"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتم...

Por dina_aladwy

1.5M 45.6K 6.6K

قدري كان لقياكِ وقلبي لكِ كان بالانتظار ظننت قبلك عرفت الهوي ولكن فيكِ عرفت العشق، الجنون، والهوس خطأ جمعن... Más

الشخصيات
إعلان
حلم أم حقيقه
توضيح
توضيح
تنبيه هام، الروايه حاليًا بيتكتب البارت الاول
البارت الاول
البارت الثاني
البارت الثالث
البارت الرابع
هام
هام
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
اقتباس
اقتباس
تنوية
مين البارت مش بيحمل معاه؟
البارت الحادي عشر
اقتباس
تنوية
البارت الثاني عشر
اقتباس
البارت الثالث عشر
💔💔
اقتباس + موعد التنزيل
البارت الرابع عشر
اقتباس
البارت الخامس عشر
تنويه +مشهد +سؤال
اقتباس من البارت القادم
اعتذار + موعد البارت
البارت السادس عشر
اقتباس + الموعد
البارت السابع غشر
تنويه
الموعد + اقتباس
البارت الثامن عشر
ملحوظه + ميعاد النشر
البارت التاسع عشر
اقتباس
اقتباس تاني
تنوية هام
البارت الحادي والعشرون
اقتباس
اعتذار+ اقتباس+موعد النشر
البارت الثاني والعشرون
اقتباس من البارت الثاني والعشرون
البارت الثالث والعشرون
اعتذار
البارت الرابع والعشرون
البارت الخامس والعشرون
اقتباس
البارت السادس والعشرون
اقتباس +الموعد
البارت السابع والعشرون
تنويه
البارت الثامن وعشرون
اقتباس متقدم
اقتباس
اعتذار
البارت التاسع والعشرون
اقتباس واستطلاع
البارت الثلاثون
اقتباس رومانسي
البارت الحادي والثلاثون
اقتباس متقدم
البارت الثاني والثلاثون
البارت الثالث والثلاثون
البارت الرابع والثلاثون
اعتذار
البارت الخامس والثلاثون
هام وياريت الكل يشارك برأيه
البارت السادس والثلاثون
#اقتباس
البارت السابع والثلاثون
تنوية + موعد النشر
البارت الثامن والثلاثون
اقتباس
البارت التاسع والثلاثون
البارت الاربعون
اعتذار
البارت الواحد والأربعون
توضيح
اقتباس
تنويه وميعاد البارت
البارت الثاني والاربعون
اقتباس النهاية
البارت الاخير والى اللقاء بالجزء الثاني #سيال_العشق
اقتباس ل (ادم وجود) ما تزعلوش
تنوية هام
اقتباس
نيران من عشق
إعلان هام
اعلان واقتباس
أعلان
اقتباس من رواية المعرض
مين فاكر الدكتورة هالة صاحبة جود

البارت العشرون

16.7K 652 71
Por dina_aladwy

اولًا حابة اقول ان البارت عن بوسة وركان رغبه منالبنات بالجروب اني اعمل كذا مشهد ليهم بعد جوزهم فورًا وقبل ما انتقل بالزمن لجود وأدم
***

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت العشرون
🌺🌺
أحببتُ أمرأه شُبهت بـ ليالي الشتاء
قاسية ، باردة، صامته ذات كبرياء
حزينة، تائهة، بملامح شاحبة، جسدًا هزيل،
وروحًا هائمة، تحيا كالأشباح ..
أمرأة عصفت دومًا بها الحياة، واستوطنت بها الاحزان.
شوهتها الخيبة وشطرتها الصدمة بالأحباء.
أمرأة ذاقت شتى الوان العذاب، اُغتصبت بسمتها، ورجمتها الحياة بقسوتها، والأن وقد جاءتُ أنا متوعد لها بالانتشال من بؤرة الأحزان و منح عتمة أيامها نورًا وبضعة من الألوان
رغبت الحياة بسرقتها مني وتدثرها بالظلام، فصحتُ، صرخت، وتضرعت إلا تحترق الأحلام وتُسلب مني،  فأضيع بمتاهة الحياة...
# رحيم
**
مررت بحياتي بعقبات كثيرة، احزانًا وصدمات متتالية
أدركت من خلالها أن الكل عابر لا من احد باقي، فالجميع راحل!... حتى أنا راحلة الأن عنهما، فقد خسرت في سباق الحياة، أعلن الأن انهزامي، راغبة بالفناء، فلم يعد لدي القدرة على البقاء والمقاومة والتعايش مع كل هذا الكم من الاحزان والخيبات،  آسفه لك صغيري على الذهاب، أسفة على كوني مجرد لمحة عابرة في مشوار حياتك، فلم اكن  غير امًا حملت بك غصبًا، وأتت بك ألى الحياة ، لكن اقسم أحببتك منذ ان شعرت بك بداخلي ونما حبي لك وانتظرت مجيئك للحياة، فسُلبت مني ك كل شيء احبه، وحين عدت أنت إلي، ابرمت مع قدري وثيقة تصالح عنوانها أنت واكتفائي بك بالحياة، ليعلن لي بقسوة أنها النهاية، ف أسفة لك حبيبي فقد حان وقت الذهاب...

تشعر بذاتها خفيفة كالريشة تحلق بالهواء، لا من ثقل تشعر به ولا من قلق أو أحزان، ترى الحرية في الذهاب نحو نورًا يشع يخطف الانظار، ترى فيه جمع من الاحباء يرتدون لونٍ واحد أبيض يرمز للنقاء، يشيرون لها بالقدوم، فيتبسم محياها راغبة بالذهاب، وما كادت ان تتوجه لهم وتخطو أولى خطواتها اتجاههم،  حتى شعرت بأحدي قدميها مقيدة،  انحنت برأسها لرؤية ما يقيدها لتجد صغيرها يتشبث بقدمها وعيناه تذرف آلاف الدمعات، يشهق برعب ويرجوها بعدم الذهاب، شعرت بألم يجثم على قلبها لرؤيته هكذا،  وأخذت تحثه على الابتعاد والذهاب لوالده، الا انه زاد من تشبثه بها وانتحابه راجيًا لها، لتجول بحدقتيها بين بقعة الضوء وبداخلها الاحباء وبين الصغير الباكي بقوة..

رق قلبها من أجله، ولم تستطع تركه والذهاب، فانحنت تجذبه الى أحضانها وهي ترى بقعة الضوء الدائرية الشكل تضيق حتى تلاشت تمامًا واختفت...

حينها ارتسمت نبضه على الجهاز، ليزفر الطبيب براحه، ذاك الذي كان يخضع قلبها الذي بين يديه لتدليكٍ ليعيده للحياة، ومن ثم عاود مباشرة الجراحة واخراج الرصاصة التي مرت بجانب قلبها مباشرة، من ثم أغلق الجرح وابتعد معلنًا الانتهاء..

بالخارج كان رحيم كمن يقف على مراجل مشتعلة، يخشى فقدانها، يشعر بنيران تجتاح جسده وتتأكله، الوجل قد تملكه، يرجمه بخاطرة انهُ قد حانت النهاية، ليمسي كالمجنون وهو يتخيل فراقها عنه،...

كانت عيناه ترتسم بها خيوط حمراء، ملامحه تموج بالألم والقلق السافر، شعور كبير بالخواء العقلي والارهاق البدني غير مسبق يصيبه، مع شعور بالخدر في كل جسده يسيطر عليه وهو يقف مصوب بصرة على غرفة الجراحة منتظرًا، وما اصعب الانتظار الذي يفتك بك ويبدو الوقت حينها عدوًا لك غير راغب بالانتهاء ...

