-
-هحكيلك كل حاجه بالتفصيل..
  وشرع بسرد كل ما حدث معه منذ أن كاد ان يصطدم بها حتى زواجه منها..
انتفض أدم  من على مقعده وقد تملكه الغضب واغتضنت ملامحه به قائلًا:-
-انت اتجننت!، إزاى تعمل كده فيها وفي نفسك!، دي طفلة صغيرة، فرق بينكم ما بين تسع لعشر سنين،
  أجابه ركان مبررًا وقد  شعر بالضيق:-
-انا اكتشفت دا يوم جوازنا، فكرتها اكبر من كدا، بس كان خلاص مفيش رجوع، وأنا كنت قررت اساعدها وكان لازم يكون مسمى لعلاقتنا...
اجابه أدم بغضب قائلًا:-
  -كان ممكن تساعدها بأي طريقه تانية غير انك تتجوزها، كان ممكن تكلمني وكنت شفت لها بيت وشغل ومنحه دراسية تبع الشركة،  لكن مش تحكم عليها بالتعاسة والظلم للمرة التانية بجوازها منك ..
انتشر تأثير عبارته بالهواء مثل حصاة ألقيت في مياه راكدة، فكلماته كانت كالسهام التي اصابته، فتجهم وجهه هو الآخر وطالعه مأردفًا بحده قائلًا:-
-جوازها مني ظلم وتعاسه ليها!..
  اجابه ادم مؤكدًا حديثه قائلًا:-
-ايوة ظلم وتعاسه، لما تتجوزها وانت مفيش اي مشاعر ليك اتجاهها، وتكون متجوزها بس عشان تكون بديل تداوي بيه وجعك يبقى ظلم ليها، فرقت إيه انت عن طليقها، اللي استغل ديون أبواها واجبرها على الجواز منه، وانت استغليت ضعفها وقلة حيلتها، فما لقيت قدامها غير تقبل عرض جوازها منك، انت ظالم زيك زيه بالضبط...

انتفض ركان من على مقعده وقد صدمُه حديث ابن خالته، وقد شُحب وجهه فلم يرى الامر من ذاك المنظور ابدًا، إلا أنه أبى هذا الاتهام وان  يقارن بهذا العجوز الحقير وبرر قائلًا:-
-بس انا ما جبرتها، انا وعدتها هساعدها واكون جانبها سواء رفضت او وافقت..
  اجابه بتهكم قائلًا:-
-وتفتكر وحده بظروفها هيكون عندها مجال للرفض والمغامرة...
  اتسعت عيناه بشدة، وكلام أدم كالسياط يرجم روحه بقسوة، فتهدج قائلًا رافضًا له وقد بدأ صدره بالعلو والهبوط من شدة غضبه:-
-لا كلامك مش صح، وجوازي منها مش غلط، بالعكس دا افضل قرار أخدته بحياتي، واكيد مش دا سبب  موافقتها على جوازها مني..
  طالعه أدم باستنكار وغضب مأردفًا:-
-للأسف انت بدال ما تساعدها بتأذيها اكثر وأنت مش واعي، هي ظهرت قدامك في وقت انت كنت تايهه فيه، ولما تفوق وتشوف انك تسرعت هيكون الاوان فات بالنسبة لها، عيلة صغيرة مطلقه مرتين وهي لسه ما كملت العشرين..
جهر ركان بغضب نافرًا ذكر الطلاق بينهما قائلًا:-
-ومين قال إني هطلقها، هي هتفضل مراتي لأخر لحظه، هي قدري أنا من البداية، قدر اتسرق مني ورجع لي، حياتها ملكي، حب من حقي اشوفه وأحس بيه وسعادة من حقي اعيشها معها، مش هقضي عمري أحب وبس، من حقي اتحب أنا كمان...
أردف ادم ساخرًا قائلًا:-
-اسمع لكلامك اللي قولته دلوقت واللي بيأكد أن أنا صح، وأنك استغليتها يا ركان،  استغليت طفلة صغيرة قادها القدر ليك بدل ما تساعدها..
لم يحتمل ركان سمع المزيد، فكلمات أدم كالجمر تحرق روحه، وانتفض مستدير متحركًا بخطوات وئيده، غاضبة  خارجًا من مكتبه، ليجد الجميع يتطلع به، فقد وصل أليهم صوتهما العالٍ بحديث مبهم، ليغادر تاركًا القصر بأكمله مسرعًا دون أن ينبث بكلمه، وكادت ميار أن تلحق له لولا خروج ادم هو الآخر بملامح واجمه، فاقتربت منه والدته قائلة:-
-في إيه صوتكم كان عالي كده ليه!، وركان مشي زعلان، انتم اتخنقتوا ليه!..
  اجابها بغضب مكتفيًا بقول:-
-البيه اتجوز من وحده أصغر منه ببتاع عشر سنين وجاي يعرفني...

صعق الخبر الجمع المجتمع ماعدا ظافر الذي تراقص وجيبه فرحه للخلاص منه، ونيرة التي ابدت لا مبالة بالأمر، وهي تتابع ما يحدث أمامها، وميار المصدمة بالخبر، ونادر الذي نهض قائلًا:-
-طيب ايه المشكلة!، ما يمكن يكون بيحبها..
احتدت ملامح أدم وهدر به غاضبًا:-
-حب إيه اللي مفيهوش تكافئ دا!، حب عيلة صغيرة، تفكيرها عمره ما هيناسب تفكيره، الحب بيكون بالعقل واختيار الشريك المناسب ليك ولحياتك، انما دا اسمه تخلف وعلاقه محكوم عليها بالفشل...
  انهى حديثه وغادر، تاركًا من حوله متأثر بكلماته....

ابتسمت نيرة ساخرة، فها هي تظهر افكار زوجها الجليل، تهكمت مردده كلمته" الاختيار المناسب" وهل القلب يدرك تلك الجملة، هو فقط يدق دون استأذن، أساسًا دومًا ما يختار القلب اكثر شخصًا غير مناسب له، وإلا لكان اختار أدم ونبض بعشقه، ادم الذي يدعي أنه أحبها، بالطبع فعل ولكن على طريقته، أحبها لرؤياه أنها المناسبة فقط، لكنه لم يعشق، فلو عشق لتفهم ركان وما قال ما قال، فالعشق ليس بالاختيار  ...
بينما صفية اضافت قائلة باستنكار:-
-يعني إيه اتجوز من غير ما يقولنا، ويا ترى عرف مامته هي كمان ولا اتجوز من غير علمها، انا لازم اكلمها واشوف الموضوع دا...
**
اطعمت الطفلين ودثرتهما بالفراش، من ثم خرجت وارتمت بجسدها على الأريكة مجددًا، تكاد تشعر بالانهيار، مرهقه هي لأبعد حد، ليس جسديًا ولكن نفسيًا محطمه، مشاعرها متضاربة فقد صار الالم كوحشًا جريح يصرخ ويزأر بصدرها، وهي تسترجع شريط الذكريات للحظة لقياه، تلك التي تتمنى لو امتحطت من عقلها أو أنه لم يجدها وينقذها حينها وتركها لمصيرها..
موتًا مريح بدلًا من عيش حياة لم تنال فيها إلا العذاب، وقد تجرعت فيها المر كاسات لا تحصى ولا تعد...

