"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتم...

By dina_aladwy

1.5M 45.6K 6.6K

قدري كان لقياكِ وقلبي لكِ كان بالانتظار ظننت قبلك عرفت الهوي ولكن فيكِ عرفت العشق، الجنون، والهوس خطأ جمعن... More

الشخصيات
إعلان
حلم أم حقيقه
توضيح
توضيح
تنبيه هام، الروايه حاليًا بيتكتب البارت الاول
البارت الاول
البارت الثاني
البارت الثالث
البارت الرابع
هام
هام
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
اقتباس
اقتباس
تنوية
مين البارت مش بيحمل معاه؟
البارت الحادي عشر
اقتباس
تنوية
البارت الثاني عشر
اقتباس
البارت الثالث عشر
💔💔
اقتباس + موعد التنزيل
اقتباس
البارت الخامس عشر
تنويه +مشهد +سؤال
اقتباس من البارت القادم
اعتذار + موعد البارت
البارت السادس عشر
اقتباس + الموعد
البارت السابع غشر
تنويه
الموعد + اقتباس
البارت الثامن عشر
ملحوظه + ميعاد النشر
البارت التاسع عشر
اقتباس
اقتباس تاني
البارت العشرون
تنوية هام
البارت الحادي والعشرون
اقتباس
اعتذار+ اقتباس+موعد النشر
البارت الثاني والعشرون
اقتباس من البارت الثاني والعشرون
البارت الثالث والعشرون
اعتذار
البارت الرابع والعشرون
البارت الخامس والعشرون
اقتباس
البارت السادس والعشرون
اقتباس +الموعد
البارت السابع والعشرون
تنويه
البارت الثامن وعشرون
اقتباس متقدم
اقتباس
اعتذار
البارت التاسع والعشرون
اقتباس واستطلاع
البارت الثلاثون
اقتباس رومانسي
البارت الحادي والثلاثون
اقتباس متقدم
البارت الثاني والثلاثون
البارت الثالث والثلاثون
البارت الرابع والثلاثون
اعتذار
البارت الخامس والثلاثون
هام وياريت الكل يشارك برأيه
البارت السادس والثلاثون
#اقتباس
البارت السابع والثلاثون
تنوية + موعد النشر
البارت الثامن والثلاثون
اقتباس
البارت التاسع والثلاثون
البارت الاربعون
اعتذار
البارت الواحد والأربعون
توضيح
اقتباس
تنويه وميعاد البارت
البارت الثاني والاربعون
اقتباس النهاية
البارت الاخير والى اللقاء بالجزء الثاني #سيال_العشق
اقتباس ل (ادم وجود) ما تزعلوش
تنوية هام
اقتباس
نيران من عشق
إعلان هام
اعلان واقتباس
أعلان
اقتباس من رواية المعرض
مين فاكر الدكتورة هالة صاحبة جود

البارت الرابع عشر

14.2K 677 52
By dina_aladwy

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر
بقلم "دينا العدوي
البارت الرابع عشر
🌺🌺
سطر القلم ونثر كلماته وبتنا بأحكام القدر مقيدين،
ولا من فرار ولو ودوت منه الهروب، القدر نافذ
فلا تحرد ولا تحنق، وأرضي بما بات لك مقسوم
وثق ان ما اجتباه ربك ليس إلا بخيرً عظيم
فاًحذر أن تزلق في هوة الشيطان الرجيم، ويضيق صدرك وتبيت من الناقمين، وتضل سبيلك وتهلك مع الضالين...
*****
سار عائدًا ألي منزله بخطوات وئيده ووجه متجهم، مكظوم وقلبًا صلد، ناقم على حياته، غير راضًا بها، فطالما رغب بذكرًا من صلبه، لكنه لم ينال ما اراد، تزوج مرة واثنان ورزق بالفتيات فقط، حتى ان زوجته الثانية توفيت اثناء ولادتها للذكر الذي أراده وتمناه، فقد اختنق برحمها ومات كليهما،...

فقد كان حذره الطبيب بخطورة حملها ولكنه تشبث بالحمل واختار الولد، فُحرم من كليهما، أما الأولى فلا تنجب غير فتيات، وقد أضحت عجوز ، نال منها الزمن ولن تصلح للأنجاب، لذا اتخذ قرار الزواج مره أخرى، لكن تلك المرة سوف يتزوج من فتاة شابة صغيره بالعمر...