حتى صدر صوت انفراج باب غرفة الجراحة، فقطع شروده وتجوله في طرقات عقله، لينتبه وينتفض جسده متقدمًا بخطوات وئيده اتجاه الطبيب، بينما تهتز حدقتيه توترًا وهو يتفحص ملامحه المرهقة وتعابيره الجامدة بخشية مما سوف يخبره بها..

تقدم نحوه ركان مسرعًا، يرفع ذراعه ويضعه على أحد منكبيه بمؤازرة، وهو يسأل الطبيب ما لم يتمكن رحيم من نطقه، فقد توقفت الكلمات بحلقة، خشيه من خبر سوف يهشمه الى شظايا متناثرة تتدحرج بعيدًا وتسقط بالهاوية

فقد تيبس يحدق فيه بمقلتين مرتعشتين وانفاس متلاحقة
ليأردف الطبيب أخيرًا قائلًا:-
-الحمد لله العملية تمت بنجاح وهيتم نقلها لغرفة العناية المشددة ولو مر الاربعة وعشرين ساعه الجاين على خير،  هنقدر نقول انها عدت مرحلة الخطر...
انهى حديثه وتركه وذهب، بينما رحيم أطلق أهه ملتاعة متبوعة بنحيب شديد،  يجهش بالبكاء كطفل صغير وهو يشكر الرحمن، يظهر ضعفه أمام رفيقه لأول مره فتلك اللحظات التي مر بها من وجل وقلق وتوتر، كانت كفيلة بتحطيم قواه..
استمر على تلك الحالة للحظات، قبل أن يتمالك ذاته ويستعيد بعضًا من قوته الواهية، وينهض مسرعًا يراقبها من خلف الزجاج وهي ممدده بلا حول لها ولا قوة، تحيط بها
كل تلك الاسلاك والاجهزة...

مر الوقت عليه وهو موضعه، حتى انتبه لذاته ول ركان بجانبه، فأستدار بوجهه له قائلًا:-
- روح أنت يا ركان لمراتك والولاد وأنا هفضل هنا معاها..
أماء له ركان بالرفض قائلًا:-
-ما تقلقش أنا أطمنت عليهم من شوية..
  إلا أن رحيم اصر عليه قائلًا:-
-روح يا ركان،  انا مفيش حال للمناهدة معاك،  انا هكون مطمن أكثر وأنت هناك معاهم،  وانا هنا معاها مش محتاج حاجه،  اصلًا شوية وهدخل لها ابقى معاها،  من دلوقت مفيش حاجه هتفرقنا، يلا روح من هنا..
وافق ركان مضطرًا أمام أصراره عليه وهتف قائلًا:-
-تمام بس لو عوزت اي حاجه او جد جديد تكلمني..
  أماء له،  فتحرك ركان مغادرًا المشفى،  مستقلًا سيارته، عائدًا الى منزله.. 
**
بعد عدة دقائق كان ركان يقف أمام باب الشقة،  يبحث عن مفتاحها الا ان وحده فقام بفتح بابها ببطيء ودخل بخطوات بطيئة غير عابئ بالعتمة المنتشرة من حوله، حتى لا يقوم بإيقاظهم، فقد أخبرته حين محادثته لها عن نوم الصغار، فطلب منها أن تغفو هي الأخرى...

كان يتحرك دون ان ينتبه لتلك التي خرجت لتوها من المطبخ فقد توجهت اليه حينما شعرت بالظمأ، فانتبهت
لتلك الحركة الغريبة في الخارج، شعرت بالذعر يتسلل بين حناياها، وهي توقن ان ركان سيظل برفقة رحيم فلم يخبرها بعودته، ارتعدت لثوانًا وقد سربلها الوجل، وما هي الا ثوانٍ واتخذت قرارٍ بالمقاومة وان تقوم بمسؤولية حمايتهم كما وعدته، لذا بحثت بالظلام عن شيء ما تتخذه سلاح في مواجهة ذاك المهاجم، حتى وجدته اخيرًا وخرجت به متسلله بخطوات بطيئة نحو الهدف المموه بالظلام،  حتى وصلت له ورفعت سلاحها وهوت عليه بضربه مباغته له صدمته لوهلة، قبل ان يتدارك ما يحدث ويتلافى الاخرى التي كادت ان ترتطم برأسه للمرة التالية،  ثم قام بتقيد يديها الحاملة للسلاح والاخرى كتم بها فاها وهو يتحرك بها، ليرتطم جسدها بالحائط من خلفها وهي تحاول المقاومة بشراسة وعنفوان، قبل ان يهمس لها قائلًا:-
-اهدي دا أنا...
هدأت واستكانت ما أن تسلل أليها صوته الاجش فقد شعرت بالذعر،  بينما هو نزع يداه من على فاها وبحث بها عن الضوء من خلفها،  حتى وجده وأشعله، فأنتشر الضياء بالهول المعتم متيحًا له رؤية تلك التي يحاوطها بجسده بينه وبين الحائط والذي يقيد يديها الحاملة لنشابة بها والتي نال منها ضربة لتوه، لكن ما أربك النبض بصدره هو رؤياه لها. وقد تخلت عن حجابها تمامًا..
وقد اسدلت خصلاتها السوداء، لينزاح ببصره بصدمة
على ما ترتديه والذي كان أحد قمصانه البيضاء،  بدأت عيناه قصرًا ترسمانها، تجولا على تفاصيلها بكل جراءة لأول مرة يسمح لذاته بتفحصها، ولا يدرك تمامًا ما الذي أصابه في تلك اللحظة!، ولا ماهية ذاك الشعور الذي داهمه برؤيتها هكذا!، ولم يعي أن أناملة بدأت تشتد على ذراعها في محاولة لتمالك ذاته وما اتجهت أليه أفكاره التي جرفت به ألى منطقة محظورة، لم تجرفه إليها أمرأة من قبل، حتى ميار التي عشقها، لم تثيرها فيه هكذا، فقط هي من أظهرت ذاك الجانب الخفي بداخله، ذاك الوحش الغاضب العنيف الذي يواريه عن الجميع،  والذي تروض أمام بهاءها وفتنتها،  إلا أنه أبى ان يُسلم مطلقًا العنان له،  وبدأ يصارعه محاولًا كبح جموحه ورغبته بها،.. 

بينما هي اخذت تلتقط انفاسها الهاربة لثوانٍ، قبل أن تتأوه بألم بفعل أنامله، تزامنًا مع رفع رأسها تطالعه، إلا أنها تناست آلامها وحتى لم تنتبه لنظراته لها ومارده الذي يحاربه، فقط كل ما تراه هي الدماء تنساب من جرح برأسه كان من نتج يديها...