يا ليتها لم توافق على الزواج به، فمنذ التقته مجددًا وهي ضائعة بين جدران لم يرسم عليها سواه، تدور في مداره كـ كوكبًا يستمد من نور الشمس الحياة، هكذا بات لها هو، حتى بات عشقه مؤذًا لروحها، شعرت بحاجه مُلحه للبكاء أذعنت لها، تتخذ من دموع عينيها فرشاه ترسم بها أوجاع قلبها الملتاع بعشقه..
حتى داهمها النعاس، فغفت وقد نجحت بواقي دموعها  العالقة بالأهداب وأثرها على وجنتيها برسم لوحة عنوانها الاحزان....
**
كان يقود سيارته بسرعة فائقة، شاعرًا بالغضب وصدى كلمات كلًا من أدم ورحيم تتردد بداخله، فتشعل مراجل الحيرة بداخله، زخم من الافكار تجول برأسه حولها، هل حقًا هو ظالمًا لها!، هل جُبرت على الزواج منه!، وهل تلك المشاعر التي خفق وجيبه من أجل امتلاكها أياها نحوه ليست إلا اوهام مراهقة، تلاشت مع نضجها...
كانت تلك الافكار مؤلمه كالجمرات تتقاذف برأسه  اطلق آه ملتاعة من قلبه الذي توهم العشق بقلبها له..
شعر بطنين ووجعًا برأسه من زخم أفكاره وتساؤلاته مقررًا إيجاد الاجابة منها، قبل أن يطلق لمشاعره العنان اتجاهها، فيتورط قلبه بالأمر، فلن يخوض تلك التجربة مرتين..

"أحمق هو أن لا يعلم أن قلبه قد سبق وتورط بالفعل وخضع لتعويذة عشق تلك الصغيرة وإلا لما ثار وبغض حديثهما "

واخيرًا وصل لمنزله، ترجل من سيارته واستقل مصعده وصولًا لها، وقلبه يرتعد بين جنباته خشية من المواجهة وسماع قلبه ما يؤلمه ويهشم ما تبقى منه حطام، كان يأمل أن تستطيع هي أصلاحه بعشقها ذات يوم...

فتح باب الشقة ببطيء، خاب أمله حينما قابل العتمة، لكن هل يحق له الشعور بخيبة الأمل بعدما نحر قلبها بنصل سكينًا حاد، أو ليس من توعد لها بالحديث وعند أول اتصال هرع مسرعًا وتركها كالغريق تتخبط في عرض بحر الحقائق، تتلاطم بين امواجه الهادرة، تضربها بها واحدة تلو الاخرى، يهمشها،  يتجاهلها، لم ولن يحبها يومًا.. 

أضاء نورًا خفيفًا يسمح له بالرؤية، لتصدم عيناه بجسدها المسجى على الأريكة غارقة بالنوم، ألتوى ثغرة ببسمه فور رؤيها تزامنًا مع انتفاضة قلبه بنبضة...

تقدم نحوها وعقله يعيد رجمه بتساؤلاته، حتى بات أمامها، جثى على ركبتيه حتى يتثنى له تأمل محياها البهي، لكن هالهُ ما رأى من حزن يرتسم على محياها، بقايا عبرات معلقة بأهدابها وأخرى ملطخه وجهها، تسرد له عن حكاية وجع وبكاء دام لفترة طويلة، ارتعد وجيب قلبه وهو يتأمل وجهها الباكي مستدلًا منه على أجابه واحدة نفرها بشدة،  يتوسلها أن لا تبدد أملًا بداخله تواجد بقربها، ومشاعرها التي سوف تصلح عطب قلبه..
لما يشعر بألم يجتاحه الأن!، وغضب منها ومنه ومن رحيم وأدم، هل كلام كلاهما صحيحًا وهي نافرة لزواجها منه!، هل تبكي لذلك!، هل تلك دموع ندمً!، هل كان حقًا ندلًا خسيسًا وأستغلها ولم ينتبه!، هو فقط أراد محاولة العيش والحب من جديد مع من تمكنت من اثارة شيئًا بداخله غير الأخرى فلم ينتبه أنه يظلمها، هو فقط أراد الحياة بها..
صداعًا شديد يجتاحه من فرط تساؤلات عقله وزخمها...

كم يرغب بإيقاظها الأن وسؤالها عن كل ما يشغل باله ويؤرقه، لكنه لم يستطع اقلاق راحتها، فظلا على وضعه لثوانٍ فقط يتأملها بمشاعر مبهمة، حتى ثبتت عيناه علي شفتيها الحمروتين، متذكرًا ما اوشك على فعله قبلًا ولم يناله، رغبة اجتاحته بفعلها، لكن هل يحق له استغلال نومها وسرقة قبلة صغيره منها!، ارتسمت بسمه على محياه حينما ومضت ذكرى تلقيه كفًا سابقًا ظلمًا منها، فماذا أذا استيقظت الأن على قبلة صريحة منه، ماذا سيكون مصيره!..

كفًا وضربة رأس هي حصيلة لقاء قليلة بها، تُرى ماذا القادم!، عنف ذاته على انحراف افكاره، فقطعًا لن يقترب منها دون رضاها وموافقه صريحة متطلبه بقربه...
لذا نهض وهو يحملها بخفه من على تلك الاريكة فلن يتركها تفضي ليلتها بها وخاصة ان الليلة قارصة البروده..

حملها بين يديه، وضمها اليه، وهو يتحرك بها، فرجت عينيها لثوانٍ تطالعه ببسمه حالمة، سريعًا ما تلاشت واطبقت جفنيها وهي تدثر رأسها بصدره...

ارتعد جسده بعنفوان، ثقلت انفاسه، وتسارعت نبضات قلبه، وشعور بالتوق لوصالًا بها يجتاحه...

وقف لثانية لعله يتمالك ذاته ويلجمها، فقد ظمئت نفسه اليها أشد الظمأ، فأن لتلك الصغيرة تأثيرًا خطيرًا عليه، فلم يعهد ذاته ضعيفًا هكذا أمام أنثى سواها، وتقتاده رغبته بها أليها..

تحرك بها شاردً بمشاعره التي انفرطت أمامها وبرغبته التي اجتاحته وسيطرت عليه نحوها ولم ينتبه انه تخطى غرفة الصغار وقادها الى غرفته هو، حتى وقف على اعتابها...