وقد كان وفعل ما أراد، فما أن وقعت عيناه على زوجته الثالثة تلك الصغيرة الفاتنة، كانت حينها طفلة في السابعة عشر من عمرها، في آخر مرحلة من دراستها الثانوية، وكان يعلم بفقر والدها، فأستغل احتياجه للمال لعلاج زوجته المريضة ومده به، ظلا يعطيه الكثير ويزيد من دينه وكل دين بأمضاءه على وصل جديد بفوائده، حتى نال غايته وكبر حجم المال، لكنه لم يعبأ له كثيرًا، فبالنهاية الظفر بها يستحق، فهي فاتنه في ريعان شبابها، ستتمكن من أنجاب الكثير من الذكور له...

لذا ما أن وصل لغايته وادرك ان والدها لن يستطيع السداد
طالب بدينه وعندما أخبره بقلة حيلته، وفقر يده، وعدم تمكنه من السداد الأن، حينها عرض عليه ترك المال له،
مقابل تزويجه من أبنته الكبرى "بوسة" والتي تعد من عمر ابنتهُ الكبرى، لكن والدها رفض بشدة

وحينما خيره بين ذلك والسجن، اصطفا السجن ولا ان تُهلك صغيرته بدون ذنب، ويلقيها بجحيم زوج يكبرها بسنون عدة وتبيت له زوجة ثانيه مجرد آلة للأنجاب، لكنه لم يحتمل ومرض بشدة وبات عاجزًا، تاركا اياها فريسه سهلة الصيد، وما من سند يتصدى له، فأستغل هو الأمر، وفاز بها،
حينما خيرها هي بين سجن والدها المريض وتركه للموت او الزواج منه وعلاجه بماله، فما كان أمامها غير الأذعان له وأصبحت زوجته ولو كانت تكره وتشمئز منه...

وكم سعد بذلك وانتظر حملها بطفله، حتى ولو جبرًا،
لكن لم يحدث، كانت تعافر وتحاول بشتى الطرق ان لا يحدث، حتى أنه علم بتسريب مانع للحمل لها من قبل والدتها في الشهر التالي من زوجهما، وكم غضب حينها وعاقبها بشدة ومنعها من رؤية عائلتها، وها هي تسعة اشهر كامله مرت عليها ولا من حمل بعد حتى كاد أن يفقد الامل بها، لتاتي والدته وتخبره عن تلك الشيخة القادمة والتي تعالج النساء ويصبحن حوامل، ليأخذها جبرًا إليها، وكم فرح حينما علم بحملها لطفله، طغت السعادة حينها على قلبه، لكن تبخرت سعادته وتلاشت...

وكم تعاظم غضبه لتلك المصيبة التي علم بها، لكنه سيجد الحل مؤكدًا، سوف يجعلها تجهض هذا الزنيم وتحمل بطفله هو كما اراد ...
لذا اقتحم منزله ما أن وصل إليه، وولج واندفع صوب غرفتها وهو محمل بعواصف الغضب، رفث بابها بقسوة وولجها..

انتفضت هي برعب وقد تداركت من ملامح وجهه التي تنذر بالشر فحوى الأمر، لتحتضن جنينها بحماية،...

لاحظ هو تلك الحركة، فاشتدت تعابير وجهه قاتمه وهو يتقدم نحوها، جاذبًا إياها من خصلاتها هادرًا بها:-
- كل الشهور دي معايا وبطنك ما تشلش الا ابن الحرام دا .
ثم تابع وانامله تشدد على خصلاتها مستطردًا:-
- بس ملحوقه ابن الحرام اللي ببطنك دا لازم نخلص منه الليلة قبل بكره...
ثم جهر بصياح على زوجته الاولى قائلًا:-
- يا حسيبة..
أسرعت حسيبة التي كانت تتنصت بتشفي على ما يحدث بينهما الى الداخل، وما ان رأها حتى هدر قائلًا:-
- تندلي لعند الداية اللي في اواخر البلد وتجيبيها في سواد الليل عشان تخلصنا من ولد الحرام دا، من غير ما حد يحس...

امأت له بملامح لا مباليه، نقيضه للفرحة التي تنشب بداخلها قائلة:-
- تؤمر يا حج هندل طوالي.
ثم تحركت مسرعة تلبي اوامره، وقلبها تتراقص نبضاته سعادة...

بينما هي رمقته بنظرات أعين صارخه بالتوسل وقد خدش الدمع وجنتيها، فكان بكاءها حاد وهي تحتضن رحمها، شاعرة بكلماته كالنصل البارد المدبب الأطراف الذي غرس بقلبها فيقطر دمًا، صارخه به ان يرحم صغيرها قائلة من بين دموعها:-
- طيب هو ذنبه إيه عشان تأذيه، أنت السبب، انت اللي أخدتني بأيدك لعندها عشان احمل، وأديني حملت، دلوقت عايز تتخلص منه بعد ما تعلقت بيه، مش هسمحلك، مين ما كان ابوه أنا هحتفظ بيه، وانت طلقني واتركني لحالي..

