ليلاك

83 9 0
                                    

.


بلا كلمات أدبية مبتذلة، ولا جُمل مستهلكة؛ أنا فقط أفتقدكِ
الأيام ببُعدكِ قاتمة، والليالي بدونك حزينة، والنجوم من غيرك منطفئة كأنّها لم تتوهج يومًا؛ مثلي.

الأيام تمُر مرور السعير على روحي، والحنين يحيك خيوطه حول فؤادي ويقتلني، وثوانيَّ تزيدني ولعًا.

وكل ما بقى لي تلك الابتسامة الجميلة، ومقلتيكِ الفاتنتين عندما نظرتِ لي بحُب. أتذكُرين ؟

يحتضِن رفّي كل الرسائل التي تبادلتها معكِ بعدما جمعنا القدر كل صباح.
عندما كنت أذهب لعملي وتودعيني بتمنيّاتك البريئة.
أنامُ بينها كُل ليلَة أُكرّر ذات الورقات، وأقنع فؤادي أن يسقي حنينَه بمرور عيناي على موضعٍ سبق ومرّت عليه عيناك.
كأنّ عيناكِ تركت انعكاسها هناك، وأنفاسك ارتطمت بالصفحات، ورائحتك علقت بالسطور، وملامحك تمددت بين الحروف تُعميني عن كلّها سواكِ.

أصابني التيه منذ رحلتِ عني.
ذبُلت روحي كل ليلَة انتظرتُك أن تأتي بها ولم تأتِ.

بقيت أتوسّل السماء خلف زجاج ذلك المقهى أن أراكِ قادِمًة.

ذلك المقهى أتذكرينه ؟ حيث احتسينا أوّل كوب قهوةٍ سويًا، حينما أخبرتكِ أنكِ جميلة كعَبق القهوة الحُلوَة، وأن زهرة الليلاك تتفتّح بوجنتاكِ كُلما ابتسمت.

أنا أذكُر كُل حرفٍ ترنّمَت بِه شفتاكِ لي؛ إلا جملتين.
حينما تحدثتِ بهما كنتُ أنا سارحٌ بكم والربّ قسماتكِ فاتِنة ! كيف لكِ أن تكونين بذلك الجمال دون بذل جهد ؟ كيف يُمكِن أن تظهَري كلوحَة فريدة من نوعها فقط يينما ترتشفين قطرات القهوة برقّة ؟!

أذكر كُل شيء، وأحتضن حبّات الثرى؛ بأيّ حقٍ أسرتكِ لنفسها بعيدًا عني !

.

Athens Rainfall Where stories live. Discover now