فتدارك رغبة قلبه الدفينة ببقائها بين يديه وينعم بليله هنيئة بأحضانها، فأستسلم لصخب دواخله ودلف غرفته وتمدد بها على الفراش يضمها الى صدره، يستنشق عبيرها بنشوة، حتى داهمه النعاس وغفا محترقًا بجمر قربها وان لا ينالها..
فهي باتت فاكهته المحرمة، ووصالها أحلامه الموؤده، فأرادته مسلوبة أمام حسنها، فقد احتلت ارضه واعلن ساكنيه؛ عقله، قلبه، بل وسائر جسده انتماءه لها..
**
أشرقت سماء يوم جديد متواريه خلف غيومًا كثر، تململت بوسه بالفراش، فشعرت بشيء صلب يقيدها، أفرجت جفونها عن اسر مقلتيها لتضح لها الرؤية، لتُصدم بمحياه أمامها وتجد أنه يضمها أليه يلتف ذراعه حول خصرها
توسع بؤبؤ عينيها بينما انتفض سائر جسدها بصدمة وآخر ما تتذكره هو بقاءها على تلك الأريكة، كيف وصلت هنا أذًا!، هل هو من جلبها ألي هنا!، كيف تجرأ على فعلها بعدما تركها للذهاب اليها!، ماذا يظنها هو!، اجتاحها شعور فائض بتمرد مقموع وغضب مكبوت اتجاهه واتجاه عشقه الملعون الذي يمتلكها، فاندفعت نحوه وهي محامله بعواصف الغضب، لم تشعر بذاتها وهي تلكزه بقوة في صدره وتدفعه بقسوة من على الفراش بينما تصيح به ان يستيقظ قائلة:-
-أنت قوم كده وابعد عني، انت ازاي تجبني هنا!..
  انتفض ركان آثر صياحها وقسوتها بدفعه، اطرف عينيه عدة مرات محاولا استيعاب ما يحدث،  ليوجه بصره نحوها يحدق بها بمشاعر مبهمة قد اعتملته وهو يتأمل محياها الغاضب، وانتفاضتها بعيدًا عنه وكأن قربها منه يحرقها، ابتلع غصته التي أحتقن بها حلقه وهو يستمع لحديثها الغاضب وتساؤلاتها عما تفعله بغرفته وعلى فراشه قائلة؛-
-ممكن اعرف ازاي جيت هنا!، وازاي اصلًا تسمح لنفسك تقرب مني من غير اذني!، اظن اتفاقنا كان واضح من اول يوم جواز، ومن ضمنها أن انا ليا اوضة انام فيها بعيد عنك لعدم راحتي بالتواجد بقربك..
كلمات حروفها من سجيل،  ترجمه بها ولا تعي عن تخبطه، تأكد حديثهما له، وتمحي أمل قلبه بعشقها ولم يعي هو الاخر أن ثورتها من منبع غيرتها الحارقة وجرحها منه لشدة عشقها له..

بينما هو ظل صامتًا محاولًا استيعاب ما خر من اشواك على قلبه،  الذي يبدو أنه قدر له أن لا يشعر بالحب، فدومًا يميل ألي من لا تبادله ذات المشاعر،  تحرك من على الفراش بصمت وقد ارتسم الحزن على محياه،  حزن اربك دواخلها ما ان رأته بعينيه وأكدته نبرته وهو يأردف بنبرة شجن ساخر اهتزت له مشاعرها:-
-اسف يا مدام،  الرسالة وصلت، واوعدك خطأ مش هيتكرر تاني،  أكيد راحتك تهمني،  وإذا وجودك بقربي بيزعجك فأكيد ما يرضنيش دا...
ثم تحرك اتجاه المرحاض وتركها مغلق الباب خلفه، بينما هي شعرت ببوادر ندم لفعلتها الحمقاء تلك،  النابعة من غيرة عاشقة حتى النخاع له، لكنه غبي لا يعلم، كيف بات ضابط هذا الاحمق ولم يستطع أدراك عشقها له...

تجمعت العبرات بمقلتيها وهي تتحرك ألي خارج الغرفة، فوجدت الصغار بصالة الشقة يلهون، توجهت فورًا للمرحاض لأزالة طلاء الحزن والندم من على محياها بنثر قطرات المياه على وجهها، ثم توجهت للمطبخ تشرع بأحضار الفطور لهما قبل ذهابه للعمل..

وما هي إلا دقائق وكانت انتهت، تزامنًا مع خروجه من الغرفة، فأجلت حلقها محاولة الحديث معه والهروب من تأثير شجن الموقف الذي مر عليهما قائلة، حينما لمحت وجهه الجامد وتوجه نحوا باب الشقة للمغادرة بعدما قبل الطفلين وودعهما:-
-مش هتفطر!...
  اجابها بنبرة فاترة:-
-افطروا انتم انا تأخرت على الشغل..
   وهكذا غادر واغلق الباب خلفه، تاركًا إياها تشعر بألم وقد اعادة العبرات التجمع بمقلتيها....
**
مر اسبوعين كاملين عليهما، صقيع سيطر على علاقتهما
منذ تلك الليلة وهناك صدع قد نشب بينهما، يزداد بالتوسع مع مرور الأيام، فقد تبدلت معاملته معها الى الجمود والبرود، لا يعود للمنزل إلا ليلًا ويغادر صباحًا بعد حديث مقتضب وهو يأخذ الصغار للمدرسة، وبعض الأحيان يأخذها معه لرؤية سارة اثناء تواجد الصغار بالدوام...
سارة التي تحسنت حالتها الصحية كثيرًا  خلال تلك الأيام التي لم تخلو من اهتمام رحيم وتواجده الدائم معها حتى باتت أفضل وعلى وشك الخروج من المشفى، فقررت اليوم الذهاب لرؤيتها، لأنشغال رحيم بعمل ما، وكالعادة قام بإيصالها في الصباح وها هو يعود بها بصمتًا مطبق ووجه جامد بات يزعجها ويؤلم قلبها..
**
في تلك الاثناء كانت ميار تترجل من سيارتها، متوجه لرؤية الطبيبة، للاطمئنان على جنينها، وقد تحسنت علاقتها ب ظافر بالأونه الاخيرة، فهو يفعل ما بوسعه لنيل غفرانها واستحقاق حبها من جديد، وقد أعاد أليها الشعور بالثقة بالنفس التي افقدته بالأونه الاخيرة، وبدأت تشعر بالسعادة،
واثناء تحركها اتجاه المبني الذي تكمن به عيادة الطبيبة، وجدت من تردد اسمها، فاستدارت لترى من!،  تشنجت ملامحها بغضب فور أن وقعت عيناها عليها ومشهد رؤياه معها يعاد التكرار مخيلتها راجمًا اياها بقسوة، بينما عينيها عليها تراها وهي تتقدم نحوها بخيلاء، حتى باتت مقابلها 
تنظر لها للحظات بصمت تتأملها، بينما هي قد تيبس جسدها من صدمة رؤياها، وعدم استيعاب لما هي الأن أمامها حتى قررت الأخرى الحديث قائلة:-
-أنا مش هاخد من وقتك كتير،  بس عايزة انبهك ان ظافر بيحبني أنا من البداية ومستحيل يحب غيري وزي ما اتجبر يتجوزك زمان بسبب جده، هو بيجبر نفسه على قربك عشان طفله مش اكثر، لكن بقلبه أنا وبس...
  وقريب هتفهمي الكلام دا، بعد ما تولدي، أنا بس حبيت احذرك، لأنك مهما كان انثى زيي وما يرضنيش خداعك وكمان انا ما احبش اربي أبن مش ابني ..

هكذا ببساطة انهت حديثها وغادرت الحية بعدما بثت سمها مبعثرة الاخرى بها وقد نجحت بزرع الشك داخلها، لتتركها كزهرة في مهب الريح، وعقلها يصور لها ان كل محاولاته ليست إلا خداع لها، فشعرت بدوار يجتاحها وعدم القدرة على التحرك، كانت على وشك الانهيار، تحاملت على ذاتها حتى وصلت لسيارتها واستقلتها تنخرط في بكاء مرير وكالعادة لم يخطر ببالها غيره لينتزعها مما هي فيه، فجذبت هاتفها بأنامل ترتجف لتستدعيه...
**
كان الصمت سائد بينهما كالعادة وهو يقوم بإيصالها للمدرسة لتجلب الصغار، بينما هي تطالعه بضيق يعتمل صدرها لمعاملته لها بذاك الجمود، مدركه لخطأها معه ذاك اليوم، فقررت أخذ خطوة بينهما للصلح، مقررة البدء باعتذار وتبرير، وقد اعدت مع ذاتها ما يجدر بها قوله، أخذت شهيق يليه زفير قبل أن تأردف بأسمة قائلة:-
-ركان
خفق قلبه لدى سماع اسمه من بين شفتيها، لكنه حافظ على جموده وهو يستدير أليها، كادت ان ترتسم بسمه على محياه وهو يراها قد اخفضت بصرها، تتلاعب بأناملها بتوتر وهي تغمض عينيها وتزم شفتيها قبل ان تتابع الحديث بسرعه وكلمات متتالية:-
-أنا آسفه على اللي قولته اليوم دا، أنا ابدًا مش كان قصدي أن قربك أزعجني ، بالعكس الوضع اللي بنا دا والبرود في التعامل معايا هو اللي بيزعجني ومش حابه خالص، انا بس تفاجأت وانصدمت وقتها والله...