لطم وجهها بقسوة، ثم امسك فكها بأنامله بشراسه وهو يهتف بها بغضبًا جلّ:-
- لا مش هطلقك وهتنزليه وبطنك هتشيل ابني اني مفهوم، ومش هستنى لما الداية تيجي انا هسقطك بمعرفتي...

قال ما قال، وهو يدفعها بشراسه على الفراش، ثم يبتعد مغلق الباب بقوة بالمفتاح ويعود اليها بينما ينزع عنه جلبابه..

ارتعد جسدها بعنفوان، وشعرت بالذعر ما أن أدركت ما ينتوي فعله معها مجددًا، ذات الألم وذات الانتهاك الذي لم ينتهي منذ زواجها منه، لكن تلك المرة هناك صغيرها، وعليها ان تقاوم وتحميه، لذا صاحت متوسله:-
- ارجوك لا بلاش، ارجوك ارحمه وأرحمني

إلا أنه تقدم منها بخطوات وئيده ووجه صلد، فأدركت انه لن يتوانى عن فعل ما اراد، فحاولت الهرب والابتعاد عن براثنه، الا انه جذبها من قدميها وأدارها إليه بقسوة، والقى بثقل جسده فوقها يقيدها وهو يلطم وجهها عدة مرات، لتستسلم هي بعد صراع لعنفوانه، وتخور قواها امام شراسته وعنفه الغير آدمي، واخر ما رأته يداه التي شقت جلبابها، قبل أن تبتلعها تلك الغيمة السوداء وهي تتمنى ألا تفيق وتنتزع روحها من جسدها، حتى ترتاح من تلك الحياة الجسورة بالألم...
****
انتهت ميار من ارتداء ثيابها وخرجت من الغرفة، لتجد ظافر جالسًا على احد المقاعد الجانبية بهندام مشعث، ينحني برأسه ويسندها على مرفقيه، رفع وجهه ذات الملامح المبتئسه ما أن شعر بها، يطالعها بنظرات سكن الحزن احداقها، تطالب بغفرانها، لوهلة شفق القلب على حاله، إلا انه سرعان ما قسى حينما داهمته تلك الذكريات المؤلمة له والحارقة لروحها، لتحيد ببصرها عنه للجهة الاخرى، التي وجدت ركان بها، يتجه بخطوات شاردة صوبها، الا يكفيها فؤادها المثخن بما فيه الكفاية، ليعتب ضميرها عليها من اجله، وهي ترى مشاعره اللا محدودة لها، وعمره الضائع بعشقها، قد كاد أن يتمم الثامنة والعشرون من عمره ولم يتجوز ويستقر بعد، وهو من سرد لهما دومًا عن حلمه بعائلة كبيرة خاصه به، زوجه محبه وأطفال كثر،
ليتناهى عن ذلك من اجلها هي، ظلّ يتلظى بعشقها سنون عده، بأمل أن تكون له، لكن الزمن غدر به وألمه بقسوة حينما أقحم عشق ظافر بقلبها وليس عشقه هو..

ليت بأمكانها انتقاء من حب، لاختارت ركان بلا شك، اختارت عشقه وحنانه وتفهمه، لكن لا من سلطان لنا على القلوب، فهي تقع بالعشق اجتباءً، وليس عليها إلا الخنوع التام..

هكذا حدثت ذاتها قبل ان تنتشل من شرودها، حينما لمستها أنامل ظافر، ارتجف جسدها أثرها، لطالما كان لديها ذات التأثير عليها، يآسرها ويغر بها بلا أدنى مجهود، تسلم حصونها له، وتعلن هيامها به،...
لكنها انتفضت مبتعدة نفورًا من ذاتها حينما داهمتها ذات المشاعر، وقد شعرت بالبخس حينها، ورمقته بنظرة غاضبه كانت من ذاتها قبل ان تكون له...

تألم قلبه من فعلتها تلك، ألهذا الحد بغضته ونفرت منه، ولا ترغب بلمساته، من كانت تذوب بين يديه كقطعة الشوكولا، الأن تنفر منه، هل حقًا تأخر بأدراك عشقه لها، هل كان على نادين ان تقتحم حياته مجددًا حتى تنجلي له مشاعره اتجاهها، وهل خسرها بعدما تبين له كم يعشقها، لا لن يرضى بهذا فقد علم انها هي الصواب الوحيد بين بحور اخطأه ..