انتبه لتأوها وحالة الذعر الذي انتابتها، فانتفض ظنًا منه أنه آلامها، فأفلت يديها مسرعًا وما كاد أن يتحدث، حتى هلعه رؤية عيناها المغشية بالعبرات، وهي ترفع اناملها إتجاه رأسه تتلعثم بنبرة مموجه بالذعر والشجن:-
-دا دم  ...  أنا أنا اسفة يا ركان والله ما كان قصدي، انا خفت وفكرتك حرامي...
رفع انامله يتحسس رأسه الذي شعر بألآمها لتوه موضع أشارتها، لكنه ليس بألم قوي بل يحتمل، ليدرك من ملمس السائل برأسه أنه قد نزف، فأبعد يديها التي كانت تمتد لتحسسها قائلًا:-
-اهدي أنا كويس دا جرح بسيط مفيش حاجه .
ألا أنها آبت وزاد نحيبها وهي تقول بقلق:-
-لا مش بسيط، دا لازم يطهر ضروري، فين علبة الاسعافات اللي هنا..
أردف قائلًا وهو يخطو مبتعدًا عن محيطها، محاولًا ازاحة بصره عنها، نازعًا لسترته ملقي إياها بلا اهتمام على الاريكة:-
-قولتلك الموضوع مش مستاهل
  ألا أنها حركت راسها برفض، قائلة بتصميم من بين عبراتها:-
-فين صندوق الاسعافات يا ركان
  اردف قائلًا مذعنًا امام اصرارها:-
-في اوضة النوم بتاعتي
  لا يدري كيف بلحظه تشبثت بذراعيه وسحبته خلفها كالطفل الصغير حيث الغرفة، تجلسه على الفراش، بينما تتحرك باحثه عن ذاك الصندوق وتجلبه وتأتي له
تضعه بجانبه على الفراش، وتقوم بفتحه واخراج قطنة بيضاء،  بينما تقترب منه وتقف مقابله،  تنحني قليلًا وتبدأ بإزالة الدماء وهي تزفر الهواء من فاها عليه،  وكأنها تعالج طفلًا وهكذا تخفف ألامه..

ارتسمت بسمة على محياه من فعلتها تلك، لكن سريعًا ما اندثرت ابتسامته وتبدلت مشاعره ألي اخرى اعادة اعتماله بقوة، وهو يشعر بأناملها التي تلامس بشرته كنيران تشعله وهو يراقب ملامحها وأنفاسها التي تلفح وجهه، فحاول جاهدًا أن يشغل عقله عما يحدث فأردف بنبرة مازحة:-
-مش عارف أنا  ازاي فكرتي ان حرامي ممكن يقتحم شقة ضابط ويحرسها عساكر،  لا ومش اي ضابط دا أنا  ..

لمحت الغرور بنبرته وتقليله لها ولذكائها، فابتعدت وكانت قد انتهت من مداوة جرحه، ترمقه بحدة وهي تتخصر بيديها، وتأردف بضيق قائلة:-
-عادي على فكرة بتحصل، ممكن تكون مخبي ورق مهم وهيدين حد، فحاولوا سرقته،  وممكن يكونوا بيحاولوا يهددوك فعرفوا انك تجوزت وقرروا يخطفوني ويسوموك بيا وأنت لأنك شهم فتختارني طبعًا وتسلمهم الورق بس هما يقوموا دبحني قدامك ويحاولوا يقتلوك، بس انت تنجا وبعدين تنتقم منهم وتعيش حياتك وتتجوز وحدة تانيه واكون انا روحت في الرجلين..
كان يستمع اليها بدهشة، سرعان ما تعالت قهقهته بمرح على تفكيرها هذا وذاك الجانب اللذيذ بشخصيتها الذي اكتشفها لتوه:-
-دا ايه مسلسل خطوط حمراء اللي انتِ بتحكيه دا، وعاشتيه!، طمني قلبك انتِ مش متجوزة أحمد السقا..

جاءتها ضحكته الرجولية تعزف على اوطار قلبها، فهمست لذاتها وهي تتأمل وجهه الضاحك بشغف :-
-والله أنت أحلى منه الف مرة، ياخراشي متجوزة قمر يا ناس، مز مز يعني!..
افاقت تنهر ذاتها على بلهاتها، حينما غمز لها متابعًا بذات المزاح وقد راق له مناكفتها وتحررها في التعامل معه دون قيود،  فقد ظن أنهما سيأخذان وقتًا كبير للاعتياد على بعضيهما الا انها قد أدهشته ببساطة الأمر  واعتيادها السريع عليه:-
-بس انا اللي شكلي كده لازم اخاف واقلق منك ومن اللي جاي، لما من أول يوم جواز تفتحي لي دماغي كده هتعملي إيه فيا بعدين!..
  طأطأت رأسها بأحراج منه، فشعر بها، فأكمل حديثه قائلًا
بينما يرفع أنامله قارصًا كلتا وجنتيها الممتلئتين:-
-لا بس عجبني أن يكون ليا قطة شرسة بتخربش وتقدر تحمي نفسها كويس، ازهلتيني يا قطتي ...
دق قلبها بعنفوان مشاعره أثر لامسته تلك، وكادت أن تذوب خجلًا حينها، لكنها عوضًا عن ذلك اردفت بشراسه وهي تنسل بوجنتيها بعيدًا عن آسر يديه قائلة بتهديد:-
-وبعرف أعض كمان يا ركان باشا، فبلاش الحركة دي عشان بتضيقني من وانا صغيرة والكل كان يقرص خدودي
وينرفزوني وأنا كنت بعُضهم...
قهقهه بشدة مجددًا عليها، قائلًا:-
-لا  دا انتِ طلعتِ مشكلة وأنا معرفش، فجأتيني بشخصيتك الحقيقة وحبيبتها جدًا...
أن قلبها الأحمق الذي ارتعد بداخلها وبدأت تتسارع دقاته بشده وانتفض كطائر جسور يضرب بعظام صدرها بقوة، يصر على كشفها امامه وأعلن عشقها له، لدى سماعه كلمه لا يعنيها بتاتًا..
لذا قرت الهرب من أمامه، فأردفت متلعثمة:-
-انا هروح احضر لك حاجه تاكلها على ما تاخد انت دش عشان ترتاح..
  أجابها قائلًا:-
-لا شكرًا انا بس هرتاح شوية..
  هتفت باعتراض متذمر بينما ترفع سبابتها بوجهة:-
  - انا قولت هحضر لك حاجة تاكلها يبقي هحضر وهتاكلها.
  -
رفع لها حاجبه يزجرها بشر، فأنزلت يديها قائلة بنبرة لين وهي تطرف عينيها عدة مرات قائلة:-
-أنا قصدي يعني انك ما اكلتش حاجه من الصبح وكده غلط عليك..
  كبت بسمه ملحه بالظهور، وهمهم موافقًا، لتسرع هي بالهرب من أمامه، فأطلق لأبتسامته العنان لترتسم ملئ شدقتيه على تلك القطة الشرسة التي اقتحمت حياته، وتبدي اهتمامًا له افتقده كثيرًا بالحياة، فلم يسبق ان يهتم احد بغذائه ويصر على جعله يتناوله، ما اجمل شعور العودة لمنزلك، فتجد به من ينتظرك ويهتم بك..
نهض من على فراشه وتوجه للخزانة يخرج منها بعضًا من الثياب الذي تركها هنا والذي يبدو انها أيضًا استعرت منها احداها وتوجه للمرحاض...