هل يمكن لعدة كلمات ان تميت وتحيا قلب إنسان، هكذا كان حال قلبه الذي أحيته بكلماتها التي زرعت به ورود فاح عطرها فأنساه عفن ما خيم عليه بكلماتها تلك الليلة الجوفاء، فأسبل عينيه يطالعها مقررًا الحديث هو الآخر
عن صخب دواخله وتساؤلاته، يريد اعترافًا منها يبدد بينهما كل الحواجز، ويكون أساسًا لعلاقتهما معًا....

وما كاد أن يتفوه بما انتوى قوله، حتى منعه صدوح صوت هاتفه الموضوع أمامه واسم ميار الذي رآه كلاهما يتوسطه بعد أن افرجت عيناها على صوت رنينه  ..
تردد للحظات قبل ان يقرر الاجابة اولًا ثم مواصلة الحديث
فأرتسم الذعر على محياه حينما وصل له نبرة الاخرى المحتقنه والتي توضح مدى انهيارها وهي تهتف قائلة:-
-ركان تعالى لي بسرعه بليز، انا مش قادرة حاسة اني بموت...
أجابها بقلقًا، لهفه، ووجلًا عليها قائلًا:-
-ميار حبيبتي اهدي وقولي لي مالك وانتِ فين وأنا هجي لعندك فورًا...
  ليأتيه صوت نحيب حاد من الطرف الاخر وهي تقول:-
-أنا في العربية قدام مبنى الدكتورة..
  ردد قائلًا:-
-طيب اهدي وخليكِ فيها وأنا مسافة الطريق وأكون عندك...
ثم أغلق الهاتف وكاد ان يتحرك نحوها، لينتبه ل تواجدها بجانبه ومكان ذاهبهما، فشعر بالتيه قبل أن تهتف هي بمرارة وألم مقررة ازالة طلاء الحيرة من على ملامحه بعدما  استشعرت تيهته ورغبته بالذهاب سريعًا ألي الاخرى قائلة:-
-نزلني هنا وأنا هروح اجيب الولاد وكده كده المدرسة قريبة من البيت وأنا كنت حابه اشتري شوية طلبات
تردد للحظات والوجل والجهل بما اصاب الاخرى يقلقه
فأماء برأسه لها موافقًا، قبل ان يخرج جزلانه ويخرج منه بضعة اوراق نقديه ويعطيها اياها قائلًا:-
-خدي دول هاتي اللي انتِ عايزه، واول ما توصلي طمنيني...
أمأت رافضه قائلة:-
-مش محتاجهم معايا..
الا انه لم يعير حديثها اهتمام ووضعهم بحقيبتها قائلًا:-
-خليهم معاكِ..
  ثم جذب هاتفه مجددًا يشرع بالاتصال على الأخرى...

حرقها جمر تجاهله، فولت ظهرها متحاشية النظر اليه وهي تترجل من السيارة بقلبًا مهشم بين أضلعها، تراقبه يعيد تشغيلها وقيادتها بلهفه دون ان يستدير لها، راغبًا باللحاق بمن استدعته لتوها للقاء، مهمشًا أياها جانبًا، فبمن تقارن هي أمامها، قطعًا ليست بذات الأهمية، ابتسمت بتهكم مرير قائلة:-
-وهل لها بحياته أي أهميه أساسًا!..
اغشيت مقلتيها بالعبرات وهي تتحرك بخطوات سريعة غاضبة، لترفع اناملها تجفف دموعها بقسوة، تنهر ذاتها عليها وعلى وهنها أمامه وأمام مشاعرها نحوه التي اقسمت بوؤدها، لكنها لم تستطع ابدًا، بل تراقبها تحبو وتطفو للعلن، مسيطرة كليًا على قلبها الغبي العاشق له، لتُجرح منه مره تليها أخرى ويغتلها الحزن لرؤية لا مبالاته بها واهتمامه بأخرى، لكنها تستحق فمن البداية وهي تعلم كل شيء وارتضت به، لكنها لم تكن تدرك أنه مؤلم هكذا، ويحطم قلبها..
كانت تتحرك شاعره بالألم والوهن يتملكانها ولم تنتبه لتلك السيارة التي مرت بجانبها وتوقف صاحبها امامها بقوة،
فتوقفت حينها بصدمه، حتى انتابها الذعر وارتجف جسدها بقوة، حينما لمحته يترجل من سيارته، كابوسها الاعظم الأن أمامها يتقدم نحوها..

تيبست قدمها بصدمه واصطكت نواجذها ببعضها ذعرًا من رؤياه وهو يتقدم نحوها بخطوات وئيدة، وعيناه تنذران بالشر، وبلحظه كان يقبض على خصلاتها بقوه وانفاسه المقرفة تلفح وجهها، فتذكرها بكل ما مضى وهو يفح قائلًا:-
-اخيرًا لقيتك يا بنت ال*** يا فجرة، كنتِ فين كل الأيام دي، كنت دايره على حل شعرك فين!، دورت عليكِ بكل مكان، بس واخيرًا لقيتك، وهربيكِ من جديد، يظهر عُلق زمان وحشتك، كنت بتتحامي لي بالضابط اهو انا لقيتك وهردك من جديد واخلصك من عارك اللي شيلها جواكِ دا..

كانت ترتعد وتتألم من أحكام أنامله على خصلاتها بقوة، عيناها تدمعان بغزارة، تشعر بطنين بأذنها يحجب عنها حديثه، وصوتها مكتوم لا يخرج، حتى انتبهت له يسحبها اتجاه السيارة، هنا انتفض جسدها منتبهًا لفعلته وحديثه وعلى تلك المصيبة التي وقعت بها، حاولت مقاومته، لكنها أمام طغيانه تتلاشى ولا تكون، فقد ذاقت منه شتى انواع الظلم، تخشاه بقوة حتى ان جسدها يرتجف بشدة رعبًا عند رؤياه، حاولت الحديث، فخرج صوتها متحشرج آثر معاناتها وبكاءها قائلة بتلعثم :-
-تردني ازاي!، انا اتجوزت..
شدد على خصلاتها ما أن وصل له هدرها ورفع وجهها ليقابله قائلًا بعدما لطمها بقسوة :-
-اتجوزتي كيف يعني وانتِ لسه بشهور العدة، بتهبلي انتِ ولا فاكره كده هتهربي مني، والله ما هسيبك لو عاملتي إيه!  هترجعي داري وهردك هناك..
ثم فح من شفتيه وعيناه متوقه بشظايا شهوة دنيئة قائلًا:-
-عارفه الرجل بيرد مراته كيف!..
  تقزز محياها وارتجف جسدها نفورًا ورأسها يرجمها بزخم ذكريات لقائهم المريرة والدميمة، فأشمئزت بشدة، وشعرت برغبة بالتقيأ، لكنه أعاد سحبها، فأخذت تقاومه بضراوة، فلن تستسلم له ولهذا الهتك لها ولشرف زوجها فتهدجت قائلة:-
-والله اتجوزت، ابعد عني..
وبالفعل استطاعت التحرر منه، وكادت ان تركض، لكنها سقطت بقوة أثر عنفه ومحاولته منعها، فلم يهتم لارتطامها بالأرض الصلبة ولا لمقاومتها له، فأخذ يجرها جرًا ويسحل جسدها الذي خدش وأدمى اثر جرفه لها، حتى وصل بها ألي السيارة..

