XXX

128 13 5
                                    


أنا هنا؛
حبيسَة ذلك المكان.

أنا هنا؛
سُلِبتُ مشاعري وسعادتي وحتى حُزني.
أستطيع سماع صوت الفراغ يترَدد بين أرجاءِ روحي.
أركان قَلبي جميعها تَصرُخ بالفراغ.

أنا هنا؛
هل كَوني قويّةٌ لا يُعطيني الحَق لأن أحزن؟ لِأقع مُنكَسِرَة بمُنتصَف الطريق ؟لِأتوقف لأتدارَك أنفاسي المَسلوبة؟

أنا هنا؛
مُشَتتة، مُتخبِّطَة، حزينَة ومُنكَسِرَة.
أتضوّر لَحظَةً أُقيم صلبي المُنحني، ولا الدنيا تقِف ثوانٍ لأجلي، ولَيتها حَتّى تَرأف بِقَلبي.

أنا هُنا؛
أستغيثُ حَتّى يُلبى نِدائي، وحَتّى تسأم الاستِغاثَةُ مِنّي.
سأكتُبها لتحمِلها الرياحُ وتَجوب الأرضَ، عَلّها تَجِد مَن تَنقِل لَه نِدائي المُتحَشرِج.

أنا هنا؛
هل يَستطيع أحَد سماعي؟!
مالَت الشَمسُ بِغروبِها حَنانًا بي، وتسَلّل القَمرُ مِن ثقوبِ فؤادي وأضاءَ تِلكَ العَتمَة.
أشفَقَت الرياحُ عليّ لاستِنجادي بِلا حَولٍ ولا قُوّة، وبَكَت السمَاء غَيثًا حُزنًا على حالي.

أنا مازِلتُ هُنا، ولَم يَنتَشِلني أحَدٌ بَعد.

هَل يَستطيع أحَد سماعي؟!.

Athens Rainfall Where stories live. Discover now