تناست هي كليًا ما ترتديه، وشعور قربه يغمرها بالسعادة؛
سعادة لم تشعر بها قبلًا وقد فقدت الأمل بالشعور به..
تنفست بعمق، تحاول تنظيم دقات قلبها الخائن الذي بدء يغرد كطير وجد وليفه ويأبه مفارقته،  قبل ان تسرع بتحضير بعض الشطائر والعصير الطازج وتتوجه بهم إلييه
**
بعد أصرارًا منه وضغطًا عليهم ونفورًا من رفضهم، وتمكنه اخيرًا من اقناعهم او ربما ارغمهم، دلف اخيرًا الى غرفة العناية المشددة، بخطوات مثقله، شاعرًا بالألم والحزن ينهش به والهم يثقل كاهله، وعيناه تطالعها بشجن، وجل، وندم، حتى وقف أمامها، فانسابت دمعة من عينيه على حالها، رفع يده وجذب كفها وانحنى يلثمه عدة قبل صغيرة
وهو يهمس بالأسف لها قائلًا:-
-آسف مقدرتش احميكِ زمان ودلوقت، آسفه اني آثرت في حمايتك وكانت النتيجه وجودك هنا واني كنت على وشك خسارتك، حاسس بقلبي بيوجعني أوي يا سارة،  وحاسس بالعجز وانا شايفك كده، اول مرة أحس بالشعور دا، ارجوكِ بلاش تسبينا وتتخلي عنا، اديني فرصة اعوضك عن كل اللي عاشتيه وأوعدك مش هتندمي...
ثم صمت يتنفس بعمق ووجهه مدفونًا بكفها، منتظرًا منها أي حركة صغيرة، لكن لا يبدو انها قررت الآفاقه بعد...

**
دلفت الغرفة تزامنًا مع خروجه من المرحاض مرتديًا بنطالًا فقط من القطن منشغلًا بتجفيف خصلاته بالمنشفة، تصنمت موضعها وقد تيبس جسدها من هول صدمة رؤياه هكذا، وارتعدت كلتا يديها الحاملة للطعام، واندلعت شهقة من جوفها اجفلته وهو يزيح المنشفة،  ليتحرك شاعرًا بالارتباك، حتى وقع بصره عليها وقد أغمضت عيناها بقوة، واصبح وجهها مدرجًا بدماء الخجل، تتلجلج قائلة وهي ما تزال تغلق جفونها بقوة:-
-اسفة فكرتك لسه جوا ..
كان حينها يجذب سترته لارتدائها، لكن استوقفه رؤياها هكذا، فتبسم محياه دون أرادته على هيئتها تلك، بينما هي تتسأله اذا انتهى أم تنتظر بعد ...

لا يدرك لما تلبسه ثوب المكر وأراد المشاغبة معها، أو ربما أراد هدم أحدى السدود بينهما والتي بدأت هي بهدمها اولًا فترك سترته وتحرك متوجه نحوها حتى بات أمامها تمامًا، يرفع يده ويجذب منها الطعام قائلًا:-
-فتحي عيونك
  أذعنت له ظنًا منه أنه أنتهى، لتشهق مجفلة للمرة التالية وهي تراه أمامها، لا يفصل بينهما سوا تلك الصنية التي بات يحملاها سويًا، فتقهقرت للخلف تاركه أياها له قائلة بحدة بعدما استدارت هاربه من احراج الموقف :-
-أنت أنت لسه ما لبست!، طيب ليه قولت لي فتحي عيونك..
  كبت قهقهه عليها، لأول مره يضحك كثيرًا هكذا من قلبه ويستمتع بالمشاغبة مع أحدهن، وكاد يمنعها من الهروب، إلا أنها كانت أسرع، فتحرك وجلس على الأريكة يتناول إحدى الشطائر، ببسمه متسعه على محياه...

بعد عدة دقائق انتهى من تناول طعامه ونهض بما تبقى متوجه ألي المطبخ،  حينها وجدها به،  فحمحم وهو يدلف إليه واضعًا الاواني الفارغة بحوض الغسيل قائلًا:-
-تسلم ايديك..
اومأت له بصمت وماتزال متأثرة بما حدث منذ قليل ورؤياها له التي ترسخت بعقلها،  فأردف قائلًا مزيل هذا الاحراج :-
-  الأولاد لسه نايمين
اومأت له قائلة:-
-آه الحمد لله، كانوا مرعوبين جدًا وعمران ضل يعيط وعايز مامته لحد ما طمنته بقلب جامد أنها بخير لما انت قولتلي ووعدته انه هيشوفها ان شالله عن قريب، فهدى وعشيته ونام...
  أماء لها متفهمًا وقد ارتسم الحزن على محياه من أجل الصغير ورفيقه،  مخرجًا نفسًا مثقلًا بالهموم وشعر برغبة بالراحة واردف قائلًا:-
-طيب يلا ننام، لأن أنا محتاج انام كم ساعة، عشان اروح لرحيم..
   امأت له وتحركت تخرج من المطبخ تتبعه نحو الغرف وهو خلفه....

قطب حاجبيه بعدم فهم حينما لمحها تقف على اعتاب
الغرفة الاخرى التي يقبع بها الصغار، فأوقفها مانعًا أياها قائلًا:-
-أنتِ راحه فين..
  أجابته قائلة:-
-هنام، تصبح على خير..
  مد يديه وجذبها من ذراعها قائلًا:-
-فعلًا هنام، وأنا قولتلك اني تعبان وعايزة أنام..
  ولج بها غرفته وكاد، وكاد يخطو بها نحو الفراش، إلا أن جسدها قد تجمد، تطالعه بأعين متسعه، وفاهًا متدلي، وارتجف جسدها ترمقه ببلاهة قائلة:-
-هو أنت جايبني هنا ليه!..
  اردف متهكمًا قائلًا:-
-جاي افرجك على الاوضه، هكون جايبك ليه يعني عشان ننام..
  تلعثمت قائلة بتوتر أصابها وقد اتسع بؤبؤ أعينها اضعافًا:-
-ننام فين!..
أماء متفهمًا قائلًا:-
-ممممم انا هقولك ننام فين!..
انهى حديثها ينحني نحوها مباغتًا لها بحملها بين يديه مسرعًا، فاندلعت منها شهقة مستنكرة مصدمه وهي تقاومه قائلة:-
-انت بتعمل اية نزلني!.

بينما هو لم يعيرها اهتمام وخطى بها تلك الخطوتين المتبقيتين نحو الفراش ثو وضعها يمددها عليه عنوة ويستلقى بجانبها قائلًا:-
-هنام على السرير هنا طبعًا..
  انتفضت من عليه تريد النهوض قائلة:-
-ما ينفعش..
إلا انه جذب احد ذراعيها مانعًا لها من النهوض، رافعًا إحدى حجبيه بينما يهتف باستنكار.:
-ما ايه!، هو إيه اللي ما ينفعش!، هو أنتِ مش ملاحظه إننا اتجوزنا وأنك هنا في شقتي وكمان لبسه هدومي..
كان يشير بيده لثيابها التي انتبهت لها لأول مره، فوجوده يربكها، فشهقت بجذع وهي تنقل بصرها بينه وبين ذاتها وهيئتها أمامه، وهي تجءب طرف القميص لعلها تخبئ بعضًا من قدامها الظاهرة له، وقد اغشيت عيناها بالدموع قائلة:-
-اسفة لبست من هدومك، فكرتك مش هتزعل، هو بصراحة في هدوم لسارة هنا بس انا ما تجرأت ألبس منها من غير اذنها، ولقيت هدوم ليك، فقولت انه عادي باعتبار انك جوزي..
  اوقفها قائلًا:-
-ودي أهم كلمة قولتيها في كلامك كله اني جوزك وانتِ مراتي واي حاجه بملكها ملكك وان طبيعي تكوني هنا...
ارتجف جسدها وهدر قلبها دقاته بعنفوان وهي ترمقه بنظرات متوترة، ذاعره، فأراد طمأنتها، لكنه لم يحسن اختيار الكلمات وهو يهتف قائلًا:-
- ليه التوتر دا!، مش عايزك تفهميني غلط وتخافي، جوازنا هيكون على الورق زي ما قولت لك، هعتبرك اختي وبنوتي الصغيرة، ومستحيل افكر فيكِ بطريقة تانيه..