رغم شدة الام جسدها إلا  أنها حاولت التمسك ببعض القوة والمقاومة حتى آخر لحظه، فلن تحتمل ما قد يصيبها اذا صعدت معه، فلن يسمع ولن يعتقها إلا بعدما يفعل ما اراده ظنًا منه أنه هكذا يعيدها الى عصمته، فتُهدر شرف وكرامة زوجها، ولن تسمح بكسره على يديها، لذا قامت بخدشه بأظافر يدها بقوة وشراسة ، حتى يطلق سراحها، فأطلق سابه نابيه من بين شفتيه، وقد تفاقم غضبه، وقام بضرب رأسها بزجاج السيارة عدة مرات حتى تهشم وأغشى عليها وسقطت أرضًا نازفة لبركة من الدماء، فاهتزت حدقتيه بصدمه من فعلته الهوجاء...
**
بينما هو قد وصل إلي مكان وجودها، اوقف سيارته وترجل منها ما ان لمح سيارتها، تحرك بخطوات مسرعة نحوها،
حتى وصل، فطرق على نافذتها لتنتبه له، فقد كانت تعقد يديها مستنده بهم على المقود بينما تدفن رأسها بهم وتبكي بقوة..
رفعت رأسها ما أن وصل لها صوت الطرقات، فور أن رأته، حتى قامت بضغط زر الفتح الاتوماتيك للسيارة، ليتمكن هو من فتحها، وناظرها بقلق ولهفه قائلًا:-
-ميار مالك فيكِ إيه!..
  اجابته قائلة:-
-خدني عند الدكتورة يا ركان حاسة اني مش كويسه..
  أماء لها وشرع بأسنادها والتحرك بها للداخل مستقل مصعد المبنى حيث طابق الطبيبة، التي أمرها بفحصًا سريعًا بالحال، فأذعنت له...

بعد بضعة دقائق، كانت الطبيبة انتهت من فحصها واخبرته انها بخير هي والجنين  وان الامر فقط ضغطًا عصبي وطلبتها بالراحة وتناول الطعام، امورًا روتينية تخبرها الطبيبة لمرضاها، اماء لها شاكرًا وسندها للخروج، حتى  وصل لسيارته قائلًا:-
-تعالي انا هوصلك ونبقى نبعت حد يجيب العربية بتاعتك..
  أمأت له واستقلت سيارته بمساعدته، ثم صعد هو الآخر
بجانبها وهتف قائلًا قبل ان يتحرك بالسيارة:-
-ممكن أفهم إيه اللي وصلك للحالة دي!..
  عادت للبكاء مجددًا مع صمت دام لثوانٍ، قبل أن تشرع في سرد ما حدث معها قبل قليل...
بينما هو يستمع أليها بمرارة حسم لها قلبه أمره، حتى انتهت من سردها، فصمت للحظات وهو يطالعها بألم بدأ يتلاشى مع صورة الأخرى وكلماتها له منذ قليل، فتنهد مقررًا ان لا يعيق بينهما شيئًا من جديد الليلة  معها ستكون ميثاق عهد جديد بعدما يدفن الماضي المرير، لكن لعله قد تأخر، فلا يدرك أنه الحياة تقامره، فبينما هو هنا يتدارك فوزه بفرصة أخرى للعشق والحياة، كان بالفعل قد خسرها وسلبتها منه الحياه وانتهى الأمر....
بعد تنهيدة عميقه معبأة بالألم الذي لطالما كان مصاحب له بقربها وقررًا قطعي بوؤد أي شعور اتجاهها، وترك العنان مشاعره لزوجته، لكن بعد افاقة الأخرى فهتف قائلًا :-
-وانتِ طبعـًا صدقتيها ووصلتي نفسك للمرحلة دي..
  ثم نهرها بغضب قائلًا:-
-انتِ غبيه!، تفتكري لو في اتفاق زي دا بينهم، كانت هتقولك عليه وتفسد علاقتها بيه واتفاقهم، من الواضح ان جوزك وضح لها انك انتِ وطفلك اللي تهموا وطلب منها تبعد عنه وطبعًا ما استحملتش وقررت تيجي لعندك تبث سمومها وعارفه انك غبية وهتصدقي..
تطلعت به بصمت باكٍ وصدمه من نبرته الغاضبة معها وحديثه معها عن غبائها وتصديقها لها..
بينما هو تحرك بالسيارة مقررًا إيصالها ألي القصر، شاعرًا بالضيق يعتمل صدره، يريد الهرب من ذاك الالم المصاحب لعشقها السام الذي بدأ وؤده بالداخل وترسيخ بذور عشق أخرى به
**

