بَرْد

23 7 0
                                    

.




عانَقَتني بلُطف، أهدتني إحدى عِناقاتها المعدودة اللَيلة...
لَم أستَطِع الشعور بالدفء الذي يتحَدّثون عَنه، رغم كنزتي الصوفيّة السَميكَة التي أرتَديها.

لا أعلَم كَيف تَشعُر هي عِند مُعانَقتي، لكنَّها سريعًا ما تبتَعِد على كُلِّ حال، سالِبَةً إياي حنانها.

أذكُر أنَّني حاوَلتُ مِرارًا استِشعار الحُب بينَ يَديها، لكنّي دائِمًا أشعُر بالكَونِ أجمَعِ بَيننا!

أحاوِل قَطعَه بينَ ذِراعَيها راكِضَةً إليها، فإذا بِها تَلتَف مُبتَعِدَة قَبل أن أستَشعِر قُربَها.

ولكَم تمَنّيتُ أن تستَطيعَ رؤيَتي، أو تلتَفِتَ إليّ.. لمَرّةٍ، أشعُر بِها أنَّني مَرئيَّة، ومَحبوبَة.

أحيانًا أوَدُّ البُكاءَ على كَتِفِها، أن تُربت على رأسي تواسيني عِدّة دقائِق.. لكِن دائمًا ما أعودُ لصوابي قَبل هطولِ أوَّل قَطرَة، مُتذَكّرًة أنّها لا تُحِب رؤيَتي أبكي.

ولا أعلَم بَعد كَيفَ أُخبِرُها حقيقَة أنَّني أفتَقِدُها بِشِدّةٍ بَينما هي أمامي بالفِعل!

كَكُلِّ مَرّةٍ أردتُ بها الاستِيقاظَ مِن كابوس، فأجِدُني بالفِعل مُستَيقِظَة وأنَّ هذا لَيس بأضغاثِ أحلام.

أرنو لحَديثِها أُراقِب تفاعُلَ ملامِحِها اللَطيفَة مَع ما تقُص، أُحِب حماسَها البريء عِندما تندَمِج بالحَديثِ عمّا تُحِب.. أو عِندما تحكي لي أحداث المسلسل الذي نُتابِع مَثلاً.

وأتساءَل بِنَفسي، هَل حقًا تتجاهَلني عَن عَمَد.. أم لا تَستَطيع رؤية الحُزنِ بينَ ملامِحي؟

أعلَم أنَّني لا أتحَدّث مَعها عَن حُزني.. لكِن هَل حقًا مِن الصَعبِ مُلاحَظة ارتِعاش أطرافي؟ أنِيني الذي لَطالَما أرّقَني، ألَم يكُن مَسمُوعًا!

لقَد تخَطّيتُ اكتِئابي وعُزلَتي وخَوفي.. ولكِن لا أملِكُ فكرَةً بَعد، عَن كَيف سأتمَكّن مِن تَخطِّ ما سَبَّبتهُ لي مِن ألَمٍ طوال حياتي.




-مذكّرات لم تُكتَب بعد-



.

Athens Rainfall Where stories live. Discover now