.
كل ما عليك كان أن تتجاهل تلك الابتسامة الرقيقة، أن تُمسِك قلبك عن الانبهار بتلك العينين اللتان احتلتا جزءًا كبيرًا من ذاكرتك.
لَم يكن عليك الانجراف خلف عواطفك الجيّاشة تجاه حروفها الرقيقة ودلال ضحكتها.
كان عليك المغادرة عندما وجدتها ضعيفة، لم ينبغِ أن تركع لتتفحصها ثم تقع صريعًا أمام هشاشة عبراتها وملامحها الناعمة وووجنتها المحمرّة.
لو فقط تجاهلت طريقة نطقها لاسمك، و أناملها عندما تمسك بالأشياء، ونظرتها لما تُحِب، وعناقها للأطفال، وحبّها للقهوة المُرّة؛ لما وقعتَ لذلك الحد.
ولكنّك أغرَمت بهلالِ عينيها عندما تبتسم لك، وحبّها للخريف البارد، وبراءتها عند حزنها.
أنت سمحت لنبض قلبك بأن يفقد صوابه أمام سؤالها لك، والذي لم يكن سوى ' كيف حالك ؟ '
وقعت لكُلّها ولامست القاع، حتى غدوت تحفر لما أسفله من هول ما حملتَ لها.
أنت عُميتَ بهواها لدرجة أنّك لم تُدرك أنّ ليس لها وجود بعالمك من الأساس ولا يراها أي أحد من حولك سواك.
لقد كانت أسطورتك وحدك، ولطالما كانت قصتك الشجيّة التي لم تكن أنت سوى بطلها.
.