في هذا الوقت كان الصغار قد ملوا من الانتظار، وبدأوا بالشعور بالجزع، فقد غادر الجميع وتبقى كلاهما فقط، لكن من حسن حظهما رؤية رانيا لهما التي كانت على وشك المغادرة، لكنها شعرت بالارتياب لرؤيتهما مازالا هنا، فتوجهت نحوهما قائلًا:-
-خير يا ندى انتم لسه هنا ليه!..
  اجابتها ندى قائلة:-
-مش عارفه بوسة وعمو ركان أتأخروا ليه!..
  شعرت بالحيرة ما ان تقوم بتوصيلهم للمنزل أو الانتظار قليلًا، حتى قررت أن تبقى برفقتهم لقليل من الوقت، لكنه طال الانتظار ولم يأتي أحد، لتطلع لهم قائلة:-
-طيب معاكم رقم حد فيهم..
  أمأت ندى بالنفي قائلة:-
-لا مش حافظه رقم عمو ركان وابلة بوسه مش معها فون..
فأسرع عمران قائلًا:-
-أنا حافظ رقم بابا..
  طلبت منه أن يمليه أياها، ثم هاتفته وانتظرت الأجابه على الاتصال، حتى جاءها الرد، فأردفت قائلة:-
-ايوة يا حضرة الضابط انا رانيا صاحبة سارة، أنا قدام المدرسة دلوقت ومعايا عمران وندى ومفيش حد جاه خدهم من المدرسة، وأنا مش عارفه أعمل إيه، اوصلهم للبيت ولا اخدهم معايا..
توتر رحيم الذي كان يجاور سارة، فنهض مستأذنًا منها، إلا انها شعرت، فأردفت قائلة:-
  -فيه إيه!..
لم يشأ ان يبتعد حتى لا تذعر وتظن شئ آخر، فنظر لها بأمأه تعني أن ما من شيء، بينما يجيب على رانيا قائلًا:-
-تمام انا جاي لحضرتك فورًا اخدهم، معلشي هتعبك معايا انك تستني شويه كمان..
  اجابته قائلة:-
-لا ابدًا مفيش مشكلة، انا معاهم أهو..
  ثم اغلق الخط، وأجاب على نظرات سارة القلقة قائلًا:-
  - دي صاحبتك رانيا بتقول ان الولاد قدام المدرسة ومحدش جاه خدهم، انا هروح لهم واتصل على ركان في الطريق لعله خير..
  - امات له بذعر انجلى على ملامحها قائلة:-
  --طيب روح لهم بسرعه وطمني..
اماء له وتحرك وهو يهاتف ركان الذي كاد أن يصل للقصر، وما أن ضغط على زر الإجابة، حتى استمع لصوت رحيم قائلًا:-
-ركان انت فين الولاد قدام المدرسة وخايفين لأن محدش راح يخدهم
شعر ركان بالتوتر وأجاب وهو يوقف السيارة امام القصر:-
-إزاى محدش راح لهم!، بوســــــــــ قصدي مراتي موقفها على الطريق قبل المدرسة بشوية من ساعة، ساعة ونص كده والمفروض تكون وصلت عندهم...
اردف رحيم قائلًا بانزعاج وغضب:-
-موصلها قبل المدرسة بشوية يعني ايه!، وليه ما وصلتهاش للمدرسة واخدت الولاد وروحتهم...
  تضاعف توتر ركان واجابه بتلعثم قائلًا:-
-ميار اتصلت وكانت ـــــــــ
  هتف به رحيم مقطعًا بنبرة تهكم:-
-ميار تاني قولت لي، سبت مراتك في الطريق عشان تلحق الوهم من تاني..
  ثم صمت قليلًا وهو يستقل سيارته قائلًا:-
-انا هروح اجيب الولاد وأنت اتصل اطمن على مراتك شوفها فين!....
  اختلج النبض بقلب ركان وهو يجيبه قائلًا:-
-مش معها موبيل
هنا وهدر رحيم به قائلًا:-
-كمان مش معاها موبيل أنت بتستهبل أكيد
  أقفل يا ركان وتعالى نشوفها فين، بتمني تكون بخير...
واغلق الخط دون حديث اخر..
بينما اردفت ميار التي تتابع ما يحدث بتساؤل قلق:-
-خير في إيه!.
  أجابها قائلًا بنزق منها ومن ذاته-
-مراتي سبتها بنص الطريق للمدرسة لما اتصلتي وتأخرت على الولاد ومش عارف راحت فين!..
ثم تابع شاعرًا بتأنيب الضمير:-
-انزلي يا ميار عشان أروح اشوفها وأطمن عليها
أمأت له وتحركت بأسف قائلة:-
-أنا آسفه يا ركان، بتمني تكون بخير..
  لم يكن معها، بل كان شردًا قلقًا على تلك التي تركها خلفه 
ليتحرك مسرعًا ما أن ترجلت من السيارة، وهو بهاتف العسكري القابع امام المنزل، يعلم منه اذا كانت عادت للمنزل، لكن اجاب عليه الاخر بالنفي، هنا واعتراه الذعر
عليها وتلبسته الحيرة، فظل يقود بدون وجهة او هدف وهو يعيد الاتصال برحيم، يعلم منه ان كانت قد وصلت للمدرسة، فأجابه انه مازال بالطريق...

وصلت السيارتان امام المدرسة، رحيم وركان والذي اندفع كلًا منهما من السيارة، توجه رحيم اتجاه رانيا الواقفة مع الصغار، فهرع عمران نحوه، بينما انتبهت ندى لركان وحده، فأسرعت نحوه بتساؤل قائلة:-
-هي بوسة فين يا عمو ركان!..
كانت عيناه مثبته على الطريق لعله يرى طيفها قادمًا، فانتبه للصغيرة وسؤالها الذي لا يعرف اجابه له، فشعر بالضياع والندم وهو ينحني نحوها قائلًا:-
-في مشوار وأنا هروح اشوفها وهتكون بخير ان شاء الله
كان يطمن ذاته قبلها، ثم نهض وتحرك بها نحو رحيم الذي كان يشكر رانيا على بقاءها مع الصغار ومتأسفًا لتعطيلها، فهتف قائلًا:-
-خلي معاك الولاد وأنا هدور عليها..
  رمقه رحيم بنظرة ضيق، جعلته يشعر بالخزي من ذاته، فرفع رحيم هاتفه وقام بالاتصال على محمد أحد الضابط معهم الاقل رتبه بالقسم واردف قائلًا:-
-محمد خد عربية وكم عسكري واطلع على الطريق باتجاه  المدرسة، ودور على زوجة الرائد ركان، مختفيه بقالها ساعتين وكان المفروض تجيب الولاد من المدرسة وما رحتش، وحضرة الرائد كمان بيدور عليها وأي جديد طمنا...

أجابه الاخر بالموافقة، ثم أغلق الخط وشرع بتنفيذ الأمر
بينما تحرك ركان هو الآخر باحثًا عنها، وأخذ رحيم الصغار عائدًا بهم الى المشفى سارة حتى لا تقلق...

بعد نصف ساعة كان جن جنونه تمامًا وهو يبحث عنها بكل مكان ولا من آثر لها، قلبه يرتعد بين جنباته وجلًا عليها، وشعورًا بالقلق يعتمله، وضميره يرجمه بسياط الذنب بقسوة على تركها وذهابه دون أن يطمئن على وجودها آمنه بمنزلهما أولًا...

لحظات وهو يجوب بسيارته بحثًا عنها بلا وجهه محدده أو مكانًا معلومًا عنها، فلا من أحد قد تذهب أليه يعلمه، طرق على المقود بغضب لعنًا ذاته قائلًا:
-غبي غبي، ازاي سبتها ترجع لوحدها وأمنت عليها!، ازاي اتخليت عنها بلحظة لمجرد اتصال واحد،  كنت خدنها معايا او أوصلها وأطمن عليها الأول،..
ثم جلد ذاته قائلًا:-
-أيه ما قدرتش تتأخر شوية!، للدرجة دي بتعشق تنجرح وتألم نفسك!، بس المرة دي ما اذيت نفسك بس!، هي كمان أذيتها بعد ما وعدتها تحميها، يا ترى هي فين وحصلها إيه!..

وبينما هو غارق برجم ذاته، صدح صوته هاتفه فأجاب بلهفة متشوقًا لخبرٍ يطمأنه عليها ويريح قلبه: -
-خير يا محمد في اي اخبار!..

إلا  أن أتاه حديث الآخر مُصدمًا، كالصاعقة التي اخترقته، فتزلزل داخله بقوة حينما اردف الآخر قائلًا:-
-للأسف جانا بلاغ عن جثة بنت مرميه على الطريق في وسط الزرع ...

ضغط على فرامل سيارته موقفًا إياها بقوة، وكلمات الاخر لم تخترق مسامعه فقط، بل كانت كالسهام القاتلة تخترق قلبه فتدميه آنين، ارتجفت أنامل يديه الممسكة بالهاتف، فسقط من بينها، وهو يشعر بقبضه تجثم على روحه، وسريعًا ما شحب وجهه وشعر بعدم قدرته على التنفس، وكأن الاكسجين قد نفذ من حوله، فأخذ صدره يعلو ويهبط من فرط انفعاله،  وقلبه يتأوُه صارخًا وعقله رافضًا ان تكون تلك النهاية، ان تنسل من بين يديه وتسلب منه هكذا، يدرك أنه أخطأ وانه لا يستحقها، لكنه لا يستحق أيضًا ان تنتزع منه بقسوة هكذا، أن تزهق روحها وتغادر عالمه بتلك القسوة، لا يمكن ان تكون هي، جذب هاتفه مجددًا وأجاب عليه مجددًا متهدجًا :-
-فين المكان دا!، قولي فين!..
  أجابه الاخر عن العنوان، يخبره انه كاد يصل إليه..