كان يهتف بتلك الكلمات الكاذبة ليقنع بها ذاته، ويطمأنها، ولا يعي انه قد نحرها بكلماته تلك،  التي اهتزت لها دعائم روحها وتهشم قلبها الى شظايا وقد أفاقها بقسوة  وذكرها بوضعها ومكانتها وأنه معها ليست الا شفقه عليها..

استشعرت بروده تجري بأوصالها، وارتسم الحزن على محياها،  حتى شعرت بذاتها وكأنها قد تعرت أمامه 
فأردفت قائلة محاولة التماسك وعدم الانهيار واظهار مدى جرحه لها واردفت بقوة محاولة الثأر لكرامتها المجروحة منه:-
-وعشان كده أفضل يكون في بنا حدود في التعامل، ومن اهمها ان كل واحد ليه اوضته الخاص اللي ينام فيه، بعتذر بس مش هكون مرتاحة بوجودي هنا معاك يا بابا ركان..
 
قالت كلماتها ضاغطه على حروفها، بينما تجذب يديه منه بقوة وتنهض متجها ألى خارج الغرفة، تاركة إياه يلعن لسانه الذي تفوه بتلك الكلمات، مستنكرًا ما فعله لتوه، لقد اراد ان يهدم جدار بينهم، وليس لبناء سدًا منيعًا، لما تغابى!، أو ليس اخبرها وتوعد ذاته بان يمنح كليهما فرصة معًا، أذا لما!، وبما اراد ان يثبت لذاته بحديثه الأهوج..

ارتمى بجسده بغضب من ذاته لعنًا إياها وكلمتها الاخيرة تتردد بمسامعه "بابا ركان" فيستنكرها ويبغضها تمامًا، ليظل هكذا حتى غلبه الارهاق وغفى غير مدرك بتحطيمه لقلبًا  سماه فارسًا واميرًا واتخذه عشيقًا، ولا يدري أن هناك عيونًا الان تذرف آلاف الدمعات، دومًا ما لم ترى إلا هو وتذوب بسحره..

فهذا كان حال بوسه التي ولجت الغرفة الاخرى راكضه، ترتمي بجسدها على الأريكة، تبكي بقوة وقهرًا وهي تكتم نحيبها وشهقاتها بكلتا يديها حتى لا يصل الصوت للصغار، تنهر ذاتها على غبائها وسماحها لتلك المشاعر  تحبو وتطفو للعلن، تقسم ان تعيد دفنها وتدثيرها وان تتخذ حدودًا في تعاملها معه، حدودًا تجعل قلبها يدرك حقيقة أنه لم ولن يعشقها، هو ارادها احتياج وملجأ وملهى له عن عشق غمر روحه ولن يتناساه دهرًا..

"أقسى أنواع الألم هو ألم عشقك لآخر يكن مشاعر لأخرى، ويتخذك بديلًا، مسكنًا لألامه، لكنه لا يشفى، بل ينقل أليك عدوى الألم، فيمسى هذا العشق أسودًا، مؤذًا لك ومهلك لروحك، اكثر من أي وقت، فتمنياتي لك صديقي أن لا تقع يومًا في هكذا عشق قد يستنزفك ويتركك محطم، مهترئ المشاعر"..
**
هبت نسائم الفجر مغبرة بأوجاع الأمس، فهناك من غفا والعبرات ما تزال اثرها على وجنتيه، ومن غفا مهمومًا مستنكرًا فعلته، هاربًا من مشاعر تكاد تتملكه، ومن ظل ليله مسهدًا شاعرًا بالحزن يترقب بخشية القادم،  يخشى أن يغلق جفنيه، فيفجع بالخسارة، او يفوت عليه لحظة اللقاء،  لكن بالنهاية لم يحدث شيء منهما، فقط سكون مطبق من حوله وحولها..

بينما نهض ركان مبكرًا وغادر متسللًا حتى لا يوقظهم من نومهم،  ولم يشعر بتلك التي لم تغفا الا لمامً وبقيت ليلها مسهده، تحترق من جمر كلماته...

ذهب هو ألي رحيم، ليجده كما هو لا من جديد، فبقى معه لبعض الوقت، ثم غادر لعمله، ليعود اليه ليلًا مطمئنًا عليه ثم يغادر عائدًا الى منزله ليجدها بمطبخ الشقة تنهي تحضير الطعام له، ثم تضعه على الطاولة وتغادر متحججه بالاطمئنان على الصغار، بعد ان تسأله عن احوال زوجة صديقه بكلمات مختصره، مقتضبه، لتزيد من حنقه لذاته على ما تفوه به من كلمات ...

وهكذا توالت الأيام، يوم يليه آخر، تتسابق الدقائق والساعات وكأنها تسعى للخلاص، ومع ذلك بدت للبعض كأنها قرون، وكأن الوقت يأبى ان يمر  والحياة تأبى  ان تشعرهم بالراحة،  حتى مضى اسبوعًا كاملًا على هذه الاحداث، ومازالت سارة بغيبوبتها لم تستيقظ بعد
ورحيم الذي لا يفارقه إلا قليلًا، يذهب ليري صغيره ويطمئنه ثم يعود منتظرًا ان تفيق...
وركان وبوسة التي اتخذت من الجفاء مسار لعلاقتهما معًا، حتى تروض قلبها على عدم عشقه، لينتهي بها الليل والدمع والالم رفيق روحها وقلبها المتيم به، بينما هو يشعر بالضيق
مشتاق لأحداث تلك الليلة وعفويتها التي كانت في التعامل معه، والتي تبخرت وكأنها كانت حُلم، لم يدرك أن تأثير كلماته كان عليها قاسيًا الى هذا الحد، فلم يشك بتاتًا انها تمتلك مشاعر نحوه، فكيف ومتى!، وعلل ذلك بانشغالها مع الصغيرين وخاصةٍ عمران الذي زاد حزنًا وبكاءٍ؛ مطالبًا برؤية والدته والذي يظن انها ذهبت ولن تعود مثل نرمين ولن يراها مجددًا، حتى انه اصبح صعب المراس، ويرهقها في التعامل معه، لكنها لم تشتكي منه أبدًا، بل كانت تجيد التعامل معه هو  وشقيقتها التي كان وفاة والدها امامها وما حدث مع سارة يؤثر عليها، فكانت تلفت انتباههم بمرحها وهي تحثهم على اللهو او ربما مشاهدة فيلم كارتون مثير، فتبدو كطفلة صغيرة مثلهما، فكان كثيرًا  من الاحيان يتهرب من العمل ويأتي يراقبهما، متحجج لها بمجيئه للاطمئنان على الصغار، جالبًا لهما بعض الحلوى، التي يراقبها تختلس بعضها وتتناولها سرًا عنه ولا تدرك رؤياه لها..