آه ملتاع تأوه بها وهو يطالعها بنظرات تمني لو بأمكانه أن يمارس حزنه على زوايا أضلاعها ويشكي لها ما فعلته فكرة غيابها الأبدي عنه وهو يهتف بنبرة مغلفة بالألم والندم قائلًا:-
- ميار اسمعني، ارجوكِ اديني فرصة افهمك، أنا بحــــــــــ

ألا انها قطعت حديثه وهي تجهر بنبرة شجية قائلة:-
- كفاية يا ظافر ارجوك كفاية، قولتلك اننا انتهينا، كل اللي بيني وبينك دلوقت ابننا، ارجوك بلاش نخسر احترامنا لبعض عشانه وطلقني..

ثم تركته وكادت ان تبتعد، الا أنه جذب كفها وتشبث به
كطفلًا صغير، يخشى فراق أمه، يتوسلها بنظرات صارخه بالتوسل ان لا تفلت يديه وتبتعد...

ألا أنه لا يدرك أن من كانت أضعف النساء في الحب هي اكثرهم قوة حينما تتأذي وتتعرض للخيانة، فكل مشاعرها لك ستنقلب عليك وتحاربك بعدما كانت تحارب لأجلك، ستنتزعك من دواخلها وتنهيك من قلبها، فتبيت لا شيء إلا ذكرى مريرة، فأياك ان تستهين بضعفها بين يديك وتظن انك ملكتها يومًا، فتبيح لذاتك جرحها، فيبيت ضعفها قوة ستكون هلاكًا لك...
وها هو يعيش هلاكه، فلم تسمح له و نزعتها بقسوة من بين يديه وابتعدت دون أن تلتفت نحوه ولو لمرة واحده، متوجهه حيث ركان الذي تيبس موقعه يطالعهما، تاركًا لهما حرية الحديث، حتى وصلت أمامه وتوقفت قائلة:-
- يلا نمشي يا ركان...
وهي تجاهد حتى لا ينجلي حزنها وجرحها له، لكن كيف يخفي يومًا عليه ما تشعر به، فهي دومًا ككتاب مفتوح له...

أماء لها وتحرك بعدما رمق ظافر بنظرات خيبه وشفقه على حاله وما أضعهُ وتركه ينسل من بين يديه...
ثم توجهوا خارج المشفى، مستقلين السيارة، عائدين ألي البلدة، ليتولى زمام الأمور لحين عودة أدم الذي اخبره أنه لن يستطيع العودة قبل اسبوعين كاملين، فقد اخبره بحقيقة وجوده هنا، فأجابه متفهمًا انه سيتولى الأمر وان لا يقلق، داعيًا لهما بالتوفيق،..
****
انتفض مبتعدًا عنها ما أن انتهى منها، ليقع بصرها على تلك القطرات من الدماء التي لوثت شرشف الفراش، وابتسامة انتصار ترتسم على محياه، فها هي رغبته اوشكت على الأتمام وستجهض ذاك الزنيم، وتلفظه من رحمها، وسوف يتأكد من زرع بذرته هو عقبها، وسينجب الذكر الذي طالما تمنى..
ارتدى جلبابه وغادر الغرفة، منتظر مجيء تلك الداية التي سوف تقضي عليه نهائيًا وتنتزعه من رحمها...
***
اوشك قرص الشمس ان يختفي في احضان السماء، نازفًا، متأثرًا بأوجاع اليوم، بعدما شهد انتهاك تلك الصغيرة، تاركًا أياها لعتمة الليل تحيط بها وتدثرها، إلا أن الليل أبى ان يتستر على ما حل بها، فاكتفى، مقررًا ان ظلام ايامها عليه ان ينتهي اليوم، فلن يسود الظلام قبل ان تنجو من براثنه..