فتحرك بسيارته مسرعًا يلتهم الطرقات وصولًا اليها وقلبه يبتهل ويتضرع للرحمن أن لا تكون هي وتسلب منه بتلك القسوة، معترفًا بخطأ معها، متوعدًا بالكثير من اجلها، فقط أن لا تكون هي...
*"

بينما في هولندا وبالأونه الاخيرة كان هناك زوابع وعواصف تجتاح عائلة سليمان، كانت اولها حادثة جود الاولى والتي تليها حادثه اخرى، كادت ان تقضي على حملها لولا ستر الله وانتباه آسر لها، فقد كانت تتناول وجبة من سلطة الفواكه والتي كانت من ضمنها بالمصادفة المُخطط لها ثمار البابايا والمعروفة بخطواتها على الحمل، لولا ستر الله ورؤية آسر لها والذي قاد مقعده سريعًا وابعده عنها، لكنها كانت تناولت كمية لا بأس بها، ولولا ستر الله بعدم استغاثة معدتها لها، فقد هرعت تخرج كل ما بجوفها ويليها عانت من مغص شديد اجفلهم وجعل الذعر يجتاحهم من فكرة خسارة جنينها، لكن حمدًا لله مضى الامر بخير، حينها وضعت شاهي اللوم على الممرضة والخادمة وقامت بأقصائهم عن العمل، ليقوم سليمان بتعين اخرى غيرها وكانت طبيبة مصرية تدعى *هاله* قد حصلت على منحه بالجامعة هنا بتخصص عظام وكانت تعمل بجانب دراستها،  اقتراحها عليه أحد اصدقائه، حينها أصر آسر  على اخذ كلاهما والتوجه ألي البيت الريفي بالأنحاء، مقررًا البقاء هناك حتى تنجب جود جنينها وتكون بخير...
وبالفعل مرت الايام عليهما بخير وسعادة، فقد حرصت هالة على مساعدة اسر خلال اهتمامها بجود التي باتت رفيقه مقربه منها، وكان الاثنتان يشجعان آسر على المضي قدمًا،  فقد لاحظت هالة خلل ما في نظام علاجه، فقد كان يجدر به ان يشفى منذ سنوات عده،  لذا استشارت احد الأطباء اساتذتها بالجامعة والذي ساعدها في متابعة حالة آسر وحثه على مزاولة العلاج الطبيعي، حتى استطاع آسر ان يخطو خطوات بسيطة باستخدام كلتا العكازين..