حتى آتى يومًا، كان فيه بالعمل حينها جاء وقت الغداء فأتخذ قرار بأخذهم للغداء بالخارج لتحسين علاقتهما قليلًا،  لذا جذب هاتفه وقام بالاتصال بها،  ليأتيه صوتها،  اخبرها بأن تتجهز هي والصغار من أجل اخذهم للخارج لتناول الغداء، فأتاه صوتها فاتر كالأونة الأخيرة وهي تجيبه قائلة بأنها قد اعدت الطعام مسبقًا،  لكنه اصر عليها، مدعيًا انه يفعل ذلك من أجل الصغار، فأذعنت له وجهزت الصغار،  ولم تجد شيئًا ترتديه سوا ثوب عقد القرآن..
مر الوقت وحاء منتظرًا اياهم بالأسفل، وهاتفها لكِ تأتي بالصغار، وما عي الا ثوانِ وكانت أمامه،  تفتح باب السيارة الخلفي وتساعد عمران بالصعود بها،  حتى راقبها وهي تكاد تصعد بجانب الصغير، حينها شعر بالحنق منها وخرج صوته حاد وهو يخبرها ان تترجل وتأتي للجلوس بجانبه،  كادت ان تعترض لولا انه زجرها بنظراته ان تعترض،  فخضعت له بذعر، وجلست بجانبه بملامح مقتضبه وهي تمتم بكلمات غاضبة مبهمة،  جعلت بسمه ترتسم على محياه وهو يتحرك بهم، ولم ينتبه لتلك البسمه التي ارتسمت على محياها ولمعت عيناها حينما مر بجانب ذاك الجسر الحجري  المستبدل بذاك الخشبي القديم المهترئ،  فقد اوفى بوعده حقًا حينها....

وصل لأحد المطاعم الموجد بأحد المولات الضخمة بمركز المدينة، وجلسوا سويًا على الطاولة وسألهم ركان عما يتناولنه،  طالب لأطفال البيتزا
فنظر إليها لتجيب،  فأردفت "ندى" قائلة بدلًا منها:-
- بوسة زينا بتحب البيتزا جدًا..
  ابتسم ركان مومئًا لها وطلبوا الطعام وتناولوا وانتهوا، ثم نهض بهم ركان وخرجوا من المطعم، لكنه توقف قائلًا بتمويه لها، فتلك النزهة هي من اجلها بالأساس وشراء كل ما ينقصها وتحتاجه دون ان تعترض أو تصاب بالحرج كما تفعل كلما يطلب منها ذلك:-
-دلوقت هنروح نجيب هدوم جديدة لينا كلنا وكمان  ألعاب.. Dina Mohammed  al-Adawi
صفق الاطفال بحماس  وبالفعل توجه الى محل الالعاب اولًا وابتاع لهما ما يرن، ثم قرر وضع الأطفال بالمكان المخصص للهو الاطفال بهو هذا المركز وهو يأردف قائلًا بينما يمد يديه لها بدعوة لها:-
-ودلوقت بقا دورك أنتِ يا مدام بوسة
توتر وجيب قلبها من نطقه لأسمها لأول مره، ألا انها نهرت ذاتها وتحركت معه الى المحل وبدء باختيار بعض الثياب لها وهو يطلب منها أن تقيسها وتريها إياه..

ظل لبعض الوقت هكذا،  يجعلها تقيس الملابس الذي يتمعن في اختيارها، طويلة، محتشمة وواسعه إلا انها تتبدل تمامًا حينما ترتديها هي،  تجعلها فتنه متحركة،  فيمتعض وجهه وهو يتخيل رؤية الشباب لها به في الجامعة،  فتلك هي المفاجأة الذي يعدها لها، فقد قام بتحضير اوراقها للتقديم وشراء الملابس هو من أجل الذهاب لها...

بينما هي شعرت بالانزعاج والضيق وهي تبدل هذا وذاك ولا يعجبه شيء، لتزفر بضيق مستغفره وهي ترتدي آخر،  ثم تخرج متوعدا له إذا لم يعجبه،  فهي تكاد تقسم انه يتقصد تعذيبها،  لكن اوقفها صوت إحداهما تناديها،  فاستدارت نحوها، لتجد ثلاثة من الفتيات التي كانوا برفقتها بالثانوية واحدهن كانت صديقة مقربة لها
وهي من قامت بالهتاف باسمها وأسرعت نحوها تضمها بفرحة لرؤياها، فبادلتها الضمة هي الأخرى،  بينما الآخرتين يرمقانها بغل وكراهية، لطالما كانت بمكنوناتهما اتجاهها
فأردفت احدهن وتدعى "سها" بتقليل ونبرة مغلفة بالكراهية:-
-بوسة بتعملي إيه هنا!، مش معقول جوزك المتخلف العجوز هو اللي جايبك هنا..

تصنمت بوسة  ولم تنطق وقد تشنج جسدها لوهلة تداهمها ذكرياتها المره معه،  ولم تنتبه لذاك الذي آتى وكان بيده إحدى الاثواب لها وقد سمع ما قالته الاخرى وكاد أن يتدخل معرفًا ذاته لها ونهرها على نبرة التقليل تلك..
لكنه توقف حينما انتبه لها تستعيد قوتها وتأردف بثقه قائلة:-
-معاكِ حق جوزي السابق المتخلف والعجوز ما كانش هيجبني هنا،  بس جوزي الثاني هو اللي جابني هنا،  هو انتِ ما تعرفيش ان أنا اطلقت منه وتجوزت تاني..
تشنجت الاخرى بصدمه، الا انها ابتسمت بمكر واردفت قائلة:-
-يا حرام تجوزتِ مرتين وانتِ لسه تسعتاشر سنه، وياتري  المرة دي جوزك عمره كام!، و انتِ الزوجة رقم إيه!، اكيد مطلق او ارمل تجوزك عشان تربي عياله..
إلا  انها أجابتها بثقه وابتسامه على محياها قائلة:-
-لا جوزي مش عجوز خالص، بالعكس دا ضابط وسيم وزي القمر، طويل وعريض وعنده عضلات بطن لا ومش بس كده بيحبني وبحبه جدًا وكمان انا الزوجة الأولى ليه..

كان يستمع لحديثها من الخلف باهتمام، سرعان ما توسعت عيناه بصدمه دامت لوهلة قبل ان ترتسم على محياه ابتسامه من تغزلها به أمامهم، بينما يشير أليهم بالصمت ما أن انتبهوا إليه وأدهشهم وجود ذاك الوسيم خلفهم،  حتى أتها صوته من خلفها وهو يأردف قائلًا، بينما يتقدم نحوها يحيط بذراعيه خصرها يقربها له :-
-والاخيرة كمان يا حبيبتي
ثم يميل مقبل وجنتيها وهو يأردف قائلًا:-
-مش تعرفينا
تصلب جسدها بصدمة فعلته واستماعه لحديثها، ولم تستطع الحديث، بينما اغتضنت ملامح الأخرى بالغيرة وهي ترمقها بحقد وهي تطالع ذاك الوسيم الذي أمامها، والذي عرفته جيدًا، ومن في البلدة كلها لا يعرفه،  لكن تشتت انتباه الجميع أثر تلك الصيحة المذهولة من صديقتها الأخرى والتي ظلت تراقبه باهتمام وذكريات رؤيتها له تومض برأسها، فأردفت بحماس قائلة:-
  -دا ضابط الجسر، انتِ اتجوزتي ضابط الجسر فعلًا يا بوسة!..

