أنين

33 6 0
                                    

.


عندما تقِف بمُنتصَف الطريقِ مُدرِكًا أنَّه ما عادت الكلِمات باستِطاعتها وصف مشاعِرك الحزينَة، ولا عاد لأدمُعِكَ مَعنًى لسقوطِها.

ستَعي وأخيرًا أنَّ الألَمَ سيفًا بتًّارًا لا يَقبَل الانسحابَ إلا ومَعهُ جُزءًا مِنك بكُلِ مَرّة، وأنَّ لا أحد سيَفتَخِر بِك لوقوفكَ حتى تِلك اللحظَة.

لتتساءل بتِيهٍ باحِثًا عَن أرضٍ آمِنَة بوجوهِ المارَة.. ماذا حَدَث؟
كَيفَ وصلتُ إلى هُنا!

وإذا بِكَ يا صغير تَرتَعِش ولا تقدِر على الصمود أكثَر.

تئِنّ وتَنتَحِب خائِفًا أن ترفَع عينَيك لتُقابِل سُخرية القَدر اللاذِعَة، وشفقَة الناسِ مِن حَولِك.

فماذا عَنكَ يا فقيد الحنان، نفسكَ التي خذلتها مِرارًا وتكرارًا..
ألا تستحِق الرِفق للحظَة؟

ذاتك التي أتتكَ ركضًا مِن ذَمّ الآخرينَ لتَحتمي، فإذا بِك تنهال عليها باللَومِ والصفعَات.

أما آن أن تُحِب نَفسك بَعد؟ تُهَوّن عليها وتتقَبّلها كما هي؟

واللهُ وَحدَه يَعلَم كَم أنّها تُعاني كَيلا تَسقُط وتندَثِر.

فـأنّى لكَ سؤل العالَمِ عَن حُبِّكَ بينَما أنتَ لا تتنَهّد حَتّى!

ليَرحَمكَ الإلهُ يا صَغير وتُرحَم روحُكَ المسكينَة.



.

Athens Rainfall Where stories live. Discover now