كان كل شيء بخير والسعادة تختلج قلوبهم،  بينما شاهي تكاد تموت كمدًا لفشل مخططاتها واحد يليه آخر، حتى ذات يوم كانت تتابع البحث في مواقع السوشيال ميديا، ليقع بصرها على الخبر الذي تم تداوله عليها وهو إعلان للمركز الذي خضعت به جود للحقن المجهري انه اكتشف خللًا بالمعمل ادى الى خطأ تم بالعينات،  حيث أنه من المحتمل ان كلًا من خضع للحقن في الأونه الاخيرة قد تم مخالطة عيناتهم بأخرى، وكان عدد الحالات التي يحتمل بها الخلل ما يقابل خمسة وعشرون حالة... 
كان هذا الخبر مُصدم لها بالبداية، حتى تراقص وجيب قلبها وارتسمت بسمه واسعه على محياها للحظات وهي تدعو ان يكون القدر لصالحها وتكون جود احدى الحالات التي تعرضت للخطأ وان يكون الجنين الذي تحمله ليس طفل آسر، وحتى أن لم تكن فعليها ان تكون أمامهم، لتخلص منها ومن جنينها، لن يردعها شيئًا الأن وقد بات قدرهم يعاندهم..
حينها اجادت رسم الصدمة على محياها وهي تهرع  ومعها الأيباد الخاص بها  لسليمان القابع بمكتبه يمارس عمله،  فاقتحمت عليه المكتب قائلة  بهلع زائف:-
ـالحق يا سليمان في مصيبه 
انتفض سليمان من على مقعده، وقد انتابه القلق، هاتفًا بها بتساؤل قائلًا:-
خير في إيه!،  جود وآسر كويسين..
أمأت له بالرفض وهي تتقدم نحوه قائلة بينما تمد الأيباد له:-
شوف الخبر دا كده!..
  مد سليمان ذراعيه ممسكًا الأيباد منها وبدأ يتصفحها، لتتسع عيناه بصدمه وتجهمت ملامحه وهو يقرأ الكلمات التي كانت كالجمرات الحارقة، شعر بثقل بأنفاسه وكان الهواء يكاد ينفذ من حوله، فسقط على المقعد بصدمه، محاولا استيعاب ما خر من اشواك على قلبه، لا يصدق أن الجنين برحم جود الذي ينتظره على احر من الجمر لأنقاذ فلذة كبده قد لا يكون لأبنه، شعر بالاختتاق وكأن ياقة قميصه كطوق يشتد حول عنقه، فرفع انامله سريعًا يشرع بفك أسر عنقه منه، بحل ازراره العلوية...بينما شاهي تراقبه وهي تتظاهر بعكس ما يختلج قلبها من سعادة، فأردفت قائلة بنبرة مغلفة بالتشفي:-
الجنين دا لازم ينزل يا سليمان، ما ينفعش الحمل دا يستمر...
بينما هو غاص بصمت طويل، وكأن العالم بأكمله وساكنيه قد تأمروا عليه الأن، راغبين بانتزاع ولده الوحيد منه، فكان يتخبط بين عقله وقلبه وخوفه حتى حزم قراره، قرارًا لم ينجلي على محياه، فظل مبهم امامها، وهي تراقبه ينتفض ذاهبًا من أمامها، فهرعت تنفذ خطواتها الثانية بالاتصال على آسر وأعلامه...
**
رنين يتصاعد لم يعبأ به وهو منشغلًا بتلك التي تجلس بجانبه، يحمل لها كوبًا ضخمًا من الحليب، بينما هي تجاهد في محاولة حياكة جوربًا من الصوف لصغيرها القادم بالكوارشيه بتركيز شديد، رغم فشلها عدة مرات إلا انها تحاول مرارًا وتكرارًا، بينما هو يمد يده بالكوب لها لترتشف القليل منه كل حين....
حتى تقدمت نحوهم هالة والتي كانت تجلس بغرفتها تدرس قليلًا ونهضت من اجل موعد دواء أسر، فجذبها رنين الهاتف، فأردفت بنزق مازح قائلة:-
-معقول مش سامعين التليفون اللي بيرن يعني!..
ثم تحركت تجلبه وتعطيه لأسر قائلة:-
-شاهي هانم على الفون يا اسر..
  قطب اسر حاجبيه بتعجب لمهاتفتها له، وكاد ان يتجاهل الرد عليها، لكنه شعر أنه غير مناسب، فأجب عليها...
وبذات النبرة المزيفة التي تناقض الخبث والتشفي بداخلها أردفت:ـ
آسر ألحق في مصيبه وابوك من لما عرف وهو خرج بحالة مش تمام وانا قلقان عليه...
اجابها بهلع قائلًا:-
-خير في إيه!، ماله بابا وإيه اللي يحصل!..
نبرة القلق بحديثه جذبت انتباه من حوله، ووجها بصرهما له، يستدلان من ملامحه على شيء، بينما اردفت الاخرى مستطرده:-
-المركز اللي جود خضعت فيه للحقن، نزل بيان صحفي انه اكتشف خلل عنده بالمعمل وانه بسببه حصل تخالط في العينات وان احتمال ابن جود يكون من حد تاني...
صدمة اصابت قلبه وكادت ان تمزقه، وشعر كمن يقف على حافة جرف يكاد يسقط بالهاوية، بينما الاخرى تتابع اللجم بجمر كلماتها، لكنه بغضها ولم يصدقها واوشك ثغره ان ينفرج ليكذبها، لولا قولها:-
-هبعتلك لينك البيان...
  ثم اغلقت الهاتف وصدحت منها عدة قهقهات متتالية بينما ترسل له لينك البيان الصحفي، وهي تشعر بالتشفي وانها تخطو أولى خطواتها بدرب نهايته الانتصار....
وقد تركت آسر خلفها على الهاتف وقد غرق ببحر الصدمات حتى اصدح الهاتف تنبيهًا عن رسالة جديدة، كغريق يتعلق بقشه للنجاة، فتحهُ لعله يتأكد من كذبها، لكنه تحطم كليًا من صحة اقوالها وقد حرقه جمر اليقين الذي بدد شكوكه نحو خداعها، فبهتت ملامحه وهو يطالع الهاتف بأعين مرتجفة وقد صار الالم كوحشًا جريح يصرخ ويزار بصدره، حتى مرت ثوانًا وضحك بقوة مغالبا صدمته السالفة، حتى باتت قهقهات عالية وعيناه قد اغشيت بعبرات الوجع والقهر من قدره الذي يعانده ويصر على كسره...
***
ومنذ تلك الليلة وتوالت الأحداث عليهما حتى اليوم، وها هي تقف على أعتاب القصر المنيف لعائلة السيوفي تشعر بالتردد بالولوج، والوجل مما هي على وشك خوضه والبوح به، بينما يعتريها القلق من رد فعل الأخر، وكادت أن تتراجع لولا تلك النظرة المشجعة المطمئنة التي تحثها على التقدم وعدم التراجع ولم تنتبه لتلك السيارة التي خرجت لتوها وكان بداخلها مرادها،  فقد خرج ادم عقب ركان، ما ان دلفت ميار ألى المنزل وسألها عن ركان، حتى اخبرته بما يحدث معه، فقرر مؤازرة ابن خالته ومساعدته، وخرج يستقل سيارته متوجهًا نحوه، يدعو ان تكون بخير...
تقدمت نحو حارس البوابة قائلًة:-
-لو سمحت ادم بيه موجود
إلا أن الاخر اجابها قائلًا:-
-ادم بيه لسه ماشي يا بنتي،  عربيته لسه خارجه قدامك، بس باقي العيلة جوا  ...
اردفت قائلة وقد شعرت بالخيبة:-
-لا شكرًا لحضرتك يا عمو انا هبقى اجيله بوقت تاني..
**
كان أدم يقود سيارته، حتى لمح بعض الاشخاص على جانب الطريق، متوغلين بالأرض الزراعية،  قطب حاجبيه بتساؤل
وهو يترجل من سيارته، متوجه نحوهم
سائلًا:-
-فأردف احدهم قائلًا:-
في جثة بنت صغيرة مرميه هنا يا ادم بيه وخبرنا الشرطة وما رضينا حد يقرب منها عشان ما نتلف اثار الجريمة
(يبدو ان احدهم يشاهد المسلسلات بكثره هنا)
نظره ادم بدون تعليق وتوجه صوب الجسد المسجى الغارق بدمائه والذي يبدو أنه قد فارق الحياة..
لكنه توقف على صدى صرير توقف سيارتين معًا بحده على الطريق ومعهم سيارة الشرطة الخاصة بمحمد 
بينما السيارتان كانت تعودان ل ركان ورحيم الذي هاتفه محمد وأخبره أنه شبه متأكد ان تلك الجثة تعود لزوجة الرائد ركان، فعندما جاءه رجلًا بالبلاغ كانت معه جزلان نسائي اخبره انه وجده على جانب الطريق قريبًا نسبيًا من مكان الجثمان..
ترجل ركان من السيارة بخطوات مسرعة يتقدم نحو المكان المجمع حوله عدة من الفلاحين، لكن رحيم وصل لعنده وقام بمنعه من المتابعة، فلم يشاء له أن يرى ذاك المشهد الداني وبداخله يشعر بألم وغصه بصدره من مصير تلك الصغيرة  لكن قد فات الأوان ولمح ركان طرف ثوب بوسة
وتأكد انها هي ولا غيرها، فأنهار بشدة
وقد أطلق تأوه ملتاع حاد، يليه صراح بدى  كزأير أسد جريح،  ليتدارك أدم أن  تلك الصغيرة هي زوجة أبن خالته...
حارب ركان رحيم بقوة،  راغبًا بالإفلات منه والتوجه نحوها وقد حفر الحزن وديانًا على وجنتيه،  فقد انهمرت العبرات من مأقيه وصراخ قلبه الملتاع يصدح وهو يتقدم نحوها وقد نجح بالتحرر من رحيم وكل خطوة يخطوها اتجاهها،  تأكد له أنها  هي وترجمه بحقيقة أنه هو ولا غيره قاتلها
حتى مر بجانب أدم الذي كاد ان يمنعه، لكنه انتشل ذاته منه بقسوة متقدمًا وعيناه صوبها، حتى وصل لها  فلم يحتمل وخارت قواه وسقط أمامها، يجذبها إلى احضانه بصرخات داميه وهو يزأر بنشيج متألم قائلًا:-
-لا ما تسبنيش اوعي تروحي وتسبيني،  عاقبيني زي ما انتِ عايزة،  بس اوعي تموتي، أنا آسف... انا غبي والله غبي
واستحق العقاب بس بلاش الفراق، أنا مش هقدر أتحمل مش هقدر...
اغتال الحزن قلوب الحاضرين لرؤية هذا المشهد أمامهم،  وخاصة رحيم الذي قد تعرف عليها وعاشرها،  والآن  يلوم ذاته لتشجيع ركان على الاقتران بها...
بينما أدم التقطت عيناه  شيئًا ما جعله يحدق منتبهًا اكثر، حتى تأكدت شكوكه وتحرك مسرعًا صوبهما....
  ****

يتبع   
بارت كبير حوالي ٧٥٠٠ كلمه وتعبني حقيقي نفسيًا
بتمنى تتفاعلوا اكثر

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

435K 24.4K 35
قصه حقيقيه لثلاثه ريحانات لكل ريحانه قصه مختلفه تأخذنا لنغوص في عالم مختلف
2.6M 166K 41
في مَنتـصفُ كائنات الصَفاء كَانت هناك قواريرُ ابريَاء لكل مَنهم جَانبً يشـعَ كـ الهلالِ شعورهم بلأمان أصبح كـ خيـالِ.. حاربُ!! لتنجو، لتثبت أنك قوي...
883K 32.3K 48
تقدمت عليه واني احس الخوف والرعب احتل كل جسدي وقلبي أحسه توقف واني اشوفه جالس گدامي مثني رجله وخال عليه ايده والايد الثاني ماسك رأسه متوجع قربت عليه...