تطلع بتلك الصديقة باهتمام وقد قطب حاجبيه وهو يطالعها بعدم استيعاب، بينما انتفضت بوسه بذعر،  واتسعت عيناها من حديث لمياء وما قد يأول إليه من كشف سرها، لتلاحظ سها ذعرها هذا، فوجهت حديثها ل لمياء قائلة بمكر:-
-اية ضابط الجسر دا وايه الحكاية، ما تفهمينا يا لمياء...
  بينما بوسة، اردفت موجه حديثها ل ركان:-
-الولاد هنتأخر عليهم لازم نمشي..
  لاحظ ركان تشنجها وقلقها الغريب، هذا فأصر البقاء راغبًا بمعرفة ما لا تريده أن يعرفه، بينما بدات لمياء بالسرد بحماس لـ سها قائلة:-
-جوز بوسة هو ضابط الجسر ودا اللقب اللي طلعنا عليه من لما أنقذ بوسة من الغرق لما كان عندنا تلاثة عشر سنه، ووقتها عمل ل بوسة تنفس صناعي، وهي لما فاقت وشافته انصدمت وضربته بالقلم، وكلنا توقعنا انه يتعصب، بس هو تأسف لها وقالها انه اضطر يعمل كده وانه هيصلح غلطته لما تكبر ويتجوزها، ومن وقتها وأحنا قولنا ل بوسة ان كلامه صح وانها ما ينفعش تتجوز غيره وهي اقتنعت وكمان هو وعدها أنه هيقول لأدم كبير البلد يبني جسر عشان نعدي عليه براحتنا من غير ما نخاف ووفي بكل وعوده ومن وقتها وبوسة ـــــــــــــ..
  إلا أن صوت بوسة المرتبك وهي تهتف بأسمها اخرسها  وهي تطالعها بحده قائلة:-
  - احنا تأخرنا ولازم نمشي عن اذنكم..
 ففهمت عليها الاخرى بعدم رغبتها بمتابعة السرد لهم، فصمتت تومئ لها بتفهم، وهي تحث صديقتيها على المغادرة حتى لا يتأخرن...
 
بينما ركان كان ينصت لحديثها بصدمه في البدء، محاولًا تذكر ما تقوله، حتى توسعت عيناه، وانتفض قلبه بنبضه غريبه حينما  ومضت تلك الذكرى برأسه فبدت قريبه رغم طوال السنوات، ليوجه بصره نحوها يحدق بها بمشاعر مبهمة قد اعتملته وهو يتأمل محياها الذي لم يتغير به الكثير،  مستنكرًا كيف نسيها ومحاها من عقله تمامًا....

أردفت هي بينما تتحرك مبتعدة عن محيطه،  تحاول النجاة من براثن عيناه التي ثبتت عليها  وكأنه يقرأ دواخلها، فأختلج النبض بصدرها واستشعرت بروده تجري بأوصالها وودت لو بأمكانها الذهاب والاختفاء الأن من أمامه ومن حرجها لاكتشافه سرها...

وقف موضعه يراقب ابتعادها، ورأسه متخم بالأفكار التي طرقت عقله مرة واحده، عن ماهية تلك الصدفة، ام أنها من  تخطيط القدر وان لقاءه بها للمرة الثانية وزواجه منها ما كان إلا لأوفاءه لوعد قطعه مازحًا ذات يومًا، فأخذ عقله يحاوره متسألًا هل بوسة هي قدره منذ البداية، قدر سلب منه فتمرد ليعيده إليه..
ظل لثوانٍ يعاني من زخم افكاره، محاولًا الاستيعاب، ويفكر لما اخفت عنه ولم ترغب بجعله يعلم ولما منعت صديقتها من الاستطراد بالحديث عنه
ليجد ذاته يتخذ طريق عكس طريق ذهابها، نحو تلك الصديقة راغبًا بالتأكد من تلك الخاطرة التي وردته....
وجدهن يتوقفن أمام أحد المحلات فهمس بأسمها قائلًا:-
-أنسه لمياء..
  استدارت له سها، بدهشه من لاحقه بها، فأردف قائلًا:-
ممكن اخد من وقتك ثانية لو سمحت.؟..
أمات له وتحركت اتجاهه، حتى وقفت امامه فأستطرد قائلًا:-
-كنت حابب اطلب منك تكوني مع تواصل مع بوسة، لأنها ما لهاش اصحاب خالص وكان واضح انك كنتِ صديقة مقربة ليها درجة أنها حكت لك عني..

أردفت لمياء بحماس وسعادة، وهي تستطرد بالحديث لتخبره كم انهما كان مقربتين وقد نجح وأوقعها بالفخ،  فقد انتبه لشخصيتها الثرثارة:-
-أنا كنت شاهده على القصة من البداية من أول مقابلة ليكم ، لحد ما تحركت مشاعرها ليك واعتبرتك فارسها وكانت اوقات تخدني معاها  عند الجسر كل ميعاد أجازة ليك، تشوفك من بعيد كل السنين دي..
  ثم تابعت بنبرة شجن لذكرى ما حل بصديقتها:-
-لحد ما تقدم لها جوزها الاول العجوز، الحقير دا وهددهم بأنه يدخل ابوها السجن وتجبرت تتجوزه، رغم ان أنا قولت لها وقتها انها تعترف لك بمشاعرها وحبها ليك، يمكن وقتها تتقبلها وتساعدها، بس هي رفضت  وتجوزته واتقطع الوصال بنا من وقتها...

كان حديثها بمثابة صدمات متتاليه له، لا يصدق انها تمتلك مشاعر له منذ الطفولة، وهو مغيب عنها، نغزه قلبه عليها وما عاشته من ألم..
إلا أنه انتبه للأخرى وأماء لها شاكرًا وهو يتحرك مبتعدًا ألي حيث توجد هي قدره، نعم قدره الذي اوقن الأن به أنه قد عاد اليه...
**
في هذا الوقت كان رحيم عائدًا من اداء الصلاة بجامع المشفى،  فهكذا كان حالة طيلة اليوم ما بي الولوج لها والبقاء امام غرفتها والتضرع لله لشفايها اثناء صلاته

لينتابه الذعر حينما وقعت عيناه على تلك الحركة الغير طبيعية أمام غرفة سارة،  والممرضة التي تهرول مسرعة منها والطبيب القادم اليها..
تيبس موضعه للحظة وقد شعر بقلبه يطرق بعظام صدره بقوة حتى كاد ان يحطمها،  فقد اختلجه الشعور بالوجل عليها، للحظة بدى ضائع، مشتت، يخشى ما هو على وشك رؤياه ومعرفته، إلا أنه هرول مسرعًا وقلبه يتضرع الى ربه الا يحطمه بخسارتها، وما كاد ان يقترب،  حتى خرجت إحدى الممرضات المتابعة لحالتها والشهادة على عشقه وقلقه ووجوده الدائم بجوارها،  باحثه عنه،  اتسعت ابتسامتها ما ان وقعت عيناها عليه وهي تهتف بفرحة قائلة:-
-فاقت.. ربنا استجاب لدعائك وفاقت...
  سرعان ما ارتسمت بسمه على شفتيه وهو يردد بالحمد ويسرع بالولوج للغرفة،  لتقع عيناه عليها  والطبيب يتفحصها قائلًا:-
-لا  الحمد لله كله المؤشرات الحيوية طبيعية،  وأنتِ تمام التمام...
كانت حدقتيها تجول بأنحاء الغرفة بعدم استيعاب، تشعر بالوجول،  حتى تلاقت عيناها بعيناه،  فداهمتها الذكريات سريعًا،  فتتويع عيناها بذعر وهي تهتف قائلة بنبة واهنه:-
-عمران ابني فين؟، عمران فين يا رحيم؟..
هرع نحوها مهدئًا،  محافظًا على ثباته امام الجميع بصعوبة،  يتمنى لو كان بأمكانه اخذها بين ذراعيه بقوة مطمئنًا لها،  الا ان تمسك قائلًا:-
-اهدي عمران بخير ما فيهوش اي حاجه،  هو مع ركان ومراته في الشقة اللي كنتم عايشين فيها..
 لم تقتنع بحديثه وقد كانت عيناها اغشيت بالعبرات وتحولت لنحيب قائلة:-
-عايزة ابني،  عايزة اشوفه يا رحيم،  هات لي ابني..
  اماء لها بذعر والم يختلج صدره لبكائها قائلًا:-
-طيب أهدي وأنا هتصل ب ركان واطلب منه يجيبه...
  امات له مردده كلماتها:-
-ماشي بس هات ابني أطمن عليه بنفسي..
  **
كان صامتًا طوال طريق العودة، لم ينبث بحرف، وهي كذلك، تتجنب النظر اليه، تطالع الطريق من النافذة هربًا منه
بينما هو يصوب بصره اتجاها كل عدة دقائق بفكر شارد وعقله يهاتف قلبه متسألًا:-
-ماذا لو!؟... ماذا لو جاءته حينها معترفة له بعشقها، هل كان تقبله وتقبلها بحياته، ام أنه سوف يستنكر عشقها له ويرفضه ويتمسك بوهم عشقه السام لمن لا تعشقه، لكن من المؤكد أنه كان سوف يساعدها حينها وينقذها من براثن زوجها، حتى لو لم يتقبل عشقها، ولكانت ما مرت بكل ما تعايشته من ألم...