وقبل ان تغرب الشمس كليا ويسود الليل ناشرًا الظلام
تململت "بوسة" بالفراش، شاعرة بالألم يعتصرها، نصفها السفلي تكاد تشعر به يتمزق، حاولت النهوض لكنها لا تستطع من فرط الألم، اعتدلت بجسدها واخيرًا وهي تلملم بقايا جلبابها حول جسدها، شهقة عالية اندلعت من قلبها قدفتها بكفها ما ان وقع بصرها على قطرات الدماء على فراشها، انسابت دمعه من عينيها، تالها اخرى حتى تحولت لشلالات هادرة، وبكاؤها الناعم تحول لنشيج هستيري، وهي تراقب خسارتها لجنينها، والتي ستجهز عليه تلك الداية التي اسرع في استدعائها، لذا عليها الهروب من براثنهم وانقاذ جنينها..
فهذا الجنين هو فرصتها للخلاص منه هو آتى ليكون منقذ لها ولن تتخلى عنه، لذا نهضت من على الفراش بخطوات كسيح تسير، حتى وصلت آلي الخزانة وجذبت أول جلباب أسو طالته يداها، ثم جذبت وشاحًا اخر بذات اللون وارتدتهما، وهي تخبئ وجهها بأطراف الوشاح واتجهت صوب بالباب بخطوات متسلله، تجاهد رغم الالم الذي يداهمها ويكاد ان يفتك بها، فتحت الباب واطلت براسها منه بحذر، تجول حدقتيها حولها تتأكد من خلو طريقها، لتزفر براحة وتحركت بخطوات راكضه وبداخلها تصيح من الألم، وليسر الله لها كان الطريق خالي، فقد دلف جوزها لأخذ حمام وزوجته لم تأت بعد، وبناته اخرجهم من البيت مع جدتهم، حتى لا يعلمن بما يحدث
لذا فتحت باب المنزل وهرولت مبتعدة، كحبيس يفر هربًا من محبسه بعد أمد طويل من وجوده به تهرول رغم اعيائها الظاهر، ولم تنتبه لمن وقع بصرها عليها وادرك هروبها
**
فقد كانت حسيبة عائدة برفقة الداية الذي طلب زوجها حضورها، والتي كانت تتحادث مع الداية الفضولية التي ما ان علمت منها سر استدعائها وهو اجهاض زوجة زوجها، حتى قامت بربط الاحداث معًا وسألتها قائلة:-
- بس ليه حج محسن عاوز يسقط مراته، يكونش الموضوع ليه علاقه بالشيخة الاونطه اللي بالبلدة واللي حملت الستات من الرجل الن** اللي معاها...
اسرعت حسيبة بنفي الحديث قائلة:-
- اخرسي يا حزينة، ايه االي انتِ بتقوليه دا!، لو الحج سمعك هيدفنك مطرحك، وإياكِ تجيبي سيرة لحد باللي هيحصل جوا...
أماءت المرأة بذعر، وهي تنتبه لتلك التي تتسلل من الدار، فأولت بوجهها ل حسيبة قائلة:-
- مين دي اللي بتتسحب من بيتكم يا حسيبة، اشاحت حسيبة وجهها وتطلعت بالمنزل لتدرك هروب ضرتها الصغيرة، ابتسمت بشر وتهللت اساريرها، من افعال تلك الصغيرة التي سوف تزيد من غضبه عليها، لثوانٍ وشعرت بالحيرة والتردد، ما أن تخبره وتسرع بلفت انتباهه أو تتركها تبتعد ويفضح جزائًا له،، لكن الفضيحة التي ستلحق بزوجها، ستصيب ابنتيها ايضًا، ابنتيها اللتان على وشك الزواج، لذا هرولت للمنزل وهي تجهر؛-
-يا حج... يا حج..
خرج من المرحاض متجهم الوجه، منزعج من حديثها وجهر:-
- خبر إيه يا حزينة، مالك مسروعه وبتعلي حسك ليه
تشدقت بسخرية قائلة:-
- مراتك الصغيرة لمحتها وهي بتهرب من البيت وقولت اقولك تلحقها قبل ما نتفضح...
تجهمت ملامحه وانتفض ملقيًا للمنشفة التي بين يديه وهو يجهر قائلً وهو يتحرك اتجاه الغرفة: -
-- إيه اللي انت بتقوليه دا، أنا سيبها ملقحه جوا وقطعه النفس..
لكنه صعق بصدمة عدم وجودها بالداخل
اجابته قائلة وهي تطالع خلو الغرفة بابتسامة نصر :-
- غفلتك وهربت، وأنت لسه هنا..
ما أن تدارك ذاته حتى القى اللوم غليها قائلًا:-
-ليلتك طين يا حسيبة شفتيها بتهرب وسبتيها..
- كنت عايزني اجري انا وراها..
هكذا القت كلماتها المتهكمة عليه، ثم تابعت قائلة:ـ
- روح الحقها بسرعه قبل ما حد يلمحها ونتفضح، انا شفتها مشيت من الطريق الغربي
انتفض مسرعًا يخرج من البيت يهرول اتجاه ما اخبرته زوجته وهو يتوعد لها بالعذاب الاليم والعقاب المرير، فألى اين ستذهب منه!، بالنهاية ليس لها من أحد تلجا له
ستعود الى منزل والدها، وسيجلبها ويعود بها الى هنا، وحينها لكل حادث حديث، إلا انه غفل عن تمرد القدر، الذي قرر اعادة الامور ألي نصابها وانقاذ تلك الصغيرة وانتشالها من براثنه...

فقد كانت تسرع بخطواتها، حتى باتت تهرول راكضه وهي تحتضن رحمها ولم تنتبه لسيارة ركان التي كانت عابرة واوشكت على أن تصيبها، لولا ان ركان تدارك ظهورها من العدم، لكانت جثه هامده الأن، لقد توقف ضاغطً على فرامل سيارته وقد كاد ان يسحق جسدها، لتتجهم ملامحه وهو يرمقها بنظرات غضب جلّ، ثم سرعان ما حاد ببصره عنها وقد تبدلت نظراته الى اخرى حانيه وقلقه اتجاه ميار المرتعبة بجانبه، ولم ينتبه لتلك التي تصنمت موضعها من الصدمة، وقد اوشكت على خسارة حياتها هي وطفلها....