ثوانٍ مرت وعيناه تتفحصها،  حتى اقتحم عقله ذكرى كلماته الجارحة لها ليلة زفافهم، فتدارك  حينها قسوته وكم ألمتها كلماته وهشمت قلبها وروحها، لتنأ بذاتها بعيدًا عنه عوضًا عما قد أبدته من ترحاب وتقبل بعلاقتهما، فيرجمه ضميره بسياط الذنب والندم، مقررًا تعويضها عما سببه لها من ألم وحزن...

وصلوا ألى المنزل، وترجلا من السيارة، وهرول الاطفال ألى الداخل، بينما يحملون العابهم، وهي تتبعهم، تحثهم على عدم الركض...

تحرك خلفهم بعدما أغلق سيارته وصعدوا الى شقتهم، اسرع الصغار بالتوجه الى الغرفة، فتحركت نحوهما راغبة بالهرب من التواجد معه وحدهما، إلا أنه باغتها بجذب ذراعيها مانعًا إياها من الذهاب، تيبست موضعها وارتجف جسدها ولم تقوى على الاستدارة له، حتى تحرك هو يجذبها خلفه ألي غرفته..

ولج اليها وأغلق بابها، ليبقيها محاصرة بينه وبين بابها، وهو يمعن النظر بها لثوانٍ، عيناه ترسمانها، تجولا على ملامح محياها البهي بكل جرأة، بينما هي تعالى وجيب قلبها تشعر بالتوتر والارتجاف اثر قربه، رفعت عينيها التى استوطنت البراءة فيهما تناظره بتساؤل متلعثم قائلة:-
-أنت جايبني هنا ليه!، الولاد عايزة اغير  لهم هدمهم..

التوى ثغره ببسمه قائلًا وعيناه ماتزال ترسمانها، يختبر احساس قلبه بقربها، ليتفاجئ من تلك المشاعر والرغبة اتجاهها تجتاحه مجددًا، فأردف بنبرة ناعمه قائلًا:-
-ليه ما حكيت لي انك أنتِ البنت الصغيرة اللي انقذتها من الغرق، وفي المقابل ضربتني بالقلم، بدل ما تشكرني..

توتر النبض بقلبها، وعينيها تطالع كل شيء غيره، بينما تتلعثم بنبرة مرتجفة قائلة:-
-كنت نسيت الحادثة دي أصلًا، ونسيت انك انت اللي انقذتني على فكرة، لمياء هي اللي فكرتني النهاردة..
صدحت قهقهه من شفتيه على كذبتها تلك الغير مقنعة بتاتًا..
شعرت بالحنق من ضحكته تلك والتمعت عيناها بشراسه وأردفت بحده قائلة:-
-أنت بتضحك على إيه!، عادي نسيت زي ما أنت كمان نسيت..
  هز رأسه بقوة منها وكبت قهقهته قائلًا:-
-طيب أنا نسيت لأنك كنتِ طفلة وقتها، وكان يعني يستحيل افكر في طفلة صغيره وإلا كنت انسان مش طبيعي، أما انتِ فأزاي نسيتِ البطل اللي انقذك..
 
والتمعت عيناه وقد تعلقت بشفتيه وهو يهمس امامهما قائلًا:-
-وكمان الامير اللي عطاكِ اول بوسة يا بوسة
هنا ولم تحتمل ما يحدث معها، تهدجت انفاسها وتسارعت نبضاتها كمن يخوض سباق مارثون، وخارت قواها وشعرت بقدميها كالهلام لا يحملانها، وهو يتابع قائلًا:-
-بس على العموم لو ناسية أيه رأيك أفكرك وأفتكر أنا كمان...

وكاد أن يفعلها، فقد شعر برغبه بفعلها حقًا تندلع من أعماقه لإختبار إحساسه بها، أراد تلبية رغبته بفعلها، لولا صدوح رنين هاتفه بصورة متواصلة والذي شتت انتباهه، وقد اتخذتها فرصه للهرب منه ومن براثن مشاعرها نحوه التي قد تفتك بها، لذا استغلت هذا وأسرعت بالهرب من اسفل ذراعيه قائلة:-
  - رد على تليفونك ليكون حاجه مهم، شعر بالتردد، لكن مع استمرار الرنين أجاب مجبرًا  شاعرًا بالقلق، حينما لمح اسم رحيم الذي اخبره باستيقاظ سارة وانهيارها ورغبتها برؤية صغيرها، فأخبره انه قادم فورًا، وما أن اغلقه، حتى طالعته بقلق يرتسم على محياها، إلا أنه طمأنها قائلًا:-
  -- ساره فاقت، بس منهارة عايزة تشوف عمران ولازم نروح لها فورًا..
امات له وتحركت، إلا انه امسك يديها قائلًا:-
-ولما نرجع هنتكلم ونفتكر سوا مفهوم..
تدرجت وجنتيها بالحمرة وهي تحاول نزع يدها منه قائلة:-
-يلا عشان ما نتأخرش..
  ترك يداها فأسرعت بالهرب، لترتسم بسمه واسعه على محياه منها وقد خطا احدهم اولى خطواته في درب الغرام....
**
بعد أسبوعين كاملين، وقفت جود على اعتاب القصر المنيف لعائلة السيوفي تشعر بالتردد بالولوج، والوجل مما هي على وشك خوضه والبوح به، بينما يعتريها القلق من رد فعل الأخر، وكادت أن تتراجع لولا تلك النظرة المشجعة المطمئنة التي تحثها على عدم التراجع...


Seguir leyendo

También te gustarán

81K 97 20
قصة سادية ودياثة و شرمطة تروي تسلسل الشخصية المحترمة منى وتدحرجها في مستنقع العهر واذلالها على يد سيدها وترويضها بعد ذلك
1M 73.2K 56
تم تغير اسم الرواية من مجنوني الأنباري الى سجين الحب من بين الناس جميعاً، وفي شدة العتمه التي كانت في قلبي عندما غَدُرتُ من الحبيبه والصديق، ولم اعُد...
24.1M 1.5M 51
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
200K 4.2K 67
عندما لم استطع ان اكتبهم ابطالًا اصبحو اعـداء ربما كان من الأفضل ان اتوقف عن الكِتابة عند الجزء الذي كانو فيه سُعـداء .. الكاتبه| رَهاوج • تمّت بتا...