بينما هو ترجل من السيارة بعدما اطمأن على ميار، وبصره معلق بتلك التي تتوارى خلف السواد بوجه متجهم، وهو يصيح بها قائلًا:-
- أنتِ متخلفة
الا أنا وصل أليه وسمعها تردد بنبرة مرتجفة وقد بدى عليها الصدمة:-
- كنت هتموتنا.. كنت هتموتنا
أجابها بنبرة متهكمه غاضبه ولم ينتبه لمقصدها ويديها التي تحتضن رحمها بحماية قائلًا:-
- انتِ اللي غبيه وكنت هتأذي نفسك وتأذينا، في حد يجري كده...
ثم ضيق عينيه بتفحص لهيئتها تلك بشك، جسدها ووجهها المتواري خلف السواد ولم يظهر منها غير عينيها متابعًا:-
- إلا لو كان هربان من حد، ايوة شكلك عاملة عمله ولا سارقه سريقة وهربانه، وإلا ليه مخبيه وشك كده، انطقي مهببه أيه..

توسعت عيناها وقد أخرجتها كلمته من صدمتها، وانجلت طبيعتها المتمردة التي لم ينجح احد بترويضها وارتسم الغضب على محياها واردفت قائلة وهي تجاهد لتحتمل الألم:-
- حيلك حيلك أنت بتقول إيه!، دا بدل ما تعتذر تتهمني بأية عشان تداري على إنك كنت هتخبطني !..

خرجت ميار حينها من السيارة وتوجهت نحوهما، لتستمع لها ولركان الذي تحدث قائلًا بغيظ منها قد تملكه:-
- أنا اللي اعتذر منك، ليه انا اللي ظهرت زي العفريت فجأه قدام العربية وبعدين مظهرك هو اللي بيقول ..

غضبت منه بشده، لكن داهمها الألم مرة أخرى واعتصرت رحمها بيديها وهي تتأوه مما اثار انتابه ميار وريبته منها ومن هيئتها، فتقدمت نحوها ميار قائلة بقلق:-
- انتِ كويسه، تأذيتِ!..
هتف ركان بنبره متهكمه وهو يبعدها عنها بقلق عليها:-
- تأذت ايه هي العربية لمستها اصلًا!، دي اكيد بتعمل حوار عشان تهرب، أنا متأكد انها عامله عمله...

رمقته بنظرة غاضبه وهي لا تزال تحتضن رحمها بألم واطلقت تأوه صارخ مجددًا، لفت انتباه ذاك الذي يبحث عنها، فاسرع اتجاه الصوت، ليلمحه ركان وهو يهرول اتجاههم من بعيد، فأردف قائلًا:-
- مش قولتلك شكلها عامله حاجه وهربانه منها اهو حد جاي وراها أهو..
تملكها الذعر وهي ترفع وجهها وتطالع مقصده، ليرتعد جسدها بعنفوان ويتضاعف آلامها وهي تراه من مسافة بعيده يتقدم نحوها وهتفت بنبرة مغلفة بالتوسل قائلة لميار: -
- ارجوكِ خديني للمستشفى قبل ما يوصل، هيموته لو لقانا ووصلنا..
تداركت ميار مقصدها من خلال يديها المشتده حول رحمها واردفت بتساؤل:-
- انتِ حامل!..
أمات لها وهتفت بنبرة مغلفة بالألم ومرارة الفقد:-
- وبنزف بسببه..
كلماتها اثارت انتباه ركان الذي تطلع إلي جسدها الصغير المتواري خلف هذا السواد بدهشه وشعر بوخزه بداخله، وهو يراقب الذعر الذي تجلى له في نظرات عينيها وارتجافه جسدها وذراعيها المشتده حول خصرها، وبخبرة ضابط وانسان ترك الحنق منها لتصرفها الارعن منذ قليل وتدارك أن تلك التي أمامه، تعرضت للأذى الشديد وتدارك مغزى ظهورها فجأه وهو الهروب من براثن ذاك الذي يتقدم نحوهم وهي تتراجع للخلف والالم يشتد بقوة لم تحتملها، بجانب الذعر الذي اعتراها ما اذا أعادها الى المنزل وشعرت بقدميها لا تحملانها وقد فقدت قدرتها على التحمل والوهن هو كل ما شعرت به، فقد اشتد النزيف لتستلم كليًا للضعف الذي تملكها وما كادت أن تسقط بعدما اصطدم ظهرها بصدر ركان والذي تلقفتها يداه بدعم لها من السقوط، لينزاح واخيرًا الحجاب الذي حجب وجهها، ليظهر له وجهها المتورم من شدة الضرب الذي تعرضت له منذ قليل، لتزداد ملامحه تجهمًا، وهو ينصت لهمسها قبل ان تفقد وعيها:-
- ارجوك انقذ ابني منه..
قبض قلبه من هيئتها تلك وقد تدارك صغر عمرها حقًا الذي قد تداركه سابقًا من نبرة صوتها، فقام برفع يداه الاخرى لحملها، إلا أنه ما أن لمسها، حتى شعر بالسائل اللزج الذي لوث ثيابها، ليزيح يده بتفحص، فيدرك انها تنزف حقًا، فأسرع بحملها واتجه لسيارته وميار التي تحركت لتفتح بابها له، وقام بوضعها بالداخل تحركت ميار بالصعود هي الاخرى وهي يعتريها الشعور بالألم لأجلها، فهي تدرك جيدًا مشاعرها الأن...
بينما هو تحرك ليلتف حول السيارة متوجه الى مقعده، لكن وصل محسن ووقف حائل بينه وبين سيارته وهتف قائلًا بملامح وجه متجهمه بصوتًا صلد، جاف :-
- رايح فين وواخد مراتي...
وكان ذلك قبل ان يتدارك هوية الذي أمامه، فارتعد بقلق منه، بينما ركان ذهول ودهش سيطر عليه وهو يطالع بتفحص، لا يستعب ما قال، وان ذاك العجوز هو زوج تلك الصغيرة...
لحظه هي كل ما مرت وصمت سحيق ساد حتى أنه لم يدرك كيف سيطر عليه غضبه حينما تردد صدى كلماتها بعقله وهي تترجاه أن ينقذها هي وصغيرها، ويلوح امامه وجهها المتورم، وقام بلكم ذاك الذي أمامه بقوة اسقطته ارضًا وانحنى نحوه بغضب قائلًا:-
- أنت اللي عملت فيها كده!.
ارتعد محسن بذعرًا منه ولم يدرك ماذا يقول له، حتى أعاد السؤال مرة اخرى، ويداه ارتفعت لتلكمه مرة اخرى، فلاحت له فكرة بشعه كدواخله، نفذها بسرعه للهرب من بطشه، واماء له وهو يهتف قائلًا:-
- عاوز اموت ابن الحرام اللي ببطنها ..
تجمدت يد ركان بالهواء ما ان استمع لهدره، والآخر يتابع قائلًا بمسكنه وزيف:-
- مستني مني إيه يا حضرة الضابط لما اعرف أن مراتي حامل بأبن حرام، ما شفتش قدامي، وغضبي عماني...

تركه ركان والشك اتجاهه يسيطر عليه، لكن هي بذاتها من قالت أنه يريد قتل الطفل، وما الذي يدفع رجل لقتل زوجته وطفلة الا إذا كانت خائنه، ولكن كيف لتلك الصغيرة ان تكون وكيف تزوجت من ذاك الكهل الذي يكبرها بكل هذا العمر....
سحبه من زخم أفكاره، صوت ميار التي تستدعيه ليسرع لأنقاذ تلك الفتاه، فأذعن لها وتحرك صوب سيارته، تاركًا محسن يفترش الارض كما كان، فليذهب بها ألي المشفى الأن، وليترك الامر مؤقتًا، واستقل سيارته الى المشفى القريبة بالبلدة، وهو يتابع ميار عبرات ميار وحزنها على تلك الصغيرة، التي لا يدرك بعد هل هي حقًا كما ادعى عنها زوجه خائنة، حتى وصل للمشفى واسرع بالترجل من السيارة وحملها متوجه بها الداخل، يستدعي طبيب لفحصها، فجاءت احدى الممرضات بسرير نقال لها وقام بوضعها عليه وتحركت بها وتركته واقف موضعه هو وميار التي لحقت به....

***
دخل رحيم ألي منزله، شاعرًا بالإرهاق وحدقتيه تجول بأركان المنزل بحثًا عنهما، ليستمع الى صوت يصدح من مطبخه، فتوجه صوبه، ورائحه جميله تتسلل الى انفه، وقف أمامه متيبس وهو يرى سارة واقفه بمطبخ المنزل دون حجاب رأسها، وعمران برفقتها وكليهما وجهه ملطخ بالدقيق، يترقبا الفرن، ثواني وانبعث صوت الميكروويف دلاله على نضج ما بداخله، فأسرعت سارة صوبه وأخرجت قالب من الكيك بالشوكولا وهي تترقبه بفرحه لنجاحه وكذلك عمران الذي صفق بيده سعادة وهي تضعه على رخامة المطبخ، كان مشهد ولا اروع، لم يسبق له رؤيته من قبل، فلم يسبق لنرمين التواجد بالمطبخ، فدومًا هناك من يساعدها، طيلة سنوات زواجهما لم يشهدها مرة بداخله، بالأساس سنين زواجهما قد تصفى على عامين او عام فقط، حيث انه عقب زواجهما تم نقله ألي بلدة بسيطة
وقد رفضت المجيء معه، لذا كان يقضي معها يومين فقط من كل اسبوع، ويكون كل شيء جاهز حينها، فخادمة قصرهم تأتي قبلًا لتنظيف المنزل وتحضير الطعام اللازم والمغادرة، لذا رؤية مثل هذا المشهد اشعرته بجو عائلي افتقده واشتاق له منذ وفاة والديه..

ظلا يترقبهما بسعادة انجلت على محياه، حتى أنه تناسى الإرهاق الذي شعر به وسيطرت عليه البهجة...
حتى انتبهت ساره له وانتفضت مسرعة تبحث عن غطاء رأسها وتضعه عليه، مما جعله يغفل ويستدير حرجًا مغادرًا المطبخ وقد لحق به عمران ألي الخارج مهللًا لعودته الى الصالون وجلس على الأريكة بينما عمران اتبعه وجلس على قدمه وبدأ يقص لها أحداث اليوم، وما فعله ما والدته من رسم ولعب وحتى طبخ واخبره أنها صنعت له ما يفضله من طعام، ثم صنعا الكيك بالشوكولا وانهم تشاجرا بالدقيق والشوكولا سويًا وبالنهاية اخبره انه قضي يوم رائعًا مع والدته ثم قبله شاكرًا لإيجاده لها ..
بينما هي توترت للحظات بالداخل، قبل ان تتحرك وتنظف وجهها وتعيد تضبيط حجابها وتتحرك للخارج حيث هو جالس، واردفت وهي مطأطأه لرأسها قائلة:-
- عايزة ارجع البيت اجيب أوراقي وهدومي من هناك..
كبت انفعاله وأردف بنبرة حانيه لعمران قائلة:-
-عمران ادخل اوضتك شوية على ما اتكلم مع ماما..
انصاع له عمران وتوجه لغرفته، بينما هو نهض من على المقعد وتوجه نحوها حتى بات أمامها، فارتدت هي للخلف لا اراديًا، أزعجه هذا لكنه تفهم واردف قائلًا:-
- سارة بالنسبة لأوراقك دي سهل انا هجيبهملك، اما اي شيء تاني من بيت الحقير دا مش هتحتاجيه، انا هجبلك كل اللي انتِ عايزه...
تطلعت أليه بشراسة واردفت قائلة:-
- وأنا مش عاوزه منك حاجه، وعايزة اروح اجيب اوراقي وهدومي وكل اللي يخصني واشتريته بفلوسي...
ضغط على قبضتيه بضيق من تصرفاتها، ثم سحب شهيق يليه زفير ثم قال:-
- سارة اظن أن قولتلك امبارح إننا لازم نتكلم ونقفل صفحة الماضي، عشان كده لو سمحت ممكن تقعدي وتسمعيني، لازم احكيلك كل شيء ووقتها هيكون ليكِ الحكم في شكل علاقتنا، بس عايزك تعرفي اني معرفتش بوجودك، إلا من شهور بس...

يتبع

اسفه على التاخير، بس على ما قدرت اخلصه
ملحوظة
الصورة اللي فوق عي صورة اركان، او ممكن تتخيله زي ما تحبوا
***
صحيح نسيت يا بنات في بنوته طالبه منكم دعم وانكم تقرأوا روايتها.." حورية قلب سليم "

Continue Reading

You'll Also Like

867K 31.9K 48
تقدمت عليه واني احس الخوف والرعب احتل كل جسدي وقلبي أحسه توقف واني اشوفه جالس گدامي مثني رجله وخال عليه ايده والايد الثاني ماسك رأسه متوجع قربت عليه...
24M 1.5M 51
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
1.2M 70.7K 63
من أرضِ الشجَرة الخبيثة تبدأ الحِكاية.. "العُقاب 13" بقلمي: زاي العَنبري. لا اُحلل اخذ الرواية ونشرها كاملة في الواتباد 🧡.
1M 73.1K 56
تم تغير اسم الرواية من مجنوني الأنباري الى سجين الحب من بين الناس جميعاً، وفي شدة العتمه التي كانت في قلبي عندما غَدُرتُ من الحبيبه والصديق، ولم